Al-Watan (Saudi)

الاحتراق الوظيفي

- أمل المجاهد

'ننا اWن نبني وطنا ودولة حديثة، نريد أن يشارك الجميع حتى من اختلف معنا، ولا أعتقد أن أحدا لديه الحق في تصنيف الوطنية، 'ن الوطن يتسع للجميع.

تسعى المنظمات ذات الأثر إلى تحقيق التميز والجودة فيما تقوم به من أعمال ومهام، لتحقيق أهدافها وخططها المستقبلية.

بيئة العمل تعد من الأماكن الضرورية للراحة النفسية والعطاء، حيث إن الإنسان يقضي فيها قرابة نصف يومه أو أقل من ذلك بقليل. لذا، فإن التغلب على جميع التحديات الموجودة بها من أهم الركائز الأساسية والقوية لاستمرارية الموظفين.

حينما يستنزف الموظف كل مجهوداته، ليحقق توقعات المنظمة منه، الكمالية وليست الأساسية، قد تكون النتائج في بعض الأحيان الإجهاد والإحباط والشعور بالعجز بسبب كثرة هذه المطالب. من أجل تحقيق المهام المنوطة بكل موظف.»الاحتراق الوظيفي« يمثل مشكلة عظمى في التاريخ المهني، خاصة لدى المنظمات الكبرى ذات الأثر الملموس في خدمة المجتمع وتنميته، المهتمة ببناء الإطارات المعرفية والقيمية والمهاراتي­ة لمدخلاتها البشرية من الموظفين. وما يستحسن تحقيقه هو الوصول إلى توازن نفسي ودافعية للعمل على أكمل وجه لدى الموظف، لكن الواقع اليوم يشير إلى أن الموظف يواجه الكثير من الضغوط ،تجعله أكثر عرضة للإصابة بـ»الاحتراق الوظيفي«. يعرّف هريبون فرويدنبيرج­ر - 1974 - »الاحتراق الوظيفي« بأنه »حالة من الإنهاك تحصل نتيجة الأعباء والمتطلبات الزائدة والمستمرة الملقاة على الأفراد، على حساب طاقتهم وقوتهم. تختنق هذه الحالة وتخلف من ورائها تصدعات عديدة، منها الشعور بالإجهاد، وفقد الدافعية والرغبة في الإنجاز، ومن ثم انحدار الرضا الوظيفي«.يمكن القول إنها مرحلة سوداوية تمر على بعض الموظفين ، وتتضمن معادلة معقدة في المدخلات، تتوافق في النهائة، حيث تطغى المدخلات على المخرجات، وتشكل اختلالا بين الكفتين، فيعطي الشخص عمله أكثر مما يأخذ منه، مع إهماله الحياة الشخصية وغيرها. لذا، فإن هذه الظاهرة لها آثارها السلبية على مستوى أداء الموظفين، وفي مستوى توافقهم المهني أيضا، ولتحقيق الجودة لا بد من اقتلاع هذه المشكلة من جذورها. يصنّف عمرو صالح، في كتابه »نادي الاحتراق النفسي«، ثلاثة أسباب رئيسة للاحتراق: الاحتراق الناجم عن الضغط الزائد عن الحد، والناجم عن تدني روح التحدي وانعدام الشغف، فتموت الرغبة ويدفن الطموح. أما النوع الثالث، فهو الاحتراق الناجم عن الشعور بالإهمال واللا أهمية، مدعوما بطمس الشخصيات المتميزة في بيئة العمل. يمكن القول إن مصادر الاحتراق وأعراضه متداخلة، وتختلف قدرة كل شخص على معالجته، والخروج من الأزمة. للعلاج ابدأ كموظف، وتأكد من صحة موقعك على الخريطة المهنية، ومدى ملائمة مهاراتك ورغباتك مع طبيعة العمل، بعدها حدد الأسباب الدافعة لمثل هذا الشعور بكل دقة ، وبمساعدة الآخرين من حولك، وعالج الأمر سريعا حسب ما تراه مناسبا، لشحن طاقتك، إما بإجازة أوممارسة هواية، بعدها اسع إلى تحسين بيئتك الاجتماعية، للحصول على دعم ، بتكوين صداقات، وإن لم يبرأ جرحك،غير موقعك في الخريطة حالا، فالإنسان بطبيعته يفضل العيش في الأراضي السهلة، البعيدة عن الانحدار أو شدة الارتفاع. وفيما يتعلق بالعلاج على مستوى المنظمات، من المستحسن تحسين الجانب المادي للموظف، وربط الإنجاز المهني بالحوافز ، بالإضافة إلى تحسين بيئة العمل، وتفعيل التقدير والاحترام، ونسب الفضل لأهله دون جحود، حيث إن البعض يسعى فقط لتمجيد ذاته بالباطل!.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia