التبرع الذهبي

التبرع بالأعضاء أنقذ أرواحا، وهي من باب العمل الصالح الذي يبقى لك

متبرع يستطيع إنقاذ 8 مستفيدين في المتوسط. تشير الأرقام في الولايات المتحدة الأمريكية إلى وجود ما يقارب 107 آلاف شخص من كل الأعمار على لائحة الانتظار لـ2021 لزراعة الأعضاء، وإلى إجراء 39 ألف عملية في 2020. بينما تشير الأرقام العالمية إلى أن عمليات الزراعة تكاد لا تفي إلا بـ10% من العدد الإجمالي المطلوب للزراعة. محليا، يوجد لدينا 28 مركزا لزراعة الأعضاء، وتفوق عالمي واضح بالتبرع بإحدى الكليتين أو جزء من الكبد لـ»الأحياء«. أما من حيث الحصول على الأعضاء من »المتوفين دماغيا«، فكانت أرقام المملكة دون المستوى المأمول، وذلك لأسباب كثيرة، منها ضعف التشريعات السابقة، وعدم وجود خطط سابقة، لنشر الوعي بأهمية زراعة الأعضاء، وتحسين جودة الحياة للمنتظرين على قوائم الزراعة. أخيرا.. حصل برنامج زراعة الأعضاء على دعم ملكي كبير، وذلك بإعلان خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين تبرعهما بأعضائهما بعد الوفاة - حفظهما الله. وقد كان لذلك الدعم الصدى الشعبي الضخم، حيث سجل مئات الآلاف في هذا البرنامج الفتي. ولكي نضمن الاستفادة الكاملة من هذا الإقبال الضخم على التسجيل بالبرنامج، هناك بعض الاقتراحات التي قد تساعد، ومنها: . اعتبار موافقة الشخص بتطبيق »توكلنا« موافقة نهائية، ولا يحق لأي شخص أن يبطل هذه الموافقة، لأن هناك الكثير من العوائل والأقارب قد يعارضون نقل زراعة الأعضاء بعد وفاة المتبرع. . وجود برنامج تحفيزي ودعم مالي خاص لمراكز زراعة الأعضاء حسب الأداء. . وجود فرق متخصصة تابعة للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، للتواصل والتخاطب مع أسر المتوفين دماغيا، حيث إن التواصل الصحيح ووسائل الإقناع السليمة هي الأساس في أخذ الموافقة من ذوي »المتوفين دماغيا« في حالة عدم وجود موافقة مسبقة منهم على التبرع. . وجود مركز واحد متخصص بزراعة الأعضاء في كل منطقة رئيسة، حيث إن وجود أكثر من مركز هو تشتيت للجهود والنتائج الإكلينيكية والبحثية المرجوة من مثل هذه المراكز. شخصيا.. أتمنى من جميع قراء هذا المقال الموافقة على التبرع بأعضائهم عبر »توكلنا«، والحصول على تلك العلامة »الذهبية«. وللعلم، هناك آلاف القصص لمتبرعين أنقذوا أرواحا، وحصدوا الأجر والثواب، وهي قياسا من باب العمل الصالح الذي يبقى لك بدلا من تقديمها لـ»الدود« في تلك الحفرة بجوف الأرض »يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ«.