Al-Watan (Saudi)

رضا بوتين عن قمة جنيف لن يدوم

- أبهـا: الوطن

كانت التوقعات بشأن القمة بين الرئيســين، الأمريكي جــو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، في جنيف الأربعاء المــاضي، منخفضة للغاية، لكن الضجة الإعلامية كانت كبيرة - وكلاهما يناسب الزعيم الروسي.

حيث اســتمتع بوتــين بكونه في مركز الاهتمام السياسي العالمي، ولم يكن عليه أن يفعل الكثير لكسب هذا المنصب. وقد أشــاد النقاد الروس بالتوتــر، وجهاً لوجــه باعتباره نجاحًا كبيرًا، مع التركيز على التأكيد المفترض لمكانة روسيا، كقوة عالمية عــلى قدم المســاواة مــع الولايات المتحدة.

وامتنع بوتين عن وصف الاجتماع بأنه انتصار، واختــار تكملة أداء بايدن ومهنيته، مما يناقض خطاب الدعاية الروسية السائد، الذي يتهم نظيره بشكل روتيني بالضعف.

ولكن من المرجــح أن يتم قطع الرضا، من خلال إدراك موســكو التدريجي، أن بايــدن منح بوتين لحظة ذات أهمية محورية من أجل استقرار المواجهة، بحيث إن روسيا - إذا امتنعت فعلا عــن مغامرات عدوانية جديدة - ستلغى صلة على المسرح الدولي.

النووية البحرية

ولا يمكــن للمحادثــا­ت الجديدة حول الاستقرار الإســترات­يجي، التي تغطي مجموعة واســعة من الأسلحة الاستراتيج­ية وشــبه الاستراتيج­ية، أن تســفر عن نتائج ملموسة لعدة أشهر قادمة، لكنهــا تقيد ضمنيًا بوتين، من اســتخدام أدوات السياســة النووية

بحريــة، كما كان ســابقًا. في المقابل، يمكــن أن تتحول المشــاورا­ت المثيرة للجدل حول مســائل الأمن السيبراني إلى سطحية ومحبطة في الوقت نفسه، حيث تم تعيين موســكو على التمسك بنمط الإنكار الخاص بها، بينما تظل القائمة التي تضــم 16 قطاعًا حيويًا للبنية التحتية، باعتبارها تحديًا مثيرًا للاهتمام »ملاذًا آمنًا« للمتسللين الذين قــد يميلون إلى رؤيــة بايدن »خارج الحدود .«

و هــذه العصابات مــن القراصنة تخضع لســيطرة فضفاضة فقط، من قبل جهــاز الأمن الفيــدرال­ي «FSB» والخدمات الخاصة الروسية الأخرى، والتــي لا تكتفي بالــضرورة باتباع الإرشادات السياســية حول استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق أعلن جيك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي الأحد، أن الولايات المتحدة »تعد« عقوبات جديدة على موســكو، على خلفية اتهامها بمحاولة تســميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.

الهجوم الإلكتروني

وقد بذل بايــدن جهدا في توضيح أن الهجوم الإلكتروني التالي، لن يمر دون عقاب، لكن يبدو أن بوتين يعتقد أن التنصل المتكرر من أي دور، يوفر حماية كافية.

و يبدو أن مرجعيته الشــخصية، تتمثل في النجــاح الظاهري في رفض الاتهامــا­ت، بالتــورط الــروسي في العدوان العسكري في شرق أوكرانيا، وهو الأمر الذي يتم تأكيده ،و لا تزال أوكرانيا مصــدرًا غير قابل للاختزال للعداء في أوروبا. وتعد منظمة حلف شــمال الأطلسي »الناتــو« والاتحاد الأوروبــي الآن، مبــادئ توجيهية استراتيجية لاحتواء محاولات روسيا، لتفكيك وزعزعة استقرار هذه الدولة المجاورة، في حين تنظر موســكو إلى هذه الجهود على أنها تهديد مباشر.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia