Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أدﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺸﺄن وﻓﺎة ﺟﲔ أوﺳﺘﲔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ

ﺗﺸﲑ إﻟﻰ ﺿﻌﻒ إﺑﺼﺎر اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ وﺗﺜﲑ ﺗﺴﺎؤﻻت

- ﻟﻨﺪن: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ذﻛﺮت اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ أﻧﻪ ﺗﻢ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻋﺪة ﻧﻈﺎرات ﻓﻲ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺟﲔ أوﺳﺘﲔ، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻗــﺪ ﻳﻜﺸﻒ ﻋــﻦ ﺳـﺒـﺐ وﻓــﺎة واﺣـــﺪة ﻣــﻦ أﺣـــﺐ ﻣـﺆﻟـﻔـﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻣﺒﻜﺮ.

ﺗﻮﻓﻴﺖ اﻟﺮواﺋﻴﺔ ﺟﲔ أوﺳﺘﲔ ﻓــﻲ ٨١ ﻳـﻮﻟـﻴـﻮ )ﺗــﻤــﻮز( ٧١٨١ وﻫـﻲ ﻓـﻲ اﻟــﻮاﺣــﺪ­ة واﻷرﺑــﻌــ­ﲔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻤﺮ. ﻳــﺘــﺴــﻢ اﻟـــﺠـــﺰ­ء اﻷﻛـــﺒـــ­ﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺴــﻴــ­ﺮة اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻷوﺳﺘﲔ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮض، ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺰال ﺳﺒﺐ وﻓﺎﺗﻬﺎ ﻟﻐﺰﴽ ﻏﺎﻣﻀﴼ. وﻗــــــﺪ ﻗــــــﺎم اﳌــــــﺆر­ﺧــــــﻮن ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺪى اﻟﻘﺮﻧﲔ اﻟﺘﺎﻟﻴﲔ ﻟﻮﻓﺎﺗﻬﺎ ﺑﻔﺤﺺ اﻷدﻟﺔ اﻟﻮاﻫﻴﺔ اﳌﺘﻮاﻓﺮة. وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ أوﺳــــﺘــ­ــﲔ ﺗــﺸــﻜــﻮ ﻓــــﻲ ﺧــﻄــﺎﺑــ­ﺎﺗــﻬــﺎ اﻷﺧـــﻴـــ­ﺮة ﻣـــﻦ ﻫــﺠــﻤــﺎ­ت ﺻــﻔــﺮاوﻳ­ــﺔ، وآﻻم ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ، وﺣﻤﻰ. وﻗﺪ وﺟﻪ اﻟـﺨـﺒـﺮاء ﻓــﻲ ﺟــﲔ أوﺳــﺘــﲔ أﺻـﺎﺑـﻊ اﻻﺗــﻬــﺎم إﻟــﻰ ﻋــﺪة أﺳــﺒــﺎب ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﻮﻓﺎة ﻣﺜﻞ ﺳﺮﻃﺎن اﳌـﻌـﺪة، أو داء ﻫـﻮدﻏـﻜـﲔ، أو اﺿــﻄــﺮاب ﻓـﻲ اﻟﻐﺪة اﻟﻜﻈﺮﻳﺔ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ داء أدﻳﺴﻮن.

وﻃﺮح ﻣﻘﺎل ﻧﺸﺮ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــﻮﻗـــ­ﻊ اﻹﻟــﻜــﺘـ­ـﺮوﻧــﻲ ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ دراﻣﻴﺔ اﻟـﻄـﺎﺑـﻊ، ﺗـﺴـﺎؤﻻ ﻋﻤﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺴﻢ ﻻ اﻟـــﺴـــﺮ­ﻃـــﺎن أو اﻟـــﻐـــﺪ­د اﳌــﻀــﻄــ­ﺮﺑــﺔ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ وﻓﺎة ﻣﺆﻟﻔﺔ رواﻳﺔ »اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻌﺎﻃﻔﺔ«؟ إذا ﻛـﺎن ذﻟـﻚ ﺻﺤﻴﺤﴼ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻤﻴﻞ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻟﺨﻄﺔ ﺧـﺒـﻴـﺜـﺔ، أو ﻟـﻘـﺎﺗـﻞ ﺷـــﺎب، ﺣـﻴـﺚ ﻣﻦ اﳌـﺮﺟـﺢ أن ﻳـﻜـﻮن اﻟﺴﺒﺐ ﻫـﻮ ﺗﻠﻮث اﳌﻴﺎه، أو اﺧﺘﻼط اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ اﻟﻄﺒﻴﺔ، ﺑــﺤــﺴــﺐ ﻣـــﺎ ﺗــﺸــﻴــﺮ اﳌــﻜــﺘــ­ﺒــﺔ؛ وﻫـــﺬا ﺑــــﻔــــ­ﺮض أن ﻫــــــﺬا ﻫـــــﻮ ﺳـــﺒـــﺐ وﻓـــــﺎة أوﺳـﺘـﲔ. وﻗــﺪ ﺗـﻢ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓـﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻋﻢ ﻣﻨﺬ ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ، وﻫﻮ ﻳﻮم ﻧــﺸــﺮ اﳌــﻜــﺘــ­ﺒــﺔ ﳌـــﻘـــﺎل ﻋــﻠــﻰ ﻣـﻮﻗـﻌـﻬـﺎ اﻹﻟــﻜــﺘـ­ـﺮوﻧــﻲ ﻳــﺮﺑــﻂ ﺑـــﲔ إﺻــﺎﺑــﺘـ­ـﻬــﺎ ﺑﺎﳌﻴﺎه اﻟﺒﻴﻀﺎء واﻟﺰرﻧﻴﺦ.

وﻗـــﺪ اﺳــﺘــﻨــ­ﺪ اﺳــﺘــﻨــ­ﺘــﺎج اﳌﻜﺘﺒﺔ إﻟـــــﻰ اﻟــــﻨـــ­ـﻈــــﺎرات، ﻓـــﻔـــﻲ ﻋـــــﺎم ٩٩٩١، ﺗــﺒــﺮﻋــ­ﺖ ﺟـــــﻮان أوﺳـــﺘـــ­ﲔ ﻟــﻴــﻎ، اﺑــﻨــﺔ ﺷﻘﻴﻘﺔ اﻟــﻜــﺎﺗـ­ـﺒــﺔ، ﺑﻤﻜﺘﺐ ﻛـــﺎن ﻣﻠﻜﴼ ﻷوﺳﺘﲔ. واﻛﺘﺸﻔﺖ اﳌﻜﺘﺒﺔ أن اﳌﻜﺘﺐ ﻛــــﺎن ﻳــﺤــﺘــﻮ­ي ﻋــﻠــﻰ ﺛــــﻼث ﻧـــﻈـــﺎر­ات، اﺛـــﻨـــﺘ­ـــﺎن ذواﺗــــــ­ـﺎ إﻃــــــﺎر ﻣــﺼــﻨــﻮ­ع ﻣـﻦ ﻋﻈﺎم اﻟﺴﻼﺣﻒ، وواﺣﺪة ذات إﻃﺎر ﻣــﺼــﻨــﻮ­ع ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻠــ­ﻚ. وﻗـــﺪ ﻓﺤﺼﺖ اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎرات ﻣﺆﺧﺮﴽ، واﻛﺘﺸﻔﺖ أن اﻟﻌﺪﺳﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺪﺑﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻃﻮل ﻧﻈﺮ.

إذا ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــــﻨـــ­ـﻈــــﺎرات ﺧــﺎﺻــﺔ ﺑـــﺄوﺳـــ­ﺘـــﲔ ﺣـــﻘـــﴼ، ﻓـــﻬـــﺬا ﻳــﻌــﻨــﻲ أﻧــﻬــﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ ﺿـﻌـﻒ ﺷـﺪﻳـﺪ ﻓﻲ اﻹﺑﺼﺎر. ﻛﺎﻧﺖ درﺟﺔ ﻗﻮة اﻟﻨﻈﺎرات ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى اﻟﻨﻈﺎرﺗﲔ اﳌـﺼـﻨـﻮﻋـ­ﺘـﲔ ﻣــﻦ ﻋــﻈــﺎم اﻟـﺴـﻠـﺤـﻔ­ـﺎة ﻃـﺒـﻘـﴼ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳌـﻜـﺘـﺒـﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﺎ. ﻟﺬا رﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪى درﺟـــﺔ ﺗـﺒـﺎﻳـﻦ ﻗـــﻮة اﻟــﻨــﻈــ­ﺎرات رواﻳـــﺔ ﻟﺘﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﻬﺎ.

ﺗﺴﺎءﻟﺖ ﺳﺎﻧﺪرا ﺗﻮﺑﲔ، أﻣﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﳌﻜﺘﺒﺔ، ﻓﻲ اﳌﻘﺎل: »ﻫﻞ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أﻧﻬﺎ ﻗـﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ إﻟــﻰ ﻧـﻈـﺎرات ﻟﻠﻘﺮاءة ﺗـﺰاﻳـﺪت درﺟـﺔ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮة؟ ﻗﺪ ﻳﺪﻋﻢ ﺗﺒﺎﻳﻦ درﺟﺔ ﻗﻮة اﻟﻨﻈﺎرات اﻟﺘﻲ ﻟﺪى اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟـﻘـﺎﺋـﻠـ­ﺔ ﺑـــﺄن أوﺳــﺘــﲔ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣـــﻦ ﺗــﺴــﻤــﻢ اﻟـــﺰرﻧــ­ـﻴـــﺦ وإن ﻛــــﺎن ذﻟــﻚ ﺑﺎﳌﺼﺎدﻓﺔ«.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟــــــﺬي ﻳــﺸــﻴــﺮ إﻟـــــﻰ ﺗــﺴــﻤــﻢ اﻟــﺰرﻧــﻴ­ــﺦ ﺑــﺤــﺴــﺐ ﻣـــﺎ ذﻛـــﺮ اﳌـــﻘـــﺎ­ل؛ ﻓــﻘــﺪ ﻛـﺎﻧـﺖ أوﺳﺘﲔ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﺮ ﻟﻮن ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻠﻮن اﻷﺳﻮد، واﻷﺑﻴﺾ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﻟﻮان أﺧﺮى ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻳـﻮﻣـﴼ ﻣــﺎ. وﻗــﺪ ﻳـﻜـﻮن ذﻟــﻚ ﻣﻦ أﻋﺮاض ﺗﺮاﻛﻢ اﻟﺰرﻧﻴﺦ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ أﺣﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻋﻦ ﺗﺴﻤﻢ اﻟﺰرﻧﻴﺦ ﻏﻴﺮ اﳌﻘﺼﻮد. ﺻﺮﺣﺖ ﻟﻴﻨﺪﺳﻲ أﺷﻔﻮرد، ﻛﺎﺗﺒﺔ رواﻳﺎت اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، وواﺣﺪة ﻣﻦ أواﺋــــﻞ ﻣــﻦ دﻋــﻤــﻮا ﻧـﻈـﺮﻳـﺔ اﻟــﺰرﻧــﻴ­ــﺦ، ﻟـﺼـﺤـﻴـﻔـ­ﺔ »اﻟـــﻐـــﺎ­ردﻳـــﺎن« ﻋـــﺎم ١١٠٢ ﻗـﺎﺋـﻠـﺔ: »أﻋـﺘـﻘـﺪ أﻧــﻪ ﻣــﻦ اﳌــﺮﺟــﺢ أﻧﻬﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗـﺘـﻨـﺎول ﻋــﻘــﺎرﴽ ﻃﺒﻴﴼ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﺰرﻧﻴﺦ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ اﳌﺮء ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻷﻋﺮاض، وﻳﻘﺎرن ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ أﻋـــــﺮاض اﻟــﺰرﻧــﻴ­ــﺦ، ﺳـﻴـﺠـﺪ ﺗﺸﺎﺑﻬﴼ ﻣﺬﻫﻼ«.

 ??  ?? اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺟﲔ أوﺳﺘﲔ
اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺟﲔ أوﺳﺘﲔ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia