Al-Watan (Saudi)

البرنامج اCيراني النووي اPبطأ في تاريخ العالم

إحياء »خطة العمل الشاملة المشتركة« غير كاف لمواجهة التحدي، حتى لو كان من الممكن التوصل إلى اتفاق من نوع ما

- سايمون هندرسون

الطرد المركزي في منشأة نطنز الرئيسية في إيران، وإلى تسببها في وقت سابق من هذا الصيف، على ما يبدو، في حدوث انقطاع التيار الكهربائي في نطنز، مما أدى إلى تأثير كارثي على مئات من أجهزة الطرد المركزي الدوارة. وتُنسب حادثة وقعت في الأسبوع الماضي في مصنع مُفترض لتجميع أجزاء أجهزة الطرد المركزي خارج طهران إلى إسرائيل أيضا.

ولكن كان هناك أيضا أكثر من ستار دخان عرضي من قبل إيران. فقد أكّد التقرير المثير للجدل الذي أعدّته »المخابرات الوطنية الأمريكية« في عام 2007 حول النوايا والقدرات النووية الإيرانية أنّ طهران أوقفت برنامج أسلحتها النووية في عام 2003، ولم تكن قد استأنفته بعد حتى منتصف عام 2007. ولكن في تقرير الضمانات الخاص بإيران في نوفمبر 2011، ذكرت »الوكالة الدولية للطاقة الذرية«: »هناك أيضا مؤشرات على أن بعض الأنشطة ذات الصلة بتطوير جهاز متفجر نووي استمرت بعد عام 2003، وقد لا تزال بعضها مستمرة«.

وفي غضون ذلك، أدّى انسحاب إدارة ترمب من »خطة العمل الشاملة المشتركة«، وهي اتفاقية كانت بمثابة مناورة تعطيلية وليس حلا دبلوماسيا، إلى دفع إيران إلى التخلي عن التزاماتها وتشغيل أجهزة طرد مركزي أكثر كفاءة، وبناء مخزوناتها من اليورانيوم شبه المخصب. وكان إعلان طهران الأخير بأنها بدأت بتخصيب نظير اليورانيوم­235- بنسبة 60%، وهي المادة المتفجرة الفعلية، خطوة مُفزعة. ففي تلك المرحلة يكون قد تم القيام بمعظم العمل الشاق للتخصيب اللازم لتحقيق الرقم السحري البالغ 90.%

لذا، ينبغي ربما النظر في احتمالية -أو حتى أرجحية- فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمنع إيران من أن تصبح قوة شبه نووية. وقد يبدو أن تفسير إسرائيل لهذا الوضع هو قدرة طهران على التخصيب بنسبة تصل إلى 90%. وفي المقابل، قد ترى الولايات المتحدة أن إيران تمتلك قوة هجوم صاروخي ذات رؤوس نووية. وقد تظهر وجهة نظر وسطية محتملة بالنسبة للبعض وهي امتلاك إيران ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب للقيام بتفجير تجريبي واحد على الأقل، وهو مصطلح يعني »كمية كبيرة«.

ومن المحتمل أنه لم يعد لدينا ما يكفي من الوقت لكي يستمر هذا الغموض. وهناك القليل من الدلائل على أن رئيس وزراء إسرائيل الجديد، نفتالي بينيت، سوف يتخذ موقفا مختلفا للغاية بشأن هذه القضية عن سلفه بنيامين نتنياهو. كما أن انتخاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لا يبعث الكثير من الارتياح. أما إعادة إحياء »خطة العمل الشاملة المشتركة« التي يتم التفاوض بشأنها في اجتماعات فيينا، فقد بدأت تبدو غير كافية بشكل متزايد لمواجهة التحدي، حتى لو كان من الممكن التوصل إلى اتفاق من نوع ما.

وفي الوقت الحالي لدينا غموض كبير، بدلا من شيء ملموس. فقد انتشرت الأسلحة النووية ببطء مفاجئ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولم تُستخدم أبدا في حالة غضب. ولكن يبدو أن هذا النموذج آخذ في التغيّر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia