سمات تميز خارطة الثقافة في الخليج

لعل من أبرز وأهم هذه السمات، ليس الانتماء إلى الصحراء، أوالتميز ببداوة متحضرة، كما يذهب كثيرون من قاصري النظر وأدعياء التحضر!.

فليس هذا هو الإطار الذي يحدد سمات الشعر والقصة في الخليج، وجميع قنوات الإبداع الأدبي والفني في مختلف أقطاره.

لا يمكن أن نفصل بين الخليج والجسد العربي، فهي الإقليمية، تحد كثيرا من الوصول إلى غايات الوحدة العربية التي نطمع إليها.

فالأدب أدبٌ عربي، ليس هو أدب سعودي، أو مصري، أو شامي، أو مغاربي، وإنما هو أدب عربي، وليكن أدبا عربيا سعوديا، أو أدبا عربيا كويتيا.

إذا كنا ندرك هذه الحقيقة ونؤمن بها تماما، فلا بد أن نقرّ بأن الثقافة الخليجية جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية، فما يجري على الساحة الثقافية العربية ينسحب تماما على الثقافة الخليجية.

فمأساتها وأزماتها وإشكالاتها، هي أزمات وإشكالات الثقافة نفسها في دول الخليج!.

حين حدثت النكسة العربية من قبل، وأزمة الخليج من، بعد كانت آثار الحزن والاكتئاب تمتد إلى نفس كل أديب عربي من المحيط إلى الخليج.

وها هي الانتفاضة، تحرك مشاعر الأدباء والشعراء، وأدباء وشعراء الخليج في المقدمة.

فآثار الصراع القائم بين الأمة العربية وكل أعدائها يظهر في خارطة الإبداع العربي، مهما كانت هويته، وانتماؤه.

هناك سمات تميز منطقة دون منطقة في خارطة الثقافة العربية، وهذا لا جدال فيه، تبعا لمتغيرات البيئة والأحداث والمؤثرات أيضا!، وقد يكون للطفرة الاقتصادية التي شهدتها منطقة الخليج في السبعينات الميلادية أثرها في تغيير بعض ملامح الثقافة في الخليج، إلا أن من الأصوب أن نقول: إن هذه الطفرة قد أسهمت -إلى حد بعيد- في إنعاش الحركة الثقافية، وإنهاض الأدب في الخليج لعدة أسباب أهمها: . زيادة الإنتاج المطبوع، مما أدى إلى

ازدهار صناعة الكتاب الخليجي . تطور الصحافة الخليجية ووسائل

الإعلام المختلفة . إنشاء الهيئات والمؤسسات

والجمعيات التي تهتم بالثقافة

والوعي الثقافي في دول الخليج . توحيد الجهود الخليجية للرفع من مستوى الثقافة الخليجية وإيجاد قنوات جديدة لها كل هذه الأسباب فتحت الأبواب مشرعة لنشر الثقافة في دول الخليج، وإبراز السمات الحقيقية للحركة الإبداعية الجديدة، والوجوه الأدبية التي تمثل جيل الثقافة المتطورة التي دفعت بالإبداع الأدبي والفني، وأجلسته في مقعد الشمس، في سماء الثقافة العربية.

وهذا العرس الثقافي المتجدد الذي تشهده الرياض على أرض الجنادرية كل عام، يمثل أروع صور التقدم والتطور الثقافي الذي تشهده منطقتنا، فبمثل هذا المهرجان وغيره من مهرجانات الشعر والثقافة الخليجية، نستطيع أن نغير من تلك الصور الخاطئة التي »كتبت« أو رُسمت عن الثقافة في دول الخليج.

حوار الأسئلة الشائكة - 1996