Al-Watan (Saudi)

127 دولة تحدد ميثاقا شاملا لقواعد الخلاف الحاكمة لعلاقة المسلمين

- مكة المكرمة: الوطن

اختتمت أعمال المؤتمر الإســلامي العالمي للوحدة الإســلامي­ة »مخاطر التصنيف والإقصاء« )في أفق تعزيز مفاهيــم الدولة الوطنيــة وقيمها المشتركة) الذي عقدته رابطة العالـم الإســلامي في مكة المكرمة، بمشاركة نخبة متميزة من العلماء وقادة الرأي والفكر في العالم الإسلامي والمرجعيات العلمية والفكرية للجاليات الإسلامية، يومــي 6 - 5 / 4 / 1440، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك ســلمان بن عبدالعزيز، وبحضور 1200 شــخصية من مفتي العالم الإســلامي وعلمائه ودعاته ومفكريه من 127 دولة و28 مذهباً وطائفة، يمثلون المكون الإسلامي العام.

ونوه المؤتمر في ختام أعماله بأهمية مضامين الكلمة الضافية التي تفضل بها راعي المؤتمــر للحضور، مؤكداً أنها تُمثــل وثيقة مهمة بالنســبة لجمعهم التاريخي الاســتثنا­ئي في أطهر بقــاع الأرض، حيث متعلقهم الروحــي وقبلتهــم الجامعة، وأن الكلمة الكريمة جاءت مفعمة بتحفيز همم العلماء والدعاة والمفكرين نحو أهداف المؤتمر.

وثمن المشاركون في المؤتمر جهود المملكــة بقيــادة خــادم الحرمين الشريفــين الملــك ســلمان بن عبد العزيز، وولي العهد، في خدمة الإسلام والمســلمي­ن والإنســان­ية جمعاء، ولا سيما جهودهما في محاربة التطرف والإرهاب، حيث تُعــد المملكة الدولة الأهــم والأبرز في مكافحــة الأفكار المتطرفة والإرهابيـ­ـة والأكثر فعالية في مواجهــة الجرائم الإرهابية، حيث أنشــأت وقادت أهم تحالف في هذا الشــأن وهو التحالف الإســلامي العســكري لمحاربة الإرهــاب، كما أســهمت بفاعلية في التحالف الدولي لمحاربــة داعــش وأنشــأت أقوى المنصــات العالمية لمواجهــة أفكار التطرف والإرهاب.

تصدير الفتاوى

دعا المشــاركو­ن، إلى إنشاءُ لجنة جامعــة تمثل المكونات الإســلامي­ة المختلفــة لصياغة ميثاق إســلامي شــامل يتضمــن قواعــد الخلاف التي تحكم علاقة المســلمين، ويُبين الأصول والثوابــت المُحْكَمَة الجامعة لهم، ويُحَــرِّرُ مواضع النزاع المهمة، ويحيلها لأهل الاختصاص للدراســة والنظر، وتقريب وجهات النظر فيها ما أمكن، وأن تتــولى رابطة العالم الإسلامي تبني ذلك من خلال وثيقة إسلامية جامعة تحت عنوان: »وثيقة مكة المكرمة« يتم عقد ميثاقها بجوار البيت العتيق.

وحذر المؤتمر من تصدير الفتاوى خــارج نطاقها المكاني وذلك أن لكل جهة أحوالهــا وأعرافها الخاصة بها التي تختلف بها الفتاوى والأحكام، حاضاً على قــصر العمل الموضوعي المتعلق بالشــؤون الدينية الرسمية لكل دولة على جغرافيتها المكانية دون التدخل في شؤون غيرها، والتأكيد على أهمية إيجاد مرجعية علمية موحدة لــكل دولة في كيان فتــوى عامة أو هيئة علمية مختصة تُعنى بالتصدي للقضايا الشرعية العامة، ومؤكداً أن مثل هذه التدابير من شأنها أن تحفظ السكينة الدينية لكل دولة بما في ذلك ما يسمى بالأقليات الدينية، حيث يجب احترام مرجعيتهــا العلمية الخاصة بها، وأن يكون التعاون البيني في هذا مقتصراً على مواجهة أفكار التطرف والإرهاب، وعلى الدراسات والأبحاث، وتنظيم الملتقيــا­ت العلمية والفكرية لرفع مســتوى الوعــي، والتصدي للمستجدات ذات الشــأن العام، ولا يســتثنى من ذلك إلا ما كان بطلب رسمي من الدولة المضيفة، أو داخلاً في اختصاص المجامــع العلمية ذات الطابع الدولي.

سلبيات التنابز

دعــا المشــاركو­ن، »الأقليات« في الــدول غير الإســلامي­ة إلى الاندماج الوطني الإيجابــي من خلال مفهوم الدولة الوطنية الشــاملة، وأن تكون مطالباتهــ­م بخصوصياتهم الدينية وفــق أنظمة الدولــة الوطنية دون ممارســة أي أســلوب من أساليب العنف أو الاستعداء.

كما دعا المشــاركو­ن المســلمين بتنوعهم وتعددهم إلى الاجتماع حول ثوابت الدين ومحكماتــه الجامعة، والعمــل عــلى تجــاوز الخلافات الســلبية وحل مشــكلاتها بروح الأخوة الإسلامية، والنأي عن سلبيات التنابز بالتكفير والتبديع والتضليل، والاستمساك بأدب الإسلام في الخلاف، ومنهجه في حل النزاعات، مشــددين على أن وحدة المسلمين وتآلفهم مقصد شرعي لا يجوز التمادي في نســيانه، ولا التأخر في إنجازه، وأن الشروع في تحصيل متطلباته هو واجب الجميع، وأن بديله هو فساد ذات البين.

وشددوا في توصياتهم على ضرورة ألا يُفهم مــن الوحدة الإســلامي­ة، التحــزب لمعاداة ومناجــزة الآخر، بل تحــث على التواصــل والتعاون والتعايش معه وصولاً للهدف المشترك بــين الجميع، وهو إحلال الســلام والوئــام حول العالــم، إذ إن جمع الكلمة الإســلامي­ة يوحد قرارها نحو تحقيق تلك الأهداف النبيلة بقواسمها المشتركة مع غير المسلمين، ويُعزز من وعي المجتمع المســلم، ويُحَصِّنُهُ من أفكار التشدد والتطرف والإرهاب، مع فتح آفاق الحوار مع الجميع بالمنطق الحضاري المستنير.

متاعب ومآسٍ

فيما يخص العلاقــة البينية بين المكونات المختلفة للأمة المسلمة، أكد المؤتمــر أن ما تعانيــه بعض دول العالم الإسلامي من متاعبَ ومآسٍ هو حصيلة متوقعــة لحالة التمزق التي تعصف بتلكم الــدول، والتي غرق بعضها في وحل العنــف الطائفي، فتبددت مواردها، وتبعثرت طاقاتها في معارك عبثية، تســتنبت الألم من جراحــات الماضي وخلافاتــه التي حقها أن تطــوى في ردهات التاريخ، ويُستفاد من دروسها وعبرها لتجنب الوقوع في مثيلاتها، وأن استمرار مثل هذا التخلف لا يَعِدُ بأملٍ جديدٍ حيال كل من وقع في شِرَاكِه، كما هي ســنةُ الله تعالى في خلقه وتدبيره. المسلمون أمة واحدة يجمعهم الإيمان برب واحد ونبي واحد وكتاب واحد

المسلمون متساوون في الحقوق والواجبات ما يثار عن الإسلام من سلبيات يُعبِّر عن الجهل بحقيقته الوحدة الإسلامية تعني نبذ كل شعار أو اسم مرادف لاسم الإسلام

قيم الإسلام ثابتة لا تقبل المزايدة ولا التنازل مهما تكن الذرائع

تعزيز العلاقات بين المذاهب والطوائف المسلمة

رفض ظاهرة التهجم على رموز المذاهب الإسلامية

دعوة رابطة العالم الإسلامي لإنشاء منتدى عالمي للوحدة الإسلامية

تجاوز الأسماء الضيقة القائمة على التصنيف والإقصاء الوحدة الدينية والثقافية غرض نبيل متأصل في وجدان الشعوب المسلمة إحياء مبادرات الحوار بين المسلمين ضرورة لا مناص منها لتجاوز النزاعات والسجالات السلبية

الوحدة الإسلامية لا تحمل تجاه الآخر سوى محبة الخير وحسن التعايش

دعم الجمعيات والمؤسسات الإعلامية والاجتماعي­ة التي تعملُ على تعزيز المشتركات الإسلامية توحد المسلمين وتضامنهم ليس موجهاً ضد أحد

اجتهادات علماء المذاهب الإسلامية إثراءٌ مهم

التأكيد على أن الوحدة الإسلامية تعني الوفاق والتآلف والتعاون التنوع المذهبي والثقافي في المجتمعات الإسلامية يقتضي إقامة شراكة عادلة

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia