دعوة بدراسات عن تأثير رمضان في الإبداع الشعري

دعا باحث في الأدب بدراســات معمقة ثقافيا واجتماعيا عن شهر رمضــان المبارك لمــا يحدثه من تغيير في درجة الإبداع الشــعري ومنحاه في كل العصور، على حد تعبيره.

وبين الباحث في الأدب علي زعلة في مسامرة عن شــعرية رمضان في الذاكرة الأدبية ضمن فعاليات الملتقــى الرمضانــي الذي ينظم بالشراكة بين نــادي أبها الأدبي وفرع جمعية الثقافــة والفنون بأبهــا وأدارها الدكتــور أحمد التيهاني ، أن رمضان كان كابوسا لدى الشعراء الهائمين خلف اللذات في كل واد ساحق في سبيل متعتهم كل القيود الأدبيــة، ولم يقتصر عليهم ثقل الصــوم هناك، فهي نفوس لا تحتمل الجوع ولا ترضخ للصوم مثل قول أعرابي:

يقول بنــو عمي وقــد زرت مصرهم .. تهيأ أبا عمرو لشــهر الصيام

فقلت لهم هاتوا جرابي ومزودي سلام عليكم فاذهبوا بسلام

مضيفا أنه حتــى في عصر ازدهار الخلافة الاســلامية خرج أبو نواس في .. بغداد ممزقاً ثوب الرياء الشفاف يقول:

منع الصوم العقارا ..... وزوى اللهو فغارا

وبقينا في ســجون الصوم أسارى .. للهم

قال زعلة عــن ارتباط رمضان بالخمر، إن ذلك فتــح بابا حول حقيقة ذلــك أم أنه لا يعدو تخيلا زائفا، لكن للأدب العربي توثيق في هذا الارتباط منعا أو ترغيبا فيقول بن المعتز:

أهلا بفطر قد أنار هلاله ... الآن فاغد على المدام وبكر

وانظر إليه كزورق من فضة قد أثقلته حملوه من عنبر

كما كان لأحمد شوقي قصيدة شــهيرة وثقت ذلــك مطلعها » رمضــان ولى هاتِها يا ســاقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ » .

وبين زعلة أن التاريخ يسجل للشعراء ابن الرومي وأبي نواس هجاء الشــهر الفضيــل، ولكن حين كــبروا في الســن قالوا فيه شــعرا جميلا، بينما كان لأحمد شوقي وطه حســين مقطوعات أدبية تصــور الصوم ولحظات الإفطار في صــور أدبية بديعة تخاطــب القلب و الــروح. ثم تناول الباحث على زعلة عددا من القصائد للشعراء حسين عرب و محمد حســن فقي وأحمد سالم مستعرضا بعض الآراء الأدبية في الشهر الفضيل. ..

(الوطن) زعلة » يسار« خلال المسامرة في الملتقى الرمضاني بأبها