ﺗﺤﻮﻻت ﻓﻲ رﺣﻢ اﳌﻮت
أردت أن أﺣﺐ ﻛﺎن ﺻﻮت اﻟﺮﺻﺎص ﻫﺎدرﴽ ﺟﻬﻮرﻳﴼ أﻣﺴﻜﺖ ﺑﺘﻼﺑﻴﺒﻪ، اﻋﺘﻠﻴﺖ درﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻨﻲ أﺑﻠﻎ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ... ﻧﻬﺎﻳﺘﻲ،
اﻟﺮﺻﺎص ﻳﻌﺘﻠﻲ اﻟﺸﺮﻓﺎت، ﻳﻀﺎﺟﻊ اﻟﻄﺮﻗﺎت، ﻳﺪاﻫﻢ ﻏﺮف اﻟﻨﻮم وﻳﻬﺘﻒ »ﺣﻴﺎ ﺑﺪاﻋﻲ اﳌﻮت«. )١( ﻷﻧﻨﻲ أردت أن أﺣﺐ، ﻛــﺎن أزﻳــﺰ اﳌــﻮت ﻳـﺠـﺎورﻧـﻲ، ﻳﺴﻜﻦ ﻓـﻲ اﳌﺴﺎﻓﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺑﻴﻨﻲ وﺑﻴﻨﻲ ﻟﻴﻌﺘﺮﻳﻨﻲ... ﻟﻠﻤﻮت وﻫﺞ وإﻧﻲ راﺣﻞ. ﻗﺬﻓﺖ ﺑﺮوﺣﻲ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻄﺎوﻟﻬﺎ... ﺣــﻤــﻠــﺖ ﺑــﻌــﻀــﻲ اﳌــﺜــﺨــﻦ ﺑــﺎﻟــﺠــﺮاح ﻫـــﺎرﺑـــﴼ إﻟــﻰ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺤﻴﺎة، ﻓﺘﻌﺜﺮت ﻗـﺪﻣـﺎي ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة اﻟﻨﺎر. )٢(
ﻛـﺎن داﻋــﻲ اﳌــﻮت ﻳﻄﺎردﻧﻲ ﺑﺰواﻣﻠﻪ )٣( ﻷﻧﻨﻲ أﻧﺎ اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ اﻗﺘﺮﻓﺖ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻌﻈﻤﻲ وأﻧﻜﺮت ﺣﻖ اﻟﺴﻴﺪ اﳌﺨﺘﺎر. أردت أن أﺣﺐ... ﻫﻞ ﻟﻲ أن أﻣﺎرس إﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻲ؟! ﺗﺮاودﻧﻲ ﺑﻌﺾ ﺷﻬﻮة ﻓﻴﻘﺘﻠﻬﺎ اﻷزﻟﻲ... ﻫﺬا اﳌﻮت ﻧﺸﻴﺪ اﻟﺴﺎﺋﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺠﺒﻬﺎت، ﻳﺮﻓﻌﻮن اﺳﻤﻪ وﻳﻤﺠﺪون ﻣﻠﻜﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻬﻮف اﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺤﺐ.
ﺳﻴﺴﻘﻂ اﳌﺰﻳﺪ، وﺳﻴﺠﻒ اﻟﻀﺮع ﻗﺒﻞ أن ﻧﺮﻗﺺ رﻗــﺼــﺔ اﻟــﻔــﺎﻟــﺲ اﻷﺧـــﻴـــﺮة ﻋــﻠــﻰ أﻧـــﻐـــﺎم ﻟـــﻮرﻛـــﺎ وﻫــﻮ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻃﻴﺮﴽ ﻣﺬﺑﻮﺣﴼ ﻓﻲ ﺣﻘﻮل ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ.
ﺳــﻨــﺮﻗــﺺ ﻋــﻠــﻰ ﻗــــﺮع ﺑــــﺮع )٤( اﻟــﻌــﺎﺑــﺮﻳــﻦ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ... دده دوم دده دوم ﻻ ﻧﺒﺎﻟﻲ، دم دم دم ﻻ ﻧﺒﺎﻟﻲ. أردت أن أﺣﺐ، ﻛـﻨـﺖ أﺷــﺎﻫــﺪه ﻳـﺴـﻴـﺮ ﺑــﲔ اﻟــﺒــﻨــﺎدق ﻋـﻨـﺪ ﺑــﺰوغ اﻟﺼﺒﺎح،
ﻛﻨﺖ أﻃﺮﻳﻪ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺑﻐﺘﺔ، أدﻧﺪن ﻟﻪ أﻏﻨﻴﺎت اﻟﺼﻐﺎر ﻋﻠﻪ ﻳﻠﲔ،
أي ﻣﻮت ﻫﺬا اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺮﻳﻨﺎ ﺻﺒﺢ ﻣﺴﺎء!، ﻳﺤﻤﻠﻪ اﻟـﺒـﺎﻋـﺔ اﻟــﺠــﻮاﻟــﻮن ﺑــﲔ اﻷﻣـﺘـﻌـﺔ، وﺗﺒﺘﺎﻋﻪ اﻟﺠﻤﻮع ﻣﻀﻐﺔ ﻗﺎت. وأﻧﺎ أردت أن أﺣﺐ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ آزال ﺗﻠﺒﺲ ﻣﻌﻄﻔﴼ ﻣﺘﺴﺨﴼ ﻟﺠﻨﻮد اﳌﺨﺘﺎر ﻓﻲ أﺳﻤﺎﻟﻬﻢ )ﻳﻘﺘﻠﻮن ﻟﻴﻠﺒﺴﻮا ﻣﻤﺎ ﺗﺠﻮد ﺑـﻪ ﺟﺜﺖ ﺿـﺤـﺎﻳـﺎﻫـﻢ... اﻟـﻜـﻼب ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻤﺂدب اﻟﻌﺮاة اﳌﻮﺗﻰ( وﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻬﻀﺒﺔ ﻛﺎن ﻳﻘﻒ اﻟﺴﻴﺪ اﳌﺨﺘﺎر ﻳﻘﺒﻞ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬاﻫﺒﻮن إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء وﻳﻤﻨﺤﻬﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟــﺨــﻼص. »اﻟـﻨـﺼـﺮ آت، اﻟـﻨـﺼـﺮ آت وﻧﺤﻦ ﻋﺸﺎق اﳌﻤﺎت«.
ﺷـﻴـﺌـﴼ ﻓـﺸـﻴـﺌـﴼ ﻳـﻀـﻤـﺤـﻞ اﻟــﺤــﻠــﻢ، ﻳـﻨـﻀـﺐ اﳌـــﺎء، ﺗﻀﻴﻖ اﻟﺴﺒﻞ، وﻳﺘﺒﺨﺮ اﻟﺘﺎﺟﺮ اﳌﺨﺘﺎر.
ﺳﻴﺬﻫﺐ اﻟﺠﻤﻴﻊ إﻟﻰ ﺧﻂ اﻟﻨﺎر دون أن ﻳﻌﺮﻓﻮا ﺑﺄﻧﻨﻲ أردت أن أﺣﺐ وإﻧﻨﻲ أردﺗﻬﻢ أن ﻳﻌﺮﻓﻮا وﺣﺴﺐ. ﻫﻞ ﻳﻘﺘﻠﻮا ﺷﻐﻔﻲ؟ أردت أن أﺣــﺐ ﻫﺎﻫﻨﺎ، ﻓـﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﺮﻳﺮ اﻟـﺬي ﻳﺘﻘﺎﺗﻠﻮن ﻋﻠﻴﻪ، وﺣﻴﺪﴽ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮت ﺣﺒﻲ ﻣﻦ دوﻧﻬﻢ.
ﺳــﻴــﺼــﻌــﺪون إﻟـــﻰ اﻟــﺴــﻤــﺎء ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻠــﻢ اﳌــﻘــﺪس ﻧﻔﺴﻪ،
ﺳﻴﻐﺎدرون دون أن ﻳﺤﻴﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ، وﺳﺘﻜﻮن آﺧﺮ ﻧﺎﻓﺬة ﺗﻐﻠﻖ وﻟﻦ ﺗﻔﺘﺢ أﺧـﺮى ﻷﻧﻨﻲ أرﻳﺪ أن أﺣﺐ وﻛﻔﻰ.
ﺳﻴﺒﻘﻰ اﻟﺬاﻫﺒﻮن ﻓﻲ ﺧﻂ ﺗﺼﺎﻋﺪي إﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﺣﻴﺚ وﻋــﺪ اﻟﺴﻴﺪ، وﺳﺄﺑﻘﻰ ﻣﺤﺒﴼ رﻏــﻢ اﻧﻜﺴﺎري، أﺗﻄﻠﻊ إﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗﺎت:
ﺷــﻴــﺦ ﻣــﻌــﻮق ﺑــﻠــﻐــﻢ أرﺿــــﻲ ذاﻫــــﺐ ﻓــﻲ اﻟـﻐـﺴـﻖ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻋﺼﺎه،
ﻧﺸﻴﺞ ﻳﻔﻮر ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻞ اﻟﻌﺰاء ﻟﻨﺴﺎء ﻟﻢ ﻳﻌﺪن ﻧﺴﺎء. ﻛﻼب ﻣﺘﺨﻤﺔ ﺑﺎﳌﻮت، أﺟﻨﺤﺔ اﳌﻼﺋﻜﺔ ﻣﺘﻜﺴﺮة ﻓﻲ اﳌﻜﺎن، وﺣﺪﻫﻦ اﻟﺤﻮر اﻟﻌﲔ ﻳﻠﺤﻦ ﻓﻲ اﻷﻓﻖ. أردت أن أﺣــﺐ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻗﺒﻞ أن أﻧــﺎل ﺟﻨﺔ اﻟﺤﺐ اﻵﺧﺮة.
اﻟﻜﻠﻤﺎت ﺗﻤﻮت، ﺣﺘﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﺐ اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺑﺸﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻐﺎف اﻟﻘﻠﺐ، ﺗﻤﻮت...
ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻲ إﻻ أن أﺣﺐ اﻟﻼﺷﻲء، ﺣﺘﻰ ﻣﺎء اﻟﺴﺪ ﺻﺎر ﻏﻮرﴽ.
أﻧﺎ اﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﻫﻞ ﻟﻲ أن أﺣﺐ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺒﻮن؟ أم أن ﺣﺒﻲ ﻓﺴﺤﺔ ﺑﲔ اﻟﺤﺮوب؟ *ﺳﻔﻴﺮ اﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻧﻴﻮﻳﻮرك، ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط(- ٧١٠٢
***
ﻫﻮاﻣﺶ:
١- ﻣﻦ أﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﺤﺮب ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ. ٢- ﺑﺤﻴﺮة اﻟـﻨـﺎر ﻓـﻲ اﳌﻠﻬﺎة اﻹﻟﻬﻴﺔ ﻟﺪاﻧﺘﻲ ﻫـﻲ اﻟــﺪرك اﻷﺳﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺎر اﳌﺨﺼﺺ ﳌﺮﺗﻜﺒﻲ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ اﻟﻜﺒﺮى. ٣- اﻟﺰواﻣﻞ ﻫﻲ أﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﺤﺮب ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ. ٤- اﻟﺒﺮع ﻫﻲ رﻗﺼﺔ اﻟﺤﺮب ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ.