Al-Watan (Saudi)

ينبغي إيقاف انتشار نووي كوريا الشمالية في سورية وإيران

- جاي سولومون*

في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس كوريا الشمالية كيم يونج أون في الأشهر المقبلة، لا بد أن يتمثل أحد أهم أهداف إدارته لهذا الحوار التاريخي في وقف مبيعات الأسلحة من بيونج يانج إلى الشرق الأوسط بشكل دائم. فمنذ تسعينيات القرن الماضي أجرت الإدارات الأميركية المتعاقبة محادثات مسهبة مع النظام الكوري هدفت إلى وضع حد لبرامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية في البلاد، غير أنها لم تحقق أي نجاح يُذكر. إلا أن قطع شبكات كوريا الشمالية لنشر الأسلحة النووية في الخارج لم يكن يوما ضمن أبرز أولويات واشنطن، وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين. والنتيجة أن بيونج يانج تواصل تصدير التكنولوجي­ات العسكرية الخطيرة إلى دول مثل إيران وسورية، رغم مواجهتها عقوبات دولية متشددة. كما يخشى الخبراء أن تكون بيونج يانج قد ساعدت سورية على تطوير أصول نووية أخرى. ففي 21 مارس أصدر »معهد العلوم والأمن الدولي« ومقره واشنطن تقريرا دعا فيه مفتشي الأمم المتحدة إلى زيارة موقع بالقرب من بلدة القصير الغربية في سورية، مشيرا إلى أن نظام الأسد قد يكون قد بنى منشأة لتخصيب اليورانيوم هناك، بمساعدة بيونج يانج. وكشفت الأمم المتحدة أن بيونج يانج كانت ترسل مهندسين إلى مصانع سورية لإنتاج الأسلحة الكيميائية والصواريخ خلال الأشهر القليلة الماضية. ويواصل مسؤولون في الأمم المتحدة والولايات المتحدة والشرق الأوسط التعبير عن قلقهم بشأن التعاون الصاروخي المشتبه به بين كوريا الشمالية وإيران. ففي سبتمبر الماضي قام »الحرس الثوري الإيراني« بعرض صاروخ باليستي جديد حمل اسم »خرمشهر« في إطار العرض العسكري السنوي في طهران. ويقول محللون فنيون إن السلاح يشبه إلى حد كبير صاروخ »بي أم 25« الكوري الشمالي، الذي يصل نطاقه إلى مدى 3500 كيلومتر - وهي قدرة قد تسمح لإيران بضرب العواصم الأوروبية. ويعود تاريخ التعاون في تطوير الصواريخ بين كوريا الشمالية وإيران إلى ثمانينيات القرن الماضي، وفقا لمسؤولين أميركيين. وقد كانت نسخ صواريخ »شهاب« الإيرانية السابقة شبه مطابقة لسلسة صواريخ »نودونغ« الكورية الشمالية، كما أن وكالات الاستخبارا­ت الغربية تعقّبت تبادلات ثنائية منتظمة لعلماء ومهندسين. واليوم، يحاول المسؤولون تحديد ما إذا كان هذا التعاون لا يزال وثيقا - وما إذا كان قد توسع ليطال الحقل النووي. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق أن وقّع اتفاق تعاون علمي مع إيران عام 2012 مشابها لذلك الذي أبرمه مع سورية قبل عقد من الزمن. وفي ذلك الحين، خشيت واشنطن من أن الاتفاق الإيراني قد يُنذر بتعاون نووي، ولا تزال هذه المخاوف قائمة. ذكرت إدارة ترمب أن المفاوضات مع كيم يونج أون ستركز على تفكيك الترسانة النووية للنظام، وقطع شبكات انتشاره النووية -، ولا يُشكل ذلك مفاجأة نظرا إلى أن التقدم الذي أحرزته كوريا الشمالية مؤخرا في هذا المجال قد أسهم في تنامي القلق في واشنطن. يُشير العمق المشتبه به للأزمات الاقتصادية في كوريا الشمالية إلى أنه من المرجّح أن تواصل التسويق لبضائعها أمام فاعلين سيئين في الشرق الأوسط، ما لم يثبت الرئيس ترمب أنه مستعد أو قادر على تقديم بديل مغرٍ بما فيه الكفاية بحيث يعجز الزعيم الكوري الشمالي عن رفضه. * زميل زائر مميز في »زمالة سيغال« - )معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط) - الأميركي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia