ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻋﻨﺪ أدﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﺬ ٣١ ﻋﺎﻣﴼ
وﺻـﻠـﺖ ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ إﻟـﻰ أدﻧـــﻰ ﻣـﺴـﺘـﻮى ﻟـﻬـﺎ ﻣـﻨـﺬ ٣١ ﻋـﺎﻣـﺎ، ﺣـــﻴـــﺚ ﺗـــﺘـــﻌـــﺮض ﻟــــﺘــــﻬــــﺪﻳــــﺪات ﻣــﻦ أﻧﻈﻤﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﺳﻠﻄﻮﻳﺔ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻰ وﺿﻊ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣــﺎ ذﻛـــﺮت ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﻓﺮﻳﺪوم ﻫﺎوس« أﻣﺲ.
وأﻛﺪت اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻣﻘﺮﻫﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، اﳌﺨﺎوف اﳌــﺘــﺰاﻳــﺪة ﻣــﻦ ﻣـﺴـﺎﻋـﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻓـــﻲ أﻧـــﺤـــﺎء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻟــﻘــﻤــﻊ اﻹﻋـــــﻼم. وﻗﺎﻟﺖ ﺟﻨﻴﻔﺮ دوﻧﻬﺎم، اﻟﺘﻲ ﻗﺎدت اﻟـﺪراﺳـﺔ: إن »اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ وﻏــﻴــﺮﻫــﻢ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﻮى اﻟــﺤــﺰﺑــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﺎت، وﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة وﺑﻮﻟﻨﺪا واﻟــــﻔــــﻠــــﺒــــﲔ وﺟــــــﻨــــــﻮب أﻓــــﺮﻳــــﻘــــﻴــــﺎ، ﻫﺎﺟﻤﺖ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻹﻋﻼم اﳌﺴﺘﻘﻞ واﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﳌﺴﺘﻨﺪة إﻟـﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ، ورﻓـــﻀـــﺖ اﻟــــــﺪور اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪي ﻟــﻬــﺬه اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺤﺮة«.
وﻓﻲ دراﺳﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻓﻲ ٩٩١ ﺑﻠﺪا، ﺧﻠﺼﺖ اﳌﻨﻈﻤﺔ إﻟﻰ أن ٣١ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻓــﻘــﻂ ﻣـــﻦ ﺳــﻜــﺎن اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ ﻳـــﺘـــﻤـــﺘـــﻌـــﻮن ﺑــــ »ﺻـــﺤـــﺎﻓـــﺔ ﺣــﺮة« ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻷﺧﺒﺎر اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎﺳـــــﻴـــــﺔ ﻗــــــــﻮﻳــــــــﺔ، وﺳـــــﻼﻣـــــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ ﻣــﻀــﻤــﻮﻧــﺔ، وﺗــﺪﺧــﻞ اﻟــــﺪوﻟــــﺔ ﻓــــﻲ ﺷــــــﺆون اﻹﻋـــــــﻼم ﻋـﻨـﺪ أدﻧـــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮى، وﻻ ﺗـﺨـﻀـﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ ﺿــﻐــﻮط ﻗـﻀـﺎﺋـﻴـﺔ أو اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ. وأﺷــﺎرت إﻟﻰ أن ٢٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﺳـﻜـﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺻﺤﺎﻓﺔ »ﺷﺒﻪ ﺣﺮة« و٥٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ دول ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻴﺌﺔ اﻹﻋﻼم ﻓﻴﻬﺎ »ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺮة«. وﺟﺎء ت ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻧــﺸــﺮﺗــﻬــﺎ ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ »ﻣـــﺮاﺳـــﻠـــﻮن ﺑﻼ ﺣـﺪود« اﻟﺘﻲ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻗﺎﻟﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ إن ﺣــﺮﻳــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ ﺗــﻮاﺟــﻪ ﺗـــﻬـــﺪﻳـــﺪات ﺧــﻄــﻴــﺮة ﻓــــﻲ ٢٧ ﺑــﻠــﺪا، وﺧﻔﻀﺖ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟــﺪول ﻓﻲ ﺳﻠﻢ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ.
وﻗﺎﻟﺖ: »ﻓﺮﻳﺪوم ﻫــﺎوس«: إن ﺣـﻘـﻮق اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ ﺗـﺘـﺪﻫـﻮر ﺑﺴﺒﺐ ﺟــــﻬــــﻮد اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﲔ ﻓـــــﻲ اﻟــــــﺪول اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺷﻜﻞ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻹﺧــــﺒــــﺎرﻳــــﺔ وﻧـــــــﺰع اﻟـــﺸـــﺮﻋـــﻴـــﺔ ﻋـﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم. وأﻇﻬﺮت اﻟﺪراﺳﺔ، أن ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺗﺪﻫﻮرا ﻃﻔﻴﻔﺎ ﻓـﻲ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة، وﻗﺪ ﺑــــﺪأ ذﻟــــﻚ ﺣــﺘــﻰ ﻗــﺒــﻞ ﺗـــﻮﻟـــﻲ ﺗــﺮﻣــﺐ اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﳌــﺘــﺎﻋــﺐ اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻗﻄﺎع اﻹﻋﻼم وزﻳﺎدة ﺗــﺤــﺰب اﳌــﺆﺳــﺴــﺎت اﻹﺧــﺒــﺎرﻳــﺔ. إﻻ أن اﻟــﺪراﺳــﺔ أﺷــــﺎرت أﻳــﻀــﺎ إﻟــﻰ أن ﻫﺠﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ وﺻﻔﻪ ﺑـ»اﻷﺧﺒﺎر اﻟﻜﺎذﺑﺔ« وﺗﻮﺻﻴﻔﻪ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻋــﺪوة اﻟﺸﻌﺐ«، ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺪﻫﻮر. وأﺷﺎرت اﻟﺪراﺳﺔ إﻟﻰ أن »اﻟﺨﻄﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻫﻮ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻦ ﺗﻌﺪ اﻟﻨﻤﻮذج واﳌﻌﻴﺎر اﻟﺬي ﺗﺴﺘﻠﻬﻢ ﻣﻨﻪ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى«. وأﻛﺪت أن »ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻳــﻈــﻞ أﻣـــﺮﴽ ﺣﻴﻮﻳﴼ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ وﺗﻮﺳﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ«.
ودﻟﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻠﻰ أن روﺳﻴﺎ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧـﺎص ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻷﺧﺒﺎر وﻣـــــﺤـــــﺘـــــﻮى ﺷــــﺒــــﻜــــﺎت اﻟــــﺘــــﻮاﺻــــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ دول أﺧﺮى. وﻗﺎﻟﺖ إن »ﻧــــﻈــــﺎم ﻓــﻼدﻳــﻤــﻴــﺮ ﺑـــﻮﺗـــﲔ ﻓـﻲ روﺳـــﻴـــﺎ راﺋـــــﺪ ﻓـــﻲ ﻋـــﻮﳌـــﺔ اﻟــﺪﻋــﺎﻳــﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ«. وأﺿـﺎﻓـﺖ أن اﻟﻨﻈﺎم »ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓـﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﺮﻣﻠﲔ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺪول اﳌﺠﺎورة اﻟﺘﻲ ﻳــﺘــﺤــﺪث ﺟـــﺰء ﻣـــﻦ ﺳــﻜــﺎﻧــﻬــﺎ اﻟـﻠـﻐـﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ«.
ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻮاﻧﲔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــﺎب، وﻓﻖ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ. وأﺿﺎﻓﺖ أن »اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺎت اﻟﻜﺒﺮى وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وأﳌــﺎﻧــﻴــﺎ أﻗــﺮت ﻣــﺆﺧــﺮا ﻗــﻮاﻧــﲔ ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ اﻟﺘﻨﺼﺖ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ آﻟﻴﺎت اﻹﺷــﺮاف اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺿــــﺪ اﻻﻧــــﺘــــﻬــــﺎﻛــــﺎت«. أﻣــــــﺎ اﻟــﺼــﲔ وإﺛﻴﻮﺑﻴﺎ وإﻳــﺮان وﺳـﻮرﻳـﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻟــﺪراﺳــﺔ إﻧﻬﺎ »ﻣــﻦ ﺑـﲔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ واﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ واﻗﻌﺎ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ؛ ﺑﻬﺪف إﺧﺎﻓﺔ اﻹﻋـــﻼم وﻗـﻤـﻊ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟــﻨــﺎﻗــﺪة«. وﺗﻌﺘﺒﺮ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟــﺪول اﻟﺘﻲ ﺷــﻬــﺪت ﺗـــﺪﻫـــﻮرا ﻛــﺒــﻴــﺮا ﻓــﻲ ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺗـــﺰاﻳـــﺪ اﻟــﺮﻗــﺎﺑــﺔ وإﻏـــﻼق وﺳـﺎﺋـﻞ اﻹﻋـــﻼم اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ، واﻻرﺗــــــﻔــــــﺎع اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮ ﻓــــﻲ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻻﻋﺘﻘﺎل واﻟﻌﻨﻒ ﺿﺪ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺪراﺳﺔ. ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪت ﺑﻮﻟﻨﺪا ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺑﺴﺒﺐ »ﻋﺪم ﺗﺴﺎﻣﺢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣـﻊ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ واﻟﻨﻘﺪﻳﺔ« واﻟﻘﻴﻮد ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺸﺄن ﺗﺎرﻳﺦ وﻫﻮﻳﺔ ﺑﻮﻟﻨﺪا.