شروط للسماح لشركات التقنية الصينية بالاستثمار في السعودية
قالــت صحيفة »فايننشــال تايمز« البريطانية إن السعودية ألزمت شركات التكنولوجيا الصينية الرائدة بصفقات كبيرة مقابل قدرتها على الاســتثمار في المملكة، حيث تســعى الرياض لتعزيز صناعة التكنولوجيا المحلية.
وتعــد شركتا »علي بابا« و»ســينس تايم« من بــين أكبر المجموعات الصينية التــي أبرمت صفقات بمئــات الملايين من الدولارات مع الســعودية على مدى الســنوات الثلاث الماضية، مقابل إقامة مشاريع مشتركة في البلاد. ونقلت الصحيفة عن 5 أشخاص مطلعين على الصفقات، بمن في ذلك مديرو الصناديــق ورجال الأعمال في مجال التكنولوجيا والمستشارين الذين يعملون على الاتفاقيات، أن المســتثمرين الســعوديين يطبقون متطلبات صارمة بشكل متزايد لتمويل الصفقات. وفي بعض الحالات، يتعين عــلى الشركات الصينية تبادل الخبرات الفنية مع شركائها السعوديين الجدد. وقال أحد المستشــارين الصينيين الذين يقدمون المشورة لشركات التكنولوجيا المحلية حــول كيفية جمع الأموال من المملكة: »إنهم يريدون من شركتك ومهندسيك تدريب مواهبهم .« وتكرر الإســتراتيجية الســعودية تكتيكات الحكومات المحلية في الصين تجاه الشركات الأجنبية منذ عقود، حيث منحت الوصول إلى الأسواق مقابل تدريب الفرق المحلية والاستثمار. كما فازت مجموعة الذكاء الاصطناعي »سينس تايم« بعقد لمشروع المملكة الطموح لبناء مدينة نيوم المستقبلية الضخمة، وفقًا لشخصين مطلعين على الصفقة. كما كشفت المصادر عن عقود أخرى في مدينة نيوم الصناعية »أوكســاجون«، التي تعد أكبر تجمع صناعي عائم في العالم، وأعلن عن إطلاقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن ســلمان في 16 نوفمبر 2021. وبدأت في اســتقبال رواد التصنيع والمستثمرين وأصحاب الأعمال في بداية عام 2022. من جانبها، دخلت شركة »علي بابا كلاود« الســوق الســعودية في عام 2022 من خلال مشروع مشــترك مع مجموعة الاتصالات السعودية، التي أبرمت أيضًا شراكة مع هواوي في مشــاريع 5G وتعهدت »بتعزيز التعاون« في أبحاث التكنولوجيا. وتأتي الصفقات الســعودية مع مجموعــات التكنولوجيا الصينية مع أحكام أخرى مصممة لحماية استثماراتها. في أواخر العام الماضي، أصدرت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا AceGPT، وهو نموذج لغوي كبير يركز على اللغة العربية تم تصميمه بالتعاون مع الجامعة الصينية في هونغ كونغ ومعهد شنتشــن لأبحاث البيانات الضخمة. وقالت مصادر إن النهج المتبع في الاســتثمار في التكنولوجيا يتوافق مع
الاستراتيجية السعودية على نطاق أوسع.