ﺟﺪل ﺣﻮل ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ
اﻷﻣﻴﻨﺔ ﻓﺘﻴﺤﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻟﻮزﻳﺮة ﻧﺠﺎة
ﺗﻠﻘﲔ ﻟﻐﺎت ﺣﻴﺔ ﻣﻨﺬ أول ﺳﻨﺔ دراﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﺗﻮﺟﻪ ﺟﺪﻳﺪ ﻗﺪﻳﻢ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻼد
ﻗــﺮرت وزﻳــﺮة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻧﺠﺎة ﻓﺎﻟﻮ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ، إدراج ﺗـﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟــﻠــﻐــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻣــﻨــﺬ اﻟـﺼـﻒ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي ﻓــﻲ اﳌــــﺪارس اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﳌـﻦ ﻳـﺮﻏـﺐ أﻫﺎﻟﻴﻬﻢ ﺑﺘﺴﺠﻴﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟـــﺪروس. وأﺛـــﺎر ﺧـﻴـﺎر اﻟـﻮزﻳـﺮة اﻣــﺘــﻌــﺎض ﺑــﻌــﺾ اﻷوﺳــــــــﺎط، ﺣـﺘـﻰ ﺿـﻤـﻦ اﻟــﺤــﺰب اﻻﺷــﺘــﺮاﻛــﻲ اﳌﻨﺘﻤﻴﺔ إﻟــﻴــﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋــﺎرﺿــﻪ آﺧـــﺮون ﻋﻠﻨﴼ. وﻣــــــــﻦ ﺑــــــﲔ اﳌــــــﻌــــــﺎرﺿــــــﲔ، ﻓــﺘــﻴــﺤــﺔ ﺑـﻮﺟـﻬـﻼت، اﻷﻣﻴﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺸﺆون اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺰب »إم آر ﺳﻲ«.
إﻗـــــﺮار ﺗـــﺪرﻳـــﺲ اﻟــﻠــﻐــﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ اﻟﺼﻐﺎر ﻣﻦ أﺻﻮل ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ، واﳌــﻮﻟــﻮدﻳــﻦ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻋـــﻠـــﻰ أراﺿــــﻴــــﻬــــﺎ، ﻫــــﻞ ﻳــﺸــﻜــﻞ أﻣــــﺮﴽ إﻳﺠﺎﺑﻴﴼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻬﻢ، أم ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻬﻮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻣﻔﺎﻗﻤﺔ اﻟﻌﺰل واﻟﺘﻘﻮﻗﻊ؟
ﺗﻤﻴﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﺘﻴﺤﺔ ﺑــــﻮﺟــــﻬــــﻼت إﻟــــــﻰ ﺗـــﺒـــﻨـــﻲ اﻟــﻔــﺮﺿــﻴــﺔ اﻷﺧـــــﻴـــــﺮة، رﻏـــــﻢ ﻛــﻮﻧــﻬــﺎ ﻣـــﻦ أﺻـــﻮل ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﻐﺎرﺑﻴﺔ، ﻣﺜﻞ وزﻳﺮة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ اﻷﺻـﻞ، ﻧﺠﺎة ﻓﺎﻟﻮ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ. وﻳﻨﺪرج ﻣﻮﻗﻒ ﺑﻮﺟﻬﻼت ﻓـــﻲ إﻃـــــﺎر ﻣــﻌــﺎرﺿــﺘــﻬــﺎ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻋــﺎم ﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟــﻮزﻳــﺮة ﻓﺎﻟﻮ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﻧﺤﻮ ﺗـﺸـﺠـﻴـﻊ ﺗـﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟــﻠــﻐــﺎت اﻷﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ اﻟــﺤــﻴــﺔ ﻟــﻠــﺼــﻐــﺎر ﺟــــﺪﴽ، ﻣــﻨــﺬ اﻟـﺼـﻒ اﻟــﺘــﻤــﻬــﻴــﺪي، وﻟــﻴــﺲ ﻓــﻘــﻂ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ. ﻓــﺘــﻮﺻــﻴــﺎت اﻟـــﻮزﻳـــﺮة ﺗــﺨــﺺ أﻳـﻀـﴼ اﻟــــﻠــــﻐــــﺎت اﻹﻧـــﺠـــﻠـــﻴـــﺰﻳـــﺔ واﻷﳌــــﺎﻧــــﻴــــﺔ واﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ واﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ واﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﻏﻴﺮﻫﺎ.
وﻃـــﺒـــﻌـــﴼ، ﻳــﻈــﻞ اﻟــﺘــﺴــﺠــﻴــﻞ ﻓـﻲ ﺗﻠﻚ اﻟـــﺪروس اﺧـﺘـﻴـﺎرﻳـﴼ، ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟـﺮﻏـﺒـﺎت أﻫــﺎﻟــﻲ اﻟــﺘــﻼﻣــﺬة اﻟـﺼـﻐـﺎر، ﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺼﺒﺢ إﺟﺒﺎرﻳﴼ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻻﺣﻘﺔ، ﻓﻲ ﺻﻔﻮف ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ. آﻧﺬاك، ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻛــﻞ ﺗﻠﻤﻴﺬ اﺧـﺘـﻴـﺎر ﻟﻐﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺣـﻴـﺔ وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ وﺧــﻮض اﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺒﺎﻗﻲ اﳌﻮاد.
أﻣــﺎ ﺗﻠﻘﲔ ﻟـﻐـﺎت ﺣﻴﺔ ﻣﻨﺬ أول ﺳﻨﺔ دراﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ، أي اﻟـﺼـﻒ اﻟـﺘـﻤـﻬـﻴـﺪي، ﻓـﻬـﺬا ﺗﻮﺟﻪ ﺟﺪﻳﺪ ﻗﺪﻳﻢ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺳﻨﺮى، ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻳﺴﺠﻞ ﺿﻤﻦ إﻧـﺠـﺎزات اﻟـﻮزﻳـﺮة ﻧﺠﺎة ﻓﺎﻟﻮ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ. وﻫــﻮ اﻟـﺘـﻮﺟـﻪ ﻧﻔﺴﻪ اﻟــﺬي ﺗــﻌــﺘــﺮض ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻓـﺘـﻴـﺤـﺔ ﺑــﻮﺟــﻬــﻼت، وﺗـــﺸـــﻜـــﻚ ﻓــــﻲ ﺳــــــــــﺪاده وﻓــﺎﻋــﻠــﻴــﺘــﻪ. ﻟﻜﻨﻬﺎ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﺗﺆﻛﺪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﻚ ﻓﻲ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺔ اﻟﻮزﻳﺮة »ﺳﻮى أن ﺑﻌﺾ ﺧﻴﺎراﺗﻬﺎ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ وﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ دراﺳــﺎت واﻓﻴﺔ وﺗﻔﻜﻴﺮ ﻋﻤﻴﻖ«.
وﺗــﻌــﺘــﻠــﻲ ﺑـــﻮﺟـــﻬـــﻼت ﻣـﻨـﺼـﺐ اﻷﻣـــﻴـــﻨـــﺔ اﻟـــﻌـــﺎﻣـــﺔ ﻟـــﺤـــﺰب »اﻟـــﺤـــﺮﻛـــﺔ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ واﳌــﻮاﻃــﻨــﻴــﺔ« ﻟــﺸــﺆون اﻟـﺘـﺮﺑـﻴـﺔ واﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ. وﻫـــﻮ ﻟـﻴـﺲ ﻣﻦ أﺣــﺰاب اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﳌـــﺘـــﺸـــﻨـــﺠـــﺔ، إﻧــــﻤــــﺎ ﺗــــﻴــــﺎر ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ »ﻳﺴﺎري دﻳﻐﻮﻟﻲ«، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ. وﻳﻀﻢ أﻣﻴﻨﲔ ﻋﺎﻣﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﺻﻮل ﻋﺮﺑﻴﺔ وﻣﻐﺎرﺑﻴﺔ.
وﺗﻘﻮل إن اﻟﻠﻐﺔ »ﻟﻴﺴﺖ وﺳﻴﻠﺔ ﺗـﺨـﺎﻃـﺐ وﺗـــﻮاﺻـــﻞ ﻓـﺤـﺴـﺐ، وإﻧـﻤـﺎ ﺗـﺤـﻤـﻞ ﻣــﻐــﺰى ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺎ، وﻫـــﻲ أداة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﻮﻳﺔ ﻋﺮﻗﻴﺔ«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﺔ أن ﻣــــﻦ اﻷﻓــــﻀــــﻞ ﺗــﻌــﻮﻳــﺪ اﻟـــﺼـــﻐـــﺎر ﻋــﻠــﻰ إﺗــــﻘــــﺎن ﻟــﻐــﺔ ﺑــﻠــﺪﻫــﻢ اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ، ﻟــﻴــﺲ ﻻﻋـــﺘـــﺒـــﺎرات ﻟـﻐـﻮﻳـﺔ وﻣـــﻌـــﺮﻓـــﻴـــﺔ وﺣــــﺴــــﺐ، وإﻧــــﻤــــﺎ أﻳــﻀــﴼ ﺑــﻐــﻴــﺔ ﺗـــﺬوﻳـــﺐ اﻟــــﻔــــﻮارق وﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻟﺘﻜﺘﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻋﺮﻗﻴﺔ أو دﻳﻨﻴﺔ أو ﻗﻮﻣﻴﺔ، ﻣﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﺸﺮخ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﻌﺼﺐ واﻟﺘﺤﺰب«.
وﻋـــﻦ ﺗــﺪرﻳــﺲ اﻟــﻠــﻐــﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ، ﺗﺬﻛﺮ ﺑﻮﺟﻬﻼت ﺑﺄن »اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗـﺘـﻮﺟـﻪ ﺗـﻠـﻚ اﻟــــﺪروس إﻟــﻰ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺗــﻌــﺎﻧــﻲ أﺻـــــﻼ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ ﻣـﻈـﺎﻫـﺮ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ واﻟﻌﺰل واﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﲔ اﻟـــﺮﻳـــﺒـــﺔ، ﻓــﻜــﻴــﻒ إذا ﻣـــﺎ ﺗــــﻢ ﺗــﻌــﻮﻳــﺪ اﻷﻃﻔﺎل، ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ أﻇﺎﻓﺮﻫﻢ، ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺰﻟﺔ، واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻬﺎ وﻋــﺪﻫــﺎ أﻣـــﺮﴽ ﻃـﺒـﻴـﻌـﻴـﴼ؟«. وﺗـﺘـﺴـﺎء ل أﻳــــــﻀــــــﴼ: »ﻓــــــــــﺄي ﻃــــﻔــــﻞ ﻓــــــﻲ اﻟـــﺼـــﻒ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي ﺳﻴﺨﺘﺎر واﻟﺪاه ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ دروس اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أو اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ؟ ﻟﻴﺲ إﻻ أوﻻد اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب أو اﻷﺗﺮاك، أو أﺣﻔﺎدﻫﻢ«.
ﻫــﻜــﺬا، ﻓـــﺈن »اﻟــــﻮزﻳــــﺮة ﺗـﺸـﺠـﻊ، ﻣﻦ دون ﻗﺼﺪ، اﻟﺘﻘﻮﻗﻊ واﻻﻧﻜﻤﺎش واﻻﻧﻌﺰال ﻟﺠﺎﻟﻴﺎت ﻫﻲ أﺻﻼ ﺗﻮاﺟﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج؛ ﺟﺮاء ﻣﻴﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻜﺘﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑـﲔ أﻓــﺮادﻫــﺎ، ﻣـﺎ ﻳﺮﻓﻊ رﻳﺒﺔ ﺑﺎﻗﻲ ﺷﺮاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ، وﻳـﺆﻣـﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮات ﻟﻸﻓﻜﺎر اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﻟﺒﻐﻴﻀﺔ«.
وﻓـــﻲ رأي اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﺔ اﻟــﺘــﺮﺑــﻮﻳــﺔ: »ﻳﻨﺒﻐﻲ أﻻ ﻳﻔﻮت اﻷوﻻد اﻟﺼﻐﺎر، وﻫــــﻢ ﻓـــﻲ ﺳـــﻦ اﻟــــﺒــــﺮاء ة واﻟــﻌــﻔــﻮﻳــﺔ، ﻓــﺮﺻــﺔ اﻻﻧــﻀــﻮاء ﺗـﺤـﺖ راﻳـــﺔ ﻫﻮﻳﺔ ﻣـــﻮﺣـــﺪة، ﺗــﺘــﻮاﺻــﻞ ﺑــﻠــﻐــﺔ ﻣــﻮﺣــﺪة، ﻟﻐﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺑﻠﺪﻫﻢ، وأﻻ ﻳـﻘـﻌـﻮا ﻣـﻨـﺬ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺴــﻦ اﳌـﺒـﻜـﺮة ﺟـﺪﴽ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻻﻧﺰواء واﻟﺘﻤﺎﻳﺰ«. ﺗﻀﻴﻒ: »ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﺷﻲء ﻣﻤﺘﺎز ﻓﻜﺮﻳﴼ وﺛﻘﺎﻓﻴﴼ، وﻧﺎﻓﻊ ﻣﻬﻨﻴﴼ، وﻳﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﻴﺎة، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺪرج ﻓﻘﻂ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻬﻮﻳﺔ ﺟﺎﻟﻴﺔ ﻣــﻌــﻴــﻨــﺔ، ﻳــﺘــﺤــﻮل إﻟــــﻰ ﻋــﺎﺋــﻖ وأداة ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ اﻻﻧﻐﻼق«. وﺗﺆﻛﺪ أﻳﻀﴼ أن »ﻟــﻐــﺎت اﳌـﻬـﺎﺟـﺮﻳـﻦ اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ ﺗﺼﻨﻊ ﺟــﺎﻟــﻴــﺎت ﻣــﻨــﻔــﺼــﻠــﺔ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗﺼﻨﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أﻣﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ«.
ﻛــﻤــﺎ ﺗــﻔــﻨــﺪ ﺑــﻮﺟــﻬــﻼت اﻟـﺤـﺠـﺔ اﻹدارﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻨﺪت إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻮزﻳﺮة ﻟــﺘــﻔــﺴــﻴــﺮ ﻗـــــﺮارﻫـــــﺎ؛ إذ أﻛــــــﺪت ﻓــﺎﻟــﻮ ﺑـﻠـﻘـﺎﺳـﻢ أن ﺗـﻮﺻـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ ﻧــﺎﺑــﻌــﺔ ﻣﻦ روح ﻣـــﺮﺳـــﻮم وزاري ﻗـــﺪﻳـــﻢ، ﻳـﻌـﻮد ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﻨﻮات ٠٧٩١، وﻳﻘﻀﻲ ذﻟﻚ اﳌﺮﺳﻮم، اﳌﺴﻤﻰ »إﻳﻠﻜﻮ« )اﺧﺘﺼﺎرﴽ ﳌﺼﻄﻠﺢ »ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻠﻐﺎت واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻷﺻﻠﻴﺔ«(، ﺑﺘﻠﻘﲔ أﺑﻨﺎء اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟـــﻐـــﺎت آﺑـــﺎﺋـــﻬـــﻢ وﺛـــﻘـــﺎﻓـــﺎﺗـــﻬـــﻢ، وذﻟـــﻚ ﻓــﻲ ﻫـــﺪف »ﺗـﺴـﻬـﻴـﻞ اﻧــﺪﻣــﺎﺟــﻬــﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ إﺛــﺮ ﻋﻮدﺗﻬﻢ اﳌـﺮﺗـﻘـﺒـﺔ إﻟــﻴــﻬــﺎ، وﺗـﻴـﺴـﻴـﺮ ﻣـﻮاﺻـﻠـﺔ اﻟﺪراﺳﺔ ﻫﻨﺎك«.
واﻧــــﺒــــﺜــــﻖ اﳌـــــــﺮﺳـــــــﻮم، ﺑـــــــــﺪوره، ﻣــﻦ ﺗــﻮﺻــﻴــﺎت أﺻـــﺪرﻫـــﺎ ﻋـــﺎم ٧٧٩١ اﳌﺠﻠﺲ اﻷوروﺑﻲ، إﺣﺪى ﻣﺆﺳﺴﺎت اﳌـــﺠـــﻤـــﻮﻋـــﺔ اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ اﳌــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ، ﺣـــﺾ ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟــــــﺪول اﻷﻋــــﻀــــﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺗﻠﻘﲔ أﺑـﻨـﺎء اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻟــﻐــﺎت أﻫـﺎﻟـﻴـﻬـﻢ وﺛـﻘـﺎﻓـﺎﺗـﻬـﻢ ﻟﻐﺮض اﻟـﺘـﺤـﻀـﻴـﺮ اﳌـﻤـﻨـﻬـﺞ ﻟــﻌــﻮدﺗــﻬــﻢ إﻟــﻰ أوﻃﺎﻧﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ، ﻓﻲ رأي اﻟﺨﺒﻴﺮة، ﻓﺈن »ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ وﺿﻌﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺎﺿﻴﺔ، ﻛــــﺎن اﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﻮن ﺧــﻼﻟــﻬــﺎ ﻳــﻌــﻮﻟــﻮن ﻋﻠﻰ ﻋــﻮدة اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ إﻟـﻰ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸﻴﺮ اﻹﺣﺼﺎءات إﻟﻰ أن ﻋﺪد اﳌﺸﻤﻮﻟﲔ ﻣﺘﺪن ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ«. ﻓﺈﻟﻰ اﻟﻴﻮم اﻟﻴﻮم، ﺑﺤﺴﺐ دراﺳـﺎت ﻣﺠﻠﺲ اﻻﻧــﺪﻣــﺎج اﻷﻋــﻠــﻰ، ﻟــﻢ ﻳﺘﻠﻖ ﺗــﻠــﻚ اﻟــــــــﺪروس ﻏــﻴــﺮ ﻧــﺤــﻮ ٢٩ أﻟــﻒ ﺗﻠﻤﻴﺬ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ زﻫــﺎء ٧٨ أﻟﻔﺎ ﻣﻦ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ.
وﻓـــﻲ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻷﺣــــــﻮال، ﻟــﻢ ﻳﻌﺪ أﻏﻠﺒﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻠﺪان ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ. وﻻﺣـﻘـﴼ، ﺗﻢ ﻓﺘﺢ ﺑـﺎب اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺗــﻠــﻚ اﻟــــــﺪروس ﻟــﻠــﺠــﻤــﻴــﻊ، أﻳــــﴼ ﻛـﺎﻧـﺖ أﺻــﻮﻟــﻬــﻢ، ﻓــﻲ إﻃــــﺎر ﺗـﺸـﺠـﻴـﻊ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻓـــﻜـــﺮي وﺛـــﻘـــﺎﻓـــﻲ، وﻟـــﻴـــﺲ ﻓــــﻲ إﻃــــﺎر اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟـﻰ ﻫﻮﻳﺎت وﻃﻨﻴﺔ.
وﺑــﺤــﺴــﺐ اﻟــﺨــﺒــﻴــﺮة اﻟــﺘــﺮﺑــﻮﻳــﺔ ﺑﻮﺟﻬﻼت: »ﻟﻢ ﺗﻌﺪ أﻫـﺪاف ﻣﺮﺳﻮم )إﻳـــﻠـــﻜـــﻮ( ﻣـــﻮاﺋـــﻤـــﺔ ﻟــــــﺮوح اﻟــﻌــﺼــﺮ، ﺑــﻤــﺎ أن أوﻟــــﺌــــﻚ اﻷوﻻد وﻟـــــــﺪوا ﻓـﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﻳـﺘـﺮﺑـﻮن ﻓـﻲ ﻇـﻞ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، وﻳﺘﺮﻋﺮﻋﻮن ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺑـﻠـﺪ أﺻــﺒــﺢ ﻫــﻮ ﻣـﻮﻃـﻨـﻬـﻢ اﻷﺻــﻠــﻲ، وﻟـــﻴـــﺲ ﻓـــﻲ ﻧــﻴــﺘــﻬــﻢ، وﻻ ﻓـــﻲ ﻧــﻮاﻳــﺎ أﻫـــﺎﻟـــﻴـــﻬـــﻢ، ﻣــــﻐــــﺎدرﺗــــﻪ. ﻓـــﻠـــﻤـــﺎذا إذن ﻧﻘﺤﻢ ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻬﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﻓﻜﺮة أﻧﻬﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮن، وﻛﺄن وﺟﻮدﻫﻢ ﻫﻨﺎ ﻣﺆﻗﺖ؟ أﻻ ﻳﺆدي ﻫﺬا اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﳌﺒﻜﺮ إﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻰ اﻷﻣـــﺔ، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ رﺑـﻤـﺎ اﻟﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ واﺟـﺒـﺎﺗـﻬـﻢ ﺗـﺠـﺎﻫـﻬـﺎ، واﻟـﺘـﺨـﻠـﻲ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻓﻜﺮة ﻋﺪم اﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﻴﻬﺎ؟«.
وﺗﺬﻛﺮ اﻟﺨﺒﻴﺮة ﺑﺄن »دور اﻟﺼﻒ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي، ﻓﻲ أي ﺑﻠﺪ، ﻳﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل إرﺳــﺎء أﺳـﺲ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ ذﻟﻚ اﻟﺒﻠﺪ، ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ رﻛﻴﺰة اﻟﻌﻠﻮم واﳌﻮاد اﻷﺧﺮى ﻛﻠﻬﺎ، ﻣﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ اﻟﺪراﺳﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣــﺴــﺘــﻘــﺒــﻠــﻪ ﻛــــﺈﻧــــﺴــــﺎن وﻛــــﻤــــﻮاﻃــــﻦ، وﺣـــﻈـــﻮﻇـــﻪ ﻓــــﻲ اﻟـــﻨـــﺠـــﺎح ﻣــﻬــﻨــﻴــﴼ«. وﺗﻀﻴﻒ أن ﻧﺴﺒﺔ ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ اﻟﺼﻒ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي، ﺑﺤﺴﺐ اﻟــﺪراﺳــﺎت اﻟـﺘـﺮﺑـﻮﻳـﺔ، ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﻣﻦ ﺑــﻠــﻮغ اﻷﻫـــــﺪاف وﻣــﻄــﺎﺑــﻘــﺔ اﳌـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ اﳌــﻮﺿــﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳـﺨـﺺ اﻟــﻐــﺎﻳــﺎت اﳌـﻌـﺮﻓـﻴـﺔ ﻣﻦ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﺴـﻨـﺔ اﻟــﺪراﺳــﻴــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ رأﻳﻬﺎ »اﻟﺪﻋﺎﻣﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﳌﺠﻤﻞ اﳌﺴﺎر اﻟﺪراﺳﻲ«.
ﻛـــﻤـــﺎ ﺗـــﺸـــﺪد ﻋـــﻠـــﻰ ﻋـــــﺪم ﻛــﻔــﺎﻳــﺔ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي، ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺂﺛﺎر ﺳﻴﺌﺔ ﻻﺣﻘﴼ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ، ﺗﻼﺣﻘﻬﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ. وﺗﺨﻠﺺ إﻟـــــﻰ اﻟــــﻘــــﻮل إن »ﻣـــــﻦ ﻏــﻴــﺮ اﳌــﻌــﻘــﻮل إﺛــﻘــﺎل ﻛــﺎﻫــﻞ ﻫــــﺆﻻء اﻟــﺼــﻐــﺎر ﺑﻠﻐﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ، أﻳﴼ ﻛﺎﻧﺖ، وﺗﺸﺘﻴﺖ أﻓﻜﺎرﻫﻢ وﺟﻬﻮدﻫﻢ، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻧﻘﺼﴼ واﺿــــﺤــــﴼ ﻓــــﻲ اﺳــﺘــﻴــﻌــﺎﺑــﻬــﻢ ﻟـﻐـﺘـﻬـﻢ اﻷوﻟــﻰ، ﻓﻠﻨﺸﺪد ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷـﻲء ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﻴﻨﻬﻢ إﻳﺎﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ واف، ﺛﻢ إﺿﺎﻓﺔ ﻟـﻐـﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ أو أﻛــﺜــﺮ ﻓــﻲ اﻟﺼﻔﻮف اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ«.