ﻋﺴﻴﺮ واﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻹدارﻳﺔ ﻟﻸﻣﻴﺮ ﺗﺮﻛﻲ ﺑﻦ ﻃﻼل
ﻋﺪت ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ زﻳﺎرة ﴎﻳﻌﺔ ملﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴري، وﻗﺪ أدﻫﺸﻨﻲ ﻣﺪى ﺗﻄﻮر اﻟﺨﺪﻣﺎت واﻟﻌﻤﻞ املﺠﺘﻤﻌﻲ واﻟﺒﻴﺌﺔ واﻻﻧﺨﺮاط اﻟﻜﺎﻣﻞ ﰲ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
وﻻ ﻏﺮاﺑﺔ ﰲ ذﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﻋﻦ اﻷﻣري ﺗﺮﻛﻲ ﺑﻦ ﻃﻼل إدارﺗﻪ اﻻﺣﱰاﻓﻴﺔ وﺷﺨﺼﻴﺘﻪ اﻟﺸﻐﻮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﺰ وﺟﻮدة اﻟﻌﻤﻞ.
إن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴري ﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺨريات واملﻮارد واﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺒﴩﻳﺔ واﻟﻌﺮاﻗﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، وﻗﺪ أدرك اﻷﻣري ﺗﺮﻛﻲ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻮاﻧﺐ وﻳﺘﻀﺢ ﺗﻤﺎًﻣﺎ أﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ وﻓﻖ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ املﺤﻠﻴﺔ إذ ﻧﺮى ﺣﻀﻮر ﺷﻌﺎر اﻟﺠﺒﻞ واﻟﺼﺤﺮاء واﻟﺴﺎﺣﻞ وﻫﺬا ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﻂ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ املﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﻘﻮﻣﺎت وﻋﻨﺎﴏ املﻨﻄﻘﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻋﺮف ﻋﻦ اﻷﻣري ﺗﺮﻛﻲ ﺑﻦ ﻃﻼل اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ اﻟﻜﺒري ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻄﻮﻋﻲ وﻣﺒﺎدراﺗﻪ املﺠﺘﻤﻌﻴﺔ املﻬﻤﺔ، وﻗﺪ اﻧﻌﻜﺲ ﻫﺬا اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻋﲆ ﻣﺠﺘﻤﻊ املﻨﻄﻘﺔ ﰲ ﺻﻮر ﻣﺘﻌﺪدة ﻳﻠﻤﺴﻬﺎ اﻟﺰاﺋﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎت املﺠﺘﻤﻊ وﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ ﻋﻦ ﻣﻘﺪار اﻫﺘﻤﺎم اﻷﻣري وﻋﻦ ﺟﻬﻮد اﻹﻣﺎرة.
وﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﻼﻓﺘﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷﻣري ﺗﺮﻛﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ وﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺰﻳﺎرات ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻛﻤﺴﺆول ﻋﲆ اﻹﻧﺠﺎزات ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ وﻳﺴﺘﻤﻊ ﻵراء اﻟﻌﺎﻣﻠني ﻣﻌﻪ.
وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻃﺒًﻌﺎ أن ﻧﻨﴗ أن اﻷﻣري رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ إدارة اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴري واﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف ﻧﻘﻼ ﻋﻨﻪ إﱃ أن )ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺴري ﰲ ﻣﺼﺎف املﻨﺎﻃﻖ املﺘﻘﺪﻣﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﲆ ﻣﻜﺎﻣﻦ اﻟﻘﻮة(.
وﰲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﺟﺎءت اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻋﺴري ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )ﻗﻤﻢ و ﺷﻴﻢ( ﻟﺘﻌﱪ ﻋﻦ ﻣﺮﺗﻜﺰات ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وإدارﻳﺔ ﻗﻞ ﻧﻈريﻫﺎ، وﻗﺪ أﺟﺎد اﻷﻣري اﻟﺸﺎب ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ وﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻷﻓﻜﺎر وﻣﺸﺎرﻳﻊ وﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﻤﻞ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.
وﺧﺘﺎًﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮي ذﻛﺮ أﻫﺎﱄ املﻨﻄﻘﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺒﺎرزة ﰲ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﻣري ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴري إذ ﻳﺘﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺒﺎب املﻔﺘﻮح وﻳﺴﺘﻤﻊ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ملﺎ ﻳﺮد إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﻜﺎوى وﻳﺘﺠﺎوب ﻣﻊ املﻄﺎﻟﺐ وﻳﺴﻌﻰ ﺑﺎﻟﺨري واﻟﺼﻠﺢ ﺑني اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﻫﻤﻮم اﻟﻨﺎس وﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ ﻗﺎدرا ﻋﲆ إدارة اﻷﻣﻮر وﺗﺠﺎوز املﺼﺎﻋﺐ واﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎملﻨﻄﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮازن وﻣﻠﺤﻮظ.