واﻟﻤﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻫﻲ أن ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻹﺻﻼح اﻟﺘﻲ ﻗﺎدﻫﺎ ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف اﻧﺘﻬﺖ إﻟﻰ اﻟﺨﺮاب وﺣﺼﻞ اﻻﻧﻬﻴﺎر »اﻟﺤﺘﻤﻲ«
إﱃ أﺧﺬ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻴﺔ ﻋﻦ أوﺿﺎﻋﻬﺎ! ﻫﺬه ﻧﻜﺘﺔ ﺳﻤﺠﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ أن ﻫﻮس ﺑﻮﺗني، رﺟﻞ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺑﺎﻟﺠﺎرة املﺘﻔﻠﺘﺔ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﰲ ﻏﻨﻰ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﻹﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﲆ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮاره املﺪﻣﺮ ﰲ ﺷﺄﻧﻬﺎ..! أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺘﻠﻚ ﻛﺎرﺛﺔ! وإذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ، وﻫﺬا اﻷرﺟﺢ، ﻓﺈن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﺗﻤﺮﻳﺮ ﺧﱪ اﻻﻋﺘﻘﺎﻻت ﻫﻮ ﺗﻜﺮارا، ﻣﺤﺎوﻟﺔ وﺿﻊ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻌﺜﺮ اﻟﺨﻄري ﰲ ﺧﻄﺔ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻋﲆ ﻣﺮؤوﺳﻴﻪ أوﻻ، ﺛﻢ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﱪﻳﺮ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﻜﺒرية ﺑﴩﻳﺎ وآﻟﻴﺎ أﻣﺎم ﻋﻤﻮم اﻟﺮوس املﺘﱪﻣني أﺻﻼ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻋﺘﻘﺎل اﻟﺠﻨﺮاﻻت اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻬﻮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻘﺼري املﻴﺪاﻧﻲ ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻳﻐﻔﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺑﻮﺗني ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺤﺴﺐ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻗﺪرة اﻷوﻛﺮاﻧﻴني ﻋﲆ اﻟﺘﺼﺪي واﻟﺼﻤﻮد واملﻮاﺟﻬﺔ وﻻ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻘﻴﺎدة ﰲ ﻛﻴﻴﻒ ﻋﲆ اﻟﻘﺘﺎل ﺿﺪ اﻟﺠﺎر اﻷﻛﱪ واﻷﺧﻄﺮ اﻟﻬﺎدف إﱃ إﻋﺎدة اﻟﺰﻣﻦ إﱃ أﻳﺎم اﻟﺒﺆس اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ !
ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار واملﺴﺆول ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻜﺒﺔ. وﻫﻮ املﺴﺘﺒﺪ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ أن ﻳﺴﻤﻌﻮه ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ وﻳﻨﺎﺳﺐ ﻃﺮوﺣﺎﺗﻪ وﻟﻴﺲ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ واﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎﻣﺔ.. ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ ﰲ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﰲ ﺗﻌﺜﺮ اﻟﺰﺣﻒ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺑﻞ ﰲ رأﺳﻪ ﻫﻮ أوﻻ ! ﰲ اﻓﱰاﺿﻪ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ إﻟﻐﺎء دوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد! وﻋﺪم اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أوروﺑﻴﺎ وأﻣﺮﻳﻜﻴﺎ وﻋﺎملﻴﺎ ﰲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﴩﻳﻦ! وﻋﺪم ﺗﻮﻗﻊ ﺣﺠﻢ ردود اﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ! ﺛﻢ ﻗﺼﻮره اﻟﺨﻄري ﻋﻦ ﺗﻮﻗﻊ ﻣﺪى ﻗﺪرة روﺳﻴﺎ ﻋﲆ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺒﻌﺎت ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻣﺎﻟﻴﺎ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ودﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎ وأﺧﻼﻗﻴﺎ!
ﻓﻼدﻳﻤري ﺑﻮﺗني أﺳري ﴍﻧﻘﺘﻪ وأﺳﻠﻮﺑﻪ وﻋﺪم اﺗﺰاﻧﻪ: ﺿﺎﺑﻂ اﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺤﻜﻢ دوﻟﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﻞ ﺟﻬﺎز اﻷﻣﻦ! وﻳﺮﻳﺪ أن »ﻳﻔﺮض« ﺑﺎﻟﻘﻮة واﻟﻌﻨﻒ ﻧﻬﺠﻪ ﻋﲆ اﻟﺨﺎرج ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﰲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﺮوﳼ.. رﺟﻞ أﻣﺮ ﻳﻌﻤﻞ ﰲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. ورﺟﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎ وﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻻ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﺧﺎرج اﻷﻃﺮ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪرب ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻋﺘﻤﺪﻫﺎ وﻧﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ! ﻳﺸﺒﻪ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻪ ﺻﺪام ﺣﺴني ﰲ اﻟﻌﺮاق ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺟﺮﻋﺔ ﻋﻨﻒ داﺧﲇ أﻗﻞ! ﺻﺎﺣﺐ رأي ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ رؤﻳﻮﻳﺎ. وﺻﺎﺣﺐ ﻣﴩوع اﺳﺘﻌﺎدي ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻴﻪ ﺑني املﻤﻜﻦ واملﺴﺘﺤﻴﻞ! رﺟﻞ ﻗﻮي ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ رﺟﻞ دوﻟﺔ. ﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻌﻀﻼﺗﻪ وﻟﻴﺲ ﺑﻌﻘﻠﻪ. وﻳﺴﺘﻌﺮض ﻗﺪراﺗﻪ اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻴﺔ وﻛﺄﻧﻪ ذاﻫﺐ إﱃ ﻣﺒﺎراة ﻣﻼﻛﻤﺔ أو ﺟﻮدو وﻟﻴﺲ ﺣﺎﻛﻤﺎ ﻷﻣﺔ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﻗﺮة واملﺒﺪﻋني واﻟﻌﻠﻤﺎء واملﺨﱰﻋني ﰲ ﻛﻞ املﺠﺎﻻت، وأﻧﺘﺠﺖ ﻟﻠﺒﴩﻳﺔ إرﺛﺎ أدﺑﻴﺎ وﻓﻨﻴﺎ ﻻ ﻳﻔﻨﻰ!
* ﻳﻨﴩ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﺒﻨﺎن اﻟﻜﺒري