اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ »ﺣﺮب اﻷﻧﻔﺎق« ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﻻﺳﺘﻨﺰاف ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم
ﻓـــﻲ ﺿـــــﻮء اﺷــــﺘــــﺪاد اﻻﺷــﺘــﺒــﺎﻛــﺎت واﻟﻘﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺷـﺒـﻪ ﻣـﺤـﺎﺻـﺮة وﻳـﻌـﺎﻧـﻲ أﺑــﻨــﺎؤﻫــﺎ ﻣﻦ ﻛــــﺎرﺛــــﺔ إﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، أﺣـــﻴـــﺖ اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ »ﺣـــﺮب اﻷﻧـــﻔـــﺎق« ﻣـﺤـﻮﻟـﺔ اﳌــﻌــﺎرك إﻟـﻰ ﺣــــﺮب ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﺗــﺤــﺖ اﻷرض. وﻳـــﻮم أﻣـﺲ، أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٨٣ ﻋﻨﺼﺮا ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺠﺮ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮن ﻣﻌﺎرﺿﻮن ﻧﻔﻘﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﻓﺎد اﳌﺮﺻﺪ اﻟﺴﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن.
وأﺗﻰ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺬﻳﺮ وﻛـــﻴـــﻞ اﻷﻣــــــﲔ اﻟــــﻌــــﺎم ﻟـــﻸﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻟﻠﺸﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﻴﻔﻦ أوﺑـﺮاﻳـﻦ، ﻣـــﻦ ﺗـــﻌـــﺮض ﻣـــﺎ ﺑـــﲔ ٠٠٢ و٠٠٣ أﻟــﻒ ﻣﺪﻧﻲ ﻟﺨﻄﺮ اﻟﺤﺼﺎر ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﺧﻼل اﻷﺳــﺎﺑــﻴــﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌـﻘـﺒـﻠـﺔ ﻓــﻲ اﻟﺸﻄﺮ اﻟــﺸــﺮﻗــﻲ ﻣــﻦ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ. ودﻋــــﺎ أوﺑــﺮاﻳــﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻃﺮاف اﻟﻨﺰاع إﻟﻰ ﺿﺮورة إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﻔﻮري وﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوط، إﻟﻰ اﳌﻨﻜﻮﺑﲔ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺤﺎﺻﺮة وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻌﺐ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ، وإﻟﻰ رﻓﻊ اﻟﺤﺼﺎر واﺣﺘﺮام ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ اﳌــﺠــﺎل اﻟــﻄــﺒــﻲ واﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻲ، وﺿــﻤــﺎن ﺣـــﻤـــﺎﻳـــﺔ اﳌـــﺪﻧـــﻴـــﲔ واﻟـــﺒـــﻨـــﻰ اﻟــﺘــﺤــﺘــﻴــﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ.
وﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮة أﻳــــــﺎم ﺗــﺤــﺖ ﻏـــﻄـــﺎء ﺟـــــﻮي روﺳــــــﻲ ﻣـﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻜﺎﺳﺘﻴﻠﻮ، وﻫﻮ اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪ اﳌــــﺆدي إﻟـــﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮة اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺠـﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺣﻠﺐ، ﻣﻤﺎ ﺷﺪد اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻠﻰ آﻻف اﳌﺪﻧﻴﲔ. وﻗﺎل ﻣﺪﻳﺮ اﳌﺮﺻﺪ راﻣﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻟـ»وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ« إن ﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻲ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ »ﺣــﻔــﺮوا اﻟﻨﻔﻖ ﺗﺤﺖ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻘﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ ﺣﻲ ﺑﺎب ﺟﻨﲔ ﺑﺤﻠﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻗﺎﻣﻮا ﺑﺘﻔﺠﻴﺮه ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻧﻬﻴﺎر اﳌﺒﻨﻰ«، وﻣﻘﺘﻞ ٨٣ ﻋــﻨــﺼــﺮا ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗـــــﻞ. وﺗــﺘــﻘــﺎﺳــﻢ ﻗــﻮات اﻟـﻨـﻈـﺎم واﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻣـﻨـﺬ ﻋــﺎم ٢١٠٢ اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة ﻋـﻠـﻰ أﺣـﻴـﺎء ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ، ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻛﺒﺮى ﻣﺪن ﺳﻮرﻳﺎ.
وﺑــــﺚ ﻧـــﺎﺷـــﻄـــﻮن ﺗــﺴــﺠــﻴــﻞ ﻓــﻴـﺪﻳــﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮن داﺧﻞ اﻟﻨﻔﻖ ﻳﻘﻮﻟﻮن إﻧـــﻬـــﻢ ﺳــﻴــﺴــﺘــﻬــﺪﻓــﻮن »ﻣـــﻮﻗـــﻌـــﺎ ﻣـﻬـﻤـﺎ ﻟــﻠــﻨــﻈــﺎم«، ﻣــﻬــﺪدﻳــﻦ ﺑـﺘـﻨـﻔـﻴـﺬ ﻫـﺠـﻤـﺎت ﺟــــﺪﻳــــﺪة. وﻳــﻈــﻬــﺮ اﻟــﺘــﺴــﺠــﻴــﻞ ﺑــﻌــﺪﻫــﺎ ﻣﻘﻄﻌﲔ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻗﻮي ﻳﻬﺪم ﻣﺒﻨﻰ ﻳﻠﻴﻪ إﻃـــﻼق ﻧـــﺎر. وﻳــﺒــﺪو أن أﺣـــﺪ اﳌﻘﻄﻌﲔ اﻟﺘﻘﻂ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻃﺎﺋﺮة ﻣﺴﻴﺮة. وﻓﻴﻤﺎ ﻗــﺎل اﳌــﺮﺻــﺪ إن اﳌـﻘـﺎﺗـﻠـﲔ اﳌﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم ﻓﻲ ﺷﺮق ﺣﻠﺐ ﻣﻨﺬ أﺳﺒﻮﻋﲔ »ﻧـــــﻔـــــﺬوا اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ ﻟـــﺘـــﺤـــﻮﻳـــﻞ اﻧـــﺘـــﺒـــﺎه اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم«، أﻛـــــﺪ ﻣــﺼــﺪر ﻓـــﻲ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن »ﺣﺮب اﻷﻧﻔﺎق« ﻣـــﻦ ﺷــﺄﻧــﻬــﺎ اﺳـــﺘـــﻨـــﺰاف ﻗـــــﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎم واﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺗﻤﻬﻴﺪا ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻦ ﺣﻠﺐ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت ﺣﻔﺮ اﻷﻧﻔﺎق ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻠﺐ، ﺑﻬﺪف ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻘﻮات اﻟﻨﻈﺎم، ﻋﺒﺮ أﻃﻨﺎن ﻣﻦ اﳌﺘﻔﺠﺮات.
وأﻛــﺪ اﳌﺼﺪر أن ﻋﺒﺮ ﻫـﺬه اﻷﻧﻔﺎق ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻣــﻦ ﺿــﺮب ﻣـﻮاﻗـﻊ ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻟـﻠـﻨـﻈـﺎم وﻣــﻦ ﺷـﺄﻧـﻬـﺎ أن ﺗﺤﺪث إرﺑـﺎﻛـﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف ﻋﻨﺎﺻﺮه، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻳﺘﻢ ﺑﺪﻗﺔ وﺗﻘﻨﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻳــــﺪي ﻣـﻬـﻨـﺪﺳـﲔ ﻣـﺘـﺨـﺼـﺼـﲔ وﻋـﻠـﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﺗﻌﺪ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻜﻠﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺎز ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺴﺎﻋﺪا ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﻤﻮﺿﻊ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻮق ﻋﻘﺪة ﻣﻦ اﻷﻧﻔﺎق اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ أﻳﻀﺎ.
وأﻋﻠﻨﺖ »ﻏﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻓﺘﺢ ﺣﻠﺐ« أﻧـــﻬـــﺎ ﺗــﻤــﻜــﻨــﺖ ﻣـــﻦ ﻧــﺴــﻒ ﻣــﺒــﻨــﻰ »ﻓـــﺮع اﳌﺮور« اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺷﺎرع اﳌﺘﻨﺒﻲ ﻣﻊ ﺷﺎرﻋﻲ ﺑﺎب اﻟﻔﺮج وﺑﺎب أﻧﻄﺎﻛﻴﺔ، اﻟﺬي وﺻﻔﺘﻪ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺄﻧﻪ »واﺣﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻌﺎﻗﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﺗﺤﺼﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﻂ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻷول«. وذﻛـــــﺮت اﻟــﻐــﺮﻓــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻧـﺸـﺮت ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ، أن ﻧﺴﻒ اﳌﺒﻨﻰ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ وإﺻـﺎﺑـﺔ ﻋﺸﺮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ، وأوﺿﺤﺖ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣــﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋــﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣـﻔـﺮ ﻧـﻔـﻖ ﻳـــﺆدي ﻟﻠﻤﺒﻨﻰ وﺗﻔﺨﻴﺨﻪ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﺠﺮﺗﻪ.
وﻛﺎﻧﺖ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﺪ ﻟﺠﺄت إﻟــﻰ أﺳــﻠــﻮب ﺣـﻔـﺮ اﻷﻧــﻔــﺎق وﺗﻔﺠﻴﺮﻫﺎ ﻷول ﻣﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٥١٠٢، ﻓـــﻲ ﺣــﻠــﺐ اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ، ﺣــﻴــﺚ ﻫﺰ اﻧـﻔـﺠـﺎر ﻋﻨﻴﻒ وﺳــﻂ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ ﻟﻴﺘﻀﺢ ﺑــﻌــﺪ ذﻟـــﻚ أن اﻻﻧــﻔــﺠــﺎر ﻳــﻌــﻮد ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻓﻨﺪق اﻟﻜﺎرﻟﺘﻮن اﻟﺬي ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻴﻪ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري.
وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮاﻟﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳌﻤﺎﺛﻠﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻣـﻮاﻗـﻊ ﻟﻠﺠﻴﺶ وﺳﻂ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﺜﻜﻨﺔ »ﻫﻨﺎﻧﻮ« وﻣﺒﻨﻰ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻌﺪﻟﻲ وﻏﺮﻓﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ وﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺣﺴﺐ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ.