Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻷذان.. رﻣﺰ ﻛﻔﺎح اﻷﺗﺮاك ﻣﻦ ﻋﻬﺪ أﺗﺎﺗﻮرك إﻟﻰ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻔﺎﺷﻞ

رﻓﻌﺘﻪ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﰲ ﻏﲑ ﻣﻮﻋﺪه ﳊﺸﺪ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺸﻮارع

- إﺳﻄﻨﺒﻮل: ﺳﻌﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮازق

ﻓــــﻲ ﻟــﻴــﻠــﺔ اﻟـــﺠـــﻤ­ـــﻌـــﺔ ٥١ ﻳــﻮﻟــﻴــ­ﻮ )ﺗــــــﻤــ­ــــﻮز( اﻟــــﺤـــ­ـﺎﻟــــﻲ، ﻟـــﻴـــﻠـ­ــﺔ اﻻﻧــــﻘــ­ــﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟـﻔـﺎﺷـﻞ ﻓـﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، ﻟﻌﺒﺖ اﳌﺴﺎﺟﺪ دورا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﺗﻌﺒﺌﺔ وﺣﺸﺪ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع ﻟﻠﺘﺼﺪي ﳌﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻧـﻘـﻼب ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ وﻋﻠﻰ إرادﺗــﻬــ­ﻢ. ورﻓــﻊ ﻧﺤﻮ ٥٨ ﻣﺴﺠﺪا ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻷذان ﻓـﻲ ﻏﻴﺮ ﻣـﻮﻋـﺪه ﻟﺪﻋﻮة اﻟـــــﻨــ­ـــﺎس إﻟــــــﻰ اﻟــــــﺨـ­ـــــﺮوج واﻟـــﺘـــ­ﺼـــﺪي ﻟﻼﻧﻘﻼﺑﻴﲔ وﻛﺎن ﺻﻮت اﻷذان ﻣﺤﺮﻛﺎ ﻣﺆﺛﺮا ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻠﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع.

وﻣــــــــ­ـــــﻊ ﺗـــــــﺘـ­ــــــﺎﺑــ­ـــــﻊ اﻟــــــــ­ﺘــــــــﻄ­ــــــــﻮر­ات واﻹﺟــﺮاءا­ت اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﺗﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ أي ﺗﺪاﻋﻴﺎت ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟــﻼﻧــﻘــ­ﻼب أو ﻋـــﻮدة اﻻﻧــﻘــﻼﺑ­ــﻴــﲔ إﻟـﻰ ﻣﻐﺎﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﺑﻘﻲ اﻷذان ﺣﺎﺿﺮا ﻓﻲ اﳌﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺗﺮاك ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻗﺒﻞ اﳌﺎﺿﻲ، وﺣﺘﻰ اﻵن، ﺑــﻞ إن ﻫـــﺬا اﻷﻣـــﺮ دﻓـــﻊ اﻟﺒﻌﺾ إﻟـــــﻰ ﻧـــﺴـــﺞ اﻟـــﻘـــﺼ­ـــﺺ ﺣـــــﻮل اﻷذان، وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺨﺒﺮ اﻟــﺬي ﻧﺸﺮﺗﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻳـــﻨـــﻲ ﺷـــﻔـــﻖ« اﻟــﺘــﺮﻛـ­ـﻴــﺔ اﻟــﻘــﺮﻳـ­ـﺒــﺔ ﻣﻦ اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ رﺟــــﺐ ﻃــﻴــﺐ إردوﻏـــــ­ــﺎن أول ﻣﻦ أﻣﺲ اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﻤﻘﻄﻊ ﻓــﻴــﺪﻳــ­ﻮ ﻗــﺎﻟــﺖ اﻟـﺼـﺤـﻴـﻔ­ـﺔ إﻧـــﻪ ﻟـــﻶذان ﺑﺼﻮت إردوﻏـــﺎن ﻓـﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﺠﻤﻬﻮري ﺑﺄﻧﻘﺮة.

ﻟـــﻜـــﻦ اﻟــــﺮﺋــ­ــﺎﺳــــﺔ اﻟـــﺘـــﺮ­ﻛـــﻴـــﺔ ﻧــﻔــﺖ ﻓـــﻲ اﻟـــﻴـــﻮ­م ﻧـﻔــﺴــﻪ أن ﻳــﻜــﻮن اﻟـﺮﺋـﻴــﺲ إردوﻏﺎن رﻓﻊ اﻷذان ﺑﻌﺪ ﺑﺚ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟــﺬي ﻧﺴﺒﺘﻪ إﻟﻴﻪ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﳌﺆﻳﺪة ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ.

وﻗــــــــ­ــــﺎل ﻣـــــــﺴـ­ــــــﺆول ﻓـــــــﻲ رﺋـــــﺎﺳـ­ــــﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ إن اﻟﺼﻮت اﻟﺬي ﻳــﺒــﺚ ﻣـــﻦ ﻣــﻜــﺒــﺮ اﻟـــﺼـــﻮ­ت ﻫـــﻮ ﺻــﻮت إردوﻏﺎن ﻓﻌﻼ. ﻟﻜﻨﻪ ﺻﻮﺗﻪ وﻫﻮ ﻳﺘﻠﻮ ﺑﻌﺾ اﻵﻳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ وﻟﻴﺲ اﻷذان.

وﻛــــــــ­ﺎن إردوﻏـــــ­ــــــــﺎن واﺻـــــــ­ـﻞ ﺣــﺚ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻞ ﻗﺼﻴﺮة ﺣﻤﻠﺖ ﺗـــﻮﻗـــﻴ­ـــﻌـــﻪ وﺻـــــﻠــ­ـــﺖ ﻋــــﻠــــ­ﻰ اﻟــــﻬـــ­ـﻮاﺗــــﻒ اﻟـﺠـﻮاﻟـﺔ، ﻓـﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧـﺤـﺎء اﻟـﺒـﻼد، إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﻨﺰول إﻟﻰ اﻟﺸﺎرع ﻟـــﻠـــﺘـ­ــﺼـــﺪي »ﻟـــــﻺرﻫـ­ــــﺎﺑــــ­ـﻴـــــﲔ«. وﺟـــــﺎء ﻓـــﻲ اﻟـــﺮﺳـــ­ﺎﻟـــﺔ: »اﻷﻣـــــﺔ ﻫـــﻲ ﻣـــﻦ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﺴﺎﺣﺎت وﻟﻴﺲ اﻟﺪﺑﺎﺑﺎت«.

وﺑــــﺤـــ­ـﺴــــﺐ إﺣــــﺼـــ­ـﺎﺋــــﻴــ­ــﺔ ﻟــﻬــﻴــﺌ­ــﺔ اﻟﺸﺆون اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ٤٨ أﻟﻔﺎ و٤٨٦ ﻣﺴﺠﺪا. وﻳﻮﺟﺪ ﻓــﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل وﺣــﺪﻫــﺎ ٠٩١٣ ﻣـﺴـﺠـﺪا، ﺗﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻧﻴﺎ وﺳﻂ اﻟﺒﻼد ﺑـــ٧٨٠٣ ﻣﺴﺠﺪا، ﺛﻢ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ أﻧــــﻘـــ­ـﺮة ﺑـــــــــ­ــ٥٧٨٢ ﻣــــﺴــــ­ﺠــــﺪا، وﻣـــﺪﻳـــ­ﻨـــﺔ ﺳــﺎﻣــﺴــ­ﻮن ﺑـﻤـﻨـﻄـﻘـ­ﺔ اﻟــﺒــﺤــ­ﺮ اﻷﺳــــﻮد ﺷﻤﺎل اﻟﺒﻼد ﺑـ٩٣٦٢ ﻣﺴﺠﺪا.

وﻋﺎﺷﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﺪوﻟﺔ اﻟـﻌـﺜـﻤـﺎ­ﻧـﻴـﺔ وﺑـــﺪاﻳــ­ـﺔ ﻋــﺼــﺮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻛﻤﺎل أﺗﺎﺗﻮرك اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ﺻﺮاﻋﺎ ﺣﻮل اﻷذان واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻠﻐﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺑــﻌــﺪ أن ﺑــــﺪأ ﻳـــﺮﻓـــﻊ ﺑــﺎﻟــﻠــ­ﻐــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛـ­ـﻴــﺔ ﻟﻴﻨﺘﺼﺮ أﻧﺼﺎر اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.

وﻛﺎن اﻷذان ﻣﺮﻛﺰ اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟـﺸـﻌـﺮاء واﻷدﺑــــﺎ­ء ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻓﺘﺮات اﻟـــﺘـــﺎ­رﻳـــﺦ اﻟــﺘــﺮﻛـ­ـﻲ ﺣــﺘــﻰ ﻓـــﻲ اﻟـﻌـﺼـﺮ اﻟــﺤــﺪﻳـ­ـﺚ، وﻛـــﺎن ﻣـﻤـﻦ اﻫـﺘـﻤـﻮا ﺑــﻪ ﻓﻲ أدﺑﻬﻢ أدﺑﺎء ﻛﺒﺎر ﻣﺜﻞ: ﻧﺠﻴﺐ ﻓﺎﺿﻞ، وﻳﺤﻴﻰ ﻛﻤﺎل، وأﺣﻤﺪ ﻫﺎﺷﻢ، وﻣﺪﺣﺖ ﺟــــﻤــــ­ﺎل ﻛــــﻮﻧـــ­ـﻄــــﺎي، وآﻗـــــــ­ﺎ ﺟــــﻮﻧـــ­ـﺪوز، وﺧﺎﻟﺪة ﻧﺼﺮت زورﻟﻮﻃﻮﻧﺎ، وﻓﺎروق ﻧﺎﻓﺬ، وﻋﻠﻲ ﻋﻠﻮي ﻗﻮروﺟﻮ، وﺳﺰاﺋﻲ ﻗﺮا ﻗﻮش، ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺒﻮا ﻋﻨﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻌﺎر واﻟﻘﺼﺎﺋﺪ، أو اﺳﺘﺨﺪﻣﻮه ﻓﻲ أﺳﻄﺮ رواﻳﺎﺗﻬﻢ وﻗﺼﺼﻬﻢ.

وﺗــــﺎﺑــ­ــﻊ اﻷﺗـــــــ­ــﺮاك ﻳــﺘــﺒــﻌ­ــﻮن أداء اﻷذان ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ دﺧﻮﻟﻬﻢ اﻹﺳـﻼم ﻓﻲ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ اﻷﺻﻠﻲ ﺑﺂﺳﻴﺎ اﻟـﻮﺳـﻄـﻰ، وﻛــﺬﻟــﻚ ﻓــﻲ وﻗــﺖ ﺗﺄﺳﻴﺲ أول دوﻟـــﺔ ﻟـﻬـﻢ ﻓــﻲ اﻷﻧـــﺎﺿــ­ـﻮل، وﻫـﻲ اﻟـــــﺪوﻟ­ـــــﺔ اﻟــﺴــﻠــ­ﺠــﻮﻗــﻴــ­ﺔ، وأﻳـــــﻀـ­ــــﺎ ﻓـﻲ أوﻗﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، واﺳﺘﻤﺮ ﻫـﺬا اﻷﻣــﺮ ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺮة ﻇﻬﻮر اﳌﺪ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻟﺘﺮﻛﻲ، أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﺘﺮﻳﻚ، ﺑﻌﺪ ﺻـﺪور ﻻﺋﺤﺔ اﳌﺸﺮوﻃﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )اﻻﺳﻢ اﻟﺬي أﻃﻠﻘﻪ اﻷﺗـﺮاك ﻋﻠﻰ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ ٨٠٩١ - ٨١٩١(، ﺣﻴﺚ ﺑﺪأ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻴﲔ اﻟــــﺘـــ­ـﺮك اﻟـــــﺪﻋـ­ــــﻮة إﻟـــــﻰ ﺗـــﺘـــﺮﻳ­ـــﻚ اﻷذان وﻗﺮاءﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ.

وﻳﺮﺟﺢ أن ﻳﻜﻮن اﻷدﻳﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺿﻴﺎء ﺟـﻮك آﻟـﺐ أول ﻣﻦ دﻋـﺎ ﻟﻠﻔﻜﺮة ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٨١٩١ ﺑــﻌــﺪ اﻧــﻬــﻴــ­ﺎر اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟــﻌــﺜــ­ﻤــﺎﻧــﻴــ­ﺔ، وﺗــﺼــﺎﻋـ­ـﺪ اﳌــــﺪ اﻟــﻘــﻮﻣـ­ـﻲ واﻟﻄﻮراﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﺎﻟﻮﻧﻴﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﺣﺎﻟﻴﺎ، وﺗﻘﻮل اﳌﻮﺳﻮﻋﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة )ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ(: »إن أﺗـــﺎﺗـــ­ﻮرك ﻃــﻠــﺐ ﻣـــﻦ إﺳــﻤــﺎﻋـ­ـﻴــﻞ ﺣﻘﻲ ﺑﻠﻄﺠﻲ أوﻏـﻠـﻮ ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٨٢٩١، اﻟـﺬي ﻛـــﺎن ﻳـﻌـﻤـﻞ ﻣــﺪرﺳــﺎ ﺑـﻜـﻠـﻴـﺔ اﻹﻟـﻬـﻴـﺎت )اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ( أن ﻳﺪﺧﻞ ﻣـﺎدة ﻓﻲ ﻻﺋﺤﺔ اﻹﺻــﻼﺣــﺎ­ت )اﳌــــﺎدة اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـ­ﺔ( ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻀﺮورة أن ﻳﻜﻮن ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ«.

وﻓـــﻰ ٠١ أﺑــﺮﻳــﻞ )ﻧــﻴــﺴــﺎ­ن( ﺻـﺪر ﻗــﺎﻧــﻮن اﻟـﺘـﺸـﻜـﻴ­ـﻼت اﻷﺳــﺎﺳــﻴ­ــﺔ اﻟــﺬي رﻓﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎرات: »إن اﻹﺳــﻼم دﻳﻦ اﻟــﺪوﻟــﺔ«، و»إن اﳌﺠﻠﺲ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻄﺒﻖ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ«.

وﻓــــﻲ ﻋــــﺎم ١٣٩١ ﻋــﻘــﺪ أﺗـــﺎﺗـــ­ﻮرك اﺟـــﺘـــﻤ­ـــﺎﻋـــﺎ أراد ﻣــــﻦ ﺧـــﻼﻟـــﻪ ﺗــﺤــﻮﻳــ­ﻞ اﻟﻌﺒﺎدة إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﻛﺎن ﻣﻦ ﺑــﲔ اﻟـﺤـﺎﺿـﺮﻳ­ـﻦ ﻓــﻲ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎع ٩ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ، وﻛﺎﻧﻮا آﻧﺬاك ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ﺗﺮﻛﻴﺎ.

وﺷﺮح اﻟﻨﺎﺋﺐ رﺷﻴﺪ ﻏﺎﻟﺐ، أﺣﺪ اﻟـﺤـﺎﺿـﺮﻳ­ـﻦ ﻓــﻲ اﻻﺟــﺘــﻤـ­ـﺎع، ﺧـﻄـﻮات ﺗﺘﺮﻳﻚ اﻟﺪﻳﻦ، وأﻋﻄﻰ ﻟﺤﻔﻈﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻧﺴﺨﺎ ﻣﻦ اﳌﺼﺤﻒ ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ ﻟـﻠـﻐـﺔ اﻟــﺘــﺮﻛـ­ـﻴــﺔ، ﻛـﻤـﺎ أﻋــﻄــﺎﻫـ­ـﻢ ﻧـﺴـﺨـﺎ ﻟﺨﻄﺐ ﺗﺮﻛﻴﺔ أﻳﻀﺎ.

وﻋــــﲔ أﺗــــﺎﺗــ­ــﻮرك ورﺷـــﻴـــ­ﺪ ﻏــﺎﻟــﺐ اﻟـــﺬي أﺻـﺒـﺢ وزﻳـــﺮا ﻟﻠﻤﻌﺎرف ﺗﺴﻌﺔ ﻣﺆذﻧﲔ ﻟﻜﻲ ﻳﺆذﻧﻮا ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، دون اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺠﺎرﻓﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻮم اﻟــﺸــﻌــ­ﺐ. ﻟــﺪرﺟــﺔ أن أﺗـــﺎﺗـــ­ﻮرك أﺻــﺪر أواﻣـﺮه ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ واﻷﻣﻦ ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ أداء اﻷذان ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﺮﻛــﻴــﺔ، وﻣــﻌــﺎﻗـ­ـﺒــﺔ ﻛـــﻞ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ.

وﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع، اﻗﺘﺮح اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟــﻜــﺎﺗ­ــﺐ اﻟــﺘــﺮﻛـ­ـﻲ، إﺳــﻤــﺎﻋـ­ـﻴــﻞ ﺣﻘﻲ ﺑــﻠــﻄــﺠ­ــﻲ أوﻏــــﻠــ­ــﻮ )وﻫـــــــﻮ ﻣــــﻦ ﺗـــﺮﺟـــﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ( ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ إﺻﻼﺣﺎت ﻏﺮﻳﺒﺔ وﻣﺜﻴﺮة ﻟــﻠــﺪﻳــ­ﻦ اﻹﺳــــﻼﻣـ­ـــﻲ، وﻗــــــﺪم ﻷﺗـــﺎﺗـــ­ﻮرك ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﻟﻠﻌﺒﺎدة. ﻟﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﺗﺘﺮﻳﻚ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻸﺗﺮاك ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ إﻧﻪ ﺷﺮع ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﻳﺤﻮي ﻛﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﻐﺮاﺑﺔ، ﺣﻴﺚ اﻗﺘﺮح أن ﺗﺤﺬف ﺑﻌﺾ اﻵﻳـــــﺎت اﻟــﻜــﺮﻳـ­ـﻤــﺔ ﻣــﻦ اﻟـــﻘـــﺮ­آن اﻟــﻜــﺮﻳـ­ـﻢ، وﺳــﻤــﺢ أﻳـــﻀـــﺎ ﺑـــﺪﺧـــﻮ­ل اﻷﺗــــــﺮ­اك إﻟــﻰ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﺑﺎﻷﺣﺬﻳﺔ، ﻣﺴﺘﻨﺪا ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟــﻰ اﻟــﻌــﺎدا­ت ﻓـﻲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ، وأﺿــﺎف أﻳــﻀــﺎ أن ﻳـﻌـﺒـﺪ اﻟــﻠــﻪ ﻓــﻲ اﳌـﺴـﺠـﺪ ﻣﻊ أﻟﺤﺎن وأﺻﻮات اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ.

وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻻﺟﺘﻤﺎع، ﻧﻔﺬ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٣٩١ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ »ﻳﺮه ﺑﺎﺗﺎن« ﺑــﺈﺳــﻄــ­ﻨــﺒــﻮل، ورﻓــــــﻊ ﺣــﻴــﻨــﻬ­ــﺎ اﻷذان ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﺮﻛــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻤــﺮ­ة اﻷوﻟــــــ­ـﻰ، إذ ﻗــﺎﻣــﺖ رﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــﺸــﺆون اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـ­ﺔ ﻓــﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑــﺈﺻــﺪار ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺑـﺮﻓـﻊ اﻷذان ﻓـﻲ اﻟـﺠـﻮاﻣـﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓـﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد.

وﺗــــﺠـــ­ـﻤــــﻊ اﳌـــﺴـــﻠ­ـــﻤـــﻮن اﻷﺗـــــــ­ــﺮاك، وﺗـﻈـﺎﻫـﺮو­ا، واﺣـﺘـﺸـﺪو­ا ﻓـﻲ اﳌﻴﺎدﻳﻦ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ وﺗﺘﺮﻳﻚ اﻷذان.

وﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺟﻤﻬﻮرﻳﺖ« اﳌﻌﺒﺮة ﻋﻦ أﺗﺎﺗﻮرك واﻹﻋـﻼم اﻟﺘﺮﻛﻲ واﻟـــﻌـــ­ﺎﳌـــﻲ ﻓـــﻲ ذﻟــــﻚ اﻟـــﻮﻗـــ­ﺖ ردة ﻓﻌﻞ اﻷﺗـــﺮاك ﺗـﺠـﺎه اﻟـﺘـﺪﺧـﻞ واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ.

وﻛــــــــ­ــــــــﺎن اﻟــــــــ­ﺤــــــــﺎ­ﻓــــــــﻆ ﻋـــــــﻤـ­ــــــﺮ ﺑـــﻚ اﻟﺴﺎﻟﻮﻧﻴﻜﻲ أول ﻣـﻦ أذن ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎم ﺳﻮزﻧﺎق، ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٣٩١ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺣﺼﺎر ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ إزﻣﻴﺮ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﻏﺮب ﺗﺮﻛﻴﺎ.

وﺗــﻌــﺮض اﳌــــﺆذن ﻃــﻮﺑــﺎل ﺧﻠﻴﻞ ﻟﻠﻀﺮب واﻻﻋﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻌﺪ أن أذن ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ »أوﻟﻮ ﺟﺎﻣﻊ« ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮرﺻﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺎم ٣٣٩١.

واﺣـــﺘـــ­ﺸـــﺪ اﻟــــﻨـــ­ـﺎس ﻓــــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــ­ﺔ ﺑـــﻮرﺻـــ­ﺔ، أﻛــﺒــﺮ ﻣــﻌــﻘــﻞ ﻟـﻠـﻤـﻌـﺎر­ﺿـﲔ ﻟﻘﺮار ﺗﺘﺮﻳﻚ اﻷذان، ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﳌﺴﺠﺪ اﻟــﻜــﺒــ­ﻴــﺮ ﺑـــﺎﳌـــﺪ­ﻳـــﻨـــﺔ »أوﻟـــــــ­ـﻮ ﺟـــﺎﻣـــﻊ«. وﻋـــﻨـــﺪ­ﻣـــﺎ ﻋــﻠــﻢ أﺗـــــﺎﺗـ­ــــﻮرك ﺑــﺎﻟــﻮاﻗ­ــﻌــﺔ واﻟــﺮﻓــﺾ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟـــﻸذان ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻗﻄﻊ زﻳﺎرﺗﻪ ﻹزﻣﻴﺮ، وذﻫﺐ ﻟﺒﻮرﺻﺎ، وﻗﺎل ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ أﻧﺒﺎء اﻷﻧﺎﺿﻮل اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ: »ﻣـﺜـﻞ ﻫــﺆﻻء اﻟﺮﺟﻌﻴﲔ اﻟﺠﻬﻼء ﻟﻦ ﻳـﻨـﺠـﻮا ﻣــﻦ ﻗـﻀـﺎء اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮ­رﻳـﺔ.. إن اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻗﺪر ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻠﻐﺔ، أي اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ«، وﻇــﻠــﺖ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ واﻟــﻘــﻀـ­ـﺎء ﻳﻌﺎِﻗﺒﺎن ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ ﳌﺪة ٣ أﺷﻬﺮ وﻏﺮاﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮم ﺑﺎﻷذان ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻨﺺ اﳌﺎدة ٦٢٥ - ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ١٤٩١.

وﻳﻌﺪ ﻛﻤﺎل ﺑﻴﻼو أوﻏﻠﻮ ﺷﻴﺦ اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـ­ﺔ اﻟﺘﻴﺠﺎﻧﻴﺔ وﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻋﺒﺪ اﻟـﺮﺣـﻤـﻦ ﺑـﺎﻟـﺠـﻲ اﻟـﻠـﺬﻳـﻦ ﻗـــﺎدا ﺣﻤﻠﺔ اﻷذان ﺑـﺎﻟـﻌـﺮﺑـ­ﻴـﺔ ﺑــﻌــﺪ ﻋـــﺎم ١٤٩١م، ﺣـــﻴـــﺚ ﺗـــﻌـــﺮض ﻛــﺜــﻴــﺮ ﻣــــﻦ اﳌـــﺆذﻧــ­ـﲔ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺤﺒﺲ واﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ، واﻟـﻮﺿـﻊ ﻓـﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻷﻣــﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.

وﻓﻲ ٢٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ٨٤٩١ ﺻــــﺪر ﺗـﻌـﻤـﻴـﻢ ﻣـــﻦ رﺋـــﺎﺳـــ­ﺔ اﻟــﺸــﺆون اﻟــﺪﻳــﻨـ­ـﻴــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛـ­ـﻴــﺔ ﺑــﺎﻋــﺘــ­ﺒــﺎر اﻷذان ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن.

وﻓﻲ أول اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺣﺮة ﻓــﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﺧـــﺎض ﻋــﺪﻧــﺎن ﻣـﻨـﺪرﻳـﺲ ﻣـﻨـﺎﻓـﺴـﺔ ﻣــﻊ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻛــﻤــﺎل أﺗــﺎﺗــﻮر­ك ﻋـﺼـﻤـﺖ إﻳــﻨــﻮﻧـ­ـﻮ ﺗــﺮﻛــﺰت ﺑــﺎﻷﺳــﺎس ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻄـﻠـﺐ ﺟـﻤـﺎﻫـﻴـﺮ­ي واﺣــــﺪ، ﻫﻮ إﻟﻐﺎء اﳌﺎدة ٦٢٥ ﻋﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﺮ اﻷذان ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، وﻧﺠﺢ ﻣﻨﺪرﻳﺲ ﻓﻲ اﻛﺘﺴﺎح ﻣﻨﺎﻓﺴﻪ، وﺷﻜﻞ أول ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻛﺎن أول ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ إﻋﺎدة اﻷذان ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺮة أﺧـﺮى ﻳﻮم ٦١ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٠٥٩١ اﳌﻮاﻓﻖ أول أﻳﺎم ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻟﻠﻌﺎم ٠٧٣١ﻫــ. وﺑﻘﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟــﺼــﺮاع ﺣـــﻮل اﻷذان اﻟــﻌــﺮﺑـ­ـﻲ اﻟــﺬي ﺗﻌﺮض ﳌﺤﻨﺔ اﻟﺘﺘﺮﻳﻚ ﺣﺪﺛﺎ ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷﺗﺮاك اﳌﻌﺎﺻﺮ وﻗﺪم اﳌﺨﺮج اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺟﻮﻧﺶ وﻛﺎﺗﺐ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻋﻤﺮ ﻟﻄﻔﻲ ﻣﺘﺎ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﻓﻲ ﻋــــﺎم ١٩٩١ ﺑــﻌــﻨــﻮ­ان »ﺷــﻴــﺰﻣــ­ﺔ« )أي اﻟﺤﺬاء( ﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ أﻫﺎﻟﻲ ﻗﺼﺒﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ، ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳـــــﻮد، ﺷــﻤــﺎل اﻟــﺒــﻼد ﻷداء اﻷذان ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﺗﺤﺪﻳﻬﻢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت ﺣﺘﻰ ﺗﻢ إﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻸذان.

وﻣﻊ ﺗﻮﻟﻲ رﺋﺎﺳﺔ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺸﺆون اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ اﻟﺸﺄن اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﻌﺪ إﻟﻐﺎء وزارة اﻷوﻗـﺎف اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﺎم ٦٢٩١م ﺣـﺎﻓـﻈـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﻋـــﺎدة اﻷﺗـــﺮاك اﻟــﻌــﺜــ­ﻤــﺎﻧــﻴــ­ﲔ ﺑــﺘــﻌــﻴ­ــﲔ ﻣـــــــﺆذ­ن ﻟــﻜــﻞ ﺟـﺎﻣـﻊ، ﻛﻤﺎ اﻋﺘﻤﺪت ﺗﻨﻈﻴﻢ دورات ﻟﺘﺪرﻳﺐ واﺧﺘﻴﺎر وﻣﺴﺎﺑﻘﺔ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆذﻧﲔ، وﻫــﻮ ﻣـﺎ أدى إﻟــﻰ ﻇﻬﻮر ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﳌﺆذﻧﲔ اﳌﻤﻴﺰﻳﻦ ﺑﺄﺻﻮاﺗﻬﻢ اﻟﻌﺬﺑﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺷﻬﺮﻫﻢ ﻓــﻲ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﻔــﺘــ­ﺮة: ﺑـﻜـﻴـﺮ ﺑــﻴــﻮك ﺑــﺎش، وﺷـــﺮﻳـــ­ﻒ دوﻣــــــﺎ­ن، واﻟــﺤــﺎﻓ­ــﻆ ﻣــــﺮاد، وﻣﺤﻤﺪ ﺳﻔﻴﻨﺶ.

 ??  ?? إردوﻏﺎن ﺑﲔ أﻧﺼﺎره داﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪ أﻧﻘﺮة ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ أﻣﺲ )روﻳﺘﺮز(
إردوﻏﺎن ﺑﲔ أﻧﺼﺎره داﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪ أﻧﻘﺮة ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ أﻣﺲ )روﻳﺘﺮز(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia