اﻷردن ﻳﺮﻓﺾ »اﳍﺪﻳﺔ« اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﺴﻤﻮﻣﺔ

ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳــﺮﻓــﺾ رﺋــﻴــﺲ اﻟــــﻮزراء اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻲ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺣﻞ اﻟـــﺪوﻟـــﺘـــﲔ، دوﻟـــــﺔ ﻓـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺣﺪود اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ﻋﺎم ٧٦٩١ ودوﻟــﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫـﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻵن، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻓﺾ أﻳﻀﺎ ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن واﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ وﺑﺤﻘﻮق ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﻤﺢ إﻟﻰ ﺣﻞ إﻗﻠﻴﻤﻲ ﻳﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﻬﺰ رأﺳﻪ ﻣﺮات ﻋﺪة ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﺒﺢ واﺿﺤﺎ أن اﳌﻘﺼﻮد ﻫﻮ إﻋﺎدة اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ إﻟﻰ اﻷردن وﻟﻜﻦ ﺑﺤﺠﻢ أﺻﻐﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ.

ﻛـــــﺎن اﻷردن ﻋـــــﺮض ﻋـــﻠـــﻰ ﻗـﻤـﺔ اﻟــــــﺮﺑــــــﺎط اﻟــــﻌــــﺮﺑــــﻴــــﺔ ﻋـــــــﺎم ٤٧٩١ أن ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ »ﻋـﻠـﻰ ذﻣـﺘـﻪ« وﺑــﻮﺿــﻌــﻬــﺎ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮﻧـــﻲ اﻟــــــﺬي ﺑـﻘـﻲ ﺳﺎﺋﺪا ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٩٤٩١ وﻗﺪ ﺗﻌﻬﺪ أﻣﺎم اﻟـﻘـﺎدة اﻟﻌﺮب ﺑﻌﻮدﺗﻬﺎ إﻟـﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﻤﺠﺮد اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﻗﺘﺮاح ﻟﻢ ﻳﻮاﺟﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﳌــــﻄــــﻠــــﻮﺑــــﺔ وﺗـــــــﻢ ﺗــــﻜــــﺮﻳــــﺲ ﻣــﻨــﻈــﻤــﺔ اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺮ، ﻛـﻤـﻤـﺜـﻞ ﺷــﺮﻋــﻲ ووﺣــﻴــﺪ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗــﺼــﺒــﺢ اﳌــﻌــﻨــﻴــﺔ ﺑــﺎﻟــﻀــﻔــﺔ اﻟــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ وﺑــﺎﳌــﺼــﻴــﺮ اﻟـــــﺬي ﻣـــﻦ اﳌـــﻔـــﺘـــﺮض أن ﺗﻨﺘﻬﻲ إﻟﻴﻪ إن ﻗﺮﻳﺒﺎ وإن ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ.

إن اﳌﻌﺮوف أن اﻷردن ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻰ ﻓـﻲ ﻋـﺎم ٨٨٩١ وﺑـﺼـﻮرة ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ أي ﻋﻼﻗﺔ إدارﻳﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺗﺨﺬ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ دورﺗﻪ اﻟﺘﻲ اﻧﻌﻘﺪت ﻓـــﻲ اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ ﻗـــﻴـــﺎم دوﻟــــــﺔ ﻓـﻠـﺴـﻄـﲔ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن »وﺣــﺪة اﻟﻀﻔﺘﲔ« ﻗﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺤﻜﻢ اﳌﻨﺘﻬﻴﺔ ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ وأرﺑــﻌــﲔ ﻋــﺎﻣــﺎ وأﻧـــﻪ ﻻ ﻋـــﻮدة ﻟﻬﺬه اﻟـــﻮﺣـــﺪة ﻃــﺎﳌــﺎ أن اﻟـــﻌـــﺮب اﻋــﺘــﺮﻓــﻮا ﻓـﻲ ﻗﻤﺔ اﻟــﺮﺑــﺎط ﻋــﺎم ٤٧٩١ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻤﺜﻼ ﺷﺮﻋﻴﺎ ووﺣـــﻴـــﺪا ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻫـﺬا اﻻﻋــﺘــﺮاف اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ إﺟﻤﺎع ﻋﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻷردﻧﻴﺔ اﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ إﻧﻬﺎء اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﺗﻔﺎق أرﻳﺤﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٩٤٩١ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﻞ ﻣــﻦ اﻟــﻮﻃــﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻷردﻧﻴﺔ اﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ وﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﻠﺸﻌﺒﲔ اﻟﺸﻘﻴﻘﲔ دوﻟﺔ واﺣﺪة.

وﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ ﻓـــﺈن اﻷردن ﻗــﺪ ﺑــﺎدر إﻟﻰ رﻓﺾ ﻫﺬه اﳌﺆاﻣﺮة اﻟﺘﻲ اﺳﻤﻬﺎ »اﻟﺤﻞ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ«، وﺣﻴﺚ ﻓﻬﻢ اﻗﺘﺮاح ﺑـﻨـﻴـﺎﻣـﲔ ﻧـﺘـﻨـﻴـﺎﻫـﻮ ﻋـﻠـﻰ أﻧـــﻪ ﻋـﺮض ﺑــﺈﻋــﺎدة اﻟـﻀـﻔـﺔ اﻟــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ، ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ وﻣــــﺠــــﺰأة وﻣــــﻄــــﺮزة ﺑــﺎﳌــﺴــﺘــﻮﻃــﻨــﺎت وﺑـﺄﻣـﻦ ﺗﺎﺑﻊ ﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ، إﻟــﻰ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻷردﻧــــﻴــــﺔ اﻟــﻬــﺎﺷــﻤــﻴــﺔ، وﻟـــﺬﻟـــﻚ وﻷن اﻷردﻧﻴﲔ ﺑﺤﻜﻢ ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ اﳌﺮﻳﺮة ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل ﻳﻌﺮﻓﻮن أن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ إن ﻫـــﻢ ﺗـﺤـﻘـﻖ ﻣـﻄـﻠـﺒـﻬـﻢ ﻫـــﺬا ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺳـﻴـﻠـﺠـﺄون إﻟــﻰ اﻟـﺘـﻔـﺮﻳـﻎ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟـــــ»اﻟــــﻀــــﻔــــﺔ« ﻣـــــﻦ ﺳـــﻜـــﺎﻧـــﻬـــﺎ وأﻧـــﻬـــﻢ ﺳﻴﻔﻌﻠﻮن ﻣـﺎ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻓﻌﻠﻮه ﻓـﻲ ﻋﺎم ٨٤٩١ وﻓــﻲ ﻋــﺎم ٧٦٩١ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺑــﺎدروا إﻟــــﻰ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت ﺗــﺮﺣــﻴــﻞ ﺟــﻤــﺎﻋــﻲ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب إﻟﻰ اﻟﺸﺮق وذﻟﻚ رﻏﻢ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ اﻟﺒﺎﺳﻠﺔ.

ﻛﺎن اﻷردن ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺒﻞ أول دﻓﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ، ﻓﻲ ﻋﺎم ٨٤٩١ وﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻫﺬا ﻗﺪ ﺷﻜﻞ ﺧﻠﻼ »دﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ« ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻓﻘﻴﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ ﻧــﺎﺷــﺌــﺔ رﻏــــﻢ أن ﻋــﻤــﺮﻫــﺎ ﻗﺪ ﺗـﺠـﺎوز اﻷرﺑــﻌــﲔ ﻋـﺎﻣـﺎ وﻛــﺎن اﻷردن ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﺪﻓﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻟﻼﺟﺌﲔ وﻟـﻜـﻦ ﻛﻤﻮاﻃﻨﲔ أردﻧـﻴـﲔ ﻫﺬه اﳌﺮة ﻣﻤﺎ ﺷﻜﻞ ﺧﻠﻼ ﺟﺪﻳﺪا وﻟﻜﻦ ﻫﺎﺋﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ وﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻛﺎرﺛﺔ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ وﻗــــﻊ ﺻـــــﺪام ﻋــــﺎم ٠٧٩١ ﺑﲔ اﻟﺠﻴﺶ اﻷردﻧـــﻲ )اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟﻌﺮﺑﻲ( واﳌـــﻘـــﺎوﻣـــﺔ اﻟــﻔــﻠــﺴــﻄــﻴــﻨــﻴــﺔ، ﻟـــــﻮﻻ أن اﻟﺘﻼﺣﻢ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻛﺎن ﻣﺘﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﲔ ﺷﻌﺒﲔ ﺷﻘﻴﻘﲔ أﺻﺒﺤﺎ ﺷﻌﺒﺎ واﺣﺪا ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ.

وﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻷردن اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻵن ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺨﻠﻞ اﻟﺪﻳﻤﻮﻏﺮاﻓﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺘﻪ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﺑــﻌــﺪ اﺳــﺘــﻘــﺒــﺎﻟــﻪ ﻟــﻜــﻞ ﻫــــﺬه اﳌــﻼﻳــﲔ ﻣـــﻦ اﻷﺷــــﻘــــﺎء اﻟـــﻼﺟـــﺌـــﲔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ واﻟــــﻌــــﺮاﻗــــﻴــــﲔ واﻟـــﻴـــﻤـــﻨـــﻴـــﲔ وأﻳــــﻀــــﺎ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺒﻞ أوﻻ ﺑﻬﺬا »اﻟـﺤـﻞ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ« اﻟــﺬي ﻃﺮﺣﻪ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺑﻤﻮاﻓﻘﺔ دوﻧـﺎﻟـﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺧﻴﺎر اﻟﺪوﻟﺘﲔ اﻟﺬي ﻫﻮ ﺧﻴﺎر أردﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺎر ﻓــﻠــﺴــﻄــﻴــﻨــﻲ. وﺛــــﺎﻧــــﻴــــﺎ ﻷن اﳌــﻤــﻠــﻜــﺔ اﻷردﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻏﺮب ﻧﻬﺮ اﻷردن إﻻ ﻣـﻦ زاوﻳـــﺔ ﺿـــﺮورة ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟـــﺪﻋـــﻢ اﻟـــﺼـــﺎدق ﻟــﺸــﻌــﺐ ﺷــﻘــﻴــﻖ ﻣﻦ ﺣـﻘـﻪ ﻋـﻠـﻰ أﺷـﻘـﺎﺋـﻪ أن ﻳـﺴـﺎﻧـﺪوه ﻓﻲ أن ﻳﻘﺮر ﻣﺼﻴﺮه ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻳﻘﻴﻢ دوﻟﺘﻪ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ؛ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﻛﺪ اﻷردن ﻋﻠﻰ أن ﻣـﻦ ﺣـﻖ أﺷـﻘـﺎﺋـﻪ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻫـﻢ ﺗﺤﺖ اﻻﺣـﺘـﻼل ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻬﻢ ودﻋﻤﻬﻢ ﺑـﻜـﻞ وﺳــﺎﺋــﻞ وأﺳــﺎﻟــﻴــﺐ اﻟــﺪﻋــﻢ، ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺻﻴﻐﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺣﺮب ﻋﺎم ٧٦٩١ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻛﺎﻗﺘﺮاح إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ وﻛــﻤــﺨــﺮج ﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻣـــﻦ ورﻃــﺘــﻬــﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ إﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ اﺣﺘﻞ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺑﻌﺪ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﲔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ اﳌﻨﺸﻮدة.

إن ﻫـــــــــﺬه اﳌـــــﺴـــــﺄﻟـــــﺔ أﺻـــﺒـــﺤـــﺖ ﻣـﺤـﺴـﻮﻣـﺔ وﻣﻨﺘﻬﻴﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻗـــﺮار ﻗﻤﺔ اﻟﺮﺑﺎط اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺎم ٤٧٩١، اﻟﺬي اﻋـــﺘـــﺮف ﺑــﻤــﻨــﻈــﻤــﺔ اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺮ ﻣـﻤـﺜـﻼ ﺷﺮﻋﻴﺎ وﺣﻴﺪا ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، وﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮة ﻓﻚ اﻻرﺗﺒﺎط )اﻹداري( ﻓﻲ ﻋﺎم ٨٨٩١ اﻟﺘﻲ أﻗﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷردن ﺑــﻌــﺪ إﻋــــﻼن اﻷﺷـــﻘـــﺎء اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻗﻴﺎم دوﻟﺘﻬﻢ )اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ( ﺧﻼل دورة اﳌــﺠــﻠــﺲ اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻲ آﻧـــﻔـــﺔ اﻟــــﺬﻛــــﺮ ﻓـﻲ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ اﻟـﺘـﻲ ﻛــﺎن إﻋـﻼﻧـﻬـﺎ ﻓـﻲ ذﻟﻚ اﻟــﻮﻗــﺖ اﳌــﺒــﻜــﺮ ﺗـﻬـﻴـﺌـﺔ ﻟـﻠـﻤـﻔـﺎوﺿـﺎت اﻟـــــــﻼﺣـــــــﻘـــــــﺔ اﻟـــــــﺘـــــــﻲ أﺟــــــــــﺮوﻫــــــــــﺎ ﻣـــﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﺑـــﺪءا ﺑﻤﺆﺗﻤﺮ ﻣﺪرﻳﺪ