ا;ﻣﻦ ﻛﺎﻟﻬﻮاء ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ أﺣﺪ، ﻓﻠﻨﻜﻦ ﻳﺪا واﺣﺪة ﻣﻊ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ، وﻟَﻨْﺤﺬر وُﻧﺤّﺬر أﺑﻨﺎءﻧﺎ ﻣﻦ ا;ﻓﻜﺎر اﻟﻀﺎﻟﺔ، واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ا$رﻫﺎﺑﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻨﺎ أﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ وﺑﻼدﻧﺎ

وﻫﻲ ﺣﺴﻨﺔ ﻛﱪى ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ، ﻓﺈﻧﻲ أﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ إﱃ ﺣﺴﻨﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ، وﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ، وﻫﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ اﻟﺨﻮارج املﺠﺮﻣني اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮن ﰲ اﻷرض ﻓﺴﺎدا، ﻓﻬﻢ -أي اﻟﺨﻮارج - ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻔﻮا ﺑﻘﺘﻞ اﻷﻧﻔﺲ املﻌﺼﻮﻣﺔ، ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ أﺑﺸﻊ اﻟﺠﺮاﺋﻢ، ﺑﻞ زادوا ﻋﻠﻴﻪ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ ﻋﺪﻳﺪة وﻣﻨﻬﺎ: اﻟﺨﻄﻒ واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ واﻻﻏﺘﺼﺎب واﻟﺴﻄﻮ ﺑﺎﻟﺴﻼح واﻟﻘﻨﺎﺑﻞ اﻟﻴﺪوﻳﺔ، وﺗﻬﺮﻳﺐ اﻷﺳﻠﺤﺔ واﻟﺬﺧﺎﺋﺮ واﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ، ﻳﻬﺪﻓﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ زﻋﺰﻋﺔ اﻷﻣﻦ، وزرع اﻟﻔﺘﻦ واﻟﻘﻼﻗﻞ، وإﺣﺪاث اﻟﺸﻐﺐ واﻟﻔﻮﴇ، وﺗﺘﻔﻴﺬ ﻣﺨﻄﻄﺎت اﻟﺠﻬﺎت املﻌﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺨﺎرج، واﺳﺘﻬﺪاف اﻟﺪﻋﺎة واﻟﻌﻠﻤﺎء ورﺟﺎل اﻷﻣﻦ وإﻳﻮاء املﻄﻠﻮﺑني أﻣﻨﻴﺎ، واﺳﺘﻬﺪاف ﺑﻌﺾ املﻮاﻃﻨني، وﺗﻮﻓري اﻷﺳﻠﺤﺔ واملﺘﻔﺠﺮات واﻷﺣﺰﻣﺔ اﻟﻨﺎﺳﻔﺔ واﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ املﺎدي واملﻌﻨﻮي وﺗﺠﻨﻴﺪ اﻷﺷﺨﺎص، وإﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻋﲆ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ وﻋﲆ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﴩط واملﻘﺎر اﻷﻣﻨﻴﺔ.

وﻫﺬه ﺟﺮاﺋﻢ ﻓﺎﻗﻮا ﺑﻬﺎ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺨﻮارج ﺑﻤﺮاﺣﻞ واﻟﻌﻴﺎذ ﺑﺎﻟﻠﻪ، إذ

إن ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻘﺘﻞ، ﻓﻜﻴﻒ إذا اﺟﺘﻤﻌﺖ؟

وﻗﺪ وﻓﻖ اﻟﻠﻪ وﱄ أﻣﺮﻧﺎ املﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن -ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻠﻪ- ﻟﻠﺠﻤﻊ ﺑني اﻟﺤﺴﻨﻴني، اﻷﻣﺮ ﺑﺤﻔﻆ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ، وأﻳﻀﺎ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ، وﻣﺎ أﻣﺮه اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ املﺤﺎﻛﻢ اﻟﴩﻋﻴﺔ ﺑﻘﺘﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻮارج املﺎرﻗني اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا وأﻓﺴﺪوا، إﻻ ﻋﻤﻞ ﺑﻜﺘﺎب اﻟﻠﻪ، واﻣﺘﺜﺎل ﻟﻘﻮل اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ اﻟﻘﺎﺋﻞ: )إﻧﻤﺎ ﺟﺰاء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎرﺑﻮن اﻟﻠﻪ ورﺳﻮﻟﻪ وﻳﺴﻌﻮن ﰲ اﻷرض ﻓﺴﺎدا أن ﻳﻘﺘﻠﻮا أو ﻳﺼﻠﺒﻮا أو ﺗﻘﻄﻊ أﻳﺪﻳﻬﻢ وأرﺟﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼف أو ﻳﻨﻔﻮا ﻣﻦ اﻷرض ذﻟﻚ ﻟﻬﻢ ﺧﺰي ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻟﻬﻢ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻋﺬاب ﻋﻈﻴﻢ(، وﻳﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ )ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﺎ ﺑﻐري ﻧﻔﺲ أو ﻓﺴﺎد ﰲ اﻷرض ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﻗﺘﻞ اﻟﻨﺎس ﺟﻤﻴﻌﺎ(، وﻳﻘﻮل اﻟﻨﺒﻲ ﺻﲆ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﰲ اﻟﺨﻮارج )اﻗﺘﻠﻮﻫﻢ

ﻓﺈن ﰲ ﻗﺘﻠﻬﻢ أﺟﺮا ملﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ( رواه اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ.

إن اﻷﻣﻦ ﻛﺎﻟﻬﻮاء ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ أﺣﺪ، ﻓﻠﻨﻜﻦ ﻳﺪا واﺣﺪة ﻣﻊ ﻗﻴﺎدﺗﻨﺎ، وﻟﻨ ْﺤﺬر وﻧَُﺤ ﱢﺬر أﺑﻨﺎءﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻀﺎﻟﺔ، واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻨﺎ أﻣﻨﺎ ﰲ

ﺑﻴﻮﺗﻨﺎ وﺑﻼدﻧﺎ، وﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻨﺎ رﻏﺪا ﰲ اﻟﻌﻴﺶ، وﻻ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﰲ اﻟﻌﺒﺎدة، ﻓﻬﻢ وﻣﻦ أرﺳﻠﻬﻢ أﻋﺪاء، ﻓﻠﻨﺘﺨﺬﻫﻢ ﻋﺪوا، وﻟﻨﺤﺼﻦ أﺑﻨﺎءﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، واملﻨﻬﺞ اﻟﻘﻮﻳﻢ، وﻟﻨﺤﺎﻓﻆ ﻋﲆ ﻛﻴﺎن اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻘﻴﺎدة، وﻻ ﻧﺴﻤﺢ ﻟﻜﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﻛﺎن أن ﻳﻬﻮن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻤﺎ.

ﺣﻔﻆ اﻟﻠﻪ ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣني اﻟﴩﻳﻔني املﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن، وﺣﻔﻆ اﻟﻠﻪ وﱄ ﻋﻬﺪه اﻷﻣني اﻷﻣري ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن، وأدام ﺗﻮﻓﻴﻘﻬﻤﺎ إﱃ اﻟﺨري، وأﺻﻠﺢ ﻟﻬﻤﺎ اﻟﺒﻄﺎﻧﺔ، وأﻋﺎﻧﻬﻤﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎدة.