Al-Watan (Saudi)

شعراء الجيل الصاعد

-

يسلك شعراء الجيل الحالي والقادم طرقا متعددة لجذب الجمهور إلى شعرهم، ويقول أحد شعراء الجيل الصاعد الشاعر خطاب مخافة »جمال الشعر في وضوحه وسهولة وصوله وبساطته، ولكن يُخطئ كثير فيظنها تتنافى مع عمق المعنى وجزالته، وهذا غير صحيح، أما ترى المتنبي قد جمع بينهما أحسن جمع؟، فهو كما يصف نفسه ربُّ القوافي وإذا قال شعرًا، غرد الدهر منشدًا، وهو مع ذلك واضح سهل، وغموض المعنى أساسًا يدل على ضعف الكاتب من عدة نواح، إما ضعفٌ لغوي ولفظي حال بينه وبين إيصال معانيه بالطريقة المثالية، وإما أنه يحمل معنى مبتذلا فيقرر أن يلوكه في مصطلحات صعبة

وأساليب غريبة، ليظنه قارئه من العوام معنى جميلا وفريدا، إذ لم يفهمه.. الشاعر الفذ في رأيي، هو من يجمع بين جمال المعنى وبساطة اللفظ«. وأضاف خطاب، وأرى أن الموهبة موجودةٌ في كل عصر، والشعراء باقون حتى قيام الساعة، ولكن ما يعيب ساحتنا في نظري هو تشبثها بما ليس يشبهها من ثقافة غيرها في العصور السابقة، الشعر في نظري هو »فيض المشاعر« ولا تصل المشاعر لحد الفيضان إلا فيما تحس به حقا وتعايشه من هموم وآلام وأفراح وأحلام وطموحات، لذلك يجب على الشاعر ألا يكتب إلا ما يعبر عن شخصه وشعوره فقط، فقد سئمنا من كل تلك النسخ المكررة في الساحة التي تحاول تقليد غيرها ممن سبقوها فلا هي أتقنت الدور ولا هي أنتجت دورا جديدا يناسبها ويناسب واقعها، ويجرنا هذا أيضا للكشف عن سبب عزوف كثير من الناس عن الشعر والاستماع إليه، الإنسان بطبيعته يحب ما يجانسه ويشاكله ويشبهه، فلا تنتظر منه أن يبحث عن شعرٍ لا يرتبط بواقعه أدنى ارتباط، ولا يشرح همومه وآلامه، وقد قيل عن المتنبي في سبب رواج شعره »كان يتحدث بما في خواطر الناس، إن كنتم تريدون عودة الشعر كسابقه وسيلة الإعلام الأولى فعلى الشعراء أن يتخلصوا من تأطير من سبقهم، وأن يعبروا عن مشاعرهم، بكل وضوح.«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia