ﺗﺮﺻﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻷﺳﺮ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ اﻟﻨﺎزﺣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﻳﺶ
ﳉﺄوا ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻘﻴﻬﻢ ﻣﻜﺎﳌﺎت ورﺳﺎﺋﻞ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ
أﻣﺎم اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ اﻹﺳــﻤــﺎﻋــﻴــﻠــﻴــﺔ ﺗـــﻮاﻓـــﺪ اﻟـــﻌـــﺸـــﺮات ﻣﻦ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ ﳌﺆازرة اﻟﻌﺎﺋﻼت اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻓــــــﺮت ﻣـــــﻦ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟـﻌـﺮﻳـﺶ ﺑﺸﻤﺎل ﺳﻴﻨﺎء ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺘﻞ ﺳــﺒــﻌــﺔ ﻣــﺴــﻴــﺤــﻴــﲔ، وﻋـــﻘـــﺐ ﺗـﻠـﻘـﻴـﻬـﻢ ﺗــﻬــﺪﻳــﺪات ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة ﺑـﺎﻟـﻘـﺘـﻞ واﻟــﺤــﺮق ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻓﺮاد ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﻹرﻫﺎﺑﻲ.
ﺑﺪاﺧﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، اﻓﺘﺮﺷﺖ اﻷﺳﺮ ﻓـﻨـﺎء اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻓــﻲ ﻇــﻞ أﺣـــﻮال ﻃﻘﺲ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺒﺮودة، وﺗﺒﺪو ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋـﻼﻣـﺎت اﻟـﺸـﺮود واﻟــﺬﻫــﻮل وﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻫﺎﺟﺲ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ وﻗــﺪ ﺑــﺪا اﻟـﺤـﻨـﲔ إﻟــﻰ ﻣـﻨـﺎزﻟـﻬـﻢ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮا ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻨﲔ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺠﻬﺸﻮن ﺑﺎﻟﺒﻜﺎء.
وﺗــــﻘــــﺪر أﻋـــــــﺪاد اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﲔ ﻓـﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ اﻟــﻌــﺮﻳــﺶ ﺑـﻨـﺤـﻮ أﻟــﻔــﻲ ﻧﺴﻤﺔ ﻳﺸﻜﻠﻮن ٠٠٥ أﺳـــﺮة، ﻓﻴﻤﺎ أﻛــﺪ ﺑﻴﺎن رﺳــﻤــﻲ أﺻـــﺪرﺗـــﻪ اﻟـﻜـﻨـﻴـﺴـﺔ اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ ﺗــــﺴــــﻜــــﲔ ٥٠١ أﺷـــــــﺨـــــــﺎص ﺑـــﺒـــﻴـــﻮت اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ وزارة اﻟـﺸـﺒـﺎب، و٠٦ ﺷﺨﺼﺎ ﺑﺸﻘﻖ ﺳـﻜـﻨـﻴـﺔ أﺟــﺮﺗــﻬــﺎ اﻟـﻜـﻨـﻴـﺴـﺔ اﻟﻘﺒﻄﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻷﺛﺎث وﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﻟﻠﻤﻌﻴﺸﺔ ﺑﻬﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ٧٣ ﺷﺨﺼﺎ. وﺑﺪت ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺤﺰن ﻋﻠﻰ اﻷﻃـﻔـﺎل اﳌﺪرﻛﲔ ﻟﻠﻮﺿﻊ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟــﺬي أﺻﺒﺤﻮا ﻓﻴﻪ، ﻓـﻘـﺎﻟـﺖ اﻟـﻄـﻔـﻠـﺔ ﻣــﻴــﺮاي ﻣـﻴـﺨـﺎﺋـﻴـﻞ »٨ ﺳﻨﻮات«: »أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺰن ﺟﺪا ﻷﻧﻨﻲ ﺗﺮﻛﺖ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ وﻣﺪرﺳﺘﻲ وﻻ أﻋﻠﻢ إذا ﻛـﻨـﺖ ﺳــﺄﻋــﻮد ﻣــﺮة أﺧـــﺮى أو ...ﻻ رأﻳﺖ ﺗﻬﺪﻳﺪﻫﻢ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻞ أو ﻋﺒﺎرات ﻋﻠﻰ ﺟﺪران اﳌﻨﺰل، وﺳﻤﻌﺖ ﻣـﻜـﺎﳌـﺘـﻬـﻢ ﻟـــﻮاﻟـــﺪي ﻳــﻄــﻠــﺒــﻮن ﻣــﻨــﻪ أن ﻧﺮﺣﻞ أو ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻨﺎ«.
ووﺳــﻂ ﺿﺠﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﺼﺤﻒ واﻟــﻮﻛــﺎﻻت واﳌـﺼـﻮرﻳـﻦ، ﻟﻢ ﺗــﺒــﺪ اﻟــﺴــﻴــﺪة اﳌــﻜــﻠــﻮﻣــﺔ ﻧـﺒـﻴـﻠـﺔ ﻓــﻮزي ﻣــﺼــﺪﻗــﺔ ﻣــﺸــﻬــﺪ ﻗــﺘــﻞ اﺑــﻨــﻬــﺎ اﻟــﺸــﺎب ﻣـــﺪﺣـــﺖ »٥٢ ﻋــــﺎﻣــــﺎ« أﻣـــــــﺎم ﻋـﻴـﻨـﻴـﻬـﺎ ﺑــــﺎﻟــــﺮﺻــــﺎص وﻗــــﺘــــﻞ زوﺟــــﻬــــﺎ اﳌــﺴــﻦ ﺳﻌﺪ ﺣﻜﻴﻢ »٦٦ ﻋﺎﻣﺎ« ﻓﺠﺮ اﻷرﺑﻌﺎء اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻣـﺘـﺸـﺤـﺔ ﺑــﺎﻟــﺴــﻮاد ﺗﺘﺠﻮل اﻟﺴﻴﺪة ﻧﺒﻴﻠﺔ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﺗﺎرة وﺷﺎردة ﻣــﺮة أﺧــﺮى ﺷﺎﺧﺼﺔ إﻟــﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺛﻢ ﺗــﺪﺧــﻞ ﻓـــﻲ ﻧــﻮﺑــﺔ ﺑــﻜــﺎء ﺣـــــﺎدة، ﺗـﻘـﻮل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ«: »أﺷﻌﺮ أﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﺑﻮس ﻓﻈﻴﻊ، ﻟﻜﻨﻲ ﻻ أﺻـﺪق أﻧﻨﻲ ﻟـــﻦ أرى اﺑــﻨــﻲ وزوﺟـــــﻲ ﻣــــﺮة أﺧــــﺮى، ﻛـﻨـﺎ ﻧـﻌـﻴـﺶ ﻓــﻲ أﻣـــﺎن رﻏـــﻢ اﻟــﺤــﻮادث اﻹرﻫــــﺎﺑــــﻴــــﺔ واﻟـــﺘـــﻔـــﺠـــﻴـــﺮات، وﺗــﻠــﻘــﻲ اﻟـــﺘـــﻬـــﺪﻳـــﺪات، ﻛــﻨــﺎ ﻧــﺮﻓــﺾ أن ﻧــﻐــﺎدر اﻟــﻌــﺮﻳــﺶ«. ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻨﻬﺎ إذا ﻛــﺎن ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺮوي ﻟﻨﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺤﺎدث اﻷﻟﻴﻢ، ﻗﺎﻟﺖ: »ﻻ أﻋﻠﻢ... ﻓﺠﺄة وﺟﺪﻧﺎ ﻃـﺮﻗـﺎ ﻋﻨﻴﻔﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺑــﺎب اﳌــﻨــﺰل، ذﻫـﺐ اﺑــﻨــﻲ ﻛــﻌــﺎدﺗــﻪ ﻟـﻴـﻔـﺘـﺢ اﻟـــﺒـــﺎب ﻓـﻮﺟـﺪ إرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ ﻣـﻠـﺜـﻤـﲔ ﻳــﺪﻓــﻌــﺎﻧــﻪ أﻣــﺎﻣــﻲ وأﻃــﻠــﻘــﺎ ﻋــﻠــﻰ رأﺳــــﻪ اﻟـــﺮﺻـــﺎص وﻫــﻢ ﻳــﺼــﻴــﺤــﺎن )اﻟـــﻠـــﻪ أﻛـــﺒـــﺮ(، وﺑــﺤــﺜــﺎ ﻓﻲ أرﺟﺎء اﳌﻨﺰل ﻋﻦ رﺟﺎل آﺧﺮﻳﻦ، وﺟﺪا زوﺟـﻲ اﳌﺴﻦ اﻟـﺬي ﻇﻞ ﻳﺴﺘﺠﺪﻳﻬﻤﺎ ﻷن ﻳــﺘــﺮﻛــﺎﻧــﻨــﺎ، وﻗـــﺘـــﻼه ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻔــﻮر أﻳﻀﺎ وﻗﺎﻣﺎ ﺑﻄﺮدي ﻣﻦ اﳌﻨﺰل )ﺣﺎﻓﻴﺔ اﻟﻘﺪﻣﲔ( وأﺧـﺬا ﺧﺎﺗﻢ اﻟـﺰواج وﻗﺮﻃﺎ ذﻫﺒﻴﺎ ﻛﻨﺖ أرﺗـﺪﻳـﻪ ﺛـﻢ أﺣـﺮﻗـﺎ اﻟﺸﻘﺔ ﺑﺠﺜﺘﻲ اﺑﻨﻲ وزوﺟــﻲ، وﻓــﺮا ﻫﺎرﺑﲔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة وﻗﻔﺖ... ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ﻻ أﻋﻠﻢ ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ؟ وﻻ أﺗﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟـﻚ ﺳـﻮى أن اﻟﺠﻴﺮان اﻟﺘﻔﻮا ﺣﻮﻟﻲ وﺑــﻌــﻀــﻬــﻢ ﺣـــــﺎول إﻃـــﻔـــﺎء اﻟـــﻨـــﻴـــﺮان«. ﺗﺼﻤﺖ وﺗﺒﺘﺴﻢ ﺛــﻢ ﺗﻨﻬﻤﺮ اﻟـﺪﻣـﻮع ﻣـﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ: »ﻫـﻜـﺬا ﻗﺘﻠﻮا دون ذﻧﺐ وأﻧﺎ ﻻ أﻋﺮف ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﻴﺎﺗﻲ«.
ﻣــﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ أﺧـــﺮى، ﻗــﺎم ﻋــﺪد ﻣﻦ اﳌــﺴــﺆوﻟــﲔ اﳌــﺼــﺮﻳــﲔ وﻋــﻠــﻰ رأﺳـﻬـﻢ وزﻳﺮة اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻏـــــﺎدة واﻟــــــﻲ، ﺻـــﺒـــﺎح أﻣــــﺲ اﻟــﺴــﺒــﺖ، ﺑﺰﻳﺎرة ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻷﺳـﺮ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ اﻟﻨﺎزﺣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﻳﺶ ﻟﻺﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ، وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺳـــﺒـــﻞ ﺗــﺴــﻜــﲔ وإﻋــــﺎﺷــــﺔ اﻟـــﻨـــﺎزﺣـــﲔ. وﻗـــﺎم اﻟــﻠــﻮاء ﻳــﺎﺳــﲔ ﻃــﺎﻫــﺮ، ﻣﺤﺎﻓﻆ اﻹﺳـــﻤـــﺎﻋـــﻴـــﻠـــﻴـــﺔ، وﻋــــــﺪد ﻣــــﻦ ﻗـــﻴـــﺎدات اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻷرﺛــﻮذﻛــﺴــﻴــﺔ واﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑــﺠــﻮﻟــﺔ ﺗــﻔــﻘــﺪﻳــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻌــﺾ أﻣــﺎﻛــﻦ اﻹﻋﺎﺷﺔ.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻗﺎل ﻧﺒﻴﻞ ﺷﻜﺮ اﻟﻠﻪ، اﳌﺴﺆول اﻹداري ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ، ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــﻂ«: »اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣـﺴـﺎء اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻧﺤﻮ ٠٧ أﺳـــﺮة، ﺑﻌﺾ اﻷﺳــﺮ ﺟـﺎءت ﺑـﺄﻛـﻤـﻠـﻬـﺎ، وﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗــﺮك اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ أﻓﺮاد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ أﻋﻤﺎﻟﻬﻢ وﺟﻤﻊ ﻣـــﺎ ﺑــﻘــﻲ ﻣـــﻦ ﻣــﺘــﻌــﻠــﻘــﺎﺗــﻬــﻢ، ووﺻــﻠــﺖ ﺻــﺒــﺎح اﻟــﺴــﺒــﺖ ٥١ أﺳــــﺮة ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻗــــﺎدﻣــــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﺮﻳـــﺶ وﻣـــــﻦ اﳌــﻨــﺘــﻈــﺮ وﺻﻮل ﻧﺤﻮ ٠٤ أﺳﺮة أﺧﺮى«.
وأوﺿـــﺢ أﻧــﻪ ﺗــﻢ ﺗﺴﻜﲔ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﺳــــــﺮ ﺳــــــﻮاء ﻓــــﻲ ﻧـــــﺰل اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب أو ﻓـــــﻲ ﺷـــﻘـــﻖ ﺑــﺎﻟــﺘــﻨــﺴــﻴــﻖ ﻣـــــﻊ أﻫـــﺎﻟـــﻲ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ وﻣﺤﺎﻓﻆ اﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ، ﻻﻓــﺘــﺎ إﻟـــﻰ أن اﳌــﺴــﺎﻋــﺪات ﺗـﻨـﻬــﺎل ﻣﻦ اﻟـــﻜـــﻨـــﺎﺋـــﺲ وﻣــــــﻦ اﻷﻓــــــــــﺮاد اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ واﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻣﻦ أﻏﻄﻴﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ وﻣﻮاد ﻏﺬاﺋﻴﺔ وأدوﻳﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻓـــــﻲ ردﻫـــــــﺔ اﻟـــﻜـــﻨـــﻴـــﺴـــﺔ، ﻳــﺠــﻠــﺲ راﻣـــﻲ ﻛـــﺮم، ﺻـﺎﺣـﺐ ﻣﺘﺠﺮ ﻟﻠﻬﻮاﺗﻒ اﻟﺠﻮاﻟﺔ، وإﻟﻰ ﺟـﻮاره أﺑﻨﺎؤه اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﺒﻠﻐﻮن ﻋـﺎﻣـﲔ وأرﺑــﻌــﺔ أﻋــﻮام وﺳﺘﺔ أﻋﻮام، ﺷﺎردا ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮ ﻣـﺼـﺪر رزﻗـــﻪ ورزق أﺑـﻨـﺎﺋـﻪ اﻟـﺼـﻐـﺎر، ﻳــﻘــﻮل: »ﺗــﺮﻛــﺖ ﻣـﺘـﺠــﺮي ﺑـﻜــﻞ ﻣــﺎ ﻓﻴﻪ ﻣــﻦ ﺑـﻀـﺎﺋـﻊ وأﺧــــﺬت أﺳــﺮﺗــﻲ ﻷﻧـﺠـﻮ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﻞ اﻟﻮﺣﺸﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺎرﺳﻪ ﻫــﺆﻻء اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﻮن، رﻏـﻢ أﻧﻨﺎ اﻋﺘﺪﻧﺎ اﻟﻨﻮم ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻘﺎت اﳌﺪاﻓﻊ واﻷﺳﻠﺤﺔ اﻵﻟﻴﺔ ﻣﻦ وﻗـﺖ ﻵﺧــﺮ«. وﻳﻀﻴﻒ: »ﻻ أﻟﻮم اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﻴﻮﻣﻴﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺷـــــﻬـــــﺪاء ﻳـــﺘـــﺴـــﺎﻗـــﻄـــﻮن ﻣـــــﻦ اﻟــﺠــﻴــﺶ واﻟﺸﺮﻃﺔ، وﻟﻜﻦ أرﻏـﺐ ﻓﻲ أن أﺻﻔﻲ أﻋﻤﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﻳﺶ وأﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻟﺤﺎق اﺑﻨﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻔﻮﺗﻪ اﻟﻌﺎم اﻟﺪراﺳﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ«.
وﻓـــــــﻲ رد ﻓـــﻌـــﻞ ﺗـــﻠـــﻘـــﺎﺋـــﻲ ﺣـــﻮل ﻓﺘﺢ ﺣـﺴـﺎب ﺑﻨﻜﻲ ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻷﺳﺮ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ، ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺴﻴﺪة اﳌــﺴــﻨــﺔ وﺻــﻴــﻔــﺔ ﻧــﻌــﻴــﻢ: »ﻧــﺤــﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻤﺎل أﻫﻠﻨﺎ ﺑﺎﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻳﺤﻤﻠﻮﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﻛــﻒ اﻟــﺮاﺣــﺔ، وﻧﺤﻦ ﻓـﻘـﻂ ﻧــﺮﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟــﻠــﻪ أن ﻳـﺤـﻔـﻆ ﻣﺼﺮ وﺷــﻌــﺒــﻬــﺎ«. ورﻏـــــﻢ ﻣـــﺎ أﺻـــﺎﺑـــﻬـــﺎ ﻣـﻦ إﻋـﻴـﺎء ﺷـﺪﻳـﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺴﻔﺮ ﻟـﻴـﻼ، ﻣﺎ ﺟـﻌـﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺗـﻮﻓـﺮ ﻟﻬﺎ ﺳـﻴـﺎرة إﺳـﻌـﺎف ﻟﻌﻼﺟﻬﺎ ﻣـﻦ ﻫﺒﻮط ﺣــﺎد ﺑــﺎﻟــﺪورة اﻟـﺪﻣـﻮﻳـﺔ وإﻓﺎﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ اﻟﺴﻜﺮي، ﻗﺎﻟﺖ: »ﻳﻜﻔﻴﻨﺎ أﻧﻨﺎ ﺳﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ درب اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﳌﻘﺪﺳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﻓــﺎﻟــﻌــﺬراء واﳌــﺴــﻴــﺢ ﺳــﻠــﻜــﻮا اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ ﻧﻔﺴﻪ اﻟـــﺬي ﺳﻠﻜﻨﺎه ﻟﻺﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ، وﺳــﺄﻇــﻞ أﺻــﻠــﻲ ﻣــﻦ أﺟـــﻞ ﻣــﺼــﺮ؛ ﻛﻲ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ اﻟﻬﻤﺠﻴﲔ ﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ«.
ﺗـــــﻘـــــﻮل ﺑـــﺘـــﺤـــﺪ ﻛــــﺒــــﻴــــﺮ: »ﻳــــﻘــــﻮل اﻹرﻫﺎﺑﻴﻮن إﻧﻬﻢ ﺳﻴﻘﺘﻠﻮن اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻟﺪﻋﻤﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻴﺴﻲ، وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻳـﻘـﻮﻣـﻮن ﺑﺘﺮوﻳﻌﻨﺎ أﻳـﻀـﺎ ﻓﻲ ﻋــﻬــﺪ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻹﺧــــﻮاﻧــــﻲ ﻣـــﺮﺳـــﻲ«، وﺗﻘﻮل ﻣﻠﻮﺣﺔ ﺑﻴﺪﻫﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺨﺎﻃﺐ اﻟﺴﻴﺪات واﻟﻔﺘﻴﺎت اﻟﻼﺗﻲ ﻳﺤﻄﻦ ﺑﻬﺎ: »ﻟﻦ ﻳﻔﺮﻗﻮا ﺑﻴﻨﻨﺎ وﻟﻦ ﻳﻨﻄﻠﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﺴﺘﺮﻫﻢ وراء اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ«.