ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺤﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت ﺣﻜﻤﺘﻴﺎر ﺑﻌﺪ ﻗﺮار اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة
اﻟﻘﻮات اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﺒﺪت ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﺎدﺣﺔ ﻫﺬا اﻟﺸﺘﺎء
ﻗﺮرت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ رﻓﻊ اﻟﺤﻈﺮ اﳌــﻔــﺮوض ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت ﻗــﻠــﺐ اﻟـــﺪﻳـــﻦ ﺣــﻜــﻤــﺘــﻴــﺎر زﻋــﻴــﻢ ﻣﺎ ﻳــﻌــﺮف ﺑــﺎﺳــﻢ اﻟـــﺤـــﺰب اﻹﺳــﻼﻣــﻲ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن، وذﻟـﻚ ﺑﻌﺪ إﻟﻐﺎء اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻓـﺮﺿـﺘـﻬـﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة.
وﻛـﺎﻧـﺖ اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة رﻓﻌﺖ اﺳﻢ ﺣﻜﻤﺘﻴﺎر ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻓـــــﻲ ﻓــــﺒــــﺮاﻳــــﺮ )ﺷــــــﺒــــــﺎط( اﳌـــﺎﺿـــﻲ ورﻓـــﻌـــﺖ اﻟــﺘــﺠــﻤــﻴــﺪ ﻋـــﻦ أﺻـــﻮﻟـــﻪ، وﻟــﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺤﻈﺮ ﺳﻔﺮ أو أﺳﻠﺤﺔ.
وﻻ ﻳــﻠــﻌــﺐ ﺣــﻜــﻤــﺘــﻴــﺎر دورا ﻛــﺒــﻴــﺮا ﻓـــﻲ اﻟـــﺼـــﺮاع اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن، إﻻ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺷﺨﺼﻴﺔ رﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ ﺧــــﻼل اﻟـــﺤـــﺮب اﻷﻫــﻠــﻴــﺔ ﻓـــــﻲ اﻟـــﺘـــﺴـــﻌـــﻴـــﻨـــﻴـــﺎت، واﻧــــﻬــــﺎﻟــــﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﺗﻬﺎﻣﺎت ﺑـﺈﻃـﻼق ﺻﻮارﻳﺦ ﻋــﺸــﻮاﺋــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﻛـﺎﺑـﻞ وارﺗﻜﺎب اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت أﺧﺮى ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن.
وأﺑـــــــﺪت اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ ﺗــﺤــﻔــﻈــﻬــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻗــــــﺮار اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﺑـــــﺮﻓـــــﻊ اﻟــــﺤــــﻈــــﺮ ﻋــــــﻦ ﻣــﻤــﺘــﻠــﻜــﺎت ﺣـــﻜـــﻤـــﺘـــﻴـــﺎر وﻗـــــــــﺎل ﻧـــــﺎﺋـــــﺐ ﺣــــﺰب اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮري ﻋـــﻦ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ إﺳـﻄـﻨـﺒـﻮل ﻣـﺤـﻤـﻮد ﻃــﺎﻧــﺎل: »ﻫـﻞ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻮزراء ﻳﺒﺮئ ﻣﻤﻮل اﻹرﻫـﺎب؟ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗـﻤـﻴـﻴـﺰ وﺗــﻔــﺮﻗــﺔ ﺑــﲔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﻳﺘﻢ ﻣﺼﺎدرة أﻣﻮال وﻣﻤﺘﻠﻜﺎت أﻋﻀﺎء اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻳﺘﻢ إﻟﻐﺎء ﻗﺮار ﺗﺠﻤﻴﺪ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎت ﺣﻜﻤﺘﻴﺎر«.
ﺗـــﻜـــﺒـــﺪت اﻟــــﻘــــﻮات اﻷﻓــﻐــﺎﻧــﻴــﺔ ﺧﺴﺎﺋﺮ »ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺮوع« ﺧﻼل اﻟﺸﺘﺎء ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﳌﻌﺎرك ﻓﻲ أﺷﻬﺮ اﻟﺒﺮد اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﺎدة ﻫﺪﻧﺔ، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ أﻣﻴﺮﻛﻲ ﺻﺪر أﻣﺲ.
وﻗــﺘــﻞ ﻣـﺠـﻤـﻮع ٧٠٨ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻮات اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﺑﲔ اﻷول ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( و٤٢ ﻓﺒﺮاﻳﺮ، وﻓـــــﻖ ﺣــﺼــﻴــﻠــﺔ وﺿــﻌــﺘــﻬــﺎ ﻫـﻴـﺌـﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺸﻄﺔ واﻟﻨﻔﻘﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن.
وﺗﺎﺑﻌﺖ ﻫﻴﺌﺔ »اﳌﻔﺘﺶ اﻟﻌﺎم اﻟﺨﺎص ﻹﻋﺎدة إﻋﻤﺎر أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن« ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن »أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن ﻻ ﺗﺰال ﻏـﺎرﻗـﺔ ﻓـﻲ ﺣــﺮب داﻣــﻴــﺔ. وﻻ ﺗـﺰال اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻜﺒﺪﻫﺎ )اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ( ﻓﻲ اﳌﻌﺎرك ﺿﺪ ﻃﺎﻟﺒﺎن وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﺘﻤﺮدة ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺮوع«.
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﺪاﻳﺔ »ﻣـﻮﺳـﻢ اﻟـﻘـﺘـﺎل«، ﻏﻴﺮ أن ﻃﺎﻟﺒﺎن واﺻﻠﺖ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﺸﺘﺎء ﺣﺮﺑﻬﺎ ﺿــﺪ اﻟـــﻘـــﻮات اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﻴـﺔ وﻧــﻔــﺬت أﻋـــــﻨـــــﻒ ﻫـــﺠـــﻤـــﺎﺗـــﻬـــﺎ ﻓــــــﻲ أﺑــــﺮﻳــــﻞ )ﻧــﻴــﺴــﺎن( وﻗـــﺪ اﺳــﺘــﻬــﺪف ﻗــﺎﻋــﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎرف ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺰار ﺷﺮﻳﻒ، ﻛﺒﺮى ﻣﺪن ﺷﻤﺎل اﻟﺒﻼد، وأدى إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٥٣١ ﻣﺠﻨﺪا ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ.
وﺗـــــﺘـــــﻮﻟـــــﻰ ﻗــــــــــﻮات اﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ واﻟﺠﻴﺶ اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺿﻤﺎن أﻣــﻦ اﻟــﺒــﻼد ﻣﻨﺬ أن أﻧـﻬـﻰ اﻟﺤﻠﻒ اﻷﻃﻠﺴﻲ اﳌﻬﻤﺔ اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻘﻮاﺗﻪ ﻋﺎم ٥١٠٢.
وﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﻗـــﺘـــﻞ ٥٨٧٦ ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺎ وﺷــﺮﻃــﻴــﺎ أﻓﻐﺎﻧﻴﺎ ﺑﲔ اﻷول ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ و٢١ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( ٦١٠٢، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﺻﺎﺑﺔ ٧٧٧١١ آﺧﺮﻳﻦ.
وﻟﻢ ﺗﻌﻠﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻓﻐﺎﻧﻴﺔ أي أرﻗـــــــــﺎم ﻟـــﻸﺳـــﺎﺑـــﻴـــﻊ اﻟــﺴــﺒــﻌــﺔ اﻷﺧــــــﻴــــــﺮة ﻣـــــﻦ ﻋــــــﺎم ٦١٠٢، ﻟــﻜــﻦ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﺗﺸﻴﺮ وﻟﻮ أﻧــﻬــﺎ ﻏـﻴـﺮ ﻛـﺎﻣـﻠـﺔ إﻟــﻰ زﻳــــﺎدة ﻋـﺪد اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ ﺑــﻨــﺤــﻮ ٥٣ ﻓـــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻞ ﻋﺎم ٥١٠٢.
وﺗـﺴـﻴـﻄـﺮ اﻟــﻘــﻮات اﻷﻓـﻐـﺎﻧـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ أراﺿﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ، وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻜﻮن اﻷﺷﻬﺮ اﳌﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺪ أﻋﻠﻨﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﻃﺎﻟﺒﺎن اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑــﺪء ﻫﺠﻮﻣﻬﺎ اﻟﺮﺑﻴﻌﻲ اﻟﺴﻨﻮي، ﻣﺎ ﻳﻨﺬر ﺑﺤﻠﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﻨﺰاع اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ.
وأﻃﻠﻘﺖ ﻃﺎﻟﺒﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﺳــﻢ »ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣــﻨــﺼــﻮري«، ﺗﻴﻤﻨﴼ ﺑــــﺎﺳــــﻢ زﻋـــﻴـــﻤـــﻬـــﺎ اﻟــــﺴــــﺎﺑــــﻖ اﳌــــﻼ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻏﺎرة ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ ﻃـــﺎﺋـــﺮة أﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻣـــﻦ دون ﻃـﻴـﺎر ﻓــﻲ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳــــﺎر( ٦١٠٢، ﻣﺘﻮﻋﺪة ﺑـــﺎﺳـــﺘـــﻬـــﺪاف اﻟــــﻘــــﻮات اﻷﺟــﻨــﺒــﻴــﺔ ﻟــﻄــﺮدﻫــﺎ ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﻠــﺪ، ﺑــﺤــﺴــﺐ ﻣـﺎ ﺣﺬرت اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن.
وﺟـــﺎء ﻫــﺬا اﻹﻋــــﻼن ﻓــﻲ وﻗـﺖ اﺳـﺘـﻘـﺎل ﻓﻴﻪ وزﻳــﺮ اﻟــﺪﻓــﺎع وﻗﺎﺋﺪ أرﻛـــﺎن اﻟﺠﻴﺶ إﺛــﺮ اﻟـﻬـﺠـﻮم ﻋﻠﻰ اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﻗـــــﺮب ﻣـــﺰار ﺷﺮﻳﻒ.
ﻣـــــﻦ ﺟـــﻬـــﺔ أﺧــــــــــﺮى، أوﻗـــﻌـــﺖ اﳌﻌﺎرك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١٢ ﻗﺘﻴﻞ ﻣﺪﻧﻲ ﺧـﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻣﻦ ﻋﺎم ٧١٠٢. وﻓﻖ ﺣﺼﻴﻠﺔ أﻋﺪﺗﻬﺎ اﻷﻣـــــــــﻢ اﳌـــــﺘـــــﺤـــــﺪة. وﻓـــــــﻲ ٦١٠٢، ﻗـﺘـﻞ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٠٥١١ ﻣــﺪﻧــﻲ ﻓﻲ اﳌــﻌــﺎرك ﺑـﲔ اﳌـﺘـﻤـﺮدﻳـﻦ واﻟــﻘــﻮات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ.