Al-Watan (Saudi)

التح]Mض على مواقع التواصل الاجتماعي

-

منذ انطلاق حركة الاحتجاج في أكتوبر 2019، جرى أيضا اســتخدام منصتي التواصل الاجتماعي »تليجــرام« و»تويتر« في نشر معلومات مضللــة، والتحريض على العنف ضد الناشــطين والصحفيين. بينما تنشر قنوات مثل »صابرين نيوز« و»فريق النحل الإلكتروني،« وهما قناتان مرتبطتان بميليشــيا­ت عراقية تمولهــا إيران، معلومات عن عمليات هذه الميليشــي­ات قبل صدور أي إعلانات رســمية من جانب الحكومة العراقيــة. وغالبا ما تتهم هذه القنوات أيضا الناشــطين العراقيين بأنهم جزء من مجموعة من المحتجين العراقيين الذين لجأوا إلى إلقاء الحجارة، وأحيانا زجاجات »المولوتوف« خلال المواجهات مع القوات الأمنية في بغداد. ومن بين 36 ناشــطا وصحفيا جرى اغتيالهم منــذ بداية انتفاضة أكتوبر 2019 (بحسب بيانات المنظمة الدولية لحقوق الإنسان)، تشير عمليــات البحث في القنوات الموالية لإيران على منصة »تليجرام« إلى أن 21 على الأقل جرى تحديدهم بالاسم ســابقا. فر قاسم، وهو ناشط عراقي، من مدينته إلى »أربيل« بعد أن تداولت قنوات »تليجرام« الموالية لإيران اسمه وصورته، متهمة إياه بالانتماء إلى »عصابة الجوكريين،« وهو مصطلح تســتعمله الميليشيات إشــارة إلى المتظاهرين بسبب ارتداء البعض منهم أقنعة »الجوكــر«، لعدم الإفصاح عن هوياتهم. وبحسب »قاســم«، فإن القنوات الموالية لإيران تضفي الشرعية على قتل الناشــطين والصحفيين بزعم أنهم »جوكريون« وعملاء أجانب وإرهابيون. وأضاف »قاســم«: »الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية عجزت عن وضع حد لهذا التحريض على الإنترنت، فكيف ستتمكن من إعادة تأكيد سيطرة الدولة أو إنهاء تهديد الميليشيات؟!«. بينما وضح حسين الموسوي، وهو الاســم المستعار لعراقي يعمل في قناة تليجرام إيرانية عراقيــة، وجهة نظره، فبالرغم من أنه ادعى أن المحتجين مدعومون من الخارج، أعلن ولاءه لقاســم ســليماني وأبو

مهدي المهندس، القائد السابق لكتائب »حزب الله« المدعومة من إيران. وزعم أيضا: »لن نسامح ولن نغض الطرف عن أي شخص يتعدى على قائدينا قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أو يكتب ضدهما«، لكنه أصر على أنه لن يدعم قتل من يعارضون قادته، وسيلجأ إلى الأساليب القانونية والقضائية، لمحاسبة معارضيهم. ومع ذلك، لا تزال اغتيالات الناشطين ضد النفوذ الإيراني مستمرة. وما زاد الطين بلّة هو عمليات الإغلاق التــي فرضها فيروس »كورونا« في العراق، والتي زادت من ضعف الناشــطين والصحفيين، حيث جعلت القيود المفروضة على التنقل داخل العــراق ودول أخرى من الصعب الهروب إلى مواقع أكثر أمانا، وبعيدا عن متناول الميليشــي­ات المدعومة من إيران، مما دفع الكثيريــن إلى التزام الصمت، حيث لم يتمكنوا من المشاركة في احتجاجات الشوارع، ولا حتى مشاركة آرائهم عبر الإنترنت.

* معهد واشنطن

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia