أﺣﻼم اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ... اﻟﻌﺎﺷﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻸﻣﻴﺮﻛﻴﲔ
إﻧــﻪ »اﻟــﺤــﺐ«، اﻟـــﺬي ﻗــﺎد أﺣــﻼم اﻟـﺘـﻤـﻴـﻤـﻲ ﻣــﻦ ﻓــﺘــﺎة ﺣــﺎﳌــﺔ ﺻـﻐـﻴـﺮة ﻓــﻲ اﻷردن إﻟـــﻰ ﻣﻌﺘﻘﻠﺔ ﻻﺣــﻘــﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺛﻢ إﻟﻰ أﺳﻴﺮة ﻣـــﺤـــﺮرة، ﻓـﻤـﻄـﻠـﻮﺑـﺔ ﻟــﻠــﺪوﻟــﺔ اﻷﻛــﺒــﺮ واﻷﻗــــــــﻮى ﻋــﻠــﻰ رأس »إرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﲔ« آﺧﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻨﻔﻬﻢ واﺷﻨﻄﻦ، وإﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ رﺑﻤﺎ أﻳﻀﺎ »اﻟﺤﻆ« اﻟﺬي ﻗﺎد ٢ ﻣـــﻦ ﺣــﻤــﻠــﺔ اﻟـﺠـﻨـﺴـﻴـﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ اﳌـﺼـﺮي، وﻫﻮ زﻣﻴﻠﻬﺎ اﻟﺬي أوﺻﻠﺘﻪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻘـــﺪس، ﻋـــﺎم ١٠٠٢ ﺧـﻠـﻔـﺖ ٥١ ﻗﺘﻴﻼ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺎن.
ﺑــﺪأت ﻗﺼﺔ أﺣــﻼم اﻟـﺘـﻲ وﻟـﺪت ﻋﺎم ٠٨٩١ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺰرﻗﺎء ﺑﺎﻷردن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗـﺮرت ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت اﻻﻧــﺘــﻘــﺎل ﻣــﻦ اﻷردن إﻟــﻰ ﻓﻠﺴﻄﲔ، ﻛــﻲ ﺗـﻜـﻮن أﻗــﺮب ﻣــﺎ ﻳﻤﻜﻦ إﻟــﻰ ﺣﻠﻢ ﺑـﻌـﻴـﺪ اﳌــﻨــﺎل، وﻫـــﻮ ﻟــﻘــﺎء اﺑـــﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻧﺰار اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻌﺘﻘﻼ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ آﻧﺬاك، وﻳﻤﺜﻞ ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟــﻬــﺎ »ﻓـــــــﺎرس اﻷﺣـــــــﻼم«، ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﻣﻨﺎﺿﻞ وﻣﻌﺘﻘﻞ واﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ.
ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ اﻋـﺘـﻘـﻞ ﻧـــﺰار ﻋــﺎم ٣٩٩١ ﻛـــﺎﻧـــﺖ أﺣـــــﻼم ﻣـــﺎ زاﻟـــــﺖ ﻃــﺎﻟــﺒــﺔ ﻓـﻲ ﻋـــﻤـــﺎن، وﻓــــــﻮرا ﻋــﻠــﻘــﺖ ﺻـــــﻮرة ﻻﺑــﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮة، وﺑﻌﺪ أﻋـــــــﻮام ﻗــﻠــﻴــﻠــﺔ اﻧــﺘــﻘــﻠــﺖ أﺣــــــﻼم إﻟــﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺪرس ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑــﻴــﺮزﻳــﺖ، )ﺗــﺨــﺼــﺺ إﻋـــــﻼم(، ﻋﻠﻰ أﻣﻞ ﺗﺤﻘﻖ ﻓﻲ ٠١ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٨٩٩١، ﻋﻨﺪﻣﺎ زارت ﻧــﺰار ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﺴﻘﻼن ﻷول ﻣﺮة، وﻫﻮ اﻟﻠﻘﺎء »اﻟﺬي ﻏﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ وﺣﻴﺎﺗﻪ«، ﻓـﻈـﻼ ﺑـﻌـﺪ ذﻟــﻚ ﻳــﺘــﺒــﺎدﻻن اﻟـﺮﺳـﺎﺋـﻞ ﺑـــﺎﻧـــﺘـــﻈـــﺎم، وأدى ذﻟـــــﻚ إﻟـــــﻰ ﺗــﻄــﻮر وﺗﻮﻃﻴﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺣﺪث ﺗﻄﻮر ﻣﻔﺎﺟﺊ.
ﺑـــــﻌـــــﺪ ٣ ﺳـــــــﻨـــــــﻮات ﻓـــــﻘـــــﻂ ﻓـــﻲ ١٠٠٢ اﻋــﺘــﻘــﻠــﺖ أﺣـــــــﻼم اﻟـــﺘـــﻲ ﻛـﺒـﺮ ﺣـــﺒـــﻬـــﺎ ﻟـــــﻨـــــﺰار ﻣـــﺘـــﺰاﻣـــﻨـــﺎ ﻣـــــﻊ ﺣــﺐ اﻟــﻮﻃــﻦ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑـﺨـﻼﻓـﻪ وﻫـــﻮ اﻟــﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓـﺘـﺢ، اﻧﺘﻤﺖ أﺣــﻼم ﻟﺤﻤﺎس، واﻋﺘﻘﻠﺖ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﺑــﺘــﻮﺻــﻴــﻞ ﻋـــﺰ اﻟـــﺪﻳـــﻦ اﳌـــﺼـــﺮي إﻟــﻰ ﻣﻄﻌﻢ »ﺳــﺒــﺎرو« ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺪس ﺣﻴﺚ ﻧــﻔــﺬ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺗـﻔـﺠـﻴـﺮ أدت ﳌـﻘـﺘـﻞ ٥١ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺷﺨﺺ ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ.
ﺣــﻮﻛــﻤــﺖ اﻟــﺘــﻤــﻴــﻤــﻲ ﺑـﺎﻟـﺴـﺠـﻦ اﳌﺆﺑﺪ ٦١ ﻣـﺮة، ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﻮش ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺐ اﻷول اﻟﻜﺒﻴﺮ.
ﻛـﺒـﺮ اﻟــﺤــﺐ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑـــﲔ ﻧـــﺰار، وﻟـــﻢ ﻳــﺠــﺪا آﻧــــﺬاك ﺳـــﻮى اﻻﺳــﺘــﻤــﺮار ﻓـﻲ ﺗـﺒـﺎدل اﻟـﺮﺳـﺎﺋـﻞ، ﻣـﻦ ﺳﺠﻦ إﻟﻰ ﺳﺠﻦ. وﻓﻲ ٥٠٠٢، ﻗﺮرا اﻟﺰواج.
ﻛﺎن ﻗﺮارا »ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ« ﻣﺜﻞ ﺣﻠﻢ ﺻﻌﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ. وﻟــﻢ ﻳـﺼـﺪق أﺣﺪ أن أﺳﻴﺮا ﻣﺤﻜﻮﻣﺎ ﺑﺎﳌﺆﺑﺪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺰوج أﺳﻴﺮة ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﳌﺆﺑﺪات، وﻓﻌﻼ ارﺗﺒﻄﺎ ﻋﺒﺮ وﻛﻼء ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ رام اﻟﻠﻪ، ﺑﻌﺪﻣﺎ رﻓﻀﺖ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ اﻟــﺴــﻤــﺎح ﻟـﻬـﻤـﺎ ﺑـﺎﻻﻟـﺘـﻘـﺎء وإﺗـــــﻤـــــﺎم ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ ﻋـــﻘـــﺪ اﻟـــــﻘـــــﺮان ﻓــﻲ اﻟﺴﺠﻦ. ﺑﻌﺪ ٥ ﺳﻨﻮات ﺳﻤﺤﺖ إدارة اﻟﺴﺠﻮن ﻟﻨﺰار وأﺣﻼم ﺑﺎﻻﻟﺘﻘﺎء ﻋﺒﺮ اﻟﻬﺎﺗﻒ واﻟــﺰﺟــﺎج اﳌﺤﻜﻢ. وﺗﺤﺪث اﻟـــــــﺰوﺟـــــــﺎن ﻃــــﻮﻳــــﻼ ﻟـــﻜـــﻦ ﻣـــــﻦ دون ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ.
ﺑﻌﺪ ﻋﺎم واﺣﺪ ﻓﻲ ١١٠٢ أﻃﻠﻖ ﺳـــﺮاح اﻟــﺰوﺟــﲔ، ﻧـــﺰار إﻟــﻰ رام اﻟﻠﻪ وأﺣﻼم إﻟﻰ اﻷردن، وﻇﻞ ﺣﻠﻢ اﻟﻠﻘﺎء اﻟـــــﺬي ﺑــــﺪأ ﻣـــﻊ ﺑـــﺪاﻳـــﺔ اﻟـﺘـﺴـﻌـﻴـﻨـﺎت ﻫﺎﺟﺴﺎ ﻛﺒﻴﺮا.
ﻓـــﻲ ٢١٠٢ ﺳــﻤــﺤــﺖ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻟﻨﺰار ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ واﻟﺘﻘﻰ زوﺟﺘﻪ اﻟﺘﻲ أﺧــــﺬت ﺗـﺸـﺘـﻬـﺮ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻊ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺮى.
ﻗـــﺎﻟـــﺖ أﺣــــــﻼم ﻓــــﻲ ﻋـــﻤـــﺎن إﻧــﻬــﺎ ﻏﻴﺮ ﻧﺎدﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت. وﻫـــﻲ ﺟـﻤـﻠـﺔ ﻟــﻢ ﻳﻨﺴﻬﺎ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن، واﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـﻼم وﻣﺤﺎﻣﻮن ﺳﺎﻋﺪوا ﻓــــﻲ ﺗـــﺤـــﺮﻳـــﻚ اﻟـــــﺪﻋـــــﻮى اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﺿﺪﻫﺎ.
واﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪ ٥ أﻋــﻮام ﻣﺴﺘﻘﺮة، أﻋﻠﻨﺖ وزارة اﻟﻌﺪل اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻄﺎﻟﺐ اﻷردن ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ أﺣﻼم، اﻟﺘﻲ ﺷـــﺎرﻛـــﺖ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﺨــﻄــﻴــﻂ واﻟـﺘـﻨـﻔـﻴـﺬ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ أﻣﻴﺮﻛﻴﺎن.
ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﲔ ﻓﻘﻂ وﺻـﻞ ﻣﻤﺜﻠﻮ وزارة اﻟﻌﺪل اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﻬﺪف إﺑﻼغ ﻋﺎﺋﻼت ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﻮل ﻗﺮار ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ.