Al-Watan (Saudi)

تأكيد الشعور الجمعي

-

أشار الجمعان إلى أن تجربة ما بعد حداثة النص المسرحي السعودي مستها الفوضى الأدبية المنظمة عن قرب، حتى بات المسرح وعاء يخلط الميديا والتكنولوج­يا والسرد والشعر والموسيقى وكل شيء، بجانب حضور السينما على المسرح، وتقنيات الحاسوب حضوراً مهيمناً، حتى أصبح التشابه الكبير بين خواص نظرية الفوضى وخواص ما بعد الحداثة في الأدب نموذجين متوازيين زمانياً ومكانياً، وتقران بانهيار مقولات الحداثة: المنطق والموضوعية والعقلانية، وتعززان المعرفية التي تقوم على مبادئ حرية الإرادة والاختيار مع الإقرار بمحدودية العقل الإنساني في مواجهة عالمه. وبين أن المسرح السعودي لم يتقاعس عن دوره في تأكيد الشعور الجمعي الذي يربط أبناء الوطن الواحد (المملكة العربية السعودية) بوصفه الخيمة التي وحدت الصفوف حتى إن تباينت أيدلوجياته­م وتوجهاتهم الفكرية، فقدم المسرحيون عروضهم من أجل تكريس قيم هذه الوحدة ومفاهيمها، معبرين عنها بصور الانتماء إلى الأرض وعاداتها وتقاليدها ومقدرات إرثها، موضحاً أن المجتمع السعودي، عاش وسط 3 إشكاليات، وهي: المناطقية، والقبلية، والطائفية، ورغم تنبه المجتمع السعودي لهذه الأخطار الثلاثة المحدقة به من خلال التحصين عبر جهود الآلة الإعلامية السعودية التي أنتجت برامج وشعارات وحملات إعلامية توعوية بغرض توعية أفراد المجتمع وتنويرها بتبعاتها، أما المسرح فقد ظل خجولاً في طرح مثل هذه القضايا أو مناقشتها برمزية أو محاولة بث رسائله عنها بشكل مقتضب ومقنن، وسرعان ما لحقت به مرحلة أخرى أكثر احتياجاً لمناقشة هذه القضايا وطرحها دون موارية أو تورية، مضيفاً أن المسرح في المملكة سعى واجتهد لتعزيز الوطنية، وتأكيد وحدتها بأعمال مسرحية عديدة، بيد أن العطاء أقل من الطموح، والتأثير أقل من الممكن، والصورة لا تزال غير مكتملة في الدور المنتظر من المسرحي.

 ??  ?? زوار أمام صور ضحايا الاحتلال النازي خلال معرض 12 أكتوبر -1944 أثينا الذي تم تحريره، في متنزه ‪Elefterion Center of Art‬ في أثينا . (أ ف ب)
زوار أمام صور ضحايا الاحتلال النازي خلال معرض 12 أكتوبر -1944 أثينا الذي تم تحريره، في متنزه ‪Elefterion Center of Art‬ في أثينا . (أ ف ب)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia