ﻏﻮﺗﻴﺮﻳﺲ ﻟﻠﻤﺆﺛﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ: اﻟﺴﻼم واﺟﺐ أﺧﻼﻗﻲ وﺳﻴﺎﺳﻲ
ﻗــﺎل أﻣــﲔ ﻋــﺎم اﻷﻣـــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة، أﻧـﻄـﻮﻧـﻴـﻮ ﻏﻮﺗﻴﺮﻳﺲ، إن ﻋﻠﻰ اﻟـﺪول اﳌﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﻃـﺮاف اﻟﺴﻮرﻳﺔ أن ﺗﺘﺠﺎوز ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﺎ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﺼﺮاع اﻟــﺬي دﺧـﻞ ﻋﺎﻣﻪ اﻟﺴﺎﺑﻊ، ﻣﺸﺪدا ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﺗﻔﺎق آﺳﺘﺎﻧﺔ وﺗﻮﺻﻴﻞ اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺟﲔ.
وﻗﺎل ﻏﻮﺗﻴﺮﻳﺲ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﺻﺤﺎﻓﻲ، أﻣﺲ، إن اﻟﺴﻼم ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻫﻮ واﺟﺐ أﺧﻼﻗﻲ وﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري وﻟﻠﻌﺎﻟﻢ، وﻫﻮ »ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻞ اﻻﻧﺘﻈﺎر«.
وأﺿــــﺎف أﻧـــﻪ »ﳌـــﺪة ﺳــﺖ ﺳــﻨــﻮات ﺣـﺘـﻰ اﻵن، اﺳﺘﻤﺮ اﳌﺪﻧﻴﻮن ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻦ أﺳﻮأ اﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ«، ﻣﻀﻴﻔﺎ أﻧﻪ وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺤﺮب ﻋـﺎﻣـﻬـﺎ اﻟــﺴــﺎﺑــﻊ، ﻓـﺈﻧـﻨـﻲ أود »إﻃـــﻼق اﺛـﻨـﲔ ﻣــﻦ اﻟــﻨــﺪاءات اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻃﺮاف«. وﻧﺺ اﻟﻨﺪاء اﻷول ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة »اﻻﺳﺘﻔﺎدة اﻟﻘﺼﻮى ﻣﻦ اﺗﻔﺎق ٠٣ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٦١٠٢ ﻟــﻮﻗــﻒ إﻃــــﻼق اﻟــﻨــﺎر اﻟــــﺬي ﺗــﻮﺻــﻠــﺖ إﻟــﻴــﻪ )اﻟـــــﺪول( اﻟـﻀـﺎﻣـﻨـﺔ ﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﺎت آﺳــﺘــﺎﻧــﺔ«، وﺷـــﺪد ﻋـﻠـﻰ »ﻣـﻮاﺻـﻠـﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎون، وﺿﻤﺎن وﺻﻮل اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ إﻟـــﻰ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﳌــﺤــﺘــﺎﺟــﲔ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻣــﻦ دون أي ﻋﻘﺒﺎت وﻋــﻮاﺋــﻖ«. وﻧــﺺ اﻟــﻨــﺪاء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ دﻋــﻮة »ﻛــﻞ ﻣـﻦ ﻟﻬﻢ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻟﻨﺰاع، وﺟﻮب اﻟﺴﻌﻲ ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﻟﺘﺠﺎوز ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻢ واﻟـﻌـﻤـﻞ ﻣﻌﺎ ﻟـﻮﺿـﻊ ﺣـﺪ ﻟـﻠـﺼـﺮاع، ﺧﺼﻮﺻﺎ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓـﻲ إﻧـﺠـﺎح اﳌـﻔـﺎوﺿـﺎت اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺑﻴﺎن ﺟﻨﻴﻒ وﻗﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ذات اﻟﺼﻠﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺮار ٤٥٢٢«
وﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ إﻟــــﻰ ﺣــــﺮب أﻫــﻠــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، أﺻـﺒـﺤـﺖ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺑﺸﺎر اﻷﺳـﺪ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺘﺎل، ﻏﻴﺮ أن اﻟـﺼـﺮاع أﺑﻌﺪ ﻣـﺎ ﻳﻜﻮن ﻋـﻦ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﺑﻌﺪ أن اﻧﻘﺴﻤﺖ ﺳـﻮرﻳـﺎ إﻟــﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ اﻟﺠﻴﻮب ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ أﻣـــﺮاء ﺣﺮب وﻗـﻴـﺎدات ﻣﻌﺎرﺿﺔ. وﻓـﻲ ﺣـﲔ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺳـﻮى ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﺮاﻗﺒﲔ اﳌﺤﺎﻳﺪﻳﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺼﺮاع ﻗﺮﻳﺒﺎ، ﻓﻼ أﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﺑﻮﺳﻊ اﻷﺳﺪ اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻼد ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ. ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻳﺘﻮﻗﻊ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻻﺗﻔﺎق ﺳﻼم، إذ ﻳﺒﺪو أن ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺗﺄﻗﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﻮري.
وﻳﺘﻮﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮون ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ اﻟﻔﺮوض ﻫﺪﻧﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺴﻢ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﺑﲔ اﻟﻘﻮى اﳌﺘﻨﺎﺣﺮة. وﺧﻼل ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ دارت ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺎم واﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وروﺳﻴﺎ واﻵن ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ ﻛﺎن رﺣﻴﻞ اﻷﺳﺪ ﻫﻮ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ.
أﻣﺎ اﻵن ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻫﻲ ﺑﻘﺎء اﻷﺳﺪ. وﻧــﻘــﻠــﺖ »روﻳـــﺘـــﺮز« ﻋــﻦ روﺑــــﺮت ﻓــــﻮرد اﻟـﺴـﻔـﻴـﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟــﺪى دﻣﺸﻖ اﻟــﺬي اﺳﺘﻘﺎل اﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋﻠﻰ ﺗـﺮدد اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﺴﻮري، وﻻ ﻳﺰال ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻃــﺮاف اﻟـﺼـﺮاع: »ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻜﻮن واﻗﻌﻴﲔ. ﻓﻬﻮ ﻟﻦ ﻳﺮﺣﻞ«. وﻳﻀﻴﻒ: »ﺑﻌﺪ ﺣﻠﺐ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أي ﻓﺮﺻﺔ، ﻓﻬﺬه ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺬي ﺣﻘﻘﻪ«.