من محركات الأقراص تتعطل سنويا

طرح الأســتاذ المشــارك بجامعة الملك سعود والمختص بعلوم البيانات، الدكتور حمود الدوسري، تســاؤلا من ثلاثة محاور، تمثلــت بما إذا كانت البيانات تموت، وماهي أسباب وفاتها؟ وأيــن ندفنها؟ مؤكدا في ســياق إجابته على التساؤل بأن البيانات لا تعيش طويلا، وتمــوت في الغالب بســببين: إما بســبب عطب في وحدات التخزيــن ،(Mechanical) أو بتغيــير الواقــع الــذي تعكســه Logical)،( حسب BackBlaze، مقدرا في السياق ذاته معدل العطل الســنوي لمحركات الأقراص المستخدمة بـ%25.4، مشيرا إلى أن أحد حلول العطــب الميكانيكي هو أخذ نسخ احتياطية للبيانات.

سرعة التغير

أضــاف الــدوسري: هناك ما يســمى «Data Decay» أو «Data Degradation» وتعني تآكل البيانات مع الوقت، أي تفقد قيمتهــا كلما تقادم عليها الوقت، بســبب التغير السريع في الحيــاة، عناويننا تتغير، وظائفنا، ترقياتنا، حجم أسرنا، أطفالنا يكبرون، كذلك ســياراتنا، شــوارعنا، مدننا، شركات تخرج من الســوق، وأخرى تكبر وتوســع نطاق عملها.

لافتا أنــه »في بريطانيا على ســبيل المثال هنــاك 63.2 مليون شــخص يعيشون في 26.4 مليون سكن، ووفقا لـ Experian يمــوت كل يوم في بريطانيا 1600 شخص ويغير 18 ألــف منازلهم، وما يقارب 1800 يســجلون في خدمــة البريد، معتبرا ذلك مثالا بسيطا على سرعــة تغــير العالم من حولنا، أناس ينتقلون، يغيرون وظائفهم، يتزوجون، وينجبون أطفالاً«.

وتابع: »أكثر من يعاني من موت البيانات بســبب التآكل إدارة علاقة العملاء CRM)،( وتواجههم مشــاكل مثل: رقم هاتف خاطئ، عنوان خاطئ، بيانات قديمــة، التواصل مع شخص متوفى من عام«.

أنظمة السمعة

في الموقــع الشــهير eBay يقومون بحل مشــكلة تأكل البيانات عن طريقة الثقة بين البائــع والمشــتري من خلال حساب ســمعة البائع وجعلها متوفرة للمستخدم حتى يبني عليهــا قــراره، ولكن بعض الباعة يبدأ بشكل صادق، ومن ثم يبدأ يتلاعب، حيث يغش في عملية من بين كل 10 عمليات، وتطــرق الــدوسري إلى »أن eBay قامت لحل تلك المشكلة بحساب السمعة بثلاث طرق: الاعتماد على بيانات آخر 7 أيام، وآخر شــهر، وآخر 6 أشهر، وبالتالي عكس صورة حقيقية لسلوك البائع من خلال التركيز على عملياتــه الحديثة 7 أيام أو مدى استقراره في 6 أشهر، وهنا سينكشف المتلاعب الذي يتغذى من سمعته المرتفعة في البداية ليغش لاحقا.»

دفن البيانات

أشار الدوسري إلى أن«معامل النســيان Forget Factor) ( حل آخــر لدفــن البيانات، ويأخذ في الاعتبار تغير سلوك الناس مع الوقت بشــكل جيد أو ســيئ، وهذا المعامل يأخذ قيمــة ما بــين 0 و 1 بحيث، يعني 1 تغطيــة كل البيانات، لذا لــو أعطيناه قيمة 0.2 على سبيل المثال لبيانات تم جمعها خلال 10 أشهر سيشمل فقط آخر شهرين وســيتجاهل ما قبله»، مضيفا أن«أحد الأمثلة المحليــة عندما قامــت وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية بتحديد مــدة صلاحية الهوية بناءً عــلى العمر، وذلك مراعاة لنسبة التغير في صورنا والتي تكون عالية فيمن هم أقل من 30 (لذا يجب تجديدها كل 5 ســنوات)، بينما يكون التغيير لمن تجاوزا الـ50 بســيطا لذا كانت مــدة صلاحية هوياتهم 20 ســنة«. واختتم الدوسري حديثه قائــلا: »كم هي طويلة ومؤلمــة معانــاة المهتمــين بالبيانــات، يعانــون حتى يحصلون عليها، وما إن يبدأوا في معالجتهــا وتحليلها حتى تضمحل وتمــوت، ليعاودوا الركض مجــدداً لجمعها وبث الروح فيهــا، والكثير من تلك البيانات تموت، وتفقد قيمتها«.