أﳌﺎﻧﻴﺎ: ﻣﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻇﻞ ﻳﺨﻄﻂ ﳍﺠﻮﻣﻪ ﳌﺪة ﺳﻨﺔ
ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ ﻗﻔﺺ اﻻﺗﻬﺎم ﺑﻌﺪ ﻣﺬﺑﺤﺔ ﻣﻴﻮﻧﺦ
أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﻣﺲ أن ﻣـﻨـﻔـﺬ إﻃـــﻼق اﻟــﻨــﺎر ﻓــﻲ اﳌـﺮﻛـﺰ اﻟـــﺘـــﺠـــﺎري ﻓــــﻲ ﻣــﻴــﻮﻧــﻴــﺦ ﻣـــﺴـــﺎء، اﻟـــﺠـــﻤـــﻌـــﺔ اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ، اﻟـــــــﺬي أوﻗــــﻊ ﺗﺴﻌﺔ ﻗﺘﻠﻰ و٥٣ ﺟـﺮﻳـﺤـﺎ ﺧﻄﻂ ﻟﻬﺠﻮﻣﻪ »ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ«. وﻗﺎل روﺑﺮت ﻫﺎﻳﻤﺒﺮﻏﺮ، ﻗﺎﺋﺪ ﺷﺮﻃﺔ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ، ﺧـﻼل ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ إن اﻟﺸﺎب اﻷﳌﺎﻧﻲ - اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٨١ ﻋﺎﻣﺎ اﻟـﺬي اﺳﺘﺪرج ﺿﺤﺎﻳﺎه ﻋﺒﺮ ﻓﻴﺴﺒﻮك »ﺧﻄﻂ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻫﺬا ﻣـﻨـﺬ ﺳــﻨــﺔ« وﻟـــﻢ ﻳـﺨـﺘـﺮ ﺿـﺤـﺎﻳـﺎه ﺑﺸﻜﻞ ﻣـﺤـﺪد، وذﻟــﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺛﺒﺖ أﻧﻪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻧﻔﺴﻴﺔ، وأﻋــــــــﺪ ﻟـــﻀـــﺮﺑـــﺘـــﻪ واﺳـــﺘـــﺪرﺟـــﻬـــﻢ ﻋــﺒــﺮ ﻣــﻮﻗــﻊ ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك ﻟـﻠـﺘـﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻋﺠﺎﺑﻪ ﺑـــﺄﻧـــﺪرس ﺑـﻴـﺮﻳـﻨـﻎ ﺑـﺮﻳـﻔـﻴـﻚ اﻟــﺬي ﻗﺘﻞ ٧٧ ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺮوﻳﺞ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴﺔ أﻋــﻮام، ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺸﺮﻃﺔ أن ﻣﻄﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻛـﺎن ﻣﺘﺄﺛﺮا ﺑﻤﺬﺑﺤﺔ ﻓﻴﻨﻨﺪن )ﺟﻨﻮب ﻏﺮب( ﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار( ٩٠٠٢، ﺣــﲔ ﻗــﺎم ﺷــﺎب ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﺈﻃﻼق اﻟـــﻨـــﺎر داﺧـــــﻞ ﻣـــﺪرﺳـــﺘـــﻪ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ وﻗﺘﻞ ٥١ ﺷﺨﺼﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﺤﺮ. وأوﺿﺢ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺸﺮﻃﺔ أن »اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﻟــﻰ ﺗﺸﻴﺮ إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﻛـﺎن ﻣﻬﺘﻤﺎ ﺑـﻬـﺬا اﻟــﺤــﺪث«، ﺣﻴﺚ ﻗــﺎم ﺑـﺰﻳـﺎرة اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ واﻟـﺘـﻘـﻂ ﺻـــﻮرا ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ »وﺧـــﻄـــﻂ ﻻﺣـــﻘـــﺎ ﻻرﺗـــﻜـــﺎب ﻋـﻤـﻞ« اﻟﻘﺘﻞ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ. واﻟﺼﻮر اﻟﺘﻲ ﻋـﺜـﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓــﻲ ﻛـﺎﻣـﻴـﺮاﺗـﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﺗــــــﻮارﻳــــــﺦ، ﻣـــــﺎ أﺗــــــــﺎح ﻟــﻠــﻤــﺤــﻘــﻘــﲔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﺪادات اﺳﺘﻤﺮت ﻋــــﺎﻣــــﺎ. وﺑــﺤــﺴــﺐ اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ ﻓــﺈن ﻣﻄﻠﻖ اﻟــﻨــﺎر ﻟــﻢ ﻳﺴﺘﻬﺪف ﺑﺸﻜﻞ ﻣــــﺤــــﺪد ﺿــــﺤــــﺎﻳــــﺎه ﻗـــــــﺮب اﳌـــﺮﻛـــﺰ اﻟــــﺘــــﺠــــﺎري، ﻛـــﻤـــﺎ أوﺿـــــــﺢ ﻣــﺪﻋــﻲ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﺗــﻮﻣــﺎس ﺷﺘﺎﻳﻨﻜﺮاوس - ﻛــﻮخ ﺧــﻼل اﳌـﺆﺗـﻤـﺮ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻧــﻔــﺴــﻪ. وﻗـــــــﺎل: »ﻟـــﻴـــﺲ ﻫـــﻨـــﺎك أي ﺷـﻲء ﻫﻨﺎ ﺿﺪ اﻷﺟـﺎﻧـﺐ«، ﺧﻼﻓﺎ ﳌــﺎ ﺗـﻄـﺮﻗـﺖ إﻟــﻴــﻪ وﺳــﺎﺋــﻞ اﻹﻋـــﻼم ﺑـــﺨـــﺼـــﻮص اﻷﺻـــــــﻮل اﻷﺟــﻨــﺒــﻴــﺔ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ«.
وﻗﺘﻞ اﻷﳌﺎﻧﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ دﻳﻔﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺳﻨﺒﻠﻲ )٨١ ﻋﺎﻣﺎ( ﻓﻲ إﻃﻼق اﻟــﻨــﺎر ﺗﺴﻌﺔ أﺷــﺨــﺎص ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣــﻦ اﳌــﺮاﻫــﻘــﲔ، وﺟـــﺮح ٥٣ آﺧـﺮﻳـﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ١١ إﺻــﺎﺑــﺎﺗــﻬــﻢ ﺧــﻄــﻴــﺮة، ﺣـﺴـﺐ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ أﻣـــﺲ. وأﻓــــﺎدت اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓـــﻲ ﺣـﺼـﻴـﻠـﺘـﻬـﺎ اﻷﺧـــﻴـــﺮة أن ﺑﲔ اﻟﻘﺘﻠﻰ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ واﺛــﻨــﲔ ﻣــﻦ اﻷﳌــﺎن اﻷﺗــﺮاك، وأﳌﺎﻧﻴﲔ اﺛﻨﲔ وﻣﺠﺮﻳﺎ وﻛـﻮﺳـﻮﻓـﻴـﺎ وﻳـﻮﻧـﺎﻧـﻴـﺎ وﺷﺨﺼﺎ ﺑـــﻼ ﺟــﻨــﺴــﻴــﺔ. وﻗـــﺎﻟـــﺖ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت إن اﳌــﻬــﺎﺟــﻢ ﻣــﻮﻟــﻮد ﻓــﻲ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﻷﺑﻮﻳﻦ ﻗﺪﻣﺎ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ﻛﻄﺎﻟﺒﻲ ﻟـﺠـﻮء. وﻓﺘﺢ اﻟـﺸـﺎب اﻟـﻨـﺎر ﻣﺴﺎء اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﺷﺨﺎص ﻋﻨﺪ ﻣﻐﺎدرﺗﻬﻢ ﻣﻄﻌﻢ ﻣﺎﻛﺪوﻧﺎﻟﺪز ﺛــﻢ ﻓــﻲ ﻣـﺮﻛـﺰ ﺗــﺠــﺎري. وﺑـﻌـﺪ ذﻟﻚ أﻗــــﺪم ﻋـﻠـﻰ اﻻﻧــﺘــﺤــﺎر ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﺘﺤﺮك ﻟﺘﻮﻗﻴﻔﻪ.
اﺳـــﺘـــﺪرج اﻟـــﺸـــﺎب اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ »ﻗــــﺮﺻــــﻦ« ﺣـــﺴـــﺎب ﻓــﺘــﺎة ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻮﻗــﻊ ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك ﻟـﻠـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺪﻋﻮﺗﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟــــﻰ أﺣــــﺪ ﻣــﻄــﺎﻋــﻢ ﻣــﺎﻛــﺪوﻧــﺎﻟــﺪز. وذﻛﺮت وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم أن ﺳﻨﺒﻠﻲ وﺿــﻊ رﺳــﺎﻟــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻓﻴﺴﺒﻮك ﻗـﺎل ﻓﻴﻬﺎ: »أﻗــﺪم ﻟﻜﻢ ﻣـﺎ ﺗـﺮﻳـﺪون ﻟﻜﻦ ﺑـﺴـﻌـﺮ ﻏــﻴــﺮ ﺑـــﺎﻫـــﻆ«. وﻗــــﺎل وزﻳــﺮ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ اﻷﳌـــﺎﻧـــﻲ ﺗـــﻮﻣـــﺎس دي ﻣـﻴـﺰﻳـﻴـﺮ إﻧــﻬــﺎ »ﻃــﺮﻳــﻘــﺔ ﺧـﺒـﻴـﺜـﺔ«، ﻣـﻮﺿـﺤـﺎ أن اﻟــﺸــﺎب ﻛــﺎن ﺿﺤﻴﺔ ﻣﻀﺎﻳﻘﺎت.
وﺗــﺤــﺪﺛــﺖ ﺻــﺤـﻴــﻔــﺔ »ﺑــﻴــﻠــﺪ« ﻋـــــﻦ ﻓــــﺮﺿــــﻴــــﺔ أن ﻳــــﻜــــﻮن ﻫـــﺎﺟـــﻢ ﺷﺒﺎﻧﺎ أﺟـﺎﻧـﺐ، ﻷﻧـﻪ ﻟﻘﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺳﻴﺌﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺗـﺮاك ﻓـــﻲ ﻣـــﺪرﺳـــﺘـــﻪ. وﻗـــــﺎل أﺣــــﺪ رﻓــﺎﻗــﻪ ﻓــــﻲ اﻟـــﺼـــﻒ ﻟــﺸــﺒــﻜــﺔ اﻟــﺘــﻠــﻔــﺰﻳــﻮن اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ »آي ﺗﻲ ﻓﻲ« إﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺒﻘﻰ وﺣـﻴـﺪا ﻓـﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣـﻴـﺎن، وﻻ ﻳــﻠــﻘــﻰ ﺗــﻘــﺪﻳــﺮا ﻓـــﻲ اﳌـــﺪرﺳـــﺔ. وأﺿﺎف ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻋﺪم ﻛﺸﻒ ﻫﻮﻳﺘﻪ: »رأﻳــــﺘــــﻪ أﻣــــــﺲ، ﻛـــــﺎن ﻳـــﺒـــﺪو ﻗــﻠــﻘــﺎ وﻏﺮﻳﺒﺎ وﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻲ. ﻋﺎدة ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﺤﻴﺔ«. وذﻛﺮت »ﺑﻴﻠﺪ« أﻧﻪ ﻇــﻬــﺮ ﻓـــﻲ ﺗــﺴــﺠــﻴــﻞ ﻓــﻴــﺪﻳــﻮ وﺟــﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﺘﺎﺋﻢ ﻟـﻸﺗـﺮاك. وﻛــﺎن ﻳﺮﺗﺎد ﻣـــــﺪرﺳـــــﺔ ﻟـــﻠـــﺘـــﺄﻫـــﻴـــﻞ اﳌـــﻬـــﻨـــﻲ ﻓــﻲ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ.
وﻳﻔﺘﺮض أن ﺗـﺤـﺪد اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻛــﻴــﻒ ﺣــﺼــﻞ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺴـــﻼح وﻫــﻮ ﻣــﺴــﺪس ﻣــﻦ ﻧــﻮع ﻏــﻠــﻮك - ٧١ ﻣﻦ ﻋﻴﺎر ٩ ﻣﻠﻢ وﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮوﻋﺔ، إذ إن رﻗﻤﻪ اﻟﺘﺴﻠﺴﻠﻲ ﻣـــﺘـــﻀـــﺮر. وﻗـــــﺪ ﻋــﺜــﺮ ﻓـــﻲ ﺣـﻘـﻴـﺒـﺔ اﻟــﻈــﻬــﺮ ﺧــﺎﺻــﺘــﻪ ﻋــﻠــﻰ ﻧــﺤــﻮ ٠٠٣ رﺻـﺎﺻـﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ ﻛــــﺎن ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗــﻜــﻮن أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ. وﻛﺎن اﻟﺸﺎب ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ واﻟـﺪﻳـﻪ، وﻣﻬﻮوﺳﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟــــﻘــــﺘــــﻞ اﻟــــﺠــــﻤــــﺎﻋــــﻴــــﺔ. وﻗـــــــﺪ ﻋــﺜــﺮ اﳌﺤﻘﻘﻮن ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋﻖ ﺣـــﻮل ﺑــﺮﻳــﻔــﻴــﻚ. ﻣــﻦ ﺟــﻬــﺔ أﺧـــﺮى، ذﻛﺮت ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺑﻴﻠﺪ« أن اﻟﺴﻼح اﻟـــﺬي اﺳــﺘــﺨــﺪم ﻓــﻲ ﻣـﻴـﻮﻧـﻴـﺦ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﺑــﺤــﻮزة ﺑﺮﻳﻔﻴﻚ وإن ﻛــﺎن ﻧــﻮﻋــﺎ ﻣـﻨـﺘـﺸـﺮا ﺟـــﺪا ﻣﻦ اﳌــــﺴــــﺪﺳــــﺎت. وﻛـــــــﺎن اﻟــــﺸــــﺎب ﻣـﻦ ﻫــــﻮاة أﻟـــﻌـــﺎب اﻟــﻔــﻴــﺪﻳــﻮ اﻟـﻌـﻨـﻴـﻔـﺔ، وﻫــﻮ ﻋـﺎﻣـﻞ ﻗـﺪ ﻳـﻜـﻮن »ﻟـﻌـﺐ دورا ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻗﻮل وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻟﺬي اﻧﺘﻘﺪ ﺑﻌﻨﻒ »اﻟﻌﺪد ﻏﻴﺮ اﳌﺤﺘﻤﻞ ﻟﻸﻟﻌﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺠﺪ اﻟــﻌــﻨــﻒ ﻋــﻠــﻰ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ واﳌــﻀــﺮة ﺑﺘﻄﻮر اﻟﺸﺒﺎب«. وﻣﺎ زاﻟﺖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺗــﺤــﺖ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ اﻟــﺼــﺪﻣــﺔ ﺑــﻌــﺪ ﻫــﺬا اﻟـﻬـﺠـﻮم، اﻟــﺬي ﺳﺒﻘﻪ ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ أﻳـﺎم ﻓﻘﻂ ﻫﺠﻮم ﺑﺴﺎﻃﻮر ﻗﺎم ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗﻄﺎر ﻓﻲ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﺠﻮء ﻓـــﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻌــﺔ ﻋـــﺸـــﺮة ﻣـــﻦ ﻋــﻤــﺮه، وﺗــﺒــﻨــﺎه ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ »داﻋــــــﺶ«. وﻫــﺬا اﻟﻬﺠﻮم ﻫـﻮ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺿـﺪ ﻣﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة أﻳﺎم ﺑﻌﺪ اﻋﺘﺪاء ﻧﻴﺲ )ﺟﻨﻮب ﻓﺮﻧﺴﺎ( ﻓﻲ ٤١ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( اﻟﺬي أﺳﻔﺮ ﻋــﻦ ﺳــﻘــﻮط ٤٨ ﻗـﺘـﻴـﻼ، واﻟـﻬـﺠـﻮم ﺑﺴﺎﻃﻮر ﻓـﻲ ﻓﻮرﺗﺴﺒﻮرغ. وﻗـﺎل اﳌﻜﺘﺐ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ، ﺟﻨﻮب اﻟﺒﻼد إن »ﺳﻨﺒﻠﻲ اﺷﺘﺮى اﳌــــﺴــــﺪس اﻟـــــــﺬي اﺳـــﺘـــﺨـــﺪﻣـــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ«.
وأﺿــــﺎف أن ﻣــﻦ اﳌـﺤـﺘـﻤـﻞ أن ﻳﻜﻮن ﺳﻨﺒﻠﻲ ﻗﺪ اﻗﺘﻨﻰ اﳌﺴﺪس اﻟــﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻓــﻲ اﻟـﻬـﺠـﻮم ﻣﻦ »اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء« ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ.
وأﻋــﻠــﻦ روﺑـــــﺮت ﻫـﺎﻳـﻤـﺒـﺮﺟـﺮ، رﺋــﻴــﺲ ﻫـﻴـﺌـﺔ ﻣـﻜـﺎﻓـﺤـﺔ اﻟـﺠـﺮﻳـﻤـﺔ ﻓـــﻲ ﺑـــﺎﻓـــﺎرﻳـــﺎ، أﻣــــﺲ ﻋـــﻦ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ ﻟـﺠـﻨـﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﺗـﻀـﻢ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٧ ﻋــﻀــﻮا ﻟﻜﺸﻒ ﻣـﻼﺑـﺴـﺎت ﻫﺠﻮم ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻣﺴﺎء أول ﻣﻦ أﻣﺲ. ووﻋﺪ ﻫﺎﻳﻤﺒﺮﺟﺮ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﺻــﺮﻳــﺤــﺔ وﻗــــــﺎل: »ﻟــﻦ ﻧــﺨــﻔــﻲ ﺷــــﻴــــﺌــــﺎ«. ووﻓـــــﻘـــــﺎ ﻟــﺴــﻴــﺮ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﺣﺘﻰ اﻵن، ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ زﻣــﻼء ﻟﻠﻘﺎﺗﻞ ﺑـﲔ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻛﻤﺎ أوﺿﺢ ﺷﺘﺎﻳﻨﻜﺮاوس - ﻛﻮخ.
وأوﺿـــــﺢ ﻫـﺎﻳـﻤـﺒـﺮﺟـﺮ أﻧـــﻪ ﻻ ﻳـــﺰال ﻣــﻦ ﻏـﻴـﺮ اﳌـﻤـﻜـﻦ ﺣـﺘـﻰ اﻵن أﺧﺬ أﻗـﻮال واﻟـﺪي اﻟﺠﺎﻧﻲ، وذﻛﺮ ﻫﺎﻳﻤﺒﺮﺟﺮ أن اﻟﺠﺎﻧﻲ أﻃﻠﻖ ﻧﺤﻮ ٠٦ رﺻـﺎﺻـﺔ ﻣـﻦ ﻣﺴﺪﺳﻪ، ﻻﻓﺘﺎ إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﺗﻢ اﻛﺘﺸﺎف ٧٥ ﺛﻘﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺮح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﺴﺐ »ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ« ﻟﺴﻼح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ. وﻗﺎل ﻫﺎﻳﻤﺒﺮﺟﺮ إن »ﻣﻨﻔﺬ ﻫﺠﻮم ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﻟـﻢ ﻳـﺨـﺘـﺮق، وذﻟــﻚ ﻋﻠﻰ اﻟـﻌـﻜـﺲ ﻣــﻦ اﳌـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻷوﻟــﻴــﺔ، ﺣــﺴــﺎﺑــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﻮﻗـــﻊ ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك، وﻟـــﻜـــﻨـــﻪ أﻧــــﺸــــﺄ ﺣـــﺴـــﺎﺑـــﺎ وﻫــﻤــﻴــﺎ ﻣـــﺴـــﺘـــﺨـــﺪﻣـــﺎ ﺻـــــــــﻮرا وﺑـــﻴـــﺎﻧـــﺎت ﺣــﺴــﺎب آﺧـــــﺮ«. ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻪ، ﻗــﺎل روﺑﺮت ﻫﺎﻳﻤﺒﺮﺟﺮ، رﺋﻴﺲ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻓﺎرﻳﺎ، إن »اﳌﺤﻘﻘﲔ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن ﺣﺘﻰ اﻵن اﻟﺴﺒﺐ وراء اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻟﻬﺬا اﳌﻜﺎن وﻟﻬﺬا اﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ«. وﻗﺎل رﺋﻴﺲ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ وﻻﻳـــﺔ ﺑــﺎﻓــﺎرﻳــﺎ إن أﺑـــﻮي ﺳﻨﺒﻠﻲ ﻻ ﻳــــــﺰاﻻن ﺗــﺤــﺖ وﻗــــﻊ اﻟــﺼــﺪﻣــﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﺠﻮاﺑﻬﻤﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ. وﻗـــﺎل ﻧﺎﻃﻖ ﺑــﺎﺳــﻢ ﻣـﻜـﺘـﺐ اﻻدﻋـــــﺎء اﻟــﻌــﺎم ﻓﻲ ﻣــﻴــﻮﻧــﻴــﺦ إﻧـــــﻪ ﻟـــﻴـــﺲ ﺛـــﻤـــﺔ دﻟــﻴــﻞ ﻋــﻠــﻰ أن ﺳـﻨـﺒـﻠـﻲ ﺣــﺮﻛــﺘــﻪ دواﻓـــﻊ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، ﺗﻮاﺟﻪ ﺷــﺒــﻜــﺎت اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ أداة ﻟﺠﻤﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗــــﺴــــﺎﻋــــﺪ ﻓــــــﻲ اﻟـــﺘـــﺤـــﻘـــﻴـــﻖ، ﺑــﻌــﺪ ﺣــــﺎدث إﻃــــﻼق اﻟـــﻨـــﺎر ﻓـــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻣـــﻴـــﻮﻧـــﻴـــﺦ اﻷﳌــــﺎﻧــــﻴــــﺔ، اﺗـــﻬـــﺎﻣـــﺎت ﺑـﻜـﻮﻧـﻬـﺎ ﺷـﻜـﻠـﺖ أرﺿــﻴــﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﻟــﺒــﺚ ﺷــﺎﺋــﻌــﺎت ﻛــﺎذﺑــﺔ وﺳﻤﺤﺖ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﻢ ﺑــﺎﺳــﺘــﺪراج ﺿـﺤـﺎﻳـﺎه. وﻛــﺎﻧــﺖ ﻫـــﺬه اﻟــﻘــﻨــﻮات ﺿــﺮورﻳــﺔ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺼﻮرة آﻧﻴﺔ ﺣـﻮل ﻫـﺬه اﳌـﺄﺳـﺎة اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﺷـــــﺎب ﻳـــﻌـــﺎﻧـــﻲ ﻣــــﻦ اﺿـــﻄـــﺮاﺑـــﺎت ﻧــﻔـﺴـﻴـﺔ، إذ أﻃــﻠــﻖ اﻟــﻨــﺎر ﻣـﻮﻗـﻌـﺎ ﺗﺴﻌﺔ ﻗﺘﻠﻰ، وأﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺟــﺮﻳــﺤــﺎ ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــﻨــﺘــﺤــﺮ. وﺑـﻌـﺪ ﻗــﻠــﻴــﻞ ﻋــﻠــﻰ إﻃــــﻼق اﻟــﺮﺻــﺎﺻــﺎت اﻷوﻟــــﻰ، ﻧــﺸــﺮت ﺷــﺮﻃــﺔ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﻋــﻠــﻰ ﺣــﺴــﺎﺑــﻴــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ »ﺗــﻮﻳــﺘــﺮ« و»ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك« رﺳــﺎﺋــﻞ ﺗـﺤـﺬﻳـﺮﻳـﺔ ﺑـﺎﻟـﻠـﻐـﺎت اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ واﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰﻳـﺔ واﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ واﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺔ، ﺑــﻬــﺪف اﻃـــﻼع اﻟـﺴـﻜـﺎن ﻋﻠﻰ اﻟــﻮﺿــﻊ ﻓﻲ أﺳﺮع وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ. وﻛﺘﺒﺖ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ: »ﻫﻨﺎك إﻃﻼق ﻧﺎر واﻟﻮﺿﻊ ﻏـــﺎﻣـــﺾ«، و»اﺑـــﻘـــﻮا ﻓــﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻓـــﻲ ﻣــﻴــﻮﻧــﻴــﺦ وﻻ ﺗــﺨــﺮﺟــﻮا إﻟــﻰ اﻟــﺸــﺎرع«، و»ﻋــﺪد ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ«، و»ﻧﺒﺬل ﻛﻞ ﺟﻬﻮدﻧﺎ ﻟﻠﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻔﺬي إﻃﻼق اﻟﻨﺎر«.