Al-Watan (Saudi)

اّ$غز الإستراتيج­يّ

-

هــل يعنــي ذلــك التماهــي اللّاهوتــي بــين الأمريكــي، إلى أيّ ديانــة أو لا ديانــة انتمــى، واليهــودي؟ كثــيرون لــم يتمكّنــوا مــن فــكّ »اللّغــز الإســترات­يجي« بــين الولايــات المتّحــدة وإسرائيــل. أوليفيــه روا الــذي لاحَــظَ التداخُــلَ بــين البُعــد الإيديولوج­ــي والبُعــد الإســترات­يجي في العلاقــات الأمريكيّــة - الإسرائيليّــة، عــادَ، أيضًــا، إلى دَور البيوريتان­ــز، ومُقارنتهــم بــين خروجهــم مــن إنجلــترا عــلى يــد الملــك، والعبريّــين الذيـن خَرجـوا مـن مـصر عـلى يـد الفرعـون، ولكـن »لا عصـا مـوسى هنــاك بــل عصــا نتنياهــو وهــي تنهــالُ عــلى رأس جــو بايــدن«. إسرائيـل »فكـرة أمريكيّـة« قَبـل أن تُصبـح »وديعـة أمريكيّـة«. ناحـوم جولدمـان، وهـو أحـد آبـاء الدولـة، قال »لـولا الرئيـس وودرو ويلسـون لَمــا كان وعــد بلفــور«. المــؤرِّخ آفي شــلايم رأى الانحــدار الدراماتيك­ــي نحــو ثقافــة اليمــين التــي هــي، في نظــره ثقافــة الكهــوف، ليُقــارِن بــين الدولــة العبريّــة والكائنــا­ت الخرافيّــة التــي تَبتدعهــا المخيّلــة الهوليووديّــة، وحيــث لا تلبــث تلــك الكائنــات أن تنقــضَّ عــلى مَــن صَنَعَهــا. الأكاديميّــة الأمريكيّــة، اليهوديّــة، جوديــت بتلــر ســألت »قــد يكــون باســتطاعت­نا، إذا مــا عدنــا إلى مُقتضيــات الميــدان في الحــرب العالَميّــة الثانيـة، أن نَحمـل ضحايـا هيروشـيما عـلى ظهورنـا. هـل باسـتطاعة الإسرائيليّــين، كمُحتلّــين، أن يحملــوا ضحايــا غــزّة عــلى ظهورهــم؟«. أضافـت: »... مـا الـذي يجعلنـا، كأمريكيّـين، إسرائيليّـين إلى هـذا الحدّ؟ الأصــوات تعلــو في الجامعــات، وفي الشــوارع، وحتّــى في أروقــة البيــت الأبيــض، حــين نــرى كيــف نُــزوِّد نتنياهــو بأشــدّ القنابــل فَتــكًا، ثــمّ نحــاول أن نغســل أيدينــا مــن الجثــث التــي تتكــدّس عــلى طريــق أورشــليم. واشــنطن هــذه ليســت ثقافتنــا حــين يَعتــبر الجنــرال رافاييــل إيتــان أنّ العربــيَّ الجيّــد هــو العربــيُّ الميّــت«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia