ﻣﺎذا وراء اﻟﺘﻮﺗﺮات ﺑﻴﻦ روﺳﻴﺎ وأوﻛﺮاﻧﻴﺎ
ﻳﺸﻌﺮ املﺴــﺆوﻟﻮن اﻷوﻛﺮاﻧﻴﻮن واﻟﻐﺮﺑﻴﻮن ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣــﻦ أن اﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﻌﺴــﻜﺮي اﻟــﺮوﳼ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﻳﺸري إﱃ ﺧﻄﻂ ﻣﻮﺳﻜﻮ ملﻬﺎﺟﻤﺔ ﺟﺎرﺗﻬﺎ اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﰲ ﺣني ﻳﴫ اﻟﻜﺮﻣﻠني ﻋﲆ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺜﻞ ﻫــﺬه اﻟﻨﻴﺔ واﺗﻬﻢ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وداﻋﻤﻴﻬﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴــني ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺰاﻋﻢ ﻟﻠﺘﺴــﱰ ﻋﲆ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻬﻢ اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ املﺰﻋﻮﻣﺔ.
وﻣﻦ ﻏري اﻟﻮاﺿﺢ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﻘﻮات اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻳﻨﺬر ﺑﻬﺠﻮم وﺷﻴﻚ. ﺣﻴﺚ دﻓﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﳼ ﻓﻼدﻳﻤري ﺑﻮﺗني ﻣﻦ أﺟﻞ ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﺗﻮﺳﻊ اﻟﻨﺎﺗﻮ ﰲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ، وﻗﺪ ﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎدة ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ.
وﻓﻴﻤــﺎ ﻳﲇ ﻧﻈﺮة ﻋــﲆ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ:
أﺣﺪث ﺑﻨﺎء ﻋﺴﻜﺮي روﺳﻲ
ﻗﺮر ﻣﺴﺆوﻟﻮ املﺨﺎﺑﺮات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻷﺳــﺒﻮع املﺎﴈ أن روﺳﻴﺎ ﺗﺨﻄﻂ ﻟﻨﴩ ﻣــﺎ ﻳﻘﺪر ﺑﻨﺤــﻮ 175000 ﺟﻨﺪي، وﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﻧﺼﻔﻬــﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻋﲆ ﻃﻮل ﻧﻘﺎط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺤﺪود اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ اﺳــﺘﻌﺪاًدا ﻟﻐﺰو ﻣﺤﺘﻤﻞ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﺪأ ﰲ أﻗﺮب وﻗﺖ ﰲ أواﺋﻞ ﻋﺎم .2022
واﺷﺘﻜﺖ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻣﻦ أن ﻣﻮﺳﻜﻮ أﺑﻘﺖ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ 90 أﻟﻒ ﺟﻨﺪي ﻋﲆ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺣــﺪود اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﰲ أﻋﻘﺎب ﻣﻨــﺎورات ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻣﻜﺜﻔــﺔ ﰲ ﻏﺮب روﺳﻴﺎ ﰲ اﻟﺨﺮﻳﻒ.
وﻗﺎﻟﺖ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ إن وﺣﺪات ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺮوﳼ 41 ﺑﻘﻴﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻳﻠﻨﻴــﺎ، وﻫﻲ ﺑﻠﺪة ﺗﺒﻌﺪ 260 ﻛﻴﻠﻮﻣﱰا 160) ﻣﻴﻼ( ﺷــﻤﺎل اﻟﺤﺪود اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﴏح وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻷوﻛﺮاﻧﻲ أوﻟﻴﻜﴘ رﻳﺰﻧﻴﻜﻮف ﻟﻠﻤﴩﻋني ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺄن ﻋﺪد اﻟﻘﻮات اﻟﺮوﺳــﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﰲ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻬﺎ روﺳﻴﺎ ﻳﻘﺪر ﺑﻨﺤﻮ ،94300 ﻣﺤﺬرا ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﺣﺪوث »ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻋﲆ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ« ﰲ ﻳﻨﺎﻳﺮ.
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓــﺔ إﱃ ذﻟﻚ، ﻗــﺎل اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘﻮات املﺴﻠﺤﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ إن ﻟﺪى روﺳﻴﺎ ﺣﻮاﱄ 2100 ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳني ﰲ ﴍق أوﻛﺮاﻧﻴﺎ اﻟﺬي ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ املﺘﻤﺮدون، وأن اﻟﻀﺒﺎط اﻟﺮوس ﻳﺸــﻐﻠﻮن ﺟﻤﻴﻊ املﻨﺎﺻﺐ اﻟﻘﻴﺎدﻳــﺔ ﰲ اﻟﻘــﻮات اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ. وﻧﻔﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﺮارا وﺟﻮد ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﰲ ﴍق أوﻛﺮاﻧﻴﺎ. وﻟﻢ ﺗﻘﺪم روﺳﻴﺎ أي ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻮل أﻋﺪاد وﻣﻮاﻗﻊ ﻗﻮاﺗﻬﺎ، ﻗﺎﺋﻠﺔ إن اﻧﺘﺸــﺎرﻫﺎ ﻋﲆ أراﺿﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺜري ﻗﻠﻖ أي ﺷﺨﺺ.
ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻮﺳﻜﻮ؟
واﺗﻬﻢ اﻟﻜﺮﻣﻠني أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﰲ اﺣﱰام اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم ﻟﻌﺎم 2015 واﻧﺘﻘﺪ اﻟﻐﺮب ﻟﻔﺸــﻠﻪ ﰲ ﺗﺸــﺠﻴﻊ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻋــﲆ اﻻﻣﺘﺜﺎل. ﻛﺎن اﻻﺗﻔﺎق اﻧﻘﻼﺑًﺎ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳــﻴًﺎ ملﻮﺳﻜﻮ، ﺣﻴﺚ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ أوﻛﺮاﻧﻴــﺎ ﻣﻨﺢ ﺣﻜﻢ ذاﺗﻲ واﺳــﻊ اﻟﻨﻄﺎق ملﻨﺎﻃــﻖ املﺘﻤﺮدﻳﻦ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻋﻔﻮ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺘﻤﺮدﻳﻦ.
وأﺷــﺎرت أوﻛﺮاﻧﻴــﺎ ﺑﺪورﻫﺎ إﱃ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴني املﺪﻋﻮﻣني ﻣﻦ روﺳــﻴﺎ وﺗﴫ ﻋﲆ اﺳــﺘﻤﺮار وﺟﻮد اﻟﻘﻮات اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﰲ ﴍق املﺘﻤﺮدﻳﻦ ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﻲ اﻟﻜﺮﻣﻠني.
ووﺳــﻂ اﻻﺗﻬﺎﻣــﺎت املﺘﺒﺎدﻟﺔ، رﻓﻀﺖ روﺳــﻴﺎ ﻋﻘﺪ اﺟﺘﻤﺎع رﺑﺎﻋﻲ ﻣﻊ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ وأملﺎﻧﻴﺎ، ﻗﺎﺋﻠﺔ إﻧﻪ ﻏري ﻣﺠــﺪي ﰲ ﺿﻮء رﻓﺾ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ .2015
واﻧﺘﻘﺪت ﻣﻮﺳــﻜﻮ ﺑﺸﺪة اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬــﺎ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﻮ ﻟﺘﺰوﻳﺪ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ وإﺟﺮاء ﺗﺪرﻳﺒﺎت ﻣﺸــﱰﻛﺔ، ﻗﺎﺋﻠﺔ إن ذﻟﻚ ﻳﺸــﺠﻊ اﻟﺼﻘﻮر اﻷوﻛﺮاﻧﻴــني ﻋﲆ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﺳﺘﻌﺎدة املﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ املﺘﻤﺮدون ﺑﺎﻟﻘﻮة.
وﰲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، ﻗﺎل ﺑﻮﺗني ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻨﺬر ﺑﺎﻟﺴﻮء إن ﻣﺤﺎوﻟﺔ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﴩق ﺳــﻴﻜﻮن ﻟﻬﺎ »ﻋﻮاﻗــﺐ وﺧﻴﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ«.
وﺻــﻒ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟــﺮوﳼ ﻣﺮارا وﺗﻜﺮارا اﻟــﺮوس واﻷوﻛﺮاﻧﻴني ﺑﺄﻧﻬﻢ »ﺷــﻌﺐ واﺣﺪ« وادﻋﻰ أن أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻗﺪ اﺳﺘﻠﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻏري ﻋﺎدل أراﴈ روﺳــﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺧــﻼل اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻴﺔ.
وﰲ اﻷﺳــﺒﻮع املﺎﴈ، ﺷﺪد ﻋﲆ أن روﺳﻴﺎ ﺳﺘﺴــﻌﻰ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﲆ »ﺿﻤﺎﻧﺎت أﻣﻨﻴــﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ وﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﺟﻞ« ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت املﺘﺤﺪة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ »ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﺳــﺘﺒﻌﺎد أي ﺗﺤﺮﻛﺎت أﺧﺮى ﻟﺤﻠﻒ ﺷﻤﺎل اﻷﻃﻠﴘ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﴩق وﻧﴩ أﻧﻈﻤﺔ أﺳــﻠﺤﺔ ﺗﻬﺪدﻧﺎ ﻋﲆ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻷراﴈ اﻟﺮوﺳﻴﺔ«.
واﺗﻬﻢ ﺑــﺄن »اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻋﲆ ﺣﺪودﻧــﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ«، ﺣﻴﺚ وﺿﻊ اﻟﻨﺎﺗــﻮ ﺑﻨﻴﺘﻪ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ أﻗﺮب إﱃ روﺳﻴﺎ وﻋﺮض ﻋﲆ اﻟﻐﺮب املﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﻣﺤﺎدﺛﺎت ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻟﻦ ﺗﺤﺘﺎج ﻓﻘﻂ إﱃ ﺗﺄﻛﻴﺪات ﺷــﻔﻬﻴﺔ، وﻟﻜﻦ »ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ«.
ﻫﻞ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺮوﺳﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ؟
رﻓﻀﺖ روﺳﻴﺎ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺆاﻣﺮة ﻏﺰو ووﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺸــﻬري ﻏﺮﺑﻴﺔ واﺗﻬﻤــﺖ املﺰاﻋﻢ ﺑﺈﺧﻔﺎء ﻧﻴﺔ أوﻛﺮاﻧﻴﺔ ﻟﺸــﻦ ﻫﺠــﻮم ﰲ اﻟﴩق. وأوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﺗﻨﻔﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻂ.