Al-Watan (Saudi)

شراكة حوثية أممية لتهريب ا)دوية الفاسدة

- أبها: سلمان عسكر

كشــفت معلومات سرية عن حقائق شراكة الحوثيين والأمــم المتحدة في تجــارة الأدوية الفاســدة وتهريبها لليمن، وتســببهم في وفاة أعداد كبيرة من الأطفال والكبار على حد سواء، مع تحفظ كبير عــلى الإحصائيــ­ات الدقيقة للوفيات والتعتيم عليها.

وقالت مصــادر لـ»الوطن« إن الأمم المتحدة والحوثيين شركاء في هذه الجريمة، حيث تعتمد الشراكة بــين الطرفين على نظــام المقايضة عند قبول المنح الدوائيــة من المنظمات الأممية والإنسانية؛ بمعنى أن هذا التنسيق يمنع دخول أدويــة أممية إلا بعد تنفيــذ قائمة طويلة من المطالب أبرزها حصول الحوثيين على نسبة من الأدوية، وحصولهم أيضا على مبالغ مالية.

تحالف مع المهر ين

فيما بين تقريــر حديث صادر عــن المنظمة اليمنية مكافحة الاتجــار بالبشر (YOCHT) عن وجود تحالــف بين قادة الحوثيين ومهربي الأدوية لتزويد الســوق بالأدوية، وهو ما يفسر رفض الحوثيين للمعونات الدوائية من المنظمات العالمية. وأوضح أن قادة الحوثي يستثمرون في الأدوية، منهم طه المتوكل، ومحمــد الغيلي رئيس هيئة الأدوية، ومطهــر المروني مدير صحة صنعاء، وعدد من القادة العسكريين الآخرين، ومسؤول كبير في مكتب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يدعى »أبــو محمد العيانــي،« ومدير مكتب الرئاســة في صنعاء أحمد حامد الرجل القوي داخل جماعة الحوثي، الذي يوفر لهم الحماية الكاملة.

قائمة سوداء مدي%و المجمعات

وتؤكد مصادر فريــق إعداد هذا التقرير أن 80 % من مديــري المجمعــات الحكومية يبيعون الأدوية، ومنهم مدير وحدة علاج »اللوكيميا« في مستشفى الكويت، الذي يقوم برفع مذكرات إلى مدير مكتب الصحة بالأمانة، والذي بدوره يتسلم الأدوية من المنظمات الدولية ويقوم ببيعها، ولا يورد إلا اليسير جدًا منها إلى الوحدة. كما أظهرت تحقيقات أنه ضالع في بيع 27 ألف مغذية »محاليل« تســلمها مــن مكتب الصحة بالأمانة، وأفادت المصــادر أن منظمات دولية تقوم بتوزيــع أدوية قاربت عــلى انتهاء فترة صلاحيتها ليتم بيعها إلى سماسرة وموزعين ومن ثم إلى مزوري الأدوية، والذين يقومون بدورهم بتغيير تاريخ انتهاء الأدوية وإنزالها إلى السوق ليشتريها المواطن بأسعار باهظة.

وأوضحت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، في تقريرها عن قائمة سوداء بأسماء قيادات حوثية، مكونة من 71 شــخصية، تتاجر بالأدوية المهربة والمزورة، وحســب التقرير الصادر عن المنظمة، في النسخة الأولى منه، أن الحوثيين يديرون مملكتهم الخاصة في مناطق سيطرتهم الأكثر كثافة سكانية، إذ تحول الدواء في البلاد إلى واحد من أكبر مصادر الثــراء لقادتهم الذين يديرون شــبكات التهريب الضخمة للاستثمار في صحة اليمنيين. وكشف أن فاتورة اســتيراد الأدوية في اليمن تبلغ نحو 88 مليار ريال سنويًا، وفقًا لإحصائية »الهيئة العليا للأدوية« التي يديرها الحوثيون.

توصيات

وأوصى التقرير، إجراء تحقيق دولي وشــفاف في جريمة قتل أطفال مستشفى الكويت في صنعاء وضلوع الميليشيا الإنقلابية في تهريب الأدوية وبيعها في السوق السوداء والإضرار بصحة الشعب اليمني، واعتبارها جريمة ضد الإنسانية. وطالب أيضا بالضغــط باتجاه إصدار قرار دولي مــن مجلس الأمن بفرض عقوبات دولية على وزير الصحة في حكومة الميليشيا وكبار المسؤولين في وزارته المتورطين في الاتجار بالأدوية المهربة والمزورة والفاسدة لتمويل الحرب وإثراء قادة الميليشيا. كما يســتند التقرير إلى تقارير ووثائق حصلت عليها المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، تخص شكاوي أهالي وشهادات ضحايا أبرياء وقعوا ضحية بيع ومتاجرة الحوثيين بالأدوية، ومطالباتهم بإحالة ملف القضية التي تحولت إلى قضية رأي عام إلى القضاء بشكل عاجل ومساءلة المتسببين، والتعويض العادل وجبر الضرر المنصف لأولياء الضحايا الشــهداء »الديات المالية،« والتعويض المعنوي عن الألم والقهرة وخسارة أطفالهم.

تورط و ر الصحة

وأظهــرت الوثائق تورط وزير الصحة الحوثي بقضايا فســاد وإهمال جســيم للقطاع الصحي، والتستر على الفاسدين وعدم اتخاذ أي إجراء ضدهم أو إحالتهم للتحقيق رغم معرفته وعرض معظم الأمــور عليه، إذ يكتفي بالعمل على إخفاء الدليل ومعاقبة الشاكي بشتى الطرق. وأن وزيــر الصحة ومعه وكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، الشــخصية النافذة والمســيطر­ة على صنعاء تستروا على قضايا فساد، إضافة إلى ضلوع مكتب رئاسة الجمهورية القيادي الحوثي أحمد حامد، ومدير مكتب الصحة بمديرية الثورة الصفي نعمان، ونائبه سامي الأغبري، ومدير مكتب الشكاوى بوزارة الصحة عبد الرحمن الغيلي في قضايا فساد وابتزاز. وحصلــت المنظمة على أدلة ووثائق مــن مصادرها تؤكد تورط وزارة الصحة وفروعها بقضايا فساد وإهمال جسيم، وبيع أدوية وأجهزة طبية ومستلزمات بملايين الدولارات. وعمل وزير الصحــة الحوثي على محاربة الــشركات والوكلاء الرســميين، وقام باســتقطاب وفتح المجال أمام موردين جدد، غالبيتهم من المهربين وأصحاب سوابق في تزوير وصناعة الأدوية المغشوشــة (بكر الصباري مثلا)، ويوسف يعقوب، وشكل لجنة من أربعين شــخصًا من الموظفين الجدد أغلبهم بدون مؤهلات، وقام بإرســالهم على نفقة المهربين إلى عدة دول لزيارة عشرات المصانع والــشركات في الصين والهند وماليزيا، وعقدوا اتفاقيات لاستيراد دواء ومواد خام طبية.

يع الأدوية الحكومية

وأفادت الوثائق أن مديــر مكتب الصحة بالأمانة مطهر المروني، ثبت بأدلــة قطعية واعترافات بمحــاضر التحقيق ببيع الأدوية والمحاليل من خلال إقرارات مســؤولي المخازن التابعين له، ومن خلال من تم ضبطهم، حيث يتزعم منظومة فســاد متكاملة بما فيها من ابتزاز وتعسف وتسلط وعبر أشخاص تابعين له في جميع المنشآت بأمانة العاصمة.

 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia