Al-Watan (Saudi)

شظايا أوكرانيا تهدد أمن إفريقيا

- أبها: الوكالات

ســاهمت حرب أوكرانيــا في تغذية السوق الســوداء في إفريقيا بالأسلحة فالتداعيات هناك تخلق تقلبات وثغرات أمنية في إفريقيا، وتتسرب عبرها الأسلحة في إمدادات تــزود التنظيمات الإرهابية باحتياجاته­ــا خصوصا في الســاحل، المنطقة التي تمتلــك منافذ على أوروبا وتمنحها عبورا آمنا للعتاد والذخيرة.

برخان الفرنسية

حيث ضربت ارتدادات حرب أوكرانيا عمق إفريقيا لتفاقم معاناتها من إرهاب تنعشــه سوق ســوداء للسلاح خلقها النــزاع شرقي أوروبا وتدفــع القارة ضريبته.

ويزيد من المخاوف، انسحاب عملية برخان الفرنسية من الساحل الإفريقي، وخطوات مماثلة مقــررة من كل من ألمانيا وبريطانيا، ما يجعل من الإرهاب ملفا شائكا ضمن أولويات القمة الثانية والســتين لرؤســاء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، المقررة غدا الأحد بالعاصمة النيجيرية أبوجا.

واختتمــت أعمال الــدورة العادية لمجلــس وزراء المنظمة، في جلســات تصدرتهــا ملفات محاربــة الإرهاب والانقلابا­ت أو عمليات الانتقال السياسي غير الدستورية.

وبحسب مذكرة عمل رسمية، تشكل مكافحة الإرهاب أولوية قصوى للمنظمة الإقليمية، وســط التطــورات الدولية الحاصلة، ســواء من حيث التغييرات العسكرية من خلال الانسحاب الفرنسي من الساحل، أو تداعيات حرب أوكرانيا.

تمدد الإرهاب

وبحســب خبــير مــن المجموعة الاقتصادية لدول غــرب إفريقيا، فإن الإرهاب يتمدد -بعد منطقة الساحلليطـ­ـال البلدان الســاحلية مثل توغو

وبنين، مع وجود خصوصية تجمع الآفة في كل مكان، وهو عبارة عن حبل سري يربط بين مختلف التنظيمات: داعش - وبوكو حرام بشــكل أقل- في الساحل، والمجموعات الإرهابيــ­ة الموالية لتنظيم القاعدة.

وهي معاقل يرى الخبير أنها تشكل أضلع الإرهــاب في غرب إفريقيا عموما ومنطقة الساحل بشكل خاص.

ووفق تقدير رؤســاء الدول الذين ســيجتمعون الأحد، تضاف إلى أجندة الإرهاب ملف التحولات غير الدستورية في كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا.

ففيما كان على وزير خارجية غينيا تكبد عناء رحلــة إلى أبوجا في محاولة للدفــاع عن بــلاده في أروقــة القمة، تغيــب واغادوغو وباماكــو اللتين تم تعليق عضويتهما بالمنظمة، إضافة إلى كوناكري.

حمم أوكرانيا

لم تقتــصر الآثار المدمــرة للحرب الأوكرانيـ­ـة على محيطهــا في شرقي أوروبا، بل تطايرت شظاياها لتضرب القارة السمراء، حيث بات السلاح الذي يجري ضخــه إلى أوكرانيا، يتسرب إلى عصابات التهريب، ومن ثم إلى عصابات

إجرامية وحركات إرهابية.

حركة عكسية للسلاح حولت إفريقيا إلى سوق سوداء ترفع وتيرة المخاطر من انتعاش الإرهاب وسط تحذيرات محلية وغربية من أن تغرق في أتون النزاعات من جديد، وتؤجج الصراعات القائمة.

مخاطــر أكدهــا مؤخــرا الرئيس النيجــيري محمد بخــاري، بقوله في تصريحات أدلى بهــا في أبوجا، بالقول إن »الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسمح بتدفق الأســلحة والمقاتلين إلى منطقة بحيرة تشاد، مما يعزز قوة التنظيمات الإرهابية .«

وأضاف بخاري، أمام قمة رؤســاء دول لجنــة حــوض بحيرة تشــاد، أنه »يجري تحويل مســار الأســلحة المخصصــة لحــرب أوكرانيا إلى غرب إفريقيــا، وينتهي بهــا الأمر في أيدي الجماعات الإرهابية .«

جرس إنذار يــشي بأن حمم الحرب بدأت تتســاقط في إفريقيا، وتحديدا في منطقة الســاحل التي تعج بالمهربين وتجار الأســلحة ممن يستفيدون من النزاعات، وينسقون مع تجار الأسلحة في السوق الســوداء للسلاح التي غالبا ما تنشأ بشــكل تلقائي بالتزامن مع الحروب.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia