أﻋﺪاء اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ 1
ﺣني ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒري ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﱃ اﻋﱰاﻧﻲ وﺟﻮم املﺎﺛﻠني إﱃ اﻟﻐﺮاﺋﺐ… ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﴘ وﻛﻨﺖ ﺑﺤﴬة ﻧﺎﻗﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﻻ أرى ﻟﻪ ﻧﻈريا، إﻧﻪ اﻵن ﰲ إﺣﺪى ﻓﻮراﺗﻪ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ ﺧﺒﺖ ﻧﺎرﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﺘﺘﻴﺢ ﻟﻪ أن ﻳﱰاﺟﻊ ﻋﻦ ﻋﻨﻒ اﻟﺘﻌﺒري، أو ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺗﻪ، ﺛﻢ ﻛﺎن أن ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒري ﻣﻠﻴﺎ….
ﻛﺮرت اﻟﻨﻈﺮ إﱃ واﻗﻊ ﻧﺎﻗﻼت اﻟﺘﻌﺒري ﻟﺪﻳﻨﺎ
وﻫﺎ أﻧﺎ ذا اﻵن ﻻ أﻗﺒﻞ ﺑﻬﺬا املﺼﻄﻠﺢ، ﺑﻞ أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﺪﻳﻞ أﻋﻨﻒ….
* * * ﺑﺪأت اﻟﻘﺼﺔ ﻣﻊ ﺗﻮﺟﻪ أﺣﺪ اﻟﺼﺤﻔﻴني اﻟﺒﺎرزﻳﻦ ملﻐﺎزﻟﺔ اﻷﻟﻘﺎب اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺴﻌﻲ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎب ﻓﺌﺎت ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴني، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺑﺤﺼﻮﻟﻪ ﻋﲆ اﻟﻠﻘﺐ، ﺑﻞ ﻣﺎ زاﻟﺖ ذﻳﻮﻟﻬﺎ اﻵن أﻋﻨﻒ ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ، وﻫﺎ ﻫﻲ ﺗﺠﺘﺎﺣﻜﻢ ﰲ ﻃﻮﻓﺎﻧﺎت اﻟﺰواﻳﺎ وﻛﻮارث ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺮأي. اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﺎ ﺳﺎدﺗﻲ ﻳﻮﻟﺪ ﻛﺎﺗﺒﺎ ﻫﻜﺬا، وﻳﻤﺤﺾ املﻮﻫﺒﺔ ﻓﺎﻟﺪراﻳﺔ ﻓﺎﻟﺼﻘﻞ... اﻟﺦ.
واﻟﻘﺎدرون ﻣﻦ ﺻﻨﺎع اﻟﺮأي ﻃﻮاﺋﻒ ﺷﺘﻰ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ وﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺷﺄن أي ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﻜﻮن أي ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﺗﺒﺎ، أو ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﺎ دام ﻳﺆدي دوره املﻨﻮط ﺑﻪ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ اﻟﺮاﻫﺐ وﻋﻔﺎف اﻟﻨﺎﺳﻚ.
أن ﺗﻜﻮن أﺳﺘﺎذا ﺟﺎﻣﻌﻴﺎ ﻓﻬﺬا ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻪ ﻃﻼب اﻟﻌﻠﻢ، وأن ﺗﻜﻮن ﻓﺎﻋﻼ ﰲ ﺑﻨﺎء ﻧﻬﻀﺔ ﺑﻼدك ﻓﺬاك ﺣﻠﻢ ﻣﺎ أﺟﻤﻞ أن ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻚ وﺗﺮى ﺛﻤﺎره ﰲ اﻷذﻫﺎن اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻮﻏﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا ﻻ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻚ أن ﺗﺴﺘﻨﻬﺾ ﻳﺮاﻋﻚ ﻟﺘﻬﺪي اﻟﺼﺤﻒ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺤﺎﺗﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺠﻞ اﻟﺼﺤﻒ ﻣﻦ ﻋﺪم ﻧﴩﻫﺎ، ﻟﺌﻼ ﺗﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻣﻞ وإن ﻛﻠﻔﻬﺎ اﻷﻣﺮ »ﺗﻔﺮﻳﻎ« أﺣﺪ ﻣﺤﺮري اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻹﻋﺎدة ﻣﺎ ﺟﺎدت ﺑﻪ اﻟﻘﺮﻳﺤﺔ اﻟﻔﺬة ﰲ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت أو اﻟﻄﺐ أو ﺣﺘﻰ اﻟﺬرة، ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﺟﻮاﻧﺐ املﻮﺿﻮع وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺎرئ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﻔﺎﺋﺲ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺖ، ﻻ ﻳﺎ أﺧﻲ ﻻ ﻳﺠﻮز.
ﻣﻨﺬ أن اﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ املﻌﻨﻴﺔ ﰲ اﺳﺘﺪﻋﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ واﻓﻖ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺪرﺟﺎت، ﺳﺎرﻋﺖ اﻷَُﺧﺮ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﻠﻬﻢ أو ﻣﻨﺠﺬب ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺎ إﱃ رﺣﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﻟﻴﺘﻬﻢ ﺗﺪﺑﺮوا اﻷﻣﺮ وﻟﻮ ﻗﻠﻴﻼ.
ﻫﺎ ﻧﺤﻦ اﻵن ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻔﺎﺧﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ أو ﻣﺠﻠﺔ وﻟﻮ ﺷﺒﻪ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ إﻻ وﻫﻲ »ﺗﺰدان« ﺑﺄﺳﺎﺗﺬة ﻋﻠﻮم اﻟﻔﻠﻚ ﻣﺜﻼ وﻫﻢ ﻳﺼﻔﻮن ﻟﻨﺎ ﺣﻠﻮﻻ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ملﺸﺎﻛﻞ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻬﺎ ﺧﺎرج ﻋﺰﻟﺘﻬﻢ، اﻟﻠﻬﻢ إﻻ ﺻﺪى ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﺒﻠﻮت، واﻟﻠﻬﻢ إﻻ ﻣﻦ رﺣﻢ رﺑﻚ.
وﻣﻦ أﻃﺮف ﻣﺎ ﻃﺎﻟﻌﺘﻨﺎ ﺑﻪ ﻫﺬه اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻗﻼم اﻟﺮزﻳﻨﺔ املﺘﻮﻫﺠﺔ ﻷﺣﺪ اﻷﺳﺎﺗﺬة ﻳﺘﺴﻮل ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻠﺒﺎ ﻣﺎ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺪ اﻟﻴﺪ إﱃ ﻣﺪ اﻟﻠﺴﺎن، ﻓﻴﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ املﻨﺢ أو اﻟﻌﻄﺎﻳﺎ وﻗﴫﻫﺎ ﻋﲆ ﻓﺌﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺑﻐني.
ﺳﺘﻘﻮﻟﻮن وملﺎذا ﻻ ﻳﺘﺴﻮل، ﻋﻔﻮا ملﺎذا ﻻ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﺮاه ﺣﻘﺎ؟
وأواﻓﻘﻜﻢ اﻟﺮأي ﻃﺒﻌﺎ، وأﻏﻀﺐ ﻣﻦ ﺗﴪﻋﻲ ﻟﻜﻨﻲ أملﺲ ﰲ ﺧﺒﺎﻳﺎ اﻟﻨﻔﺲ ﺷﻴﺌﺎ، ﻣﺎذا ﻟﻮ أن ﻗﺎرﺋﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻪ ﰲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ، وأﺷﺎر ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ املﻘﺎل إﱃ ﻣﻌﺮوض ﻳﻘﺪم ﻟﺬوي اﻟﻌﻼﻗﺔ، ﺑﻞ ﻛﻴﻒ ﺳﻨﺮد ﻋﲆ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎملﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ »ﺷﺤﺎت وﻃﺮار أو ﻟﺴﺎﻧﻮ ﻃﻮﻳﻞ أو ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ«، ﻣﺎذا ﻧﻘﻮل ملﻦ ﺗﺘﻀﺢ أﻣﺎﻣﻪ اﻟﺮؤى ﺣني ﻧﻨﴩ ﻛﻼﻣﺎ ﻟﻬﺬا ﺛﻢ ﻧﻌﺒﺲ ﰲ وﺟﻪ أﺑﻨﺎﺋﻨﺎ وﻧﻘﻮل ﻟﻬﻢ اﺣﱰﻣﻮا اﻷﺳﺎﺗﺬة، ﺧﺎﺻﺔ أوﻟﺌﻚ.
أﻧﺎ ﻋﲆ ﻳﻘني أن ﻗﻮاﺋﻢ اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت واملﻬﺎزل املﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﺪﻳﻜﻢ أﻃﻮل ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺨﻄﺮ ﱄ ﻋﲆ ﺑﺎل، ﻷﻧﻲ أؤﻣﻦ أن »اﻟﻐﻼﺑﺔ« ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﰲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﻦ ﻫﻢ أﻣﺎم ﺗﺤﱟﺪ رﻫﻴﺐ: إﻧﻬﻢ ﻳﻜﺘﺒﻮن ﻟﻘﺎرئ ﻳﻔﻮﻗﻬﻢ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻮال وﻳﺘﺠﺎوزﻫﻢ وﻋﻴﺎ ﰲ أﺣﻮال أﺧﺮ… ﻛﻴﻒ اﻟﺴﺒﻴﻞ إﱃ ﻣﺨﺎﻃﺒﺘﻬﻢ؟ وﻛﻴﻒ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﻜﻠﻤﺘﻪ أن ﺗﺠﺪ ﰲ اﻟﻨﻔﻮس ﺻﺪى. ﻫﻞ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ أدوات ﻗﺎدرة ﻋﲆ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ، وﻟﻮ ﰲ ﻋﺼﻮر اﻻﻧﻔﺠﺎرات املﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ واﻟﻮﺳﺎﺋﻂ املﺘﻌﺪدة MULTIMEDIA وأﻃﺎﻳﺐ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت؟ أﻧﺎ أﺗﺴﺎءل وأدرك أن ﻏري ﻫﺆﻻء ﻫﻢ اﻟﻘﺎدرون ﻋﲆ اﻹﺟﺎﺑﺔ.
أﻳﻬﺎ اﻷﺣﺒﺔ ﻧﺤﻦ ﻧﺤﺘﺎج اﻵن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﴣ ﻹﻧﻘﺎذ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ إﻧﻘﺎذه، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ املﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﲆ اﺣﱰام اﻟﻨﺎس ﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، وﻟﻮ اﺿﻄﺮرﻧﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺰواﺗﻬﻢ، وﻻ ﺑﺪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻧﺘﺰاع اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ وإﻋﺎدﺗﻬﺎ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ اﻟﴩﻋﻴني، وﻫﻢ ﻓﻘﻂ أوﻟﺌﻚ املﻮﻫﻮﺑﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻧﻜﺘﺸﻔﻬﻢ ﻓﺠﺄة ﺑﻌﺪ رﺟﻮﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻨﺎك، إﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎم ﻏﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﻔﱤان ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻤﻦ ﻳﻌﻠﻖ اﻟﺠﺮس أﻻ ﺗﺘﺬﻛﺮون؟
ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻖ اﻟﺠﺮس - 2008