أﻧﻔﺎق اﳌﻮت ﺗﺨﻄﻒ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻟﻐﺰﻳﲔ
ﻣﺼﺮع ٣ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﻧﻔﻖ ﺟﺪﻳﺪ... وﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﺗﻘﻮل إن ﺿﻴﻖ اﳊﺎل دﻓﻌﻬﻢ إﻟﻰ »ﻣﻬﻨﺔ اﳌﻮت«
ﺗـــﻠـــﻘـــﺖ ﻋـــﺎﺋـــﻠـــﺔ اﻟــــﺼــــﻮﻓــــﻲ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﻘـﻄـﻦ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ رﻓـــﺢ ﺟــﻨــﻮب ﻗﻄﺎع ﻏـﺰة اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن أﺳــﺒــﻮﻋــﲔ ﺑـﻌـﺪ ﻣــﺼــﺮع أﺣـــﺪ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻓــﺠــﺮ اﻟــﺴــﺒــﺖ، ﻓــﻲ ﻧــﻔــﻖ ﺗــﺠــﺎري ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎع وﻣﺼﺮ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋـﺎﻣـﻠـﲔ آﺧــﺮﻳــﻦ، أﺣـﺪﻫـﻤـﺎ ﺗـــﺰوج ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ وﻳﻨﺘﻈﺮ ﻃﻔﻠﻪ اﻟﺒﻜﺮ.
وﻟــــﻢ ﺗــﻜــﺪ اﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ ﻇــﺮوﻓــﺎ اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﺻـﻌـﺒـﺔ ﻛــﻤــﺎ ﺣــﺎل ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﺗﻨﺴﻰ ﺟﺮاﺣﺎﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺼﺮع أﺣـﺪ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻷﻧﻔﺎق ﻣﻨﺬ أﺳﺒﻮﻋﲔ، ﺣﺘﻰ واﺟﻬﺖ ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺨﺴﺎرة آﺧﺮ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ، أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻖ ﺗﺠﺎري ﻓﺠﺮه اﻟﺠﻴﺶ اﳌﺼﺮي ﻣﺴﺎء اﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ اﻟﻘﻄﺎع ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺣﻲ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ رﻓﺢ.
وأﻋﻠﻦ ﺻﺒﺎح اﻟﺴﺒﺖ ﻋﻦ ﻣﺼﺮع ﺛـﻼﺛـﺔ ﻋـﻤـﺎل ﺟــﺮاء اﺳﺘﻨﺸﺎﻗﻬﻢ ﻣـﻮاد ﺳـــﺎﻣـــﺔ ﻧــﺎﺗــﺠــﺔ ﻋــــﻦ ﺗــﻔــﺠــﻴــﺮ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﳌﺼﺮي ﻟﻠﻨﻔﻖ اﻟﺬي ﺗﻮﺟﻬﻮا ﻟﺘﺮﻣﻴﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺘﻪ، ﻓﻴﻤﺎ أﻧﻘﺬت ﻃﻮاﻗﻢ ﻃﺒﻴﺔ وأﻣﻨﻴﺔ ٢١ ﻋﺎﻣﻼ آﺧﺮا ﻛﺎﻧﻮا ﺑﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻔﻖ ذاﺗﻪ.
وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺼﺎدر ﻃﺒﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ إن اﻟﺠﺜﺚ ﺗﻌﻮد ﻟﻠﻌﻤﺎل ﻋﺒﻴﺪ اﻟﺼﻮﻓﻲ )٥٢ ﻋـﺎﻣـﺎ(، وﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻨﺎﻣﻮﻟﻲ )٣٢ ﻋﺎﻣﺎ(، وﺳﻼﻣﺔ أﺑﻮ ﺷﻮﺷﺔ )٤٢ﻋﺎﻣﺎ( وﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣــﻦ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ رﻓــﺢ اﳌـﺤـﺎذﻳـﺔ ﻟـﻠـﺤـﺪود اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣــﻊ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
وﺗﻮﻓﻲ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ ٦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻔﺎق، ﺣﻴﺚ ﻟﻘﻮا ﻣﺼﺮﻋﻬﻢ ﺟﻤﻌﻴﺎ ﺧـﻼل ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷــﺒــﺎط( اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ، ﻣـﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺎﻣﻼن ﻗــﺘــﻼ ﺟــــــﺮاء ﻏــــــﺎرة ﺟـــﻮﻳـــﺔ ﻣـــﻦ ﻃــﺎﺋــﺮة ﻣــﺠــﻬــﻮﻟــﺔ ﻧــﻔــﻰ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ ﻋـﻼﻗـﺘـﻪ ﺑــﻬــﺎ، وﻫــﻤــﺎ ﺣــﺴــﺎم اﻟـﺼـﻮﻓـﻲ )٤٢ ﻋﺎﻣﺎ( وﻣﺤﻤﺪ اﻷﻗـﺮع )٨٣ ﻋﺎﻣﺎ(، ﻓﻲ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻻت إﻋﺎدة اﻟﺤﻴﺎة ﻟـﻸﻧـﻔـﺎق ﺑــﲔ ﻏــﺰة وﻣـﺼـﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺮب اﳌﺼﺮﻳﺔ ﺿﺪﻫﺎ واﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ ﺣﻤﺎس ﻛﺬﻟﻚ.
وﺗــﻌــﻴــﺶ ﻋــﺎﺋــﻠــﺔ اﻟــﺼــﻮﻓــﻲ ﺣـﺰﻧـﺎ ﺷــــﺪﻳــــﺪا ﺑـــﻌـــﺪ أن ﻓـــﻘـــﺪت ﻓــــﻲ ﻏــﻀــﻮن أﺳـﺒـﻮﻋـﲔ اﺛـﻨـﲔ ﻣـﻦ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻓـﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻧـــﻔـــﺎق اﻟــﺘــﻲ ﻋـــــﺎدت ﻟـﻠـﻌـﻤـﻞ ﻣــﺠــﺪدا ﺑﺸﻜﻞ ﺟـﺰﺋـﻲ، ﺑﻌﺪ ﺗـﻮﻗـﻒ ﻧﺤﻮ ﻋـﺎم، وﺑﺎﺗﺖ ﺗﺠﺬب ﻋﺸﺮات اﻟﺸﺒﺎن ﻣﺆﺧﺮا ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﺴﺐ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻬﻢ.
وﻗـــﺎل ﺧــﺎﻟــﺪ اﻟــﺼــﻮﻓــﻲ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ«، إن أﺑــﻨــﺎء ﻋـﻤـﻮﻣـﺘـﻪ ﻓــﻘــﺪوا ﺣـــﻴـــﺎﺗـــﻬـــﻢ وﻫــــــﻢ ﻳـــﺒـــﺤـــﺜـــﻮن ﻋــــﻦ ﻟـﻘـﻤـﺔ ﻋﻴﺶ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ وﻟـــﻌـــﻮاﺋـــﻠـــﻬـــﻢ اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﻌـــﻴـــﺶ ﻇـــﺮوﻓـــﺎ اﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﺻــﻌــﺒــﺔ، ﻣــﺸــﻴــﺮا إﻟــــﻰ أن ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺔ اﻟـــﺸـــﺒـــﺎن ﻳـــﻀـــﻄـــﺮون ﻟـﻠـﻌـﻤـﻞ ﻓــﻲ ﺗـﻠــﻚ اﻷﻧـــﻔـــﺎق ﻟـﺘــﺄﻣــﲔ اﺣـﺘـﻴـﺎﺟـﺎت ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ وﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﻋﻤﻞ آﺧﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﺴﺒﻮا ﻣﻨﻪ ﻗﻮت ﻳﻮﻣﻬﻢ.
وأﺿﺎف: »إﻧﻬﻢ ﻣﻀﻄﺮون وﻛﺎﻧﻮا ﻳــﺮون أﻳﻀﺎ أﻧﻬﻢ ﻓـﻲ ﻣﻬﻤﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻹدﺧﺎل ﻣﻮاد ﻏﺬاﺋﻴﺔ وﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺴﻜﺎن اﻟﻘﻄﺎع. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺨﺎﻃﺮون ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣــﻦ أﺟــﻞ أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ ﻣﺤﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻏﺰة«.
وأﺷﺎر اﻟﺼﻮﻓﻲ )٣٤ ﻋﺎﻣﺎ( إﻟﻰ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎر ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻔﺎق ﻓﻲ إدﺧﺎل اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟـﻐـﺰة، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﻫﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺌﺎت اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ أﺑﻨﺎؤﻫﺎ ﻟﺪى ﻫﺆﻻء اﻟﺘﺠﺎر.
وﻗـــﺎل: »ﺗـﻮﻗـﻒ إدﺧـــﺎل ﺗﻠﻚ اﳌــﻮاد ﻳﻌﻨﻲ اﻧﻌﺪام ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎة أﺑﻨﺎء ﻋﻤﻮﻣﺘﻲ ﻣﻌﺪوﻣﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﻘﻄﺎع وﻓﺮض إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﺼﺎرا ﺧﺎﻧﻘﺎ«.
وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﳌﺸﻬﺪ أﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻ ﻟﺪى ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺸﺎب ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻨﺎﻣﻮﻟﻲ )٣٢ ﻋـــﺎﻣـــﺎ(، اﻟــــﺬي ﻛـــﺎن ﻣــﻨــﺬ ﻧــﺤــﻮ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ ﻳﺤﺘﻔﻞ أﻣـﺎم ﻣﻨﺰل ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻓﻲ رﻓﺢ ﺑﺤﻔﻞ زﻓﺎﻓﻪ.
وﺗــــﺘــــﺬﻛــــﺮ زوﺟـــــﺘـــــﻪ ﻛـــﻴـــﻒ ﻗــﻀــﻰ ﺳــﺎﻋــﺎﺗــﻪ اﻷﺧــــﻴــــﺮة ﻣـــﻊ زوﺟـــﺘـــﻪ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ وﻻدة ﻃﻔﻠﻪ اﻟﺒﻜﺮ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻐﺎدر ﻣــﻨــﺰﻟــﻪ إﻟــــﻰ ﻋــﻤــﻠــﻪ ﺑـــﺎﻷﻧـــﻔـــﺎق، وﻳــﻘــﻮل ﻳــﺎﺳــﺮ اﻟــﻨــﺎﻣــﻮﻟــﻲ أﺣـــﺪ أﻋــﻤــﺎم اﻟــﺸــﺎب إن اﻟــﻈــﺮوف اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻋـﺒـﺪ اﻟـﻠـﻪ وﻋـﺎﺋـﻠـﺘـﻪ دﻓـﻌـﺘـﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻷﻧﻔﺎق ﻟﻜﺴﺐ اﳌﺎل ﻛﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺄﻣﲔ ﻣــﺼــﺎرﻳــﻒ ﻋـﺎﺋـﻠـﺘـﻪ وﻳــﺆﻣــﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻃﻔﻠﻪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮه ﻋﻠﻰ أﺣﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺮ.
وﻳــﻀــﻴــﻒ ﻓـــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻟـــ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺑﺪأ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻤﻞ ﻓـﻲ اﻷﻧــﻔــﺎق ﻋﻠﻰ أﻣــﻞ أن ﻳﻜﺴﺐ ﻗﻮت ﻳــﻮﻣــﻪ وﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ أن ﻳــﺆﺳــﺲ ﻋـﺎﺋـﻠـﺔ وﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ زاﻫﺮ، إﻻ أن اﳌﻮت اﳌـــﻘـــﺪر ﻋــﺎﺟــﻠــﻪ ﻓـــﻲ ﺷــﺒــﺎﺑــﻪ وﺗــــﺮك ﻓﻲ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻏﺼﺔ ﺳﺘﻠﻘﻲ ﺑﻈﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻷﺷﻬﺮ وﺳﻨﻮات، ﺧﺎﺻﺔ زوﺟﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻣﻞ ﻓـﻲ أن ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ أﺟﻤﻞ ﻟﺤﻈﺎت اﺳﺘﻘﺒﺎل ﻃﻔﻠﻬﻢ اﻟﺒﻜﺮ«.
وﺗــﺎﺑــﻊ: »اﻟــﺤــﺼــﺎر أﻓـﻘـﺪ اﻟﺸﺒﺎب ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻔﺮص ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺻﺔ ﻋﻤﻞ أﻗﻞ ﺧﻄﻮرة ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻷﻧﻔﺎق، وﻟـــــﻮ وﺟـــــــﺪوا ﻃـــﺮﻳـــﻘـــﺔ أﺧــــــﺮى ﻟـﻜـﺴـﺐ ﻗـــﻮت ﻳــﻮﻣــﻬــﻢ ﳌـــﺎ ﺧـــﺎﻃـــﺮوا ﺑـﺤـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ«.
ودﻋـــــــــﺎ اﻟــــﻨــــﺎﻣــــﻮﻟــــﻲ اﳌــــﺴــــﺆوﻟــــﲔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻟـﺘـﺒـﻨـﻲ ﻋــﻮاﺋــﻞ ﻋــﻤــﺎل اﻷﻧـــﻔـــﺎق ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ورﻋﺎﻳﺘﻬﻢ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻴﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ أن ﻓﻘﺪت ﻋﺎﺋﻠﻬﻢ، ﻣﺸﺪدا ﻋﻠﻰ ﺿــــﺮورة ﺗـﻮﻓـﻴـﺮ ﻓـــﺮص ﻋـﻤـﻞ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪﻓﻌﻮا ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻠﻤﻮت ﻷﺟﻞ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ﻛﺮﻳﻤﺔ.
وأﺿﺎف: »اﻷوﺿﺎع اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻫﻲ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺪﻓـﻊ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓــﻲ ﻣﻬﻨﺔ اﳌﻮت«.
وﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ ﻓــﻘــﺪان ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ داﺧــــﻞ اﻷﻧـــﻔـــﺎق، ﻟــﻜــﻦ ﻳــﺒــﺪو أن ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﻦ اﻟﺸﺒﺎن ﻓـﻲ ﻏــﺰة ﻻ ﻳـﺠـﺪون ﺑﺪﻳﻼ ﻣﻌﻘﻮﻻ.
وﺗﺄﺗﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﻮادث ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ وﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎس ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ أﻇـــﻬـــﺮت ﺗــﺤــﺴــﻨــﺎ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت ﺑـﲔ اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﲔ ﻧــﺘــﺞ ﻋــﻨــﻪ اﺗــــﻔــــﺎق ﻟـﻀـﺒـﻂ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺤﺪود ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗـــﺘـــﺤـــﺪث ﻋــــﻦ إﻗــــــــﺪام ﻣــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ وإﻟﻰ ﺳﻴﻨﺎء.
وﺷﺪدت ﻗﻮات أﻣﻦ ﺣﻤﺎس ﻣﺆﺧﺮا ﻣـــﻦ ﻗـﺒـﻀـﺘـﻬـﺎ اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺤــﺪود ﺑﺰﻳﺎدة ﻗﻮاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ وﻓﺮض رﻗﺎﺑﺔ داﺋﻤﺔ ﳌﻨﻊ أي ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺴﻠﻞ ﻣﻦ وإﻟﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﻤﻞ اﻷﻧﻔﺎق اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ.
وﺗــﺘــﻄــﻠــﻊ ﺣــﻤــﺎس إﻟــــﻰ اﺳــﺘــﻤــﺮار ﻋﻤﻞ ﻫــﺬه اﻷﻧــﻔــﺎق ﳌـﺎ ﺗــﺪره ﻣـﻦ أﻣــﻮال ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻦ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻳﻮاﺻﻠﻮن اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷﻧﻔﺎق.
وﻟــﺠــﺄ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﻓــﻲ ﻋﺎﻣﻲ ٦٠٠٢ - ٧٠٠٢ ﻟــﺤــﻔــﺮ آﻻف اﻷﻧـــﻔـــﺎق اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرﻳـــﺔ ﺑــــﲔ ﻗـــﻄـــﺎع ﻏـــــﺰة وﻣــﺼــﺮ ﳌــﺤــﺎوﻟــﺔ ﻛـﺴـﺮ اﻟــﺤــﺼــﺎر اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻲ اﻟــﺬي ﻓــﺮض آﻧـــﺬاك، وﻣــﺎ زال ﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻟــﻠــﻌــﺎم اﻟــــﺤــــﺎدي ﻋــﺸــﺮ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻮاﻟــﻲ وﻳﺸﺘﺪ ﻣﻦ ﺣﲔ إﻟﻰ آﺧﺮ.
واﺳﺘﻐﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮون ﻓﻲ ﻏﺰة ﺑﺴﺒﺐ ﻫـــﺬه اﻷﻧـــﻔـــﺎق، ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــﺒــﺪأ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﳌﺼﺮي ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٣١٠٢ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻧﺘﺨﺎب اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﺼﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺴﻲ، ﺣﻤﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻷﻧــﻔــﺎق اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ، ﺣﻴﺚ ﺿـﺎﻋـﻒ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـﻠـﻮل( ٥١٠٢ ﻣﻦ إﺟـﺮاءاﺗـﻪ ﺑـﻀـﺦ ﻣــﻴــﺎه ﻓــﻲ ﺗـﻠـﻚ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ ﻣــﺎ أدى ﻹﻏﺮاق اﳌﺌﺎت ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻔﺎق.
وﻓــــــﻲ ﻋــــــﺎم ٦١٠٢ ﻟـــﻘـــﻲ ٨ ﻋــﻤــﺎل ﻣﺼﺮﻋﻬﻢ داﺧﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﺛﺮ اﻹﺟـﺮاءات اﳌﺼﺮﻳﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﺤﺪود ﳌﻨﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ووﻗﻒ ﺗﺴﻠﻞ أي ﻣﺴﻠﺤﲔ.
وﻓـﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ، أﻋﻠﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﳌﺼﺮي ﺗﺪﻣﻴﺮ ٦ أﻧﻔﺎق، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻠﻦ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء واﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌــﺎﺿــﻴــﲔ ﻋــﻦ ﺗـﻔـﺠـﻴـﺮ أﻧــﻔــﺎق أﺧـــﺮى، أﺣـــﺪﻫـــﺎ ﻧــﻔــﻖ رﺋــﻴــﺴــﻲ ﻳـــﺮﺑـــﻂ ﺳـﻴـﻨـﺎء ﺑﻐﺰة.
وﻣــﻊ ﺗـﻜـﺮار اﻟــﺤــﻮادث، اﺳﺘﻨﻜﺮت ﺣﺮﻛﺔ ﺣﻤﺎس ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻟﻬﺎ اﻹﺟﺮاءات اﳌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ، وﺑــﺨــﺎﺻــﺔ اﻟـــﺤـــﺎدﺛـــﺔ اﻟــﺘــﻲ وﻗﻌﺖ ﻓﺠﺮ اﻟﺴﺒﺖ، وﻗﺎﻟﺖ إن اﻟﻌﻤﺎل ﻗﻀﻮا إﺛﺮ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﻐﺎز أﺛﻨﺎء ﺑﺤﺜﻬﻢ ﻋــﻦ ﻟـﻘـﻤـﺔ ﻋـﻴـﺸـﻬـﻢ، ﻓــﻲ ﻇــﻞ اﻟـﺤـﺼـﺎر اﻟﺨﺎﻧﻖ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﺳﻜﺎن ﻗﻄﺎع ﻏﺰة.
وﻗــﺎﻟــﺖ اﻟــﺤــﺮﻛــﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻴــﺎﻧــﻬــﺎ: »ﻻ ﻳـﻮﺟـﺪ أي ﻣـﺒـﺮر ﻻﺳـﺘـﻤـﺮار اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ ﻓــــﻲ اﺳــــﺘــــﺨــــﺪام ﻣـــﺜـــﻞ ﻫـــﺬه اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﺨـﻄـﻴـﺮة ﻓــﻲ اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣﻊ ﺳــﻜــﺎن اﻟــﻘــﻄــﺎع اﳌــﺤــﺎﺻــﺮﻳــﻦ«. داﻋـﻴـﺔ ﻣﺼﺮ إﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﻣﻌﺒﺮ رﻓﺢ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ ﻹﻧﻬﺎء ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻏﺰة وأﻫﻠﻬﺎ.
وأﻛﺪت اﻟﺤﺮﻛﺔ ﺣﻖ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﻴــﺶ ﺑــﺤــﺮﻳــﺔ وﻛـــﺮاﻣـــﺔ ﻛـﺒـﺎﻗـﻲ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ... داﻋﻴﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ إﻟـــــﻰ اﻟـــﺘـــﺪﺧـــﻞ ﻹﻧـــﻬـــﺎء ﻫـــــﺬا اﻟــﺤــﺼــﺎر اﻟﻈﺎﻟﻢ. ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺺ اﻟﺒﻴﺎن.