Al-Watan (Saudi)

الغرب لم يعد مهيمنا على الشؤون العالمية

- بول جيليسبي*

سيطرت القوة الأنجلو- أميركية على السياسة العالمية لمدة ثلاثة قرون، وحددت في الآونة الأخيرة الكثير من أجندة الغرب العالمية. وقد تنتهي تلك الفترة بشكل سريع في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .(Brexit) تواجه العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أزمة بسبب إيران والتجارة وتغيُّر المُناخ والشرق الأوسط، لأن الأنجلو- أميركا لم تعُد تتمسك بالقيم الليبرالية التي كانت تستند إليها في السابق. تُعتبر القضايا التوأم لسياسات ترمب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر من أسباب التغيُّرات العميقة التي نعيشها. كانت العلاقات عبر الأطلسي قائمة على الديموقراط­ية الليبرالية، وحكم القانون، والعولمة الرأسمالية، والأمن المشترك والتعددية، باعتبارها عوامل أساسية في الغرب كمعيار وحيد للحضارة وترتيب السياسة العالمية في الأجيال الثلاثة التي عقبت الحرب العالمية الثانية. كانت تلك الحرب بمثابة علامة لسيطرة الإمبراطور­ية البريطانية على الهيمنة الإمبريالي­ة الأميركية. لكن التأليف المشترك لتلك القيم أثناء الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي قد استمر بعد انتهائها وتمت مشاركتهما مع دول أوروبية أخرى في التسعينات وعقد 2000 . وتوضِّح إدارة ترمب أن أي اتفاقية تجارية مستقبلية بين الولايات المتحدة وبريطانيا يجب أن تقترب من الأولويات التنظيمية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالأغذية والسلع المصنَّعة والخدمات بدلاً من ربطها بالاتحاد الجمركي الأوروبي. لقد تمت معالجة التوترات المتعلقة بالإنفاق الدفاعي والمنافسة الاقتصادية والأولويات الجيوسياسي­ة مع الصين وآسيا والشرق الأوسط من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومنظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف. وكان هناك تفاهم متبادل بأن مصالحهم وقيمهم المشتركة، في عالم متغيِّر، تفوق المصالح المتضاربة. توضح إدارة ترمب أن أي اتفاقية تجارية مستقبلية بين الولايات المتحدة وبريطانيا يجب أن تقترب من الأولويات التنظيمية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالأغذية والسلع المصنعة والخدمات بدلاً من ربطها بالاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي. إذا كان الاتحاد الأوروبي سيحمل وزنا في هذا العالم المتعدد الأقطاب، فإنه يحتاج بالتأكيد إلى مزيد من الوحدة. لكن يجب عليه أيضا أن يحتضن ما يسميه عالم العلاقات الدولية، بيتر كاتزينستين ، »العولمة متعددة الأشكال « وهي أكثر ملاءمة لعالم تكون فيه طرق متعددة حديثة. ومن السهل على الغرب أن يفترض معيارا ليبراليا للسلوك الحضاري يفسح المجال أمام »إحساس فضفاض بالقيم المشتركة وينطوي على مفاهيم متباينة في كثير من الأحيان لتنوع في إنسانية مشتركة.«

*كاتب عمود بصحيفة (ذا آيرش تايمز) الإيرلندية

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia