Al-Watan (Saudi)

بوصلة الاستقرار وميزان السلام

Http://www.alwatan.com.sa/info/neqashat.htm

-

يوم بعد آخر وحدث تلو الآخر تثبت مملكة الخير والإنسانية أنها بوصلة الاستقرار وميزان السلام والداعم الأهم لمبادرات السلام وراعيها الأول، وها هي تنفرج واحدة من أكبر أزمات القرن الإفريقي وأهم مناطقه وموارد المياه في العالم بعد تدخلات المملكة بثقلها الدولي ومكانتها العربية والإسلامية وتمارس دورها المعهود لخلق بيئات أفضل، وتسهم في إيقاف رحى الحرب التي طالت بين الجارين إثيوبيا وإريتريا، وتضع حدا لمرحلة الحرب واستنزاف خيرات البلدين طوال العقود الماضية والتي بدأت عقب مطالبة إريتريا بنيل استقلالها عن إثيوبيا، واستمرت فترة طويلة حصدت كثيرا من الأرواح بين طرفي النزاع، مهدرة خيرات البلدين ومدخرات الشعبين، وأثقلت اقتصاد البلدين المنهك أصلا، وكل ذلك بالطبع أتى على حساب تنميتهما وازدهار شعبيهما، ليأتي اتفاق السلام النهائي الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبمساع إماراتية وحضور دولي يتقدمه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، ووقع الاتفاقية كل من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي.

وهنا واصلت مملكة الإنسانية مساعيها لدول الجوار ورأب الصدع بين الفرقاء ليعم الأمن والسلام بلدانهم مثلما حدث في أوقات سابقة، ورعت في مواطن كثيرة اتفاقيات سلام ومحبة، منها اتفاق الطائف بين الأشقاء اللبنانيين في الثمانينات والمصالحة بين الفرقاء الصوماليين، وإيقاف الحرب الأهلية في الصومال في 92، وكذلك تثبيت الهدنة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، واتفاق مكة المكرمة بين الفصائل الفلسطينية، والمبادرة الخليجية لوضع حد للنزاع اليمني الذي كان بمثابة وثيقة واضحة البنود لولا انقلاب الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، التي أزمت الأمور وأهلكت كل مقومات الحياة لولا التدخل الإنساني للمملكة وتقديم كثير من الإعانات والمساعدات الإنسانية، للتخفيف على المواطنين من جراء الحصار التي تفرضه عليهم ميليشيات العصابات الحوثية الموالية لإيران.

وهنا يظهر الفرق الواضح والبون الشاسع بين من يزرع الخير ويخدم شعوب منطقته ويسعى لاستقرارها وتنمية وازدهارها، ويتمنى أن يعم الأمن والسلام كل أرجاء المعمورة، فالمملكة هي المصباح المضيء لينير طريق الوئام بمصابيح الود والاستقرار، بينما رأينا قوى الشر والعبث، وفي مقدمتها الراعي الرسمي والأول للإرهاب وزعزعة الاستقرار وهيبة الدول وهي إيران، التي ما وضعت يدها في منطقة حتى انتشرت الفوضى وساد الانفلات كل أرجائها، ولنا في العراق ولبنان وسورية واليمن عبرة وكل ذلك يتم عبر مندوبيها وأياديها في هذه البلدان من الحوثيين وحزب الله وغيرهم، الذين ارتضوا أن يكونوا أداة خراب ومعول هدم في يد النظام الكهنوتي الإيراني.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia