أﻃﺒﺎء اﻷﴎة ﻋﺐء ﻋﲆ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ

ﻗﺪ ﺗﺘﻔﺎﺟﺄ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﺧﱪك ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻌﺎم ﻫﻮ املﺴﺆول اﻷول ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺘﻚ ﰲ املﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷوﻟﻴﺔ، وﻻ ﺗﻼم ﻋﻨﺪﻣﺎ أراك ﻻ ﺗﺼﺪح ﰲ املﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ إﻻ ﺑﺎﺳﻤﻪ؛ ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻘﺎﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻛﻠﻬﺎ ﻃﺒﻴﺐ أﴎة ﰲ املﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ ﻳﺴﺘﻘﺒﻠﻚ وﻳﻘﻮم ﺑﺨﺪﻣﺘﻚ، ﻓﺎﻟﻮاﻗﻊ أن ﻃﺒﻴﺐ اﻷﴎة ﻫﺬا ﻫﻮ اﻷول ﰲ اﻻﺳﺘﺤﻮاذ ﻋﲆ أﻛﱪ املﻜﺎﺗﺐ ﰲ ﻣﺮاﻛﺰﻧﺎ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻪ آﺧﺮ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻣﺮﻳﻀﺎ وﻳﻤﺎرس ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻛﻄﺒﻴﺐ.

ﺗﺪرس اﻟﺪوﻟﺔ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﺒﺎء ﻃﺐ اﻷﴎة واﻟﺬي ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﲆ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻄﺤﻲ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻃﺒﻴﺒﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﺎﻻت اﻟﻮاردة إﱃ املﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻌﺎﻟﺠﻬﺎ أو ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ملﺨﺘﺺ، إذ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻓﺮق ﻛﺒري أﺻﻼ ﰲ اﻟﺤﺼﻴﻠﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑني اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻌﺎم، واملﻌﻠﻮم ﺑﺎﻟﴬورة أن ﻣﻮﻗﻊ ﻃﺒﻴﺐ اﻷﴎة اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷوﻟﻴﺔ »ﻓﻘﻂ«.

وﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ واﺗﺠﺎﻫﺎ إﱃ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺈن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ أﻃﺒﺎء اﻷﴎة أﺻﺒﺤﻮا ﺣﻤﻼ واﺿﺤﺎ ﻋﲆ املﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻓﺘﺠﺪﻫﻢ ﻳﺘﺨﺬون ﻟﻬﻢ ﺛﻜﻨﺎت ﺧﻠﻔﻴﺔ ﰲ املﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻟﻜﺒرية »ﻓﻘﻂ«، ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪﻫﻢ أﺑﺪا ﰲ اﻟﻮاﺟﻬﺔ؛ ﻛﻤﺎ ﻟﻦ ﺗﺠﺪﻫﻢ ﰲ املﺮاﻛﺰ اﻟﻄﺮﻓﻴﺔ واﻟﺮﻳﻔﻴﺔ، واملﺸﻜﻠﺔ أﻧﻬﻢ ﻣﺤﺴﻮﺑﻮن ﻋﲆ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﺪى املﺮﻛﺰ وﻣﻊ ﻫﺬا ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﺘﺼﺪر اﻟﺼﻮرة ﺑﺈﻧﺠﺎزات املﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ، ﻓﻬﻢ »ﻳﺤﻤﺪون ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮا«!

وأﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﱪ ﻋﺘﻴﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺄﺻﻞ ﻓﻴﻪ »اﻟﻨﺰﻋﺔ املﻜﺘﺒﻴﺔ« ﻓﺘﺠﺪه ﻣﱰﺑﻌﺎ ﻋﲆ ﻣﻜﺘﺐ ﻓﺎره ﰲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﺸﺆون اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻳﻨﻬﻰ وﻳﺄﻣﺮ وﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻻﻧﺘﺪاﺑﺎت، وﻳﺘﺼﺪر ﻗﻮاﺋﻢ املﻠﺘﺤﻘني ﺑﺎﻟﺪورات واملﺆﺗﻤﺮات »ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻋﲆ اﻟﻮرق« ﻻ ﺣﻀﻮرﻳﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺮم ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻋﲆ ﻓﻮﻫﺔ املﺪﻓﻊ املﺠﺘﻤﻌﻲ -اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻌﺎم- املﺴﻜني اﻟﺬي ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﺘﻌﻨﻴﻔﺎت اﻟﻠﻔﻈﻴﺔ واﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ دوري، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه املﻴﺰات املﺤﺘﻜﺮة ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻟﻪ املﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ »اﺷﺘﻐﻞ واﻧﺖ ﺳﺎﻛﺖ«!

ﰲ واﻗﻊ اﻷﻣﺮ إﻧﺎ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ »ﺗﻔﻌﻴﻞ« دور أﻃﺒﺎء اﻷﴎة ﺧﺼﻮﺻﺎ وﻃﺐ اﻷﴎة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، واﻗﺘﻼﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ املﻜﺎﺗﺐ املﻈﻠﻮﻣﺔ ﺑﻬﻢ، وﺟﻌﻠﻬﻢ ﰲ أﻣﺎﻛﻨﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ »املﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ« ﻟﻴﻌﻤﻠﻮا ﻋﻤﻠﻬﻢ اﻟﺬي وﻇﻔﻮا ﻣﻦ أﺟﻠﻪ، وﻣﻦ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻠﻴﺤﻮل ﻋﲆ اﻟﺴﻠﻢ اﻹداري وﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻨﺮى املﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﺑﺄﻃﺒﺎء ﻛﺜﺮ ﻟﻢ ﺗﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؛ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺪرج اﺳﻤﻪ ﺿﻤﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﻬﺬا املﺮﻛﺰ ﻣﻨﺬ ﺳﻨني.

ﺧﺘﺎﻣﺎ، ﻓﺈﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ أن ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺈﺧﻼص وﺗﻮاﺿﻊ ﻣﻌﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻮ درﺟﺘﻪ وﺗﻘﺎدم ﺳﻨﻪ، وﻫﻮ ﻧﻤﻮذج ﰲ اﻻﻧﻀﺒﺎط واﻷﻣﺎﻧﺔ، وﻟﻌﲇ أورد اﻷب اﻟﺮوﺣﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻳﺤﻴﻰ اﻟﺨﺎﻟﺪي رﺋﻴﺲ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ املﺸﱰك ﻟﻄﺐ اﻷﴎة ﺑﻌﺴري، ذﻟﻚ اﻟﺠﻨﺪي املﺠﻬﻮل ﻛﻤﺜﺎل ﻣﴩق، واﻟﺬي أﺗﻤﻨﻰ ﺑﻜﻞ ﺻﺪق أن ﻳﻘﺘﺪي ﺑﻪ ﻣﺌﺎت اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳني اﻷﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﻋﻤﺮا، ورﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﺎ، واﻟﺬﻳﻦ ﺿﻴﻌﻮا أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻃﺮدا وراء املﻜﺎﺗﺐ!!