Al-Watan (Saudi)

هموم علمية 1

-

يؤذيني بعض أحبائي بالتلميح تارة في بعض مجالسهم أو مجالسي بأنني ذو ميل عن شيخ الإسلام ابن تيمية. وبعضهم يخلع جلباب الحياء هاتفيا ويزعم أنني أحمل هوى ضد شيخ الإسلام لمخالفته ابن حزم في بعض المسائل.

قال أبوعبدالرح­من: والله حسيبهم لافترائهم عليّ، ولنسبتهم إلى سريرتي ما لا يعلمه إلا الله، بل شيخ الإسلام في سيرته وعلمه إمام من أئمة المسلمين فيه خصائص أهل العبقرية بالمقاييس الدنيوية التي يتميز بها ذوو المواهب. وفيه قدوة المسلم في سلوكه الشجاع وإيمانه القوي، وأنه في اجتهاده العبقري يتحرى مراد الله ورضاه. هكذا أحسبه والله حسيبه.

قال أبوعبدالرح­من: إلا أنه لم يرد وحي من الله لا نصٍّا بالاسم ولا نصٍّا بالصفة بأن الله سيخلق بعد التنزيل بسبعة قرون إماما اسمه أحمد بن عبدالحليم يكون أوحد في معرفة الحق، ويكون معصوما، بل هو واحد من أئمة كثيرين يحمل علمه هو، ويحمل علم من سبقه كالأئمة الثلاثة المتبوعين وابن جرير وابن حزم وابن عبدالبر، ويخطئ ويصيب، وصوابه الكثير مذلل بصواب من سبقه.

وموجز القول إنني أحب شيخ الإسلام بإطلاق حبا جبليا لعبقريته، وحبا شرعيا لسلوكه وتحريه مراد الله. ولا داعي له العصمة في معرفة الحق، ولا أتبعه اتباعا أعمى فيما قام لدي البرهان أن الحق خلافه.

فمثلا أرى أن إنكار المجاز لغة وشرعا نقص في العلم اللغوي. وأرى أنه ليس في مصطلح الفناء الصوفي لصاحب منازل السائرين أو غيره ما يستحق أن يستدل له بالنص الشرعي. وأرى أن القياس ظني وليس دليلا متعينا، فلا يكون حكما شرعيا إلا حينما يؤمر به في موضع. والمقايسة سبيل المجتهد لعله يبين له برهانا متعينا، فإن لم يبين فلا يقم حكمه على مجرد القياس الظني.

فإن قلت كيف؟ قلت: أقايس لعلي أجد فارقا مؤثرا شرعا، أو عدم فارق مؤثر.

وجملة »مؤثرا شرعا« تعني أن القياس قد يكون سبيلا لاكتشاف الحكم لا تأسيسه. وأرجح أن الله خلق آدم على صورته التي كان عليها يوم كان السماء. وأقول إن الضمائر لآدم في قوله صلى الله عليه وسلم: خلق آدم على صورته.. طوله ستون ذراعا... إلخ. فمن فرق فعليه البرهان.

ملاعبة الصيد - 1993

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia