ﻣﺎدة اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
اﻟﺴﻠﻮك ﺗﺮاﻛﻤﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺰرﻋﻪ اﻷﺳﺮة واﻟﻤﺪرﺳﺔ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻨﺎ. ﻓﻴﺼﻌﺐ ﻏﺎﻟﺒﺎ إﻟﺰام اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻷﺧﻼق ﻋﺒﺮ ﺳﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ أو ﻓﺮض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت
ﻻ ﺗﺤﺪق ﰲ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﰲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺤﺖ أي ﻇﺮف، وﻻ ﺗﺴﺪ اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﺣﻮل اﻟﺤﺠﺎب وﺗﺼﻔﻴﻒ اﻟﺸﻌﺮ واملﻼﺑﺲ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن داﻓﻌﻚ ﺧريا. ﻻ ﺗﺒﴩ اﻟﺴﻮاح ﺑﺪﻳﻨﻚ ﺑﻞ اﺣﱰم ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬﻢ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻬﻢ، ﻻ ﺗﻀﺤﻚ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ﰲ ﻣﻜﺎن ﻋﺎم وﻻ ﺗﺸﻐﻞ ﻣﻘﻄﻌﺎ ﺻﻮﺗﻴﺎ دون ﺳﻤﺎﻋﺎت اﻷذن. ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻟﺼﻒ، وﻻ ﺗﺮﻣﻲ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ، وإذا اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﻌﺎم ﻓﻼ ﺗﻘﱰب ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻟﺲ ﺑﺠﻮارك ﺣﺪ ﻣﻼﻣﺴﺘﻪ، وﻻ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﰲ ﻧﻔﻮر أو ﺗﺤﻔﻆ ﺣﺪ إﺣﺮاﺟﻪ، وﻻ ﺗﺘﻄﻔﻞ ﻋﲆ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺮﻛﺎب إن ﻛﻨﺖ ﺳﺎﺋﻘﺎ. وإذا ارﺗﺪت املﺘﺎﺣﻒ أو املﻌﺎرض اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﻠﻤﺲ اﻟﻘﻄﻊ املﻌﺮوﺿﺔ، واﺧﻔﺾ ﺻﻮﺗﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﺪث. أﻣﺎ ﰲ املﻄﺎﻋﻢ املﻔﺘﻮﺣﺔ ﻓﺎﺣﺮص ﻋﲆ أﻻ ﺗﻤﻸ أﻃﺒﺎﻗﻚ، وأﻻ ﺗﺼﺪر ﺻﻮﺗﺎ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺨﺪام أدوات املﺎﺋﺪة.
ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﺎﻗﺪ ﰲ اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ، ﻫﺬه ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺆﺳﻔﺔ ﻧﺼﻄﺪم ﺑﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ، وﻗﺪ ﺣﺎن اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻨﺘﻌﻬﺪ ﻫﺬه املﺴﺄﻟﺔ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﺑﻞ وﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﺿﻤﻦ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻨﺎ اﻟﱰﺑﻮﻳﺔ.
ﻫﻞ ﺗﻼﺣﻈﻮن ﻛﻢ ﻧﻨﻈﺮ ﺑﺈﻋﺠﺎب ﻟﻠﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﻋﺮف ﻋﻨﻬﺎ اﻻﻧﻀﺒﺎط ﰲ املﻮاﻋﻴﺪ واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻓﺔ وﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ واﻻﺑﺘﻜﺎر واملﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﱄ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ؟ ﻧﻈﺮة أﺻﺒﺤﺖ ﻧﻤﻄﻴﺔ ﻣﻠﺆﻫﺎ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷول. واﻟﺴﺆال ﻫﻮ ﻣﺎذا ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﻟﺘﺤﺴني أﻧﻔﺴﻨﺎ؟
ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أﺣﺪ املﺼﺎدر املﻬﻤﺔ ﻟﺪى ﻛﺜري ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻵﺳﻴﻮﻳﺔ املﺘﻘﺪﻣﺔ ﻻﺳﺘﻠﻬﺎم اﻟﻘﻴﻢ واملﺴﻠﻜﻴﺎت اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، وﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻫﺬا ﻧﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺮﺟﻤﺘﻨﺎ ﻟﻘﻴﻤﻨﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺣني ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻷﺧﻼق واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷﻓﻘﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻨﺎس.
اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ املﺘﺤﴬ ﴐورة وﻟﻴﺲ ﺗﺮﻓﺎ، ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎملﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺸﺎرﻛﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ، واملﻌﺮوف أن اﻟﺴﻠﻮك ﺗﺮاﻛﻤﻲ ﺷﺨﴢ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﺰرﻋﻪ اﻷﴎة واملﺪرﺳﺔ واملﺠﺘﻤﻊ ﰲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻨﺎ. ﻓﻴﺼﻌﺐ ﻏﺎﻟﺒﺎ إﻟﺰام اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﺤﺴﻨﺔ واﻷﺧﻼق ﻋﱪ ﺳﻦ اﻟﻘﻮاﻧني أو ﻓﺮض اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت. اﻟﺴﻠﻮك إذا ﺣﺰﻣﺔ ﻣﺒﺎدئ واﻟﺘﺰاﻣﺎت ﺗﻜﻮن ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ اﻟﻔﺮد ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﺪام.
وﰲ رأﻳﻲ أن أﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺤﺴني اﻟﺴﻠﻮك املﺠﺘﻤﻌﻲ ﻫﻮ أن ﺗﺪرج ﻣﺎدة اﻷﺧﻼق واﻟﺴﻠﻮك ﺿﻤﻦ املﻨﻬﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ، ﻓﻴﺘﻌﻠﻢ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ أﺳﺎﺳﻴﺎت ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت املﺮﻏﻮﺑﺔ.
وﻛﺬﻟﻚ أن ﺗﻨﻈﻢ املﺮاﻛﺰ واملﺆﺳﺴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﻤﻼت إﻋﻼﻣﻴﺔ وﻣﺒﺎدرات ﻟﱰﺳﻴﺦ اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺮاﻗﻲ.
وأﺟﺰم ﺑﺄن ارﺗﻔﺎع املﺆﴍ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﺑﺸﻜﻞ إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﲆ املﻮارد واملﻤﺘﻠﻜﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ، وﻳﺒﻌﺚ ﺑﺮﺳﺎﺋﻞ ﺟﻴﺪة ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ وﻳﻌﻄﻲ ﻗﺪوة ﺣﺴﻨﺔ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ. وﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻗﺪﻳﻤﺎ إﻧﻤﺎ اﻷﻣﻢ اﻷﺧﻼق ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ.