Al-Watan (Saudi)

سؤولية الوطنية

-

إن المقومات الأساسية لنهضة الأمم والمجتمعات، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات، تكمن في العناية بقضية غاية في الأهمية، إنها المسؤولية.

إن المسلم المكلف مسؤول عن كل شيء جعل الشرع له سلطانا عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء كانت مسؤوليتك شخصية فردية، أم مسؤولية متعددة جماعية. قال عز وجل: »فوربك لنسألنهم أجمعين .«

إن الشعور بالمسؤولية هو إخلاص دائب في أداء الواجب، وحياة للضمير في مراقبة الله تعالى، وسعي أكيد إلى تطوير ذلك الأداء، وحينما نتحدث عن المسؤولية الوطنية، فإن ذلك يعني كثيرا من المعاني، ويفرض على الإنسان كثيرا من الالتزامات والواجبات.

إن الوطنية أو حب الوطن ليس بدعا من القول، أو مستحدثا من مستحدثات الزمان الحالي، بل هي جزء من الجذور الاجتماعية التي قام عليها المجتمع.

فالوطن جزء من الهوية والانتماء، يُعرف الأشخاص به ويُعرف به الأشخاص، وهو ذلك الارتباط الشعوري الفطري الذي عبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما أخُرج من مكة بقوله: »ما أطيبك من بلد وأحبك إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك«.

إن الوطنية تعني الحفاظ على الثوابت، والتعامل معها على أساس أنها ثوابت، وتحديد المتغيرات والتعامل معها في ضوء الثوابت، بما يخدم المجتمع في حاضره ومستقبله، والحرص الشديد على أمنه الفكري والاجتماعي، والأمن على حياة الناس من كل الجوانب، فالوطنية هي الإحساس بالمسؤولية الحقيقية.

ومن المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق المربين، إيصال ذلك المنهج الخفي، ألا وهو تعزيز الولاء والانتماء الوطني، إلى أبنائنا وبناتنا، في صورة سلوك ممارس يلامس البعد الوجداني، كالمحافظة على الممتلكات العامة، واحترام الأنظمة والقوانين، وكذا شعور الفرد بتقبل المواطنين الآخرين، مع اختلاف العادات والتقاليد والمعتقدات والألوان واللهجات والمناطق.

ولعل من أهم سمات المربي المعزز للانتماء الوطني، أن يكون قادرا على تكوين جيل معتز بوطنه وولاة أمره، وينمّي فيهم مشاعر الحب والتضحية والدفاع عن الوطن ضد كل معتد أثيم، إيمانا جازما بأن أمن الوطن مسؤولية الجميع.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia