ﺣﻮادث ﺑﻨﻐﺎزي

< ﺗﻌﻘﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮ »ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﻌﺘﺮف ﺑﻤﻘﺘﻞ ٣ ﺿﺒﺎط ﻓﺮﻧﺴﻴﲔ ﻓﻲ ﺣﺎدﺛﺔ ﺗﺤﻄﻢ ﻫﻠﻴﻜﻮﺑﺘﺮ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎزي«، اﳌﻨﺸﻮر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ١٢ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( اﻟﺤﺎﻟﻲ، أود أن أوﺿﺢ ﺑﻌﺾ اﳌﻼﺣﻈﺎت ﻋﻦ وﺟﻮد ﻗـــﻮات ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ وأﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻨــﻐــﺎزي، ﻣـﻤـﺎ ﺳـﺒـﺐ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺬي ﺗﻘﺪﻣﻪ أﻣﻴﺮﻛﺎ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑـ»اﻟﻘﺎﻋﺪة« و»داﻋﺶ«، ودﻋﻢ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻏﻴﺮ اﳌﺤﺪود ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺌﺔ اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ، اﻟﺘﻲ ﻻ ﻫﻢ ﻟﻬﺎ إﻻ ﻗﺘﻞ اﻟﻌﺰل واﳌﺪﻧﻴﲔ، وأﻓﺮﻏﺖ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻀﺒﺎط وﺟﻨﻮد اﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟﺠﻴﺶ واﻟﻘﻀﺎة واﳌﺤﺎﻣﲔ واﻹﻋﻼﻣﻴﲔ، ﻟﺘﻌﻄﻴﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺔ دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ وإدارة ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ، ﻣﺜﻞ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻨﻔﻂ واﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺿﻤﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر. ﻣﻦ ﺣﻖ اﳌﺪﻳﻨﺔ أن ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ، وﻛﺎن اﻟﻘﺬاﻓﻲ ﻗﺪ أﻫﻤﻞ ﺑﻨﻐﺎزي وأﻋﺎق اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻴﻬﺎ، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﻗﺎرﻳﻮﻧﺲ اﻟﺬي ﺧﻄﻂ ﻓﻴﻪ ﻻﻧﻘﻼﺑﻪ، وأذاع ﺑﻴﺎﻧﻪ اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻴﺒﻴﺎ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻘﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﺟﺰاء ﺳﻨﻤﺎر. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﺒﺮاء اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎزي ﻓﻬﻢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﳌﺸﻮرة واﻻﺳﺘﻌﻼم ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺘﻄﺮف »داﻋﺶ«، اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺚ ﻓﺴﺎد ﻓﻲ دول ﻛﺜﻴﺮة ﻧﺎﺷﺮا اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن.

ﺑﺼﺮاﺣﺔ اﻟﻐﺮب أﺧﻄﺄ ﻓﺎدﺣﺎ ﺑﻌﺪم دﻋﻢ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻠﻮاء ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ، إﻧﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻫـﺬه اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣـﻦ دول ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﺗﻤﻜﲔ اﻹﺳﻼﻣﻴﲔ وﺧﺎﺻﺔ اﻹﺧــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ أن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻄﻠﻘﺎ أي ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﻮن. إن ﺷﻌﺐ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺷﻌﺐ ﻣﻌﺘﺪل دﻳﻨﻴﺎ وﻣﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻤﻪ ودﻳﻨﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ أﺣﺪ أن ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻴﻘﻮل ﻟﻪ اﻓﻌﻞ ﻫﺬا، واﺟﺘﻨﺐ ﻫﺬا. ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺣﺪة، ووﺣﺪﺗﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﻮة ﺟﻴﺸﻬﺎ اﻟﺬي ﺟﻤﻊ ﺷﺘﺎﺗﻪ اﻟﻠﻮاء ﺣﻔﺘﺮ وﻫﻮ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻫﺆﻻء اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ أﻋﺪاء اﻟﺤﻴﺎة واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﻢ، وﻣﻌﻈﻢ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻳﺆﻳﺪون ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه. ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻟﺪرﻳﺴﻲ - ﻟﻴﺒﻴﺎ

aldrisys@yahoo.com