»ﻧﺸﻮة اﻷﻋﻤﺎق« ﻳﻔﺘﺘﺢ ﺗﻈﺎﻫﺮة »ﺗﻮﻧﺲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺮﻗﺺ«
ﻳﻨﺘﻘﺪ اﻟﻮاﻗﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﶈﻠﻲ ﺑﻌﺪ ١١٠٢
ﺧﻼﻓﺎ ﳌﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﺑﻪ ﻋﻨﻮان اﻟﻌﺮض اﻟـــﻜـــﻮرﻳـــﻐـــﺮاﻓـــﻲ اﻟـــﺘـــﻮﻧـــﺴـــﻲ »ﻧـــﺸـــﻮة اﻷﻋــــﻤــــﺎق«، ﻣـــﻦ إﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ اﻻﺳــﺘــﻠــﻬــﺎم ﻣــﻦ ﻋــﻮاﻟــﻢ اﳌــﺘــﺼــﻮﻓــﲔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ اﻟـﻮﺟـﺪان واﻟﺸﻌﻮر، ﻓﻘﺪ ﺗﻄﺮق اﻟﻌﻤﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎء ﻣﻼﺻﻘﺎ ﳌﺎ ﺗﻤﺮ ﺑﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟــﻔــﺌــﺎت اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻣﻦ ﺗـﺤـﻮﻻت ﻏـﻴـﺮت اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ وﻋـﺎداﺗـﻬــﻢ، وﻟــﻢ ﻳﺸﺬ ﻋـﻦ ﻗـﺎﻋـﺪة ﻧﻘﺪ اﻟــﻮاﻗــﻊ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﻓــﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ ﺑﻌﺪ ﺛﻮرة ١١٠٢.
»ﻧــــﺸــــﻮة اﻷﻋــــــﻤــــــﺎق« ﻋـــﻤـــﻞ ﻓــﻨــﻲ ﻟــﻠــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ إﻳـــﻤـــﺎن اﻟـــﺴـــﻤـــﺎوي، وﺑــﻪ اﻓﺘﺘﺤﺖ اﻟــﺪورة ٦١ ﻟﺘﻈﺎﻫﺮة ﺗﻮﻧﺲ ﻋـــﺎﺻـــﻤـــﺔ اﻟــــﺮﻗــــﺺ اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﻨـــﻈـــﻢ ﻓــﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ ٣ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﻟﺤﺎﻟﻲ إﻟﻰ ٧ ﻣﻨﻪ.
اﻟـﻌـﻤـﻞ وﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟــﺮﻗــﺼــﺎت ﻣﻦ إﺧﺮاج اﻟﺴﻤﺎوي، وأداء أﻋﻀﺎء ﻓﺮﻗﺔ اﳌﺴﺮح اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺸﺎب، أﻣـﺎ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟـــﻠـــﻮﺣـــﺎت اﻟــﻔــﻨــﻴــﺔ ﻓــﻜــﺎﻧــﺖ ﻟــﻌــﺪد ﻣﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ اﻟﺸﺒﺎب.
ﻋﺒﺮ ﺣﺮﻛﺎت ورﻗﺼﺎت اﳌﻤﺜﻠﲔ، ﻳــﺮوي اﻟﻌﻤﻞ »ﻇــﺮوف ﺗﺤﻮل اﳌﻤﺜﻞ، ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺼﻔﺮ، وﻃﻮر اﻧﻌﺪام اﳌﻌﻨﻰ إﻟــﻰ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ أي ﻣــﻦ اﻟﺴﻄﺢ إﻟـــﻰ اﻷﻋــــﻤــــﺎق«، ﻟــﺬﻟــﻚ ﺗـــﺮى ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻼﻣﺮﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﲔ اﳌﻤﺜﻠﲔ ﻓﺘﺠﻌﻠﻬﻢ »ﻳﻔﺎﺟﺄون ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻴﻔﻀﻠﻮن اﻟﻐﻮص ﻓﻲ اﻟﺼﻤﺖ ﻋﺒﺮ ﺧﻴﻂ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ«.
ﺗــــﻄــــﺮﻗــــﺖ اﳌــــﺨــــﺮﺟــــﺔ اﻟـــﺴـــﻤـــﺎوي ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻟــﻔــﻨــّﻲ، إﻟـــﻰ ﻋـــﺪة ﻗﻀﺎﻳﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار ﺗﻔﺸﻲ ﻇﺎﻫﺮة اﻟــﻌــﻨــﻒ واﻧـــﻬـــﻴـــﺎر اﻟــﻘــﻴــﻢ اﻷﺧــﻼﻗــﻴــﺔ وﺑـﺮوز ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺤﻘﺪ واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ، واﻟﻐﻴﺎب اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻘﻴﻢ اﻟﺤﺐ واﳌﻮدة ﺑﻴﻨﻬﻢ.
وﺗـــﻌـــﺘـــﺒـــﺮ ﻣـــﺨـــﺮﺟـــﺔ اﻟـــﻌـــﻤـــﻞ ﻓــﻲ ﺗـــﺼـــﺮﻳـــﺤـــﺎت إﻋــــﻼﻣــــﻴــــﺔ أن اﻧـــﻬـــﻴـــﺎر ﻫــﺬه اﻟـﻘـﻴـﻢ، ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮه ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗـﻮﻟـﻬـﺎ »ﺑـﻌـﻤـﻖ اﻻﻧــﻘــﺴــﺎم اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻟـــﺬي ﺷـﺘـﺖ اﳌﺠﺘﻤﻊ وﺣـــﻮل وﺣـﺪﺗـﻪ وﺗﻤﺎﺳﻜﻪ إﻟﻰ ﺻﺮاع داﺧﻠﻲ«، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ اﻟﺮاﻗﺼﺔ ﻓﻲ »ﻧﺸﻮة اﻷﻋﻤﺎق«.
وﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓــﻲ اﻟـــﺪورة اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﺘﻈﺎﻫﺮة ﺗﻮﻧﺲ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺮﻗﺺ، ٦١ ﻋﻤﻼ ﻛﻮرﻳﻐﺮاﻓﻴﺎ راﻗﺼﺎ، وﺗﺤﺘﻀﻦ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺤﻤﺮاء وﺳﻂ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻋﺮوض »ﻋﻮج« ﳌﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ و»اﻟﻔﺮاغ« ﻟـــﻬـــﺎرون اﻟــﻌــﻴــﺎري و»ﻣــﻤــﻜــﻦ« ﻟﻘﻴﺲ أﺑﻮ ﻟﻌﺮاس و»اﻧﻌﺪام اﻟﺘﻮازن« ﻷﻣﺎل اﻟﻌﻮﻳﻨﻲ و»ﺗﻮﺣﺸﺖ« ﻟﺜﺮﻳﺎ ﺑﻮﻏﺎﻧﻤﻲ و»أوﻻد ﺟﻼﺑﺔ« ﻟﺮﺷﺪي اﻟﺒﻠﻘﺎﺳﻤﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺮض »ﺗﺤﺖ اﻷرض« ﻟﻮاﺋﻞ اﳌﺮﻏﻨﻲ.
أﻣـــــﺎ ﻗــﺎﻋــﺔ اﻟــﻔــﻦ اﻟـــﺮاﺑـــﻊ ﺑــﺸــﺎرع ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ وﺳـﻂ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻓﺘﻔﺘﺢ اﻟـﺴـﺘـﺎر أﻣـــﺎم ﻋـــﺮوض »ﻋـﻤـﺪة ﺷﻮ« ﻟﻌﻤﺎد ﺟﻤﻌﺔ و»وﻗﺖ ﻣﺴﺘﻘﻄﻊ« ﻷﻣــﻤــﻴــﺔ ﻣــﻨــﺎﻋــﻲ و»اﻟـــﺒــﻴــﺎﺗــﺔ« ﳌــــﺮوان اﻟـــﺮوﻳـــﻦ. وﺗـﺤـﺘـﻀـﻦ ﻗــﺎﻋــﺔ اﻟــﻌــﺮوض ﺑـﺎﳌـﻌـﻬـﺪ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﺑــﺘــﻮﻧــﺲ، أﻋــﻤــﺎل »ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ« ﻟﻔﺘﺤﻲ اﻟﻔﺎرح و»ﺻﺪﻓﺔ« ﻟﻌﻤﺮ ﻋﺒﺎس و»ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك« ﻟﺴﻴﺮﻳﻦ اﻟﺪوس و»اﻟﺤﺪود ﻏﻴﺮ اﳌﺮﺋﻴﺔ« ﻟﺴﻬﺎم ﺑﻠﺨﻮﺟﺔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺮض »أﺻﻴﻞ« ﻟﺤﺴﺎم اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮري.
وﺗــﺆﻛــﺪ ﺳــﻬــﺎم ﺑـﻠـﺨـﻮﺟـﺔ ﻣـﺪﻳـﺮة اﻟــﺘــﻈــﺎﻫــﺮة اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ اﻟـﻔـﻨـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻋــﻤــﺎل اﳌـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻓــﻲ اﻟـــﺪورة اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺳﺘﻘﻴﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﺘﺮف ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣـﻦ ﺳﺒﻌﺔ أﻋــﻀــﺎء ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺛـﻼﺛـﺔ ﻣــﻦ ﺗﻮﻧﺲ واﻟﺒﻘﻴﺔ ﻣـﻦ دول أوروﺑــﻴــﺔ. وﺗــﺮى أن ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳌﺸﺎرﻛﺔ، ﺣﺪﻳﺜﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﺺ واﻹﺧﺮاج، وﻫﻲ ﺗﻌﺮض أﻓﻜﺎرا ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫــﻤــﻴــﺔ، ﻣــﺘــﺠــﺎوزة ﺑــﺬﻟــﻚ ﻣــﻮﺿــﻮع اﻟﺮﻗﺺ اﳌﺠﺮد إﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ ﻋﺪة ﻣﺴﺎﺋﻞ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.