»اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن«: ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻻﺗﻔﺎق وﻗﻒ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺮﺑﺎت ﺿﺪ »داﻋﺶ«
أﻋﺮﺑﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋــﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ ﻣــﻦ دور إﻳــــﺮان ﻓــﻲ اﺗـﻔـﺎق آﺳﺘﺎﻧﺔ ﺣﻮل ﺳﻮرﻳﺎ، وأﺷﺎرت إﻟﻰ أﻧﻪ رﻏﻢ ﺣﻀﻮر ﻣﺴﺎﻋﺪ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺳﺘﻴﻮارت ﺟﻮﻧﺰ اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻛـﺎزاﺧـﺴـﺘـﺎن، ﻓــﺈن اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻟــــﻢ ﺗــــﺸــــﺎرك ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮة ﻓــﻲ اﳌﻔﺎوﺿﺎت وﻟﻴﺴﺖ ﻃﺮﻓﴼ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق. وﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧــﺮ، ﻗـﺎل ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﻓﻲ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ )اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن( إن اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺬي أﺑﺮﻣﺘﻪ روﺳﻴﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳـــﺮان ﻹﻗـﺎﻣـﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﻬﺪﺋﺔ داﺧـﻞ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻦ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮدﻫﺎ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺿﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ، وإن اﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة واﻟــﺘــﺤــﺎﻟــﻒ اﻟـــــﺪوﻟـــــﻲ ﺿــــﺪ »داﻋـــــــــﺶ« ﺳــﻴــﻮاﺻــﻞ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎت ﺟﻮﻳﺔ ﺿﺪ »داﻋﺶ« واﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن.
اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ أﻋﻠﻨﺖ أﻣﺲ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن اﺗﺴﻢ ﺑﺎﻟﺤﺬر أن »اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﺗـــﺪﻋـــﻢ أي ﺟــﻬــﺪ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ووﺻــــــــﻮل اﳌــــﺴــــﺎﻋــــﺪات اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، وﺗﺮﻛﺰ اﻟﺠﻬﻮد ﻋﻠﻰ ﻫﺰﻳﻤﺔ )داﻋﺶ( واﻹرﻫــــــﺎﺑــــــﻴــــــﲔ وﺗـــﻬـــﻴـــﺌـــﺔ اﻟـــــﻈـــــﺮوف ﻹﻳــﺠــﺎد ﺣــﻞ ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ ذي ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻟــﻠــﻨــﺰاع. إﻻ أﻧــﻨــﺎ ﻧـﺸـﻌـﺮ ﺑـﺎﻟـﻘـﻠـﻖ إزاء اﺗﻔﺎق آﺳﺘﺎﻧﺔ ووﺟــﻮد إﻳــﺮان ﺿﺎﻣﻨﴼ ﻟﻼﺗﻔﺎق«. وﺗﺎﺑﻌﺖ اﻟﻮزارة ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ أن »اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻬﻢ إﻻ ﻓﻲ زﻳﺎدة اﻟﻌﻨﻒ وﻟﻢ ﺗﻮﻗﻔﻪ، واﻟﺪﻋﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻨﻈﺎم اﻷﺳﺪ أدى إﻟـــﻰ اﺳــﺘــﻤــﺮار ﺑـــﺆس اﻟـﺴـﻮرﻳـﲔ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ«.
وﺷـــــﺪدت اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻮﻗﻒ إﻃـﻼق اﻟﻨﺎر وﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﺼﺮاع، ﻓــــﺈن ﻟــﺪﻳــﻬــﺎ أﺳـــﺒـــﺎﺑـــﴼ ﺗـــﺪﻋـــﻮ ﻟـﺘـﻮﺧـﻲ اﻟﺤﺬر، وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﻳــﻠــﺘــﺰم اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم اﻟــــﺴــــﻮري ﺑــﻮﻗــﻒ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﺿﺪ اﳌﺪﻧﻴﲔ وﻗﻮات اﳌﻌﺎرﺿﺔ. وأﺷﺎرت إﻟﻰ أن ﻫﺬا أﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺑﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري أﺑﺪﴽ. واﺧﺘﺘﻤﺖ ﺑـــﺎﻹﻋـــﺮاب ﻋـــﻦ أﻣــﻠــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﺒــﻴــﺎن أن ﺗـﻠـﺘـﺰم اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻣــﻊ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﺿﺎﻣﻨﴼ ﻟﻼﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم وأن ﻳﺴﻬﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺣﺪة اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﺰاع.
ﻣــﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ أﺧـــﺮى، ﻗـﺒـﻞ ﺳـﺎﻋـﺎت ﻣــــــﻦ ﺑــــــــﺪء ﺳــــــﺮﻳــــــﺎن اﻻﺗـــــــﻔـــــــﺎق ﺣــــﻮل اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻵﻣﻨﺔ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﻴﻞ ٦ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳـــﺎر(، ﻗـﺎل اﳌﻴﺠﻮر اﻟﺒﺤﺮي ادرﻳــﺎن راﻧـــﻜـــﲔ ﻏــــﺎﻟــــﻮواي، اﳌــﺘــﺤــﺪث ﺑــﺎﺳــﻢ »اﻟــﺒــﻨــﺘــﺎﻏــﻮن«، أﻣـــﺲ )اﻟــﺠــﻤــﻌــﺔ(، إن »اﻟـــﺘـــﺤـــﺎﻟـــﻒ ﺳـــﻴـــﻮاﺻـــﻞ اﺳـــﺘـــﻬـــﺪاف )داﻋــــــﺶ( و)اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة( ﻓـــﻲ أي ﻣـﻜـﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻟﻀﻤﺎن ﻋــﺪم وﺟــﻮد ﻣﻼذ ﻟـــﻬـــﻢ«. ورﻓــــــﺾ ﻏـــــﺎﻟـــــﻮواي ﺗــﻮﺿــﻴــﺢ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻟــﺠــﻮﻳــﺔ، ﻟﻜﻨﻪ أﺿـــﺎف: »ﺳـﺘـﻮاﺻـﻞ ﻗـــﻮات اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل، وﻟـﻦ ﻧﻨﺎﻗﺶ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﻴﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﳌﺰدﺣﻤﺔ واﳌﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ«. وذﻛﺮ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺮﻓﴼ ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺘﻲ وﻗﻊ ﻓﻲ ﻛﺎزاﺧﺴﺘﺎن ﻳﻮم اﻟﺨﻤﻴﺲ.
وﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻪ، ﻗـــﺎل ﺟــﻴــﻒ دﻳﻔﻴﺰ اﳌــﺘــﺤــﺪث ﺑــﺎﺳــﻢ اﻟـــــﻮزارة ﻓــﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ إن »اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟﺘﻲ ﺣـﺪدﻫـﺎ اﻻﺗــﻔــﺎق ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﺗﺘﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻏﺮب ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻛﺰ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻟـﻠـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺿﺪ )داﻋﺶ( ﻋﻠﻰ ﺷﺮق ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ وادي اﻟﻔﺮات«. ورﻓـــﺾ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﺣــﻮل ﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ روﺳﻴﺎ ﻗﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋــﺪم اﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻓــﻮق ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟـﺘـﺼـﻌـﻴـﺪ. وﻳــﺄﺗــﻲ إﻋـــﻼن ﻣـﺴـﺆوﻟـﻲ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ ﺿﺪ »داﻋﺶ« ﺣﺘﻰ ﻓﻲ داﺧﻞ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟـﺘـﻬـﺪﺋـﺔ، اﻟــﺘــﻲ أﻋـﻠـﻨـﻬـﺎ اﻻﺗــﻔــﺎق، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أﻋﻠﻨﺖ ﻓﻴﻪ روﺳﻴﺎ أن ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﺘﻢ إﻏﻼﻗﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ.
وأﺷـــــــــــﺎرت ﻣـــــﺼـــــﺎدر ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إﻟﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﺗﺠﺮى ﻟﻌﻘﺪ اﺟﺘﻤﺎع أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ - روﺳـــــــﻲ ﻟــﺒــﺤــﺚ ﻋــــﻮدة روﺳـــﻴـــﺎ ﻟــﻠــﻤــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓـــﻲ اﻻﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺔ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ أﺑــﺮﻣــﺘــﻬــﺎ واﺷـﻨـﻄـﻦ وﻣﻮﺳﻜﻮ ﺣﻮل اﻟﺘﻌﺎون ﻓﻲ اﳌﺠﺎل اﻟﺠﻮي اﻟﺴﻮري. وﻟﻘﺪ ﻋﻠﻘﺖ روﺳﻴﺎ ﻣـﺸـﺎرﻛـﺘـﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻻﺗـــﻔـــﺎق ﻓــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ أﺑــﺮﻳــﻞ )ﻧــﻴــﺴــﺎن( ﺑــﻌــﺪ إﻗـــــﺪام إدارة اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ دوﻧــــﺎﻟــــﺪ ﺗـــﺮﻣـــﺐ ﺑــﻀــﺮﺑــﺔ ﺻﺎروﺧﻴﺔ ﺿﺪ ﻗﺎﻋﺪة ﺟﻮﻳﺔ ﺳﻮرﻳﺔ ردﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻬــﺠــﻮم اﻟــﻜــﻴــﻤــﺎوي ﻋﻠﻰ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪة ﺧﺎن ﺷﻴﺨﻮن.