Al-Watan (Saudi)

حكايتي معك

- عزة السبيعي

يقول كيليطو: كل حكاية جميلة لا بد أن تكون حقيقية. وحكايتي معكِ حقيقية، خاصة عندما أستيقظ فجرا وأكتشف أنك أتيت من كامبريدج و»اندسيتي« جواري، تهمسين: إنها مجرد ليلتين، احتمليني ولا تعرفين أن السنوات لم تغيرني، أنا نفسها المراهقة أمك التي كانت تغضب من اعتبارك أمي أمك، حتى لو لم تكوني تصدقين ذلك، خاصة عندما يعجبني أن يرفض الناس تصديق أنك ابنتي وتنظرين نحوي بغضب، وأنا أشكر لطفهم وأحاول في كل مرة أن أوضح لك أن الأمر لا شأن له بمسألة الفخر بك وأنك إنجازي الأهم، لكن يوما ستدركين معركتنا الكبرى كنساء مع العمر مع السنوات ومع الشيب ومع حتى التجاعيد التي ندعو كل يوم أن يبارك الله كل من يمضي وقته في المعامل ليجنبنا إياها نحن النساء اللواتي نرغب أن نبقى جميلات أكبر وقت ممكن. لكن وأقول لك بصراحة ربما لذلك علاقة بالرجال بطريقة ما هؤلاء القادرون على إتعاسنا أكثر من إسعادنا. أقول لك ونحن نلقي الثلج في النهر عندما نكبر لا نعود مولعين بالذين يحترفون الكتابة أو الغناء أو حتى الأشعار العاطفية الرائقة. شخص واحد يهزنا من الداخل لا علاقة له بكل هذا، ربما هو مجرد رجل لديه رمش واحد أطول من غيره نتطلع إليه في دهشة، ونجبره على الضحك من دهشتنا الغارقة في طفولة لم تعبرها السنون وبقيت دائما بعيدا عن التاريخ. أقول لك ذلك ولا أخشى شيئا في تلك اللحظة التي أصبحت مؤخرا مثل عشرات اللحظات التي نتبادل الأدوار فيها أو لا نتبادل، بل نخرج من قالبنا تماما ونصبح صديقتين تعبران النهر سويا وتقذف الأكبر كرات الثلج في وجه الأصغر التي تظن أنها مجبرة على أن تكبر، وبمناسبة الكبر مرة أخرى لا أعرف كم مرة أخبرتك ألا تكبري أو لا تحاولي أن تكبري أن تبقي الأشياء الصغيرة تضحكك هذه طريقتي في أن لا أكبر. قرأت مرة أن المعري كان يتجاوز فكرة أنه أعمى بالسخرية، لذا أحببت السخرية الجالبة للضحك، إنها سر المعري ليبقى في هذه الحياة التي غضب من والده يوما أن جلبه إليها، وستكون سريا للعبور نحو أطفالك بعقل كامل ووجه جميل ضاحك.

azza@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia