Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أوروﺑﺎ ﺣﺎﺋﺮة ﺑﲔ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎن ﺑﺎﻟﺘﻘﺸﻒ وأﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻬﻼك

ﺗﻮﺟﻬﺎت ﳌﻌﺎﻗﺒﺔ اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﺣﻮل اﻟﺪﻳﻮن

- ﻟﻨﺪن: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻓﻴﻪ أزﻣﺔ اﻟﺪﻳﻮن اﻟـﻴـﻮﻧـﺎﻧ­ـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ اﻷوروﺑــــ­ﻲ، وﺑــﻴــﻨــ­ﻤــﺎ ﻋـــﻘـــﺪت أﻣــــﺲ اﳌــﺴــﺘــ­ﺸــﺎرة اﻷﳌــﺎﻧــﻴ­ــﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻟﻘﺎء ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮة ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ، ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺒﺎﺣﺚ ﺣﻮل ﺣﻠﻮل ﻟﻸزﻣﺔ، دﻋﺖ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ أﳌﺎﻧﻴﺎ، أﻛﺒﺮ اﻗﺘﺼﺎد ﻓــﻲ اﻻﺗـــﺤـــ­ﺎد اﻷوروﺑــــ­ـــﻲ، إﻟـــﻰ ﺧــﻔــﺾ ﻓـﺎﺋـﺾ ﺣﺴﺎﺑﻬﺎ اﻟﺠﺎري اﻟﻜﺒﻴﺮ، واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﳌﺤﻠﻲ.

وﻳﻌﺪ اﻟﻠﻘﺎء ﺑـﲔ ﻣﻴﺮﻛﻞ وﻻﻏـــﺎرد، اﻟـﺬي ﻟـﻢ ﺗﺘﻀﺢ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺣﺘﻰ وﻗــﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﺴﺎء أﻣﺲ، ﻣﻔﺼﻠﻴﺎ ﻓﻲ أزﻣﺔ أﺛﻴﻨﺎ، ﺣﻴﺚ إن أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻫﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﺪول دﻳﻨﺎ ﻟﻠﻴﻮﻧﺎن، واﻷﻛﺜﺮ ﺗﺸﺪدا ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻹﺻﻼﺣﺎت واﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺸﻒ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ ﻫﻮ اﻵﺧﺮ ﻃﺮف ﺗﻨﺘﻘﺪه أﺛﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻪ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ اﻟﺴﻘﻒ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﻼد. ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺨﺘﻠﻖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻊ اﻟﺼﻨﺪوق ﺣﻮل اﻟـﻀـﺮورات واﳌﺤﻈﻮرات ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﺗﺪﻋﻮ ﺑﺮﻟﲔ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺪد، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ اﻟﺼﻨﺪوق إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ واﻟﺘﻴﺴﻴﺮ.

ووﺻﻞ ﻓﺎﺋﺾ اﻟﺤﺴﺎب اﻟﺠﺎري اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻋﺎم ٦١٠٢ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﺎل ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ، ﻣﺴﺠﻼ ﻧﺴﺒﺔ ٧٫٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﺘﺠﺎري ارﺗﻔﻊ ﻣﺠﺪدا، ﻧﻈﺮا ﻷن ﻧﻤﻮ اﻟﺼﺎدرات ﻛﺎن أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاردات.

وﻳﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻧﺴﺒﺔ ٥٫٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟـﻤـﺎﻟـﻲ اﻟـﻨـﺎﺗـﺞ اﳌﺤﻠﻲ ﻓــﻲ ٥١٠٢، و٥٫٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٤١٠٢. وﺑﺤﺴﺐ ﻗﻮاﻋﺪ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــــ­ـــــﻲ، ﻳــﺠــﺐ ﻋــﻠــﻰ اﻟــــــﺪو­ل اﻷﻋـــﻀـــ­ﺎء أﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺎﺟﺰ اﻟـ٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ ﺧﻼل ﺛﻼث ﺳﻨﻮات.

وﻗـــﺎﻟـــ­ﺖ اﳌــﻔــﻮﺿـ­ـﻴــﺔ اﻷوروﺑــــ­ـﻴـــــﺔ، اﻟـــــﺬرا­ع اﻟــﺘــﻨــ­ﻔــﻴــﺬﻳــ­ﺔ ﻟــﻼﺗــﺤــ­ﺎد اﻷوروﺑــــ­ـــــﻲ، إن أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ أﺣــﺮزت ﺣﺘﻰ اﻵن ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻣﺤﺪودا ﻓﻲ ﺧﻔﺾ ﻓﺎﺋﺾ اﻟﺤﺴﺎب اﻟﺠﺎري، وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ ﺟﺰﺋﻴﺎ إﻟﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﳌﺘﺪﻧﻴﺔ اﳌﺘﻮاﺻﻠﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر واﻻﺳـــــﺘ­ـــــﻬــــ­ـﻼك اﻟـــــﺨــ­ـــﺎص. ووﺻـــــــ­ـﻒ ﻣــﻔــﻮض اﻟــﺸــﺆون اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدﻳــﺔ ﺑــﺎﻻﺗــﺤـ­ـﺎد اﻷوروﺑــــ­ـﻲ، ﺑﻴﻴﺮ ﻣﻮﺳﻜﻮﻓﻴﺘﺸﻲ، اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﺤﺴﺎب اﻷﳌﺎﻧﻲ ﺑﺄﻧﻪ »ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻲ«.

وأﺷـــﺎر اﻟـﺘـﻘـﺮﻳـ­ﺮ أﻳـﻀـﺎ إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻓــﻲ ﺣﲔ أن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻷﳌـﺎﻧـﻲ ﺗﻌﺎﻓﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻣﻦ اﻷزﻣــﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٩٠٠٢، ﻓــﺈن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻌﺎم ﻛﻨﺴﺒﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ ﻻ ﻳﺰال دون اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻴﻮرو.

وﻧﺸﺮت اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤﺎت ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ، وﻟﻜﻦ أﺣﺪث ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﺰاﻣﻦ ﻣﻊ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ أﻋــﺮب ﻋﻨﻬﺎ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ دوﻧـﺎﻟـﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ، ﻣـﻔـﺎدﻫـﺎ ﺑــﺄن أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم »ﻳــﻮرو ﻣﻨﺨﻔﺾ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻛﺜﻴﺮا« ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺻﺎدراﺗﻬﺎ ﻣﻦ اﻵﻻت.

وﻳــــﻘـــ­ـﻮل ﻣـــﻨـــﺘـ­ــﻘـــﺪو ﺳـــﻴـــﺎﺳ­ـــﺔ اﻻﻗـــﺘـــ­ﺼـــﺎد اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، إﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺻﺎدرات اﻟﺒﻼد ﻣــﻦ ﻳــــﻮرو ﺿــﻌــﻴــﻒ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻳــﺠــﺐ ﻋــﻠــﻰ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﻓــﻲ اﳌــﻘــﺎﺑـ­ـﻞ اﺳــﺘــﻬــ­ﻼك ﻣــﺰﻳــﺪ ﻟــﺪﻋــﻢ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﲔ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ وﺧﺎرﺟﻪ.

وﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، ﺗﺮاﺟﻌﺖ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺪل ﻗﻴﺎﺳﻲ ﺑﻠﻎ ٩٫٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٦١٠٢، رﻏﻢ أن زﻳﺎدة اﻷﺟﻮر ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﺪ إﻻ ﺑﻘﺪر ﻣﺤﺪود. ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ، اﺷﺘﻌﻠﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻛﻼﻣﻴﺔ ﺣﻮل اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﻣﺲ، ﺣﲔ اﺗﻬﻢ وزﻳﺮ ٠٦ ﻣﻠﻴﺎر ﻳـﻮرو ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺘﺴﻠﻴﺢ«، ﻣﻨﻬﻴﺎ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎؤل ﺣﻮل »ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﺬا اﻷﻣــﺮ ﻫـﻮ ﻓﻌﻼ ﻣـﺎ ﻧﺘﻤﻨﺎه ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ، وﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia