Al-Watan (Saudi)

صراعات الوزراء تعرقل اجتماعات حكومة الانقلاب واتهامات الخيانة تلاحق المناهضين

نهب الأموال

- أبها: سلمان عسكر

كشــف مصدر مطلع أنه منذ تعيين عبدالعزيز بن حبتور رئيســا لما يســمى مجلس الوزراء في حكومــة الانقلابيي­ن الحوثيين بصنعاء، لم يجتمع بالوزراء قبل نحو سبعة أشهر، وأنه بعد تعيينه لم يلتئم المجلس الذي يضم 42 وزيرا بشكل تام، حيث اقتصرت الجلســات الأولى على 10 وزراء فقط، في حين شــهدت الفترة الأخيرة توقف اجتماعات المجلس بسبب تصاعد الخلافات بين الوزراء.

وقال المصدر، في تصريحــات إلى »الوطن«، إن بن حبتور يجري اتصالات ببعض الــوزراء متوددا لهم بطلب الحضور في الجلســة التي يقرر انعقادها، ولكن البعض منهم يشترط عليه بأنه لن يحضر في حال حضور أحد الوزراء أو غيره ممن يختلف معهم، مما يعرقل انعقاد الجلسات.

ولفــت المصدر إلى أن عمل بن حبتور تحول بســبب هذه الخلافات من رئيس لمجلــس الوزراء إلى »مصلح قبلى«، وهو بالفعل ما يحدث مؤخرا، حيــث أصبحت لقاءات بن حبتور برئيس التلاحم القبلي، الشــيخ ضيف الله، تعبر بوضوح عن تلك الخلافات الوزارية.

جاء ذلك عقب انشــقاق، وزير الإعلام في حكومة الانقلاب، عبد السلام جابر، وهروبه من صنعاء قبل أيام، إثر تيقنه من عدم جدية مجلس الــوزراء في حكومة الانقلاب وعدم اكتراثه بمعاناة اليمنيين، وتأكيده على أن حركة الحوثيين تحولت إلى مراكز قوى متصارعة مع بعضها وكل طرف يســتحوذ على جزء من مؤسسات الدولة ويسخرها لمصالحه الخاصة. حسب المصدر، فإن ما يسمى بوزير السياحة ناصر باقزقوز خرج بكل شجاعة ليعلن من صنعاء موقفه وحقيقة الحوثيين وعمل مجلس الوزراء، وهو ما جعل القيادات الحوثية تتهمه بأنه كان معلمــا، وأن طموحه لم يزد عــن أن يكون مديرا لإحدى المدارس، لكنه وجد نفسه وزيرا. وذكر المصدر أن الحوثيين اتهموا باقزقوز أيضا، بأنه لم يكن مخلصا لما وصفــوه بالمهمة الوطنية وليس لديه الكفاءة، لأن يكون وزيرا، كما قام الحوثيون بنشر وثائق تفضح ما وصفوه بفساد باقزقوز في الوزارة بعدما عرفوا موقفه الرافض لهم. قال المصدر إن الوزير ناصر باقزقــوز لم يكن الوحيد الذي غدر به الحوثيون عندما رفض ســلوكهم، فهناك أيضا وزير التجــارة والصناعة عبده محمد بشر، والــذي أدى انتقاده للحوثيين واســتنكار­ه اقتحامهم لجامعة صنعاء إلى اتهامه بالعمالة ومن ثم فقد حاول بشر الهروب من صنعاء بملابس نسائية. وأشــار المصدر إلى فرار وزير النفط ذياب المعيلي من اليمن، هربا من انتهــاكات الحوثيين، كما وصــف وزير الرياضة والشباب حســن زيد، وزير التعليم يحيي بدر الدين الحوثي بالعفن. أوضح المصدر أن مجلس وزراء الانقلاب الذي تم تشــكيله بالتقاسم بين المؤتمر الشعبي العام والحوثيين، شهد استبعاد الحوثيين منه الأســماء المرشــحة من المؤتمر ومنهم وزير التخطيط يــاسر العواضي ووزير الداخليــة محمد القيسي، ووزير الخارجية هشام شرف، ووزير التعليم الفني محسن النقيب ووزيرة الشــؤون الاجتماعية فائقة السيد، ووزيرة الدولــة فاطمة الخطري، فيما نشــبت خلافــات بين بقية الوزراء، وبات البعض منهم لايرد على أي اتصالات ولايحضر الاجتماعات، بينما هرب البعض الآخر إلى مواقع غير معروفة داخل اليمن أو الفرار خارج البلاد، فيما لم يتبق من الوزراء على أرض الواقع غير نائب رئيس الوزراء، حســين مقبولي، ووزير الدفاع محمد العاطفي. ولفت المصدر إلى أن رئيس الــوزراء، عبدالعزيز، بن حبتور حاول الهروب ولكنه تم القبض عليه، ويخضع حاليا لرقابة مشددة. قال مستشــار وزير الإعلام رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين، فهد طالب الشرفي، إن كافة الوزراء المعينين من المؤتمر الشــعبي العام هربوا جميعا من مواقعهم، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء عبارة عن تشكيلة حرامية إجرامية و»كذبة كبرى«، ســيما بعد استدراج المؤتمريين إلى هذه التشكيلة، وكذلك استدراجهم إلى ما يسمى المجلس السياسي الأعلى. وبين الشرفي أن الذي يدير المناطق التي يســيطر عليها الحوثيون فعليا هو مجلس تنفيذي يديره عم عبدالملك الحوثي المدعو عبدالكريم أمير الدين الحوثي من خلال توجيه المشرفين، بالإضافة إلى لجنة ثورية يرأسها محمد الحوثي تدير الوزارات، أما قائمة الوزراء فهي عبارة عن أسماء فقط، لا تملك اتخاذ القرار. ووفقا للشرفي، فإن أولئك الوزراء قيل لهم اســتلموا المخصصات وانهبوا الأموال، وابقوا على الكراسي للتصويــر فقط من أجل أن يتوهم الناس بأن هناك شراكة وطنية، بينما لا توجد فعليا أي شراكة ولا حتــى بين المكونات التي حاول الحوثيون تجميعها، حيث اتضــح للجميع أن الحوثي لا يقبل أحد، وأنه الآمر الحقيقــي، رغم اختفائه في الكهف، علاوة على ذلك هناك أبناء عمه وبقية ســلالته ممن يديــرون هذه الأجهزة ونهبوا مقدراتها لصالح أجهزة أخرى تعمل في الخفاء، خاصة بعدما تبين أن لديهم جهاز أمن وقائي واقتصاد خاص وإدارات خاصة للاتصالات والميليشــ­يات، فضلا عن وجود شخصيات تدير الأمور دون الظهور في وسائل الإعلام. ذكر الشرفي أن هناك جرائم غسل أموال وفضائح أخرى للحوثيين سيتم الكشف عنها قريبا، بسبب انهيار الميليشيات وانقطاع الموارد وانتهاء »وليمة« نهب اليمن، وأضاف »الآن ســيبدأ كل واحد منهم يتهم الآخر، وســيظهر أيضا من يحاول القفز من الســفينة، لأن اجتماعهم في البداية كان من أجل السرقة وتحقق لهــم ذلك، تقاربوا من أجل النهب والقتل والإفســاد، ونفذوا مهمتهم والآن يصفون الحسابات كل منهم بطريقته.« وقال الشرفي: »لعل هروب البعض منهم والتفكك فيما بينهم خلق مخاوف لديهم، ويحاول البعض منهم رمي التهم على الطــرف الآخر،« مؤكدا أن أي وزير ليــس مؤمنا بملزمة حســين الحوثي وينفذ أجندات المكتب التنفيذي فهو لاصفة له ولا صلاحية. وأشــار إلى أن ما يسمى بالوزير أحمد حامد هو الذي يسيطر على الوزراء ويوبخهم، وهو ما لفت إليه الوزير نــاصر باقزقوز والذي خرج بعد الاعتداء عليه وكتب كل الحقائق وقال: »أكتب هذا الكلام وأنا في حالة هلع وخوف، من مداهمتهم وقتلهم لي .« وأكــد الشرفي أن نموذج باقزقــوز هو مثال فعلي لموقف كل الــوزراء في صنعاء الذين يعانون نفس المعاناة وينتظرون الفرصــة للهروب وفضح ما يجري في مجلس الوزراء. كان وزير الإعلام المنشــق من صفوف الحوثيين، عبدالســلا­م جابر، قد أكد لـ»الوطن« بعد هروبه من صنعاء قبل أيام، أن جلسات ما يسمى مجلس الوزراء في حكومة الانقلاب بصنعاء لم تكن مجدية ولا تهتم بالشــأن اليمني، مؤكدا أن مخرجات كل اجتماع كانت تضاعف من معاناة الناس. وقال إن أعضاء الحكومة يخضعون لسلطات الأمن والتهديد وأن تحركهم فيه مخاطر وصعوبة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الوزراء يريدون الهروب من سيطرة الحوثيين. وكشــف أن عددا كبيرا من الوزراء يريد الهروب من مواقعهم، إلا أن الميليشيات نصبت نقاطا أمنية خاصة بالبحــث والتحري عن القيادات في صنعاء ممن يعتقد أنهم يريدون مغادرة صنعاء. وأوضح عبدالســلا­م جابر أن الميليشيات تراقب تحركات بعض الوزراء وحتــى بعض القيادات العسكرية والأمنية والسياسية داخل حركة الحوثي نفسها، مبينا أن هناك مجموعة من الوزراء يعدون ترتيبات خاصة لخــروج آمن من صنعاء، متمنيا لهم تجاوز النقاط الأمنية المفروضة عليها والإفلات منها.

 ??  ?? رفض الشارع اليمني للإنقلاب يزيد الإنشقاقات بين صفوف الحوثيين ( الوطن)
رفض الشارع اليمني للإنقلاب يزيد الإنشقاقات بين صفوف الحوثيين ( الوطن)
 ??  ?? الميليشيات ترهب المدنيين في شوارع صنعاء
الميليشيات ترهب المدنيين في شوارع صنعاء

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia