ﺣﻈﻮظ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻜﺎﺗﺒﺔ أرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﻣﺒﺘﺪﺋﺔ ﺗﻨﺎﻓﺲ رواﺋﻴﲔ ﻣﺨﻀﺮﻣﲔ
ﺳﺖ رواﻳﺎت ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻘﺼﲑة ﳉﺎﺋﺰة »ﻣﺎن ﺑﻮﻛﺮ« اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ٧١٠٢
ﺷﻬﺪت اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟـﻨـﺪن ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺨﻤﻴﺲ اﳌــﺎﺿــﻲ ﺣﻔﻞ اﻹﻋـــــــــﻼن ﻋـــــﻦ اﻟـــﻘـــﺎﺋـــﻤـــﺔ اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮة ﻟﺠﺎﺋﺰة »ﻣــﺎن ﺑـﻮﻛـﺮ« اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ ﻟﻌﺎم ٧١٠٢ ﻟـﺘـﺸـﻤـﻞ ﺳــﺘــﺔ أﻋــﻤــﺎل رﻓـﻴـﻌـﺔ اﳌـــﺴـــﺘـــﻮى ﻓــــﻲ أﺟـــــــــﻮاء ﻣـــﻌـــﺎﺻـــﺮة، ﻟــﺮواﺋــﻴــﲔ ﻣــﻦ اﻷرﺟــﻨــﺘــﲔ وﻓـﺮﻧـﺴـﺎ واﻟــﺪﻧــﻤــﺎرك واﻟــﻨــﺮوﻳــﺞ، ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟﻰ رواﻳﺘﲔ ﻟﻜﺎﺗﺒﲔ ﻣﻦ )إﺳﺮاﺋﻴﻞ(. وﺗــــﻤــــﻨــــﺢ ﻫـــــــﺬه اﻟـــــﺠـــــﺎﺋـــــﺰة ﺳــﻨــﻮﻳــﴼ ﻷﻓــــﻀــــﻞ ﻛــــﺘــــﺎب )ﻣــــﻄــــﺒــــﻮع( ﺗــﺮﺟــﻢ إﻟــﻰ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ وﻧـﺸـﺮ ﻓــﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺣﺪﻳﺜﴼ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺮواﺋﻴﲔ وﻛﺘﺎب اﻟﻘﺼﺺ اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻷﺟﺎﻧﺐ )اﻷﺣــــﻴــــﺎء(. وﺗــﺒــﻠــﻎ ﻗـﻴـﻤـﺔ اﻟــﺠــﺎﺋــﺰة ﻟﻠﺮواﻳﺔ اﻟﻔﺎﺋﺰة ﺧﻤﺴﻮن أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ إﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﻟﻠﺮواﺋﻲ وﳌﺘﺮﺟﻤﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺿﻤﺘﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ﻋﻠﻰ أﻟﻔﻲ ﺟﻨﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ، ﺗﻤﻨﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﺎﺻﻔﺔ ﺑﲔ اﻟﺮواﺋﻲ واﳌﺘﺮﺟﻢ. ﻟﻜﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺠﺎﺋﺰة أﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﳌﺎدﻳﺔ، وﻫﻲ ﺗﺴﺘﺠﻠﺐ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺷﻬﺮة ﻋﺎﳌﻴﺔ وﺗﺮوﻳﺠﴼ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ واﻟﻜﺘﺎب.
ﺷﻤﻠﺖ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺿﻤﺘﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ﻫﺬا اﻟﻌﺎم أﻋﻤﺎﻻ ﻟـﺮواﺋـﻴـﲔ ﻣﺨﻀﺮﻣﲔ - ﺑــﻞ وﻛـﺎﻧـﺖ إﺣــــﺪاﻫــــﺎ ﻓــــــﺎزت ﺑـــﺠـــﺎﺋـــﺰة ﻏــﻮﻧــﻜــﻮر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﳌﺮﻣﻮﻗﺔ -، ﻟﻜﻦ رواﻳﺔ أوﻟﻰ - وأﻗﺼﺮ اﻟﺮواﻳﺎت اﳌﺮﺷﺤﺔ - ﻟﻜﺎﺗﺒﺔ أرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﺷـﺎﺑـﺔ ﺗـﺪﻋـﻰ ﺳﺎﻣﺎﻧﺜﺎ ﺗــﺸــﻮوﻳــﺒــﻠــﲔ ﻧــﺠــﺤــﺖ ﺑـــﺪورﻫـــﺎ ﻓﻲ اﻟــــﻮﺻــــﻮل إﻟــــﻰ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮة ﻣــﻘــﺼــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻃــﺮﻳــﻘــﻬــﺎ ﻋـــﺪة أﺳــﻤــﺎء ﻣـــﻌـــﺮوﻓـــﺔ ﻣـــﺜـــﻞ إﺳـــﻤـــﺎﻋـــﻴـــﻞ ﻗـــــﺎدري )أﻟﺒﺎﻧﻴﺎ(، وآﻻن ﻣﺎﺑﺎﻧﻜﻮ )ﻓﺮﻧﺴﺎ( وﻳـــــﺎن ﻟــﻴــﺎﻧــﻜــﻲ )اﻟــــﺼــــﲔ( وآﺧـــﺮﻳـــﻦ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻗــﺪ اﺧــﺘــﻴــﺮوا ﺿـﻤـﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﺖ ﻓـﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻣﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ وﺿﻤﺖ ﺣﻴﻨﻬﺎ ٣١ ﻋﻤﻼ ﻣﻦ أﺻﻞ ٦٢١.
»ﺣــــــــﻠــــــــﻢ اﻟـــــــــﺤـــــــــﻤـــــــــﻰ« رواﻳــــــــــــﺔ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﺗﺸﻮوﻳﺒﻠﲔ ﺗﺘﺤﺪث ﺑﻠﺴﺎن اﻣﺮأة أرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮاش ﻣﻮﺗﻬﺎ وﺗــﺮوى ﻗﺼﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻮﻟﺪ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺠﻠﺲ إﻟــﻰ ﺟــﻮار ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﻓــــــﻲ اﳌــــﺴــــﺘــــﺸــــﻔــــﻰ، وﻗــــــــﺪ وﺻـــﻔـــﻬـــﺎ اﻟــﻨــﻘــﺎد ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ »ﻣــﺮﻋــﺒــﺔ وراﺋــﻌــﺔ ﻓﻲ آن« وﺑـﻜـﻮﻧـﻬـﺎ »اﺳـﺘـﺜـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ ﺗﺤﻠﻖ ﻓـﻲ أﺟــﻮاء ﺳﻮرﻳﺎﻟﻴﺔ ﻣـﻦ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ واﻟﺤﻤﻰ«.
ﺗــــﺘــــﻨــــﺎﻓــــﺲ »ﺣــــــﻠــــــﻢ اﻟـــــﺤـــــﻤـــــﻰ« ﻣـــﻊ رواﻳــــــﺔ اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ )اﻹﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻠـــﻲ( اﳌﺨﻀﺮم ﻋﺎﻣﻮس ﻋـﻮز »ﺟــﻮداس« أو ﺑـﺤـﺴـﺐ اﻟــﻠــﻔــﻆ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ ﻟــﻼﺳــﻢ: »ﻳﻬﻮذا« اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻔﻠﺖ ﺑﻬﺎ اﻷوﺳﺎط اﻷدﺑﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻋﻮدة ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﺑﻌﺪ ﻏـﻴـﺎب ﻋﻘﺪ ﻛـﺎﻣـﻞ ﻋــﻦ ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟــﺮواﻳــﺔ ﻟﻠﺮواﺋﻲ اﻷﻫـﻢ ﻓﻲ )إﺳﺮاﺋﻴﻞ( اﻟﺬي ﻛـﺎن ﻧﺸﺮ ٦١ رواﻳــﺔ ﻗﺒﻞ »ﺟــﻮداس« أﻏﻠﺒﻬﺎ أﺛﺎر اﻫﺘﻤﺎم ﻗﻄﺎﻋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ )اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ( وﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻗﺪ وﺻﻒ »ﺟﻮداس« رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ اﻟﺠﺎﺋﺰة ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻈﺮ ﻋﻮز ﻋﻤﺮﴽ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻟﻴﻜﺘﺒﻬﺎ. إﻧﻬﺎ إﻧﺠﺎز اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ«. وﺗﺤﻜﻲ اﻟﺮواﻳﺔ ﻗﺼﺔ ﺷـﺎب ورﺟـﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺴﻦ ﻳﺤﺎوﻻن ﻓــﻬــﻢ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ اﳌــﻌــﻘــﺪ ﺣــﻮﻟــﻬــﻤــﺎ ﻣـﻦ ﻣـــﻨـــﺰﻟـــﻬـــﻤـــﺎ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻘـــــﺪس اﻟـــﻐـــﺮﺑـــﻴـــﺔ )اﳌﺤﺘﻠﺔ( ﻋﺎم ٩٥٩١.
دﻳــــﻔــــﻴــــﺪ ﻏـــــﺮوﺳـــــﻤـــــﺎن رواﺋــــــــﻲ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ آﺧــــﺮ أﺧـــﺘـــﻴـــﺮت رواﻳــﺘــﻪ )ﺣﺼﺎن ﻳﺪﻟﻒ إﻟﻰ اﳌﺸﺮب )اﻟﺒﺎر(( ﻟــﺘــﻜــﻮن ﺿــﻤــﻦ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮة أﻳﻀﴼ، وﺗﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻤﺜﻞ ﻛﻮﻣﻴﺪي ﻳﻬﻮدي ﻳﺼﺎب ﺑﺄزﻣﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌـــﺴـــﺮح أﻣــــﺎم اﳌــﺸــﺎﻫــﺪﻳــﻦ وﺻـﻔـﻬـﺎ اﻟﻨﻘﺎد ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻋﻤﻞ ﺷﺪﻳﺪ اﻷﺻﺎﻟﺔ وﻻ ﻳﻨﺴﻰ«.
ﺑﻘﻴﺔ اﻷﻋـﻤـﺎل أﺗـﺖ ﻣﻦ أوروﺑــﺎ. رواﻳــــــــــــــﺔ »ﻣـــــــــﺎ ﻻ ﺗــــﻤــــﻜــــﻦ رؤﻳــــــﺘــــــﻪ« ﻟﻠﻨﺮوﻳﺠﻲ روي ﺟﺎﻛﻮﺑﺴﻦ ﺗﺤﻜﻲ ﻗـﺼـﺔ أﺷــﺒــﻪ ﺑــﺄﺳــﻄــﻮرة ﻋــﻦ أﺟــﻴـﺎل ﻣـــﺘـــﻌـــﺎﻗـــﺒـــﺔ ﻋـــــﺎﺷـــــﺖ ﻋــــﻠــــﻰ ﺟــــﺰﻳــــﺮة ﻧﺮوﻳﺠﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة وﺑﺪت رﻏﻢ ﺻﻐﺮ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ أﻗــﺮب اﻷﻋﻤﺎل اﳌــﺮﺷــﺤــﺔ ﻟـــﻠـــﺮواﻳـــﺎت اﻟــﻜــﻼﺳــﻴــﻜــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ. أﻳـــﻀـــﴼ ﻣـــﻦ اﻟـــﺪﻧـــﻤـــﺎرك رواﻳــﺔ )ﻣــﺮآة وﻛﺘﻒ ورﻣــﺰ( ﻟﺪورﺛﻲ ﻧــــﻮرز وﻫـــﻲ رواﻳـــــﺔ ﻣــﺮﺣــﺔ ﻏــﺮﻳــﺒــﺔ - ﻋـــﻦ درس ﺳـــﻮاﻗـــﺔ ﻓـــﻲ ﻛـﻮﺑـﻨـﻬـﺎﺟـﻦ ﻳــﻨــﻘــﻠــﺐ ﻣـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ ﺣـــــــﺎدة - أﺛـــــﺎرت ﻧﻘﺎﺷﺎت ﺣﺎدة ﺑﲔ اﳌﺤﻜﻤﲔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ »ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ أﺣﺒﻮﻫﺎ«، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ.
ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻋﻘﺪ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ﺑـــﺮواﻳـــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﻣــﺎﺛــﻴــﺎس إﻧـــﺎرد )اﻟــــــﺒــــــﻮﺻــــــﻠــــــﺔ(، وﻫــــــــﻮ ﺑـــــﺎﺣـــــﺚ ﻓــﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟـﻔـﺎرﺳـﻴـﺔ ﻛﺎﻧﺖ رواﻳـــﺘـــﻪ ﻓـــــﺎزت ﺑــﺠــﺎﺋــﺰة »ﻏــﻮﻧــﻜــﻮر اﻟـﻔـﺮاﻧـﻜـﻮﻓـﻮﻧـﻴـﺔ« وﺗـﺤـﻜـﻲ ﺗﻬﻴﺆات ﺧﺒﻴﺮ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻳـﺘـﻼﻋـﺐ ﺑــﻪ اﻷرق ﻋـﺒـﺮ ﻟﻴﻠﺔ ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﻓــﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻳـﺘـﺮدد اﻟﺴﺮد ﻓﻴﻬﺎ ﺑﲔ اﻷﺣﻼم واﻟﺬﻛﺮﻳﺎت. وﻗـــــﺪ ﺗـــﺤـــﺪث ﻋــﻨــﻬــﺎ رﺋـــﻴـــﺲ ﻟـﺠـﻨـﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻛﺎﺗﺐ أﻗﻞ ﻣﻦ إﻧﺎرد ﻓﺈن وﺻﻒ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺆرﻗﺔ ﻛﺎن ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﺣﺘﻤﴼ ﺑﻤﺄﺳﺎة، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ إﻧﺎرد. إﻧﻬﺎ رواﻳﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺤﻖ«. وﻗﺪ ﻣﺪح اﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﺮواﻳﺔ ﳌﻮﺿﻮﻋﺔ اﻻﺳﺘﺸﺮاق، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أﻧﻬﺎ ﺗـــﺄﺗـــﻲ ﻓـــﻲ وﻗــﺘــﻬــﺎ ﺣــﻴــﺚ ﺗـﺘـﺼـﺎﻋـﺪ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻹﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ اﻟﺒﻐﻴﻀﺔ، وﺗــــﺒــــﺪو اﻟــــﻘــــﺎرة اﻟـــﻌـــﺠـــﻮز وﻛــﺄﻧــﻬــﺎ ﺗﻌﻴﺶ أوﻗﺎت ﺷﺪﻳﺪة اﻻﺿﻄﺮاب.
رأس ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ اﻟﺠﺎﺋﺰة ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻬﺮﺟﺎن أدﻧﺒﺮة اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻧﻚ ﺑﺎرﻟﻲ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻛﺘﺎب ورواﺋﻴﲔ ﻣﻌﺮوﻓﲔ ﻫﻢ داﻧﻴﻴﻞ ﻫـــــﺎن )ﻣــــﺤــــﺮر وﻣـــﺘـــﺮﺟـــﻢ ﻣـــﻌـــﺮوف( وإﻳـــﻼف ﺷــﺎﻓــﺎك )رواﺋــﻴــﺔ( وﺗﺸﻴﻜﺎ ﻳﻮﻧﺠﻮي )رواﺋــﻴــﺔ( وﻫﻴﻠﲔ ﻣـﻮرت )ﺷﺎﻋﺮة(.
وﻗــــــــﺪ أﺷــــــــــﺎد اﻟــــﺴــــﻴــــﺪ ﺑــــﺎرﻟــــﻲ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟــــﻰ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮة ﺑـﻮﺻـﻔـﻬـﺎ اﺳـﺘـﻜـﺸـﺎﻓـﴼ ﺷــﺪﻳــﺪ اﻷﳌــﻌــﻴــﺔ ﻷوﺟــﻪ ﻗﺼﻮر اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أرﻛﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ، ﻟﻜﻨﻪ اﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ أﻋﻤﺎﻻ ﺟﺪﻳﺮة ﻓﻌﻼ ﺑﺎﻟﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة، وأﻧﻬﺎ »أدب ﻣﺮﻣﻮق ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ آﻓﺎﻗﴼ أرﺣﺐ ﻓﻲ وﻗﺖ ارﺗﻔﺎع اﻟﺠﺪران، واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻶﺧﺮ، ﻓﻴﻤﻜﻨﻪ ﻣـﻦ اﻟﺘﻌﺎﻃﻒ وﻓـﻬـﻢ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ. وﻗﺪ أﺛــﺎر ﺿﺤﻚ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓـﻲ اﻟﺤﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗـﺎل إﻧـﻪ ﻳﻌﺘﺰم إرﺳــﺎل ﻧﺴﺦ ﻣـﻦ رواﻳـــﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻘﺼﻴﺮة ﻫﺬه إﻟـــــﻰ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻛﻬﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼده اﳌﻘﺒﻞ.
ﺑــﺪت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ اﻧﺘﺼﺎر ﻟـﺤـﺮﻓـﺔ اﻟـﺘـﺮﺟـﻤـﺔ وﻣــﻜــﺎﻓــﺄة ﻟﺠﻬﻮد ﻗـــﻠـــﻤـــﺎ ﺗــﺤــﻈــﻰ ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﻘـــﺪﻳـــﺮ وأﻳـــﻀـــﴼ ﻟﻠﻨﺎﺷﺮﻳﻦ اﻟﺼﻐﺎر اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ - ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻜﺒﺮى اﳌﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ - ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻴﺮت ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﻋـﻤـﺎﻟـﻬـﻢ اﳌـﻄـﺒـﻮﻋـﺔ ﺿـﻤـﻦ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮة ﻟــﻠــﺠــﺎﺋــﺰة وﺑــــﺎﻟــــﺬات دار ﻋﺎﻟﻢ واﺣﺪ )وان وورﻟﺪ( اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻧـــﺸـــﺮت اﻟــــﺮواﻳــــﺔ اﻟـــﻔـــﺎﺋـــﺰة ﺑــﺠــﺎﺋــﺰة »ﺑﻮﻛﺮ« ﻟﻠﺮواﻳﺔ ﻵﺧﺮ دورﺗﲔ، وﻫﻲ ﻧـﺸـﺮت ﻫــﺬه اﻟــــﺪورة رواﻳـــﺔ اﻟﻜﺎﺗﺒﺔ اﻷرﺟﻨﺘﻴﻨﻴﺔ ﺗﺸﻮوﻳﺒﻠﲔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪو ﺣﻈﻮﻇﻬﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻮز أﻳﻀﴼ ﺑﺎﻟﺸﻖ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺰة.
ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺋﺰة ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻣﻨﺤﺖ ﻟـــــﺮواﻳـــــﺔ »ذي ﻓـــﻴـــﺠـــﻴـــﺘـــﻴـــﺮﻳـــﺎن« أي )اﻟﻨﺒﺎﺗﻲ( ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ اﻟﻜﻮري اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻫﺎن ﻛﺎﻧﻎ وﻣﺘﺮﺟﻤﺘﻪ إﻟﻰ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ دوﺑــﺮا روﺟــﺮز، وﻫـﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮﻗﻊ اﻟــﺠــﺎﺋــﺰة اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ ﺗـﻤـﻨـﺢ ﺗﺸﺠﻴﻌﴼ ﻟـــﺘـــﺮﺟـــﻤـــﺔ اﻵداب اﻟــــﻌــــﺎﳌــــﻴــــﺔ إﻟــــﻰ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻋــﺎم ٥٠٠٢ وﻛﺎﻧﺖ ﺣــﻴــﻨــﻬــﺎ ﺗــﻤــﻨــﺢ ﻛـــﻞ ﻋـــﺎﻣـــﲔ ﻟـــﺮواﺋـــﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ أﻋﻤﺎﻟﻪ، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﻟﺮواﻳﺔ ﻣﺤﺪدة، وﺻﺎرت ﺗﻤﻨﺢ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﺑﺪءﴽ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.
وﺗﻘﻮل ﻣﺼﺎدر ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ إن اﻷﻋــــﻤــــﺎل اﻟـــﺮواﺋـــﻴـــﺔ اﳌﺘﺮﺟﻤﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻞ اﳌﺒﻴﻌﺎت اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻷدﺑـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎع ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌﺘﺤﺪة. وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ﺑﺄن ﺟﺎﺋﺰة ﻣﺎن ﺑﻮﻛﺮ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻫﺬه ﻟﻬﺎ دور ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻘﺎرئ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، ﻓﻤﺜﻼ ﺑﺎﻋﺖ رواﻳﺔ اﻷدﻳﺐ اﻟﻜﻮري اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻛــﺎﻧــﻎ ﺑـﻌــﺪ ﻓــﻮزﻫــﺎ ﺑــﺎﻟــﺠــﺎﺋــﺰة اﻟــﻌــﺎم اﳌﺎﺿﻲ ٠٦١ أﻟﻒ ﻧﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﻃﺒﻌﺘﻬﺎ اﻟـﺒـﺮﻳـﻄـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓـﻘـﻂ ﻧـﺎﻫـﻴـﻚ ﺑﻤﺒﻴﻌﺎت أﺧﺮى ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺳﻮاق اﻷﻧﺠﻠﻮﻓﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻟﻌﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﺪر ذﻛﺮه إن اﻟﺮواﻳﺔ اﻟـــﻔـــﺎﺋـــﺰة ﺑـــﻬـــﺬه اﻟـــﺠـــﺎﺋـــﺰة اﳌــﺮﻣــﻮﻗــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻐــﺮب واﻟــﺘــﻲ ﺗــﺮﻋــﺎﻫــﺎ - وﻫــﻲ وﺷــﻘــﻴــﻘــﺘــﻬــﺎ اﻟـــﻜـــﺒـــﺮى ﺟــــﺎﺋــــﺰة ﻣــﺎن ﺑﻮﻛﺮ ﻟﻠﺮواﻳﺔ - ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺎن اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌـــﻌـــﺮوﻓـــﺔ ﺳـﻴـﻌـﻠـﻦ ﻋــﻨــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﺣﻔﻞ ﻋــﺸــﺎء ﺧـــﺎص ﺳــﻴــﻘــﺎم ﻟـﻴـﻠـﺔ اﻟــﺮاﺑــﻊ ﻋـﺸـﺮ ﻣــﻦ ﻳـﻮﻧـﻴـﻮ )ﺣـــﺰﻳـــﺮان( اﳌﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﻓﻴﻜﺘﻮرﻳﺎ وأﻟﺒﺮت ﺑﻠﻨﺪن، وﺳﺘﺤﻀﺮه ﻧﺨﺒﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﳌﺎل ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ.
رﺋﻴﺲ ﳉﻨﺔ ﲢﻜﻴﻢ اﳉﺎﺋﺰة أﺛﺎر ﺿﺤﻚ اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﰲ اﳊﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎل إﻧﻪ ﻳﻌﺘﺰم إرﺳﺎل ﻧﺴﺦ ﻣﻦ رواﻳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻘﺼﲑة إﻟﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﲑﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻛﻬﺪﻳﺔ ﰲ ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼده اﳌﻘﺒﻞ