Al-Watan (Saudi)

الحرب بالأفكار من عملاء السفارات

- أريج المحيا

عميل ممول خارجيا مغلف باسم ناشط حقوقي يدعو للمساواة والحرية مستغلا مشاعر الناس لمآرب أخرى، هذه فكرة مستهلكة من قبل، وقد اُستعملت لمحاربة مملكة بروسيا (الرايخ الألماني الأول) وجمهورية روسيا المؤقتة (حكومة كيرينسكي). قد يستغرب البعض كيف تستطيع فكرة »الدفاع عن حقوق الفرد« سواء أكان امرأة أو طفلا أو من الأقليات أن تكون خيانة. الذي قد يزيدك غرابة أن تلك الفكرة استطاعت أن تسقط حكما بأكمله وتمادت لتفكك حدود الدولة. ما فعله ليون تروتسكي وفلاديمير لينين ببلادهما روسيا لا يختلف كثيرا عما فعله عملاء السفارات هنا. ملايين اللوبي اليهودي الصانع للفكر الماركسي مع الاستخبارا­ت الألمانية اشترت ذمة تروتسكي ولينين لإسقاط حكم كيرينسكي في روسيا عام 1917. ليس بحرب وإشهار سلاح، بل فقط من مبدأ المساواة وحقوق العمال. الثورة البلشفية لم تنشأ من العدم لأن الوضع الاقتصادي للعمال كان سيئا، لكن ما غُيّب عن أذهانهم أن أرباب المصانع والمال هم اليهود أنفسهم صانعي فكرة المساواة وحقوق العمال. لكنها كانت حركة لخلق زعزعة بين الطبقة البرجوازية الحاكمة وطبقة العمال الكادحة. الشعب الثائر اختار العميل لينين رئيسا عليهم دون أن يعي أنه قبض الكثير من الخارج ليصل إلى كرسي الحكم. تم كل ذلك بقوة الإعلام والصحافة. وهي قوة توازي عمل برامج التواصل الاجتماعي الآن. لتكون الطريقة الأسرع والأكثر تأثيرا لنشر الأفكار المسمومة. العملاء الخونة لينين وتروتسكي وغيرهما لم يتوقفوا عن إسقاط الحكم، وزعزعة الأمن الداخلي وخلق الثورة فقط، بل ادخلوا روسيا في منحنى الذل بأن تتنازل عن أراضيها بشروط تختارها ألمانيا. فبمعاهدة برست ليتوفسك تم التنازل عما تسمى الآن فنلندا وبولندا ودول البلطيق، وبما أنه لا توجد طبقة عمال في السعودية بذات الصيت الذي يمكن أن يزعزع الأمن فقد تم استغلال فكرة الحقوقيين لنصرة المرأة. القبض على العملاء السبعة لن يكون نهاية للقضية لأنه قد يوجد غيرهم الكثير ممن لم يتم التعرف عليهم بعد، وقد تكون نشاطاتهم ممتدة لقضايا أخرى غير مسألة الحقوق. استعمال نفس أسلحتهم قد يكون الحل الأمثل لبتر نفوذهم. الفكرة سلاح لبرمجة عقول الشعب وتستعمل لإشعال حرب داخلية. التصدي لذلك السلاح يكون بفكرة مساوية لها بالمتانة والقوة والدعم الإعلامي. بذلك يتم ضمان أن تكون الفئة المستهدفة حصينة من التلوث الخارجي وتكون هي بذاتها من تحارب العملاء.

areej@alwatan.com.sa

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia