رﻏﻢ اﳌﻌﺎرك... ﻧﺎزﺣﻮن ﻳﻌﻮدون وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﺄوى ﰲ اخملﻴﻤﺎت
أﺷـــﺨـــﺎص ﻏــﻴــﺮﻫــﻢ، إﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟــﻰ ﻣﺼﺎدر ﺧﺎﺻﺔ أﺧــﺮى، ﻳﺰودوﻧﺎ ﻳــﻮﻣــﻴــﴼ ﺑــﻤــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﻋـــﻦ أوﺿــــﺎع اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ«.
وﻳﻨﻘﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳌﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻟـــﺤـــﻘـــﻮق اﻹﻧــــــﺴــــــﺎن ﻋـــــﻦ ﻣـــﺼـــﺪر ﻃـﺒـﻲ ﻣــﺎ زال ﻳـﻌـﻴـﺶ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻮﺻﻞ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻗﻮﻟﻪ إن اﳌﺪﻧﻴﲔ داﺧــﻞ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻗﺘﺎﻻ ﺷــــﺮﺳــــﴼ ﻳـــﻌـــﻴـــﺸـــﻮن ﻓـــــﻲ أوﺿــــــﺎع ﻧـﻔـﺴـﻴـﺔ ﺻــﻌــﺒــﺔ، وﺗـــﻌـــﺮض ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺼﺪﻣﺎت ﺑﺴﺒﺐ اﺷﺘﺪاد وﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪي ﻣﻼﺑﺲ ﺳـﻮداء وﻗﺪ ﻟﻄﺦ اﻟﻄﲔ ﺣـــﺬاءه: »ﻟــﻢ ﻧﺠﺪ أي ﺧﻴﻤﺔ ﻓﻲ اﳌﺨﻴﻢ. ﻫﻨﺎك ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس، ٣ أو ٤ ﻋﺎﺋﻼت ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﻤﺔ«.
وﻣﻊ اﻗﺘﺮاب ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺣﻤﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻋﺮﺑﺎت ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ أﺣﻴﺎء اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻐﺮﺑﻲ، اﻟـﺘـﻘـﺖ ﻣـﺪﻧـﻴـﲔ آﺧــﺮﻳــﻦ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﺣـــﻘـــﺎﺋـــﺐ ﻣــﻤــﺘــﻠــﺌــﺔ ﺑـــﺄﻏـــﺮاﺿـــﻬـــﻢ، وﻳـــﺴـــﻴـــﺮون ﺑـــﺎﻻﺗـــﺠـــﺎه اﳌــﻌــﺎﻛــﺲ ﻣــﻐــﺎدرﻳــﻦ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ. إﺣــــﺪى ﻧـﺴـﺎء اﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺔ ﺗــﻀــﻊ ﺣــﺠــﺎﺑــﴼ، وﺗـﺴـﻴـﺮ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ وﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻏﻄﺎء ﻧﻮم ﺛﻘﻴﻼ ﻣﻠﻄﺨﴼ ﺑﺎﻟﺘﺮاب، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟﺤﺠﺎب.
وﻗﺎل ﺣﻤﻴﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ أﻛﻴﺎس ﺑﺴﻜﻮﻳﺖ وﺣﻠﻴﺒﴼ وزﺑﺪة: »ﺳـــــﺘـــــﻜـــــﻮن ﺣــــﺎﻟــــﻨــــﺎ أﻓـــــﻀـــــﻞ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻴــﺖ«. ووﺻــــﻒ اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟــﺬي ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎدرﺗﻬﻢ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺄﻧﻪ »ﺟﺤﻴﻢ ﻻ ﻳﻄﺎق«، وأﺿﺎف: »ﻛﻨﺎ ﻣﻌﻠﻘﲔ ﺑﲔ اﳌﻮت واﻟﺤﻴﺎة، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺄﻛﻠﻪ وﻧﺸﺮﺑﻪ. ﻛﻨﺖ أﻧﻈﺮ إﻟﻰ أﻃﻔﺎﻟﻲ وأﺗﺴﺎءل: أي ﻣﻨﻬﻢ ﺳﻴﻘﺘﻞ أو ﺳﻴﺼﺎب«.
ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻷﺛــــﻨــــﺎء، ﻛــــﺎن اﺑـﻨـﻪ اﻷﻛــــﺒــــﺮ )٢١ ﻋــــﺎﻣــــﴼ( ﻳـــﻘـــﻒ ﺧـﻠـﻔـﻪ واﺿﻌﴼ ﻗﺒﻌﺔ. وﺗﺎﺑﻊ ﺣﻤﻴﺪ: »ﻧﺤﻦ ﻋــــﺎﺋــــﺪون ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ أﺧـــﺒـــﺮوﻧـــﺎ ﺑــﺄن اﻟﻮﺿﻊ ﺑﺎت أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ، وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك ﻗﺘﺎل«. وﻳﺒﺪو ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺣﻠﻤﴼ ﻳﺮاود ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﻫﺎﻟﻲ اﳌﻮﺻﻞ، ﻟـــﻴـــﻌـــﻮدوا ﻣـــﺠـــﺪدﴽ إﻟــــﻰ ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. وﻓــﻲ اﻟـﺠـﻮﺳـﻖ، أﺣﺪ أﺣﻴﺎء ﻏﺮب اﳌﻮﺻﻞ، ﻋﻠﻖ اﻷﻫﺎﻟﻲ راﻳﺎت ﺑﻴﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺪاﺧﻞ ﻣﻨﺎزل ﺻــﻐــﻴــﺮة وﺳـــﻂ ﺷـــــﻮارع ﺗـﻨـﺎﺛـﺮت ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻧﻘﺎض.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، أﻋﺎد ﻟﺆي ﻋﺪﻧﺎن )٤٣ ﻋـﺎﻣـﴼ( ﻓﺘﺢ ﻣﺘﺠﺮه اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻗﺒﻞ ٤ أﻳﺎم. وﻗﺎل ﻣﺘﺤﺪﺛﴼ ﻣﻦ داﺧﻞ ﻣﺘﺠﺮه: »ﻛﻨﺖ )داﺋﻤﴼ( ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ، إذ ﻻ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ أذﻫﺐ إﻟﻴﻪ، وﻫﺬا اﳌﺘﺠﺮ ﻣﻮردﻧﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ« ﻟﻠﻌﻴﺶ، وأﺿﺎف: »ﻓﺘﺤﺖ )اﳌﺘﺠﺮ( ﻷﺳﻤﺢ ﻟـــﻠـــﻨـــﺎس ﺑــﺎﻟــﺘــﺒــﻀــﻊ، وﻫــــﻜــــﺬا ﻗـﺪ ﺗــﻌــﻮد اﻟــﺤــﻴــﺎة إﻟــــﻰ ﻃـﺒـﻴـﻌـﺘـﻬـﺎ«. ﻟﻜﻦ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ رﻓـﻮف اﳌﺘﺠﺮ ﺧﺎﻟﻴﺔ إﻻ ﻣﻦ ﺳﻠﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﻋﺪﻧﺎن ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺣﻤﺎم اﻟﻌﻠﻴﻞ )ﺟﻨﻮب اﳌﻮﺻﻞ(، ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺻﻠﺼﺔ اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ وﻓﺎﺻﻮﻟﻴﺎ ﺑﻴﻀﺎء وزﻳــﺖ ﻃﻌﺎم وﺑــﻴــﺾ وﺷـــــﺎي، وﺗـــﺎﺑـــﻊ: »ﻫــﻨــﺎك ﻧﻘﺺ ﻛﺒﻴﺮ؛ اﳌﺘﺠﺮ ﻓـــﺎرغ، ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻨﺎ دﺟﺎج وﻻ ﻟﺤﻢ وﻻ ﺑﻄﺎﻗﺎت ﺷﺤﻦ ﻫﻮاﺗﻒ ﺟﻮاﻟﺔ«.
ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ، وﺻﻞ أﺣﻤﺪ اﻟــــــﺬي ﻳــﺴــﻜــﻦ ﻓـــﻲ ﺑــﻴــﺖ ﻣــﺠــﺎور ﻟـﺸـﺮاء ﻣـﻴـﺎه وﺑـﻴـﺾ وﺑﻄﺎﻃﺲ. وﻗﻒ اﺑﻨﻪ ﻣﺤﻤﺪ )٣١ ﻋﺎﻣﴼ( ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺨﺠﻞ، ﻓﻴﻤﺎ ﻏﻄﻰ ﺿﻤﺎد أﺑﻴﺾ ﺟﺒﻬﺘﻪ إﺛﺮ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺠﺮوح ﺟﺮاء ﺗــﻌــﺮﺿــﻪ ﻟــﺸــﻈــﺎﻳــﺎ. وﻗــــﺎل أﺣـﻤـﺪ ﻣـﺮﺗـﺪﻳـﴼ ﻟﺒﺎﺳﴼ رﻣــﺎدﻳــﴼ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﴼ: »ﻗـــﺒـــﻞ ﺳــﻴــﻄــﺮة اﳌــﺘــﻄــﺮﻓــﲔ ﻋﻠﻰ اﳌــﻮﺻــﻞ ﻋــﺎم ٤١٠٢، ﻛــﺎن اﳌﺘﺠﺮ ﻣﻠﻴﺌﴼ، ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ«.