Al-Watan (Saudi)

المنطقة منزوعة السلاح

-

تعتبر أهم نقطة في اتفاق أدلب قيام تركيا بإبعــاد الجماعات الإرهابية الراديكالي­ــة عــن المنطقة منزوعة الســلاح، بما فيها هيئــة تحرير الشام وســحب الدبابات وقاذفات الصواريخ ومدافع الهاون الخاصة بالأطراف المتقاتلة، وتحصين نقاط المراقبة التركية واستمرار عملها. كما سيتخذ الجانب الروسي إجراءات لضمــان تجنــب تنفيــذ عمليات عسكرية وهجمات على إدلب، أيضا ســتقوم القوات المســلحة التركية والشرطة العســكرية الروســية بدوريات منسقة على امتداد حدود المنطقة منزوعة الســلاح، لضمان حرية حركة السكان المحليين، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ذلــك بناء على اقــتراح تركي ســعيه فتح حركة المرور بين حلب واللاذقية، وبين حلــب وحماه قبل نهاية هذا العام، هذا على الرغم من أن هذين الطريقين يمران في المنطقة التي ستبقى تحت سيطرة المعارضة، بعد تطبيق الاتفاق كونهما شريان الحياة الاقتصاية في سورية. وفيما انصاعت العديد من التنظيمات المعارضة بعد اتفــاق إدلب للرغبة التركية بتسليم أســلحتها الثقيلة، إلا أن هيئة تحرير الشام وحلفائها رفضوا الالتزام بالاتفاق، خصوصا بعد أن اعتبرت الســلطات التركية جبهة النــصرة تنظيمــا إرهابيا، مؤكدة على »تمسكها بخيار القتال« وعــدم التخلي عن الســلاح، ومن ثم وقع خرق اتفــاق إدلب مؤخرا، عند تبادل القصف بين مســلحي المعارضة وقوات النظام الســوري، التي واصلت قصف المنطقة العازلة عدة أيام. قال مدير عام معهد المشرق للدراســات الاســترات­يجية، الدكتور سامي نادر، في تصريحات إلى »الوطن«، إن إنشاء المنطقة العازلة في شمال سورية يواجه تحديات كبيرة، في ظل غياب تسوية شاملة للأزمة الســورية، كما أن قيام المنطقة العازلة يقتضي خفــض التصعيد ووقف إطلاق النار وإلا سيبقى الاتفاق التركي الروسي هشــا وغير مكتمل العنــاصر، مبينا أن المصالح التركية الروسية المشتركة ستدفع الطرفين لإنشاء المنطقة العازلة في شمال ســورية، خصوصا أن من مصلحتهما »عدم تدهــور الأمور في تلــك البقعة، وتثبيت وتكريس المكاسب التي حققوها على الأرض. وأضاف »لذلك بــدأ الطرف التركي العمل بجدية لجعل المنطقة منزوعة السلاح.. هذا على الرغم من عدم اســتجابة كل الأطراف، إلا أنه قادر على ممارسة الضغط العسكري عــلى المعارضة ومحاصرتهــ­ا، خصوصا أن التنظيمــا­ت في إدلب ومــا حولها باتت ساقطة عسكريا، أما روســيا فتعي جيدا الثمن الباهظ للحســم العسكري في إدلب، خصوصــا في ظل تقلص عدد قوات النظام الســوري، وبالتالي معركة من هذا النوع ســتدمي الجيش الــروسي، بالإضافة إلى استحالة حســمها دون التدخل الإيراني، وهو ما لا ترغبه روســيا وتركيا والمجتمع الدولي. وذكر الدكتور سامي نادر أن الأهم من ذلك إبقاء الوضع كما هو عليه عبر إقامة المنطقة منزوعة الســلاح ، والذي يكفل أيضا إبعاد إيران عن شمال سورية، وهو ما ترحب به روسيا والمجتمع الدولي، مؤكدا أن اللاعبين النافذين في شــمال ســورية وهم تركيا وروسيا يسعيان بشكل دؤوب لمنع تدهور الأمور، خاصة مع حدوث اشتباك من فترة لأخرى، بهدف تبرير الوجود العســكري لكافة الفرقاء من أجل تقسيم سورية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia